الجزيرة:
2025-04-29@03:59:49 GMT

مخاوف أوروبية مبكرة من احتمال عودة ترامب

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مخاوف أوروبية مبكرة من احتمال عودة ترامب

رغم أن المدة الزمنية المتبقية لإجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة نحو 9 أشهر، فإن العين الأوروبية تركز على حساب أدق تفاصيل الحملة الانتخابية ترقبا للساكن القادم في البيت الأبيض، خاصة مع استعداد الأوروبيين لانتخاب برلمانهم القادم.

وبعد 3 أشهر، سيدعى 370 مليون أوروبي إلى مراكز الاقتراع لتجديد برلمانهم، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأميركي على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، والهاجس الذي يؤرق العواصم الرئيسية في أوروبا هو إمكانية عودة الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

والسؤال الذي يشغل أوروبا حاليا هو: كيف تؤثر العودة المحتملة للملياردير الأميركي الذي لا يخفي ازدراءه للاتحاد الأوروبي وأولوياته -التي من بينها دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية ومكافحة تغير المناخ– على صناديق الاقتراع في الاتحاد الأوروبي بدوله الـ27؟

هذا السؤال الرئيسي تصحبه أسئلة أخرى، منها هل سيعزز هذا الاحتمال الصعود المرجح لليمين المتطرف؟ أم أنه على العكس سيشجع الناخبين على توحيد صفوفهم والتصويت لصالح أوروبا أكثر ثباتا؟

يلخص الوضع سيباستيان ميلار من معهد جاك ديلور -الذي مقره باريس- قائلا: "بالنسبة إلى أوروبا، تشكل ولاية جديدة لترامب في البيت الأبيض علامة تعجب كبيرة وعلامة استفهام ضخمة في الوقت نفسه".

أما سوزي دينيسون -المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- فتؤكد أن "سيناريو ترامب" سيعود بعواقب وخيمة على المشروع الأوروبي لسنوات، مضيفة أن عديدا من الأولويات الأوروبية سيصبح تحقيقها "أصعب بكثير". لكنها تأسف، لأن هذا السؤال لن يكون بالضرورة في قلب مناقشات الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي.

وستخضع نتيجة التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستجرى في الفترة من السادس إلى التاسع يونيو/حزيران المقبل لانتخاب 720 نائبا، لتدقيق كبير لأن التوازن بين الأطياف السياسية يحدد مسار السباق على "المناصب العليا" أي رئاسات المؤسسات الرئيسية: البرلمان والمفوضية ومجلس الاتحاد الأوروبي.

لليمين، دُرّ!

قبل أقل من 100 يوم على انتخابات البرلمان الأوروبي، تشير استطلاعات الرأي بوضوح إلى صعود اليمين القومي المناوئ للتكامل الأوروبي، مع وجود مجموعة واسعة من الفروق الدقيقة والمواقف في داخله حسب كل بلد.

ويبدو حزب الشعب الأوروبي (يمين) في وضع جيد يسمح له بالاحتفاظ بموقعه بوصفه قوة سياسية كبرى، يليه الاشتراكيون والديمقراطيون. لكن المرتبة الثالثة تبقى أكثر غموضا؛ فكتلة "أوروبا المتجددة" (وسطيون وليبراليون) التي تحتل هذا الموقع حاليا قد تتفوق عليها مجموعة الهوية والديمقراطية (يمين متطرف).

ويتوقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن يحتل "الشعبويون المناهضون لأوروبا" المرتبة الأولى في 9 من الدول الأعضاء، ومن بينها فرنسا، والمجر، وإيطاليا، وهولندا.

وترى رايتشل ريزو من الفرع الأوروبي للمجلس الأطلسي أن "هناك لغة مشتركة تتمحور حول تهديد الهجرة، لكن من الصعب تحديد التأثير الحقيقي لذلك على المستوى الأوروبي".

ويفترض أن يشكل الوضع الاقتصادي الحالي السيئ تربة خصبة للقوى المناهضة للتكامل الأوروبي. فعلى الرغم من أن المستهلكين بدؤوا يلمسون تراجع التضخم، فليس من المتوقع حدوث أي تحسن اقتصادي قبل الانتخابات.

وخفض البنك المركزي الأوروبي مؤخرا توقعاته للنمو في منطقة اليورو لعام 2024 إلى 0.6%، مقابل 0.8% في تقديراته السابقة.

الاقتصاد أولا

يعتقد نحو 3 من كل 4 أوروبيين أن مستوى معيشتهم سينخفض هذا العام، ويؤكد واحد من كل اثنين تقريبا أن هذا المستوى انخفض بالفعل، حسب دراسة أجريت في ديسمبر/كانون الأول الماضي لـ"يوروباروميتر" (استطلاعات للرأي تجرى منذ 1974 باسم المؤسسات الأوروبية ومن بينها المفوضية).

