أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم بأنه من شبه المؤكد أن أوكرانيا قامت بتسريع بناء مواقعها الدفاعية في العديد من مناطق خط المواجهة.

وأشار التقييم الاستخباراتي إلى أن أعمال البناء شملت إقامة كتل لـ "أنياب التنين" الدفاعية والخنادق المضادة للدبابات، بالاضافة إلى خنادق للمشاة وحقول ألغام ومواقع دفاعية محصنة.

جدير بالذكر أن "أنياب التنين" هي واحدة من الخطط والتكتيكات العسكرية الدفاعية، التي تتمثل في بناء كتل متوسطة الضخامة من الاسمنت المسلح على الأرض على شكل هرمي، لمنع المدرعات والآليات العسكرية الثقيلة المعادية من التقدم أكثر.

ومن المحتمل جدا أن يؤدي توسيع الخطوط الدفاعية إلى تقليل قدرة روسيا على التقدم أو استغلال المكاسب التكتيكية كجزء من عملياتها الهجومية الحالية، بحسب ما ورد في التقييم.

وأضاف التقييم أن إقامة مواقع دفاعية رئيسية هو دليل على الطابع الاستنزافي للصراع، ويعني أنه من المرجح أن تكون أي محاولة للقيام بعمليات اختراق، مصحوبة بتكبد خسائر كبيرة.

في هذه الاثناء ، انتقدت أوكرانيا اليوم الأحد دعوة البابا فرنسيس طرفي النزاع في هذا البلد إلى التحلي "بشجاعة رفع الراية البيضاء والتفاوض"، مؤكدة أنها لن تستسلم أبدا في مواجهة روسيا.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في منشور على منصة اكس إن "رايتنا صفراء وزرقاء. إنه العلم الذي نعيش من أجله ونموت وننتصر. لن نرفع أبدا رايات أخرى".

وأضاف كوليبا "عندما يتعلق الأمر بالراية البيضاء، فإننا نعرف استراتيجية الفاتيكان في الجزء الأول من القرن العشرين. وأدعو إلى تجنب تكرار أخطاء الماضي ودعم أوكرانيا وشعبها في نضالهما من أجل الحياة"، في إشارة واضحة إلى فترة الحرب العالمية الثانية.

غير أنه أعرب عن أمله أن يجد البابا "الفرصة للقيام بزيارة كنسية إلى أوكرانيا".

وفي مقابلة على قناة "آر تي سي" السويسرية العامة بثت اليوم ، دعا البابا فرنسيس عندما سأل عن الوضع في أوكرانيا، إلى عدم "الخجل من التفاوض قبل أن تتفاقم الأمور".

وأضاف "أعتقد أن الأقوى هم أولئك الذين يرون الوضع ويفكرون في الناس ولديهم الشجاعة لرفع الراية البيضاء والتفاوض".

وصدر ايضا رد ضمني على كلام البابا من رئيس كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية، التي تضم رسميا أكثر من 5 ملايين شخص.

وقال سفياتوسلاف شيفتشوك السبت في قداس خلال زيارة له إلى نيويورك، "أوكرانيا جريحة ولكنها أبية (...) صدقوني، لا أحد تراوده فكرة الاستسلام، حتى في الأماكن التي يدور فيها القتال اليوم - استمعوا إلى شعبنا في مناطق خيرسون، وزابوريجيا، وأوديسا، وخاركيف، وسومي".

الصين تدعو إلى محادثات سلام مباشرة

وفي سياق الدعوات الدولية لوقف المعارك، دعت الصين مجددا إلى "حوار مباشر" بين روسيا وأوكرانيا، قائلة إنها مستعدة للقيام بدورها، في "بناء الجسور" لدفع الجانبين إلى طاولة التفاوض، لإنهاء الصراع الذي دخل الآن عامه الثالث.

وقال المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة جينج شوانج، أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الصراع "تدعو الصين الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتعزيز الاتصال المباشر والحوار وبناء التوافق التدريجي والاستكشاف المشترك للحلول الممكنة"، طبقا لما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية اليوم الأحد.

