الجزيرة:
2024-07-08@13:05:17 GMT

مخاوف أوروبية مبكرة من احتمال عودة ترامب

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مخاوف أوروبية مبكرة من احتمال عودة ترامب

رغم أن المدة الزمنية المتبقية لإجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة نحو 9 أشهر، فإن العين الأوروبية تركز على حساب أدق تفاصيل الحملة الانتخابية ترقبا للساكن القادم في البيت الأبيض، خاصة مع استعداد الأوروبيين لانتخاب برلمانهم القادم.

وبعد 3 أشهر، سيدعى 370 مليون أوروبي إلى مراكز الاقتراع لتجديد برلمانهم، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الأميركي على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، والهاجس الذي يؤرق العواصم الرئيسية في أوروبا هو إمكانية عودة الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

والسؤال الذي يشغل أوروبا حاليا هو: كيف تؤثر العودة المحتملة للملياردير الأميركي الذي لا يخفي ازدراءه للاتحاد الأوروبي وأولوياته -التي من بينها دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية ومكافحة تغير المناخ– على صناديق الاقتراع في الاتحاد الأوروبي بدوله الـ27؟

هذا السؤال الرئيسي تصحبه أسئلة أخرى، منها هل سيعزز هذا الاحتمال الصعود المرجح لليمين المتطرف؟ أم أنه على العكس سيشجع الناخبين على توحيد صفوفهم والتصويت لصالح أوروبا أكثر ثباتا؟

يلخص الوضع سيباستيان ميلار من معهد جاك ديلور -الذي مقره باريس- قائلا: "بالنسبة إلى أوروبا، تشكل ولاية جديدة لترامب في البيت الأبيض علامة تعجب كبيرة وعلامة استفهام ضخمة في الوقت نفسه".

أما سوزي دينيسون -المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- فتؤكد أن "سيناريو ترامب" سيعود بعواقب وخيمة على المشروع الأوروبي لسنوات، مضيفة أن عديدا من الأولويات الأوروبية سيصبح تحقيقها "أصعب بكثير". لكنها تأسف، لأن هذا السؤال لن يكون بالضرورة في قلب مناقشات الحملة الانتخابية للبرلمان الأوروبي.

وستخضع نتيجة التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي، التي ستجرى في الفترة من السادس إلى التاسع يونيو/حزيران المقبل لانتخاب 720 نائبا، لتدقيق كبير لأن التوازن بين الأطياف السياسية يحدد مسار السباق على "المناصب العليا" أي رئاسات المؤسسات الرئيسية: البرلمان والمفوضية ومجلس الاتحاد الأوروبي.

لليمين، دُرّ!

قبل أقل من 100 يوم على انتخابات البرلمان الأوروبي، تشير استطلاعات الرأي بوضوح إلى صعود اليمين القومي المناوئ للتكامل الأوروبي، مع وجود مجموعة واسعة من الفروق الدقيقة والمواقف في داخله حسب كل بلد.

ويبدو حزب الشعب الأوروبي (يمين) في وضع جيد يسمح له بالاحتفاظ بموقعه بوصفه قوة سياسية كبرى، يليه الاشتراكيون والديمقراطيون. لكن المرتبة الثالثة تبقى أكثر غموضا؛ فكتلة "أوروبا المتجددة" (وسطيون وليبراليون) التي تحتل هذا الموقع حاليا قد تتفوق عليها مجموعة الهوية والديمقراطية (يمين متطرف).

ويتوقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن يحتل "الشعبويون المناهضون لأوروبا" المرتبة الأولى في 9 من الدول الأعضاء، ومن بينها فرنسا، والمجر، وإيطاليا، وهولندا.

وترى رايتشل ريزو من الفرع الأوروبي للمجلس الأطلسي أن "هناك لغة مشتركة تتمحور حول تهديد الهجرة، لكن من الصعب تحديد التأثير الحقيقي لذلك على المستوى الأوروبي".

ويفترض أن يشكل الوضع الاقتصادي الحالي السيئ تربة خصبة للقوى المناهضة للتكامل الأوروبي. فعلى الرغم من أن المستهلكين بدؤوا يلمسون تراجع التضخم، فليس من المتوقع حدوث أي تحسن اقتصادي قبل الانتخابات.

وخفض البنك المركزي الأوروبي مؤخرا توقعاته للنمو في منطقة اليورو لعام 2024 إلى 0.6%، مقابل 0.8% في تقديراته السابقة.

الاقتصاد أولا

يعتقد نحو 3 من كل 4 أوروبيين أن مستوى معيشتهم سينخفض هذا العام، ويؤكد واحد من كل اثنين تقريبا أن هذا المستوى انخفض بالفعل، حسب دراسة أجريت في ديسمبر/كانون الأول الماضي لـ"يوروباروميتر" (استطلاعات للرأي تجرى منذ 1974 باسم المؤسسات الأوروبية ومن بينها المفوضية).

