ميناء غزة المنتظر يفجر التساؤلات .. ما دور نحل البحار؟
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
سرايا - منذ الإعلان عنه قبل أيام، والرصيف البحري الذي تعتزم الولايات المتحدة إنشاءه في نقطة ما على ساحل قطاع غزة، يثير الفضول بقدر ما يفجر التساؤلات حول موقعه المحتمل، فضلا عن طريقة تشغيله وإدارته، ناهيك عن الجهات التