لندن: كييف قامت بتسريع بناء مواقعها الدفاعية..وبكين تدعو مجددا إلى محادثات سلام مباشرة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم بأنه من شبه المؤكد أن أوكرانيا قامت بتسريع بناء مواقعها الدفاعية في العديد من مناطق خط المواجهة.
وأشار التقييم الاستخباراتي إلى أن أعمال البناء شملت إقامة كتل لـ "أنياب التنين" الدفاعية والخنادق المضادة للدبابات، بالاضافة إلى خنادق للمشاة وحقول ألغام ومواقع دفاعية محصنة.
جدير بالذكر أن "أنياب التنين" هي واحدة من الخطط والتكتيكات العسكرية الدفاعية، التي تتمثل في بناء كتل متوسطة الضخامة من الاسمنت المسلح على الأرض على شكل هرمي، لمنع المدرعات والآليات العسكرية الثقيلة المعادية من التقدم أكثر.
ومن المحتمل جدا أن يؤدي توسيع الخطوط الدفاعية إلى تقليل قدرة روسيا على التقدم أو استغلال المكاسب التكتيكية كجزء من عملياتها الهجومية الحالية، بحسب ما ورد في التقييم.
وأضاف التقييم أن إقامة مواقع دفاعية رئيسية هو دليل على الطابع الاستنزافي للصراع، ويعني أنه من المرجح أن تكون أي محاولة للقيام بعمليات اختراق، مصحوبة بتكبد خسائر كبيرة.
في هذه الاثناء ، انتقدت أوكرانيا اليوم الأحد دعوة البابا فرنسيس طرفي النزاع في هذا البلد إلى التحلي "بشجاعة رفع الراية البيضاء والتفاوض"، مؤكدة أنها لن تستسلم أبدا في مواجهة روسيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في منشور على منصة اكس إن "رايتنا صفراء وزرقاء. إنه العلم الذي نعيش من أجله ونموت وننتصر. لن نرفع أبدا رايات أخرى".
وأضاف كوليبا "عندما يتعلق الأمر بالراية البيضاء، فإننا نعرف استراتيجية الفاتيكان في الجزء الأول من القرن العشرين. وأدعو إلى تجنب تكرار أخطاء الماضي ودعم أوكرانيا وشعبها في نضالهما من أجل الحياة"، في إشارة واضحة إلى فترة الحرب العالمية الثانية.
غير أنه أعرب عن أمله أن يجد البابا "الفرصة للقيام بزيارة كنسية إلى أوكرانيا".
وفي مقابلة على قناة "آر تي سي" السويسرية العامة بثت اليوم ، دعا البابا فرنسيس عندما سأل عن الوضع في أوكرانيا، إلى عدم "الخجل من التفاوض قبل أن تتفاقم الأمور".
وأضاف "أعتقد أن الأقوى هم أولئك الذين يرون الوضع ويفكرون في الناس ولديهم الشجاعة لرفع الراية البيضاء والتفاوض".
وصدر ايضا رد ضمني على كلام البابا من رئيس كنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية، التي تضم رسميا أكثر من 5 ملايين شخص.
وقال سفياتوسلاف شيفتشوك السبت في قداس خلال زيارة له إلى نيويورك، "أوكرانيا جريحة ولكنها أبية (...) صدقوني، لا أحد تراوده فكرة الاستسلام، حتى في الأماكن التي يدور فيها القتال اليوم - استمعوا إلى شعبنا في مناطق خيرسون، وزابوريجيا، وأوديسا، وخاركيف، وسومي".
الصين تدعو إلى محادثات سلام مباشرة
وفي سياق الدعوات الدولية لوقف المعارك، دعت الصين مجددا إلى "حوار مباشر" بين روسيا وأوكرانيا، قائلة إنها مستعدة للقيام بدورها، في "بناء الجسور" لدفع الجانبين إلى طاولة التفاوض، لإنهاء الصراع الذي دخل الآن عامه الثالث.