وأضاف "أننا مستعدون لمواصلة الإبقاء على الاتصالات والاتصال مع جميع الأطراف وبناء إجماع في الرأي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتمهيد الطريق وبناء الجسور للحوار ومحادثات السلام وبذل جهود متواصلة والاضطلاع بدور بناء في تعزيز تسوية سياسية للأزمة".

وتابع "ليس هناك أي فائزين في الصراعات والمواجهات ويجب إنهاء جميع الصراعات حول طاولة التفاوض".

وكان كبار الساسة والمسؤولين في أوكرانيا قد دعوا الجمعة إلى تقديم الدعم لخطة السلام الأوكرانية، وذلك خلال اجتماع مع المبعوث الصيني الخاص لي هوي.

وتدعو خطة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السحب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

الدفاع الروسية: تدمير طائرتين مسيرتين أوكرانيتين

وعلى الارض، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم الأحد، أن الدفاعات الجوية دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق أراضي مقاطعة بيلجورود.

ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن الوزارة قولها في بيان لها: "خلال الليلة الماضية، تم صد محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على أهداف داخل أراضي روسيا الاتحادية".

وأضاف البيان، أن "أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق أراضي مقاطعة بيلجورود".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، أن منظومات الدفاع الجوي الروسي تمكنت من إسقاط 47 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي بيلجورود وكورسك وفولجوجراد وروستوف.

وقالت الوزارة في بيان: "الليلة، تم إحباط محاولة من جانب نظام كييف، لتنفيذ هجوم باستخدام 47 طائرة بدون طيار ضد أهداف على أراضي الاتحاد الروسي".

وأضاف البيان أن "أنظمة الدفاع الجوي المناوبة اعترضت ودمر طائرات بدون طيار، واحدة فوق بيلجورود واثنتين فوق كورسك وثلاث طائرات فوق فولجوجراد و41 طائرة فوق روستوف".

من جهة اخرى، خلفت ضربات روسية ما لا يقل عن ثلاثة قتلى و12 جريحا في شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول محلي، بينما قتلت امرأة في قصف أوكراني على قرية روسية قرب الحدود.

وقال حاكم منطقة دونيتسك الأوكراني فاديم فيلاشكين "خلال الليل، هاجم الروس دوبروبيليا (بلدة تبعد حوالى 45 كيلومترا عن الجبهة) بمسيّرات شاهد؛ وفي الصباح، عثر رجال الإنقاذ على جثتي شخصين تحت أنقاض منزل".

وأضاف أن الجيش الروسي قصف أيضا بالمدفعية صباحا بلدة تشاسيف يار الواقعة قرب الجبهة في منطقة دونيتسك، ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ 66 عاما.

وتابع فاديم فيلاشكين أن ثلاثة صواريخ روسية من طراز إس-300 ضربت أيضا منطقة دونيتسك، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا وفق حصيلة محدثة.

وأوضح أن تسع بنايات سكنية لحقت بها أضرار جراء القصف.

الى ذلك، أعلنت قوات كييف الجوية اليوم الأحد أنها أسقطت 35 من أصل 39 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل.

وقالت أوكرانيا إن هجمات الطائرات المسيّرة استهدفت المنطقتين الوسطى والجنوبية، بينما استهدفت ضربات صاروخية منطقتي خاركيف ودونيتسك في شرق البلاد.

وقالت القوات الجوية على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي "نتيجة للعمليات القتالية، تم إسقاط 35 طائرة في عشر مناطق.

وأضافت أنه تم إسقاط هذه المسيرات في مناطق كييف وفينيتسا وتشيركاسي ودنيبروبتروفسك بوسط البلاد، وأوديسا وخيرسون وميكولايف في الجنوب.

وإلى الغرب، تعرضت منطقتا جيتومير وخميلنيتسكي أيضًا لهجمات بطائرات مسيّرة.

في منطقة دونيتسك المحاصرة، قال مسؤولون إن ضربة صاروخية روسية أصابت بلدة ميرنوغراد.

وقال فاديم فيلاشكين حاكم منطقة دونيتسك، على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الروس قصفوا ميرنوغراد بثلاثة صواريخ من طراز إس-300"، موضحا أن "تسعة أشخاص على الأقل جرحوا بينهم فتى". وأضاف أن "تسعة مبان شاهقة" تضررت.

ونشر مسؤولون صورا لمبنى سكني مرتفع أصبحت جدرانه سوداء، وسيارات مدمرة وحطام خارجه.

وفي منطقة خاركيف (شمال شرق) قال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف إن النار اشتعلت في مخيم ترفيهي بعد قصف في بلدة بوغودوخيف، شمال مدينة خاركيف الرئيسية والقريبة من الحدود الروسية.

وقال سينيغوبوف إن المخيم تعرض للقصف بُعيد منتصف الليل. ونشر صوراً لمنازل خشبية مشتعلة، وقال إنه لم تقع إصابات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منطقة دونیتسک الیوم الأحد

إقرأ أيضاً:

السعودية والبحث عن الاستقلالية الدفاعية: التوجه نحو تركيا

خلال العقد الماضي، شهدت تركيا قفزات سريعة وكبيرة في مجال الصناعات الدفاعية نقلها من واحدة من أكبر المعتمدين على السلاح الغربي في العالم الى واحدة من أكبر 11 مصدّر للأسلحة في العالم. نجم عن هاذ التحوّل بطبيعة الحال تخفيف الإعتماد على الخارج من حوالي 90% الى حوالي 10%، وتعزيز الاستقلالية الدفاعيّة، والسياسة الخارجية المستقلّة، الأمر الذي سمح لأنقرة بأن تفرض نفسها في عدد من الساحات الجيوبوليتيكية، وأن تكون على طاولة المفاوضات مع الكبار.

صناعة واستخدام وتوظيف المسيّرات المقاتلة في حروب غير تقليدية كانت العلامة الفارقة في التحوّل في صناعات الدفاع التركيّة، الامر الذي غيّر من موازين القوى في سوريا، وليبيا، وأذربيجان، وأثيوبيا، وأعطى أوكرانيا الفرصة لإلتقاط أنفاسها وتأخير الهجوم الروسي الى حديد تأمين الدعم اللازم لصد الاحتلال. وقد رسّخ نجاح المسيّرة "بيرقدار TB2" في نزاعات في هذه المسارح من سمعة أنقرة كمورد موثوق لحلول دفاعية حديثة، فعّالة، وغير مكلفة نسبياً لاسيما مقارنة مع المورّدين الغربيين.

إنّ ما أمنّه التقدم في الصناعات الدفاعية لتركيا من استقلالية في القرار وتعزيز للسياسة الخارجية وتقليص من الإعتماد على الخارج أصبح أمراً مرغوباً من قبل معظم الدول التي تبحث عن تنويع علاقاتها او التخفيف من الاعتماد شبه الكلّي على الغرب في التكنولوجيا الدفاعية.اليوم، وبعد أقل من عقد على تدشينها هذا النوع من المسيرات، تتصدّر انقرة قائمة الدول القليلة الرائدة لصناعة المسيرات في العالم. ترافق هذا التطور مع انتاج متسارع لمختلف أنواع الأسلحة والمنصّات الدفاعية المتقدّمة في مجال الدفاع الصاروخي، والحرب الالكترونية، والمدرعات، والبرمائيات، والسفن الحربية، والدبابات. ومن المتوقع أن تضع أنقرة مقاتلتها المتطورة متعددة المهام من الجيل الخامس في الخدمة في قواتها المسلحة في عام 2028، لتجعل تركيا قوة بارزة في صناعة الدفاع العالمية.

قصّة النجاح هذه ملهمة للعديد من دول المنطقة، وفضلاً عن ذلك فإنّ ما أمنّه التقدم في الصناعات الدفاعية لتركيا من استقلالية في القرار وتعزيز للسياسة الخارجية وتقليص من الإعتماد على الخارج أصبح أمراً مرغوباً من قبل معظم الدول التي تبحث عن تنويع علاقاتها او التخفيف من الاعتماد شبه الكلّي على الغرب في التكنولوجيا الدفاعية.

