قبل استشهاده، كان الجندي، محمود سامي رمضان، محبا للتصوير الفوتوغرافي، بحكم مهنة والده.. كانت الكاميرا صديقته.. نشأ «محمود» في عزبة العويضة، قرية ميت حبيب، مركز بلبيس، محافظة الشرقية.

استشهد «محمود» خلال تصديه لمجموعة من العناصر الإرهابية، حاولت الهجوم على نقطة رفع مياه، غرب سيناء.. تقول شقيقته «أميمة»: «استشهد، الملاك، في السابع من مايو عام 2022».

تضيف «أميمة»: «محمود، كلمنا، ظهر يوم استشهاده.. مساء اليوم نفسه، زارنا والد أمي.. سألنا: عرفتوا اللي حصل.. الكمين اللي بيخدم فيه، محمود، تعرض لهجوم.. لم أصدق أنا وأمي.. كنا لسه مكلمينه من شويه».

الشهيد محمود سامي رمضان محمد

تتابع «أميمة»: «والدي كان نائما.. بادرت بإيقاظه، حتى نطمئن على محمود، ونتأكد من صحة الخبر من عدمه.. كان تليفونه بيرن عادي، لكن اكتشفنا أنه بين أسماء الشهداء.. أغمى عليا، ومكنتش واعية بأي حاجة».

وعن انطباع الأسرة، تقول «أميمة»: «لحد دلوقتي فاكرين إنه في وحدته لغاية دلوقتي.. عرفنا من أخويا الصغير أن محمود كان كلمه الصبح وزي ميكون قلبه حاسس إنه هيستشهد.. قال له: خلي بالك من أختك وأبوك وأمك».

تقول «أميمة»: «استشهاد شقيقي فخر لي ولأسرتنا.. نتباهى أمام الجميع أن منزلنا به شهيد، ضحى بنفسه من أجل وطنه.. أتذكره دائما في دعائي.. اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها.. كان الأطيب.. كان كالملاك».

اقرأ أيضاًشقيق الشهيد ماهر عطية مسيوغة لـ«الأسبوع»: كان بمثابة والدي الثاني

شقيق الرقيب الشهيد أحمد إسماعيل: عاش رجلًا.. ورحل بطلًا

والدة الشهيد أحمد بسيوني لـ«الأسبوع»: نجلي من خير أجناد الأرض.. ترك لنا الفخر والتقدير

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشهيد شهداء مصر محمود سامي رمضان يوم الشهيد

إقرأ أيضاً:

ريم بين ركام غزة.. حين يصبح النسيان نعمة والذاكرة جحيما

في ليلة 27 رمضان، بينما كان سكان بيت لاهيا شمالي قطاع غزة يُحيون ليلهم بصلاة القيام، انفجر صمت السماء بصوت مدوّ حولت به قذيفة إسرائيلية منزل عائلة البلي إلى ركام، تاركة ريم حسام (16 عاما) محاصرة بين جثث أمها وأبيها وأختها الصغيرة.

ظلت الفتاة الفلسطينية 4 أيام بلا طعام، تشرب ماء قد توفر لها، وتستجدي الحياة بين رائحة الموت، قبل أن تخرج وتجدها إحدى قريباتها مذعورة وعاجزة عن النطق، وتلوح برأسها إجابة عن سؤال: "أنتِ ريم؟".

كانت أسرة المحامي حسام البلي تعيش بسلام قبل أن تنقلب موازين الوجود في لحظة قصف واحدة، فحين كان البعض يقيمون ليلهم بصلاة التراويح، ذهب القتلة إلى ما يتقنون -القتل- كما تقول مراسلة الجزيرة فاطمة التريكي في تقريرها عن الفتاة ريم.

تحكي ريم بوجه تظهر عليه آثار الحادثة، وهي تحاول استعادة شظايا ذاكرتها المبعثرة: "في الحرب جاءت أختي، بس هذا اللي متذكرة". تتوقف لحظات كأنها تبحث عن كلمات غارقة في بحر النسيان، ثم تستحضر صورة أختها صبا: "لما كنت أطلع كانت تزعل أختي وتبكي كتير بدها إياني (تريدني)، بتلزق (تلتصق) بي. أختي كانت كتير تحبني، وأنا كنت أحبها".