وقال المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة جينج شوانج، أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الصراع "تدعو الصين الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وتعزيز الاتصال المباشر والحوار وبناء التوافق التدريجي والاستكشاف المشترك للحلول الممكنة"، طبقا لما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية اليوم الأحد.
وأضاف "أننا مستعدون لمواصلة الإبقاء على الاتصالات والاتصال مع جميع الأطراف وبناء إجماع في الرأي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتمهيد الطريق وبناء الجسور للحوار ومحادثات السلام وبذل جهود متواصلة والاضطلاع بدور بناء في تعزيز تسوية سياسية للأزمة".
وتابع "ليس هناك أي فائزين في الصراعات والمواجهات ويجب إنهاء جميع الصراعات حول طاولة التفاوض".
وكان كبار الساسة والمسؤولين في أوكرانيا قد دعوا الجمعة إلى تقديم الدعم لخطة السلام الأوكرانية، وذلك خلال اجتماع مع المبعوث الصيني الخاص لي هوي.
وتدعو خطة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السحب الكامل للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
الدفاع الروسية: تدمير طائرتين مسيرتين أوكرانيتين
وعلى الارض، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح اليوم الأحد، أن الدفاعات الجوية دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق أراضي مقاطعة بيلجورود.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن الوزارة قولها في بيان لها: "خلال الليلة الماضية، تم صد محاولة من قبل نظام كييف لتنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على أهداف داخل أراضي روسيا الاتحادية".
وأضاف البيان، أن "أنظمة الدفاع الجوي المناوبة دمرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق أراضي مقاطعة بيلجورود".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، أن منظومات الدفاع الجوي الروسي تمكنت من إسقاط 47 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضي بيلجورود وكورسك وفولجوجراد وروستوف.
وقالت الوزارة في بيان: "الليلة، تم إحباط محاولة من جانب نظام كييف، لتنفيذ هجوم باستخدام 47 طائرة بدون طيار ضد أهداف على أراضي الاتحاد الروسي".
وأضاف البيان أن "أنظمة الدفاع الجوي المناوبة اعترضت ودمر طائرات بدون طيار، واحدة فوق بيلجورود واثنتين فوق كورسك وثلاث طائرات فوق فولجوجراد و41 طائرة فوق روستوف".
من جهة اخرى، خلفت ضربات روسية ما لا يقل عن ثلاثة قتلى و12 جريحا في شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول محلي، بينما قتلت امرأة في قصف أوكراني على قرية روسية قرب الحدود.
وقال حاكم منطقة دونيتسك الأوكراني فاديم فيلاشكين "خلال الليل، هاجم الروس دوبروبيليا (بلدة تبعد حوالى 45 كيلومترا عن الجبهة) بمسيّرات شاهد؛ وفي الصباح، عثر رجال الإنقاذ على جثتي شخصين تحت أنقاض منزل".
وأضاف أن الجيش الروسي قصف أيضا بالمدفعية صباحا بلدة تشاسيف يار الواقعة قرب الجبهة في منطقة دونيتسك، ما أدى إلى مقتل رجل يبلغ 66 عاما.
وتابع فاديم فيلاشكين أن ثلاثة صواريخ روسية من طراز إس-300 ضربت أيضا منطقة دونيتسك، ما أدى إلى إصابة 12 شخصا وفق حصيلة محدثة.
وأوضح أن تسع بنايات سكنية لحقت بها أضرار جراء القصف.
الى ذلك، أعلنت قوات كييف الجوية اليوم الأحد أنها أسقطت 35 من أصل 39 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل.
وقالت أوكرانيا إن هجمات الطائرات المسيّرة استهدفت المنطقتين الوسطى والجنوبية، بينما استهدفت ضربات صاروخية منطقتي خاركيف ودونيتسك في شرق البلاد.
وقالت القوات الجوية على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي "نتيجة للعمليات القتالية، تم إسقاط 35 طائرة في عشر مناطق.