وتوضح دينيسون أن "هناك عوامل مختلفة تهمّ الناخبين في مختلف البلدان الأوروبية، لكن هناك عاملا أساسيا واحدا في كل مكان، هو الوضع الاقتصادي". وتبقى معرفة إلى أي مدى سينجح ترامب، الذي يرى -في تجمعاته الانتخابية- عدم شعبيته في أوروبا تقديرا له، في محاولته التأثير على المناقشة الأوروبية.

ويؤشر اجتماع ترامب في فلوريدا يوم الجمعة الماضي مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان -الذي يوصف بـ"المشاغب" في القمم الأوروبية والزعيم الوحيد في دول الاتحاد الذي يحافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين– إلى نية الرئيس الأميركي السابق أن يظل "المدمّر الأكبر للتعددية عموما، والاتحاد الأوروبي خصوصا".

من جانبه، يؤكد ميلار أن احتمال عودة ترامب "يثير القلق" داخل أوروبا، وهذا يصب في صالح الأحزاب الحاكمة، موضحا أنه "بقدر ما يزداد تهديد ترامب وبقدر ما تزداد عدوانية روسيا، يتقلص الاستعداد للقفز إلى المجهول".

ويتابع أنه "في قضايا مثل السياسة الزراعية المشتركة، يجد اليمين المتطرف ضالته في بيروقراطية بروكسل، والمعايير المبالغ فيها، لكن عندما يتعلق الأمر بأوروبا في مواجهة بقية العالم، فالأمر مختلف تماما".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف الهولندي يعلن انضمامه لتكتل برلماني أوروبي جديد

أعلن زعيم اليمين المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز -أمس الجمعة- أن حزبه يريد الانضمام إلى مجموعة برلمانية أوروبية أعلن عن تشكيلها مؤخرا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وأعلن أوربان -الأحد الماضي- تشكيل المجموعة التي انضم لها الحزب اليميني المتطرف في النمسا والحركة الوسطية التشيكية بزعامة رئيس الحكومة السابق أندريه بابيش.

وتحتاج الكتلة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم "وطنيون من أجل أوروبا"، دعما من أحزاب من 4 دول أخرى على الأقل، ليتم الاعتراف بكونها تكتلا في برلمان الاتحاد الأوروبي.

وفي بيان، قال فيلدرز -وهو رئيس حزب الحرية- "نريد أن نجمع قوانا (في البرلمان الأوروبي) وسننضم بفخر إلى (وطنيون من أجل أوروبا)".

وأضاف "أقوياء وسياديون. نقاوم الهجرة غير القانونية. ندافع عن السلام والحرية وندعم أوكرانيا. ندافع عن إرثنا اليهودي المسيحي. وعن عائلاتنا".

مواجهة "نخب بروكسل"

وكثيرا ما عارض أوربان -الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي– ما يسميها "نخب بروكسل"، واتهم الاتحاد الأوروبي مؤخرا بتأجيج الحرب في أوكرانيا.

وتعهدت المجر باستغلال رئاستها للاتحاد الأوروبي للدفع باتجاه "رؤيتها لأوروبا" تحت شعار "لنجعل أوروبا عظيمة مرة أخرى"، مرددة الشعار الذي أطلقه حليف أوربان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أميركا.

ويشغل حزب الحرية بزعامة فيلدرز 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي.

وفاز حزب فيلدرز في الانتخابات البرلمانية التي جرت بهولندا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو يعد أكبر حزب في الائتلاف اليميني الرباعي الحاكم الذي أدى اليمين الدستورية الثلاثاء الماضي بقيادة رئيس الوزراء ديك شوف.

مقالات مشابهة

  • داليا عبدالرحيم: التشريعات الأوروبية قلصت مخاطر الإرهاب.. خبير: فرنسا أحبطت أكثر من 100 هجوم إرهابي العام الماضي.. وتجربة مصر في مكافحة الإرهاب رائدة
  • داليا عبد الرحيم: الجماعة الإرهابية تُمثل خطرًا محدقًا على المجتمعات الأوروبية
  • بعد الانتخابات.. خبير شؤون أوروبية: شكل السياسة الخارجية لبريطانيا وفرنسا سيتغير
  • يورو 2024 المحطة الأوروبية الأخيرة في مسيرة رونالدو وكروس ومودريتش
  • اليمين المتطرف الهولندي يعلن انضمامه لتكتل برلماني أوروبي جديد
  • المفوضية الأوروبية: فرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية هدفه تغيير الوضع غير العادل
  • معركة «النفس الأخير» لماكرون ضد اليمين المتطرف.. «الوحدة الأوروبية في خطر»
  • بمباركة القصر الملكي..بريطانيا تخالف أوروبا وتنعطف إلى اليسار
  • "يجب على أوكرانيا الاستسلام".. بوتين يستقبل أوربان وسط انتقادات أوروبية
  • قادة أوروبا يتطلعون للعمل مع رئيس الحكومة البريطانية الجديد ويثنون على فوزه