يروي التقرير مأساة هذه الفتاة التي فقدت نصف عائلتها في غارة إسرائيلية، فدويّ الانفجار الذي، كما تقول التريكي، "حين ينفث ناره، يصيب بصمم لحظي"، قد يكون سببا في فقدان ريم لأجزاء من ذاكرتها. "لا أتذكر كيف أصبت نهائيا، لا أتذكر شيئا قبل ذلك"، تقول ريم بصوت خافت.

إعلان

انهار منزل آل البلي بقنبلة، لكن القدر ترك فسحة صغيرة عاشت فيها ريم مصابة وسط الأنقاض. "ضليت (ظللت) 4 أو 5 أيام… بقيت أشرب مي"، تقول ريم مختصرة رحلة بقاء استمرت أياما تحت الركام بجوار جثامين أحبتها.

حلم بعيد المنال

وبعد أيام العزلة والألم، استطاعت ريم أن تخرج من تحت الأنقاض وتتحرك كالشبح نحو بيت جدها، حيث تتخيل أنها وجدت ماء ساخنا للاستحمام، وهو حلم بعيد المنال في غزة المحاصرة، ثم تراءت لها أشباح وأشخاص في رحلتها المشوشة، حتى عثر عليها أقارب بالمصادفة.

"أخو زوج خالتي كان مروح (ذاهبا) مع زوجته ولقاني… قالت زوجته: معقول هذي ريم؟ لما شافتني (رأتني) قالت لي: أنت ريم؟ فأومأت برأسي لأني لم أكن أقدر على الكلام،" تروي ريم لحظة إنقاذها بكلمات مقتضبة.

المفارقة الأكثر إيلاما في قصة ريم أنها، رغم معرفتها بفقدان والديها وأختها الصغيرة، لم تستطع البكاء إلا عندما رأت شيئا واحدا: "ترنجة (ملابس) أختي لما شفتها آخر مرة على الحبل"، فملابس طفلة معلقة على حبل الغسيل كانت كافية لتفجر نهرا من الدموع المكبوتة.

وتعلق التريكي "وطني حبل غسيل لمناديل الدم المسفوك في كل دقيقة"، مستشهدة بشاعر فلسطيني كتب هذه الكلمات قبل عقود، كأن المأساة تعيد نفسها ثم تتساءل: "أي زلازل نفسية في دواخلهم؟ أعقدة الناجي أم قسوة الظلم أم كسر حاجز الموت أم قهر الفقد الجماعي؟".

وريم نموذج لعشرات الآلاف من المدنيين، خصوصا الأطفال الذين يعيشون أهوالا تفوق الاحتمال في غزة، فتاة في مقتبل العمر حُرمت من أسرتها، وأُجبرت على مواجهة وحشية الحرب وقسوة الفقد وحدها.

ويبقى السؤال معلقا في نهاية التقرير: "ماذا فعلت غزة لتلقى كل هذا اللؤم؟ ماذا فعلت ريم وصبا وأسماء أخرى؟"، والإجابة المرة: "لا شيء… إنهم فلسطينيون في أرض محتلة".

مقالات مشابهة

  • سعف النخيل يزين الكنائس.. بدء قداس أحد الشعانين في كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بقنا
  • مريم محمود الجندي تحيي ذكرى وفاة والدها السادسة: قلبي لم يعتد غيابك
  • ما زال وجعي كما هو.. مريم الجندي تعرب عن افتقادها لوالدها
  • محمود الجندي يتصدر التريند في ذكرى رحيله.. ماذا قدم خلال مسيرته الفنية؟
  • رانيا فريد شوقي تحيي ذكرى محمود الجندي بكلمات مؤثرة
  • بعد 6 سنوات على رحيله.. محمود الجندي يتصدر تريند جوجل ويحيي ذكريات الفن الحقيقي
  • ريم بين ركام غزة.. حين يصبح النسيان نعمة والذاكرة جحيما
  • فرقة قصر ثقافة أبوالمطامير تحيي الذكرى السادسة لوفاة الفنان محمود الجندي
  • بكلمات مؤثرة.. رانيا فريد شوقي تُحيى الذكرى السادسة لرحيل محمود الجندي
  • ذكرى وفاة محمود الجندي.. فنان مُتعدد الوجوه وصاحب بصمة فنية لا تُنسى (تقرير)