في هذا السياق بالتحديد، لوحظ وجود اهتمام متزايد في السعودية مؤخراً تجاه توثيق العلاقات الدفاعية مع تركيا لاسيما فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية. يعكس الاهتمام المتزايد من السعودية بصناعات الدفاع التركية إعادة تقييم استراتيجية مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية وأمنية، وطموح كبير، ورغبة في تعزيز الاستقلالية الدفاعية وتنويع الشراكات وتحقيق سياسية خارجية مستقلّة.

تقليدياً، تعتمد السعودية على القوى الغربية ـ وخاصة الولايات المتحدة ودول أوروبية ـ لتلبية احتياجاتها الدفاعية، لكن هذا الاعتماد تعرّض لتوترات وهزّات متزايدة خلال العقدين الماضيين، حيث تمّ حظر العديد من الأسلحة عن المملكة العربية السعودية لفترات متقطّعة، كما تمّ تقييد وصولها الى الذخائر في كثير من الأحيان خلال الأوقات الحرجة، وحيثما تمّ السماح بصفقات كبيرة، تمّ فرض شروط وقيود تحدّ من الإستخدام الفعّال للأسلحة.

معظم هذه التوترات ناجمة في الغالب عن ربط الصفقات بقضايا سياسية، إما للابتزاز او لتحقيق غايات لا تتعلق بالسلاح بالدرجة الأولى بحجّة مخاوف حول حقوق إنسان أو غيرها من الذرائع. وبالرغم من انّ الرياض من أكبر مستوري السلاح في العالم، وبالرغم المليارات التي تنفقها السعودية في التعاون الامني والدفاعي، إلا أنّ الفائدة المتوخاة من شراء النفوذ والتعاون مع الأمني مع الغرب لم تكن بالقدر المتوقع أو المأمول ربما. والدليل الأبرز على ذلك ربما، عندما تُركت الرياض وحيدة إثر هجوم بالمُسيّرات ضرب منشآتها الحيوية وأدى الى توقف تدفّق كمّيات هائلة من النفط السعودي الى السوق العالمي عام 2019.

منذ ذلك الوقت، تَسارعَ بحثُ المملكة العربية السعودية عن بدائل، وترافق ذلك مع إتجاه عام لتنويع الشراكات الإقليمية والدولية، وخطّة طموحة لبناء صناعات دفاعيّة محلّية في المملكة تتوافق مع رؤية السعودية 2030 التي تشدّد على التوطين، وذلك من أجل تحقيق الإستقلالية الإستراتيجية في مجالي الدفاع والأمن وكذلك السياسة الخارجية، والتقليل من الإعتماد شبه الكلي بشكل أحادي على الغرب.

ويمكن ملاحظة أنّ هذا الاتجاه ترافق مع التطبيع التركي- السعودي خلال السنوات القليلة الماضية، مما أعطى المملكة خيارات إضافية لاسيما في مجال الدفاع. إذ عقدت المملكة مع انقرة أكبر صفقة في تاريخ الصناعات الدفاعية التركية عندما إختارت تزويدها بمسيرات "أكنجي" المتطوّرة، حيث تشير التقديرات الى أنّ قيمة الصفقة تجاوزت الـ3 مليار دولار.

يعكس الاهتمام المتزايد من السعودية بصناعات الدفاع التركية إعادة تقييم استراتيجية مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية وأمنية، وطموح كبير، ورغبة في تعزيز الاستقلالية الدفاعية وتنويع الشراكات وتحقيق سياسية خارجية مستقلّة.ونقلت تقارير بعدها عن محادثات تجري بين تركيا وإحدى الدول الخليجية لتزويدها بسفينة حربية تركية الصنع تزيد قيتها عن المليار دولار. وأشارت "بلومبرج" قبل عدّة أيام الى أنّ المملكة تبحث شراء معدّات عسكرية تركية بقيمة 6 مليار دولار. جاء ذلك بعد المحادثات رفيعة المستوى التي جرت أواخر شهر ديسمبر الماضي بين مسؤولين عسكريين أتراك ونظرائهم السعوديين مع حديث عن إهتمام السعودية بمقاتلة "كآن" التركية من الجيل الخامس.