وتوضح دينيسون أن "هناك عوامل مختلفة تهمّ الناخبين في مختلف البلدان الأوروبية، لكن هناك عاملا أساسيا واحدا في كل مكان، هو الوضع الاقتصادي". وتبقى معرفة إلى أي مدى سينجح ترامب، الذي يرى -في تجمعاته الانتخابية- عدم شعبيته في أوروبا تقديرا له، في محاولته التأثير على المناقشة الأوروبية.

ويؤشر اجتماع ترامب في فلوريدا يوم الجمعة الماضي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان -الذي يوصف بـ"المشاغب" في القمم الأوروبية والزعيم الوحيد في دول الاتحاد الذي يحافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين– إلى نية الرئيس الأميركي السابق أن يظل "المدمّر الأكبر للتعددية عموما، والاتحاد الأوروبي خصوصا".

من جانبه، يؤكد ميلار أن احتمال عودة ترامب "يثير القلق" داخل أوروبا، وهذا يصب في صالح الأحزاب الحاكمة، موضحا أنه "بقدر ما يزداد تهديد ترامب وبقدر ما تزداد عدوانية روسيا، يتقلص الاستعداد للقفز إلى المجهول".

ويتابع أنه "في قضايا مثل السياسة الزراعية المشتركة، يجد اليمين المتطرف ضالته في بيروقراطية بروكسل، والمعايير المبالغ فيها، لكن عندما يتعلق الأمر بأوروبا في مواجهة بقية العالم، فالأمر مختلف تماما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع ويتجه نحو خسائر أسبوعية بفعل مخاوف رسوم ترامب

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، متجهة نحو تسجيل خسائر أسبوعية تتجاوز 2%، وسط تزايد الضغوط الناتجة عن توقعات فائض في المعروض وحالة عدم اليقين التي تحيط بمصير المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 33 سنتا إلى 66.22 دولارا للبرميل، متجهة لتكبد خسارة أسبوعية تقدر بنحو 2.5%. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 31 سنتا ليصل إلى 62.48 دولارا للبرميل، مع توقعات بتسجيل خسارة أسبوعية قدرها 3.3%.

وقال كبير المحللين في مجموعة بورصات لندن آنه فام، في تصريح نقلته رويترز: "تواصل الأسعار التراجع مع استمرار المخاوف من فائض في المعروض من جانب تحالف أوبك بلس، في وقت تبقى فيه توقعات الطلب غير مؤكدة بسبب استمرار التوترات التجارية". وأضاف "ارتفاع الدولار يضيف مزيدا من الضغوط على أسعار الخام".

تباين التصريحات حول المفاوضات التجارية

وفقدت أسعار النفط مكاسبها الجمعة بعدما نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وجود مشاورات أو مفاوضات جارية مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما يتناقض مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال الخميس إن هناك محادثات تجارية جارية.

وأظهرت إخطارات موجهة لشركات أن الصين قررت إعفاء بعض السلع الأميركية من رسوم جمركية بنسبة 125%، وطلبت من الشركات تقديم قوائم بالسلع التي يمكن أن تستفيد من الإعفاء، في خطوة تعكس قلق بكين المتزايد من تداعيات الحرب التجارية على اقتصادها.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن هناك محادثات تجارية جارية مع الصين وهو ما نفته الأخيرة (شترستوك) ضغوط إضافية على أسعار النفط

وتراجعت أسعار النفط في وقت سابق من الشهر الجاري إلى أدنى مستوياتها في 4 سنوات، بعد أن أجج تصاعد الرسوم الجمركية المخاوف بشأن الطلب العالمي وتسبب في موجات بيع واسعة بالأسواق المالية.

إعلان

في سياق متصل، أفادت رويترز مؤخرا بأن عدة أعضاء في تحالف أوبك بلس اقترحوا تسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي اعتبارا من يونيو/حزيران، في وقت قد يسهم فيه وقف الحرب الروسية في أوكرانيا في تدفق المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، مما يزيد من الضغوط على الأسعار.

مقالات مشابهة

  • خشية أوروبية أوكرانية من انسحاب وشيك لترامب من المفاوضات بين كييف وموسكو
  • كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع رسوم ترامب الجمركية؟ مستشار بالمفوضية الأوروبية يجيب
  • العشاء الذي أسهم في إنقاذ أوروبا
  • عودة اللاجئين تتصدر زيارة وزيري داخلية ألمانيا والنمسا لدمشق
  • أين تقف تركيا في معادلة الدفاع الأوروبي؟
  • ستيف بانون يثير جدلًا حول احتمال تولي ترامب ولاية ثالثة
  • بحرُ أحمر مشتعل.. ومركز أمني أمريكي يقر: تحالف واشنطن الأوروبي ينهار تحت الضربات اليمنية
  • المفوضية الأوروبية تستعد للحوار مع ترامب حول الرسوم الجمركية
  • رئيس المجلس الأوروبي يؤكد استعداده للقاء ترامب في أي مكان
  • النفط يتراجع ويتجه نحو خسائر أسبوعية بفعل مخاوف رسوم ترامب