وأضافت أنه تم إسقاط هذه المسيرات في مناطق كييف وفينيتسا وتشيركاسي ودنيبروبتروفسك بوسط البلاد، وأوديسا وخيرسون وميكولايف في الجنوب.
وإلى الغرب، تعرضت منطقتا جيتومير وخميلنيتسكي أيضًا لهجمات بطائرات مسيّرة.
في منطقة دونيتسك المحاصرة، قال مسؤولون إن ضربة صاروخية روسية أصابت بلدة ميرنوغراد.
وقال فاديم فيلاشكين حاكم منطقة دونيتسك، على وسائل التواصل الاجتماعي إن "الروس قصفوا ميرنوغراد بثلاثة صواريخ من طراز إس-300"، موضحا أن "تسعة أشخاص على الأقل جرحوا بينهم فتى". وأضاف أن "تسعة مبان شاهقة" تضررت.
ونشر مسؤولون صورا لمبنى سكني مرتفع أصبحت جدرانه سوداء، وسيارات مدمرة وحطام خارجه.
وفي منطقة خاركيف (شمال شرق) قال الحاكم المحلي أوليغ سينيغوبوف إن النار اشتعلت في مخيم ترفيهي بعد قصف في بلدة بوغودوخيف، شمال مدينة خاركيف الرئيسية والقريبة من الحدود الروسية.
وقال سينيغوبوف إن المخيم تعرض للقصف بُعيد منتصف الليل. ونشر صوراً لمنازل خشبية مشتعلة، وقال إنه لم تقع إصابات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: منطقة دونیتسک الیوم الأحد
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تقرض أوكرانيا 3 مليارات دولار والنرويج تسعى لزيادة الدعم
أبرمت وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز مع وزير المالية الأوكراني سيرجي مارتشينكو اتفاقا لتقديم قرض قيمته 2.26 مليار جنيه إسترليني (2.84 مليار دولار لأوكرانيا). وحسب بيان لوزارة الخزانة، فأنه من المتوقع منح أوكرانيا الشريحة الأولى من القرض هذا الأسبوع.
اتفاق سلاممن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده وفرنسا ستعملان على صياغة اتفاق سلام مع أوكرانيا لتقديمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصف ذلك بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح بعد اجتماع ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة وشهد مشادة في البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يستضيف ستارمر قادة دول غربية في لندن في محاولة لإحياء مسألة طرح اتفاق سلام. وقال إنه يأمل أن يخرج تحالف أوروبي "من الدول ذات العزيمة" بموقف موحد لدعم كييف.
لكنه قال إن أي وقف لإطلاق النار يجب أن تضمنه الولايات المتحدة لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا مرة أخرى.
وأضاف لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "بمعنى آخر، علينا أن نجد تلك الدول المستعدة للمبادرة أكثر في أوروبا".
دعم ترويجيفي السياق، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره لشبكة (إن آر كيه) السبت إن حكومة بلاده ستطلب قريبا من البرلمان زيادة الدعم الاقتصادي لأوكرانيا.
إعلانوأضاف ستوره: "يمكنني أن أقول اليوم إننا سنعود إلى البرلمان في المستقبل القريب باقتراح لزيادة الدعم".
وافق البرلمان النرويجي في أواخر العام الماضي على إنفاق ما مجموعه 35 مليار كرونة نرويجية (3.12 مليارات دولار) على الدعم العسكري والمدني لأوكرانيا في عام 2025 وما مجموعه 155 مليار كرونة (13.76 مليار دولار) في الأعوام من 2023 إلى 2030.
وسيجتمع ستوره مع زعماء أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن اليوم الأحد.
ويشارك في قمة لندن كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورؤساء الوزراء الكندي جاستن ترودو والبولندي دونالد توسك والإيطالية جورجيا ميلوني فضلا عن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته ورئيسي المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي أورسولا فون دير لاين وأنطونيو كوستا.
تأتي هذه القمة قبل القمة الأوروبية الاستثنائية بشأن أوكرانيا المقرر عقدها الخميس في بروكسل.