تُقدّم صناعة الدفاع التركية خياراً جذاباً للسعودية لعدد من الأسباب. أولاً، توثيق العلاقات الدفاعية والأمنيّة مع تركيا لاسيما في مجال الصناعات الدفاعية يخدم سياسية التنويع ويُحفّز البحث عن بدائل لإحتكارات غربية، وينسج شراكات سياسية وإقتصادية ودفاعيّة تتجاوز المفعول المباشر لشراء أسلحة من تركيا، وهذا يصب في مصلحة المملكة في نهاية المطاف.

ثانياً، ترتبط واردات السلاح الغربية عادة بالكثير من الشروط والقيود، علاوة على إستخدامها كورقة إبتزاز للضغط أو للحصول على مكاسب سياسية، فضلاً عن التكاليف المالية الباهظة التي سيكون على المشتري تحمّلها نظراً لخلو القائمة من البدائل الممكنة ذات الجودة أو الفعالية العالية. الإنفتاح على الصناعات الدفاعية التركية لا يرتبط بقيود او شروط من هذا النوع، وهذا يعني أنّ المملكة ستكون أكثر حريّة في اختيار ما ترغب به او يناسبها من تسلّح. المفارقة أنّ زيادة الشراء من مورّدين كتركيا يرغم الآخرين على تغيير صيغة شروطهم او التقليل منها للبقاء في السوق، وهذا الامر يفيد المملكة من الجانبين.

ثالثا، وهو الأهم من وجهة نظر السعودية، أنّ تركيا وبخلاف الدول الغربية منفتحة على نقل الخبرات والتقنيات والتكنولوجيا الى الدول الإسلامية الأخرى، وهذا يخدم طموح المملكة في بناء صناعات دفاعية محليّة لأنّها تتطلب المشاركة في الإنتاج ونقل نسب معيّنة من التكنولوجيا. كما يعدّ هذا العامل بمثابة أرضية جيّدة لبناء شراكات استراتيجية ينجم عنها نتائج فعلية مع خلق فرص عمل وتعزيز الابتكار التكنولوجي داخل المملكة بدلاً من تبديد المال في شراكات غربية دون الحصول على نتائج فعلية أو ضمانات دفاعية أو امنية حقيقية.

وتخدم هذه العوامل الاستقلالية الاستراتيجية التي تسعى المملكة الى تحقيقها، فضلاً عن أنّ الانفتاح الدفاعي على تركيا يساهم كذلك ببناء علاقات اقتصادية متينة اذ لا ترقى العلاقات الاقتصادية القائمة الى مستوى البلدين فضلاً عن طموحهما. شراء أسلحة استراتيجية يؤدي كذلك الى توثيق العلاقات الثنائية والى تقريب أجندات الطرفين في القضايا ذات المصلحة المشتركة وتوسع من آفاق التعاون والتكامل بينهما في هذا المجال على المستوى الجيو-سياسي حيث التنافس الإقليمي والدولي سيكون على أشدّه في المرحلة القادمة.

مقالات مشابهة

  • روسيا: ما قامت به أوكرانيا من استهداف مدرسة داخلية يعتبر جريمة حرب
  • واشطن تطالب كييف بإجراء انتخابات بعد الحرب
  • مقتل 56 ألف جندي أوكراني.. الدفاع الروسية تكشف حجم خسائر قوات كييف بـ«كورسك»
  • الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونتسك
  • السعودية والبحث عن الاستقلالية الدفاعية: التوجه نحو تركيا
  • أوكرانيا في حالة تأهب وتحذيرات من الصواريخ الروسية
  • محادثات جادة بين ترامب وبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة شرقي أوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن تدمير منشأة عسكرية في روسيا
  • محادثات إيجابية بين حكومة الشرع ووفد الحكومة الروسية على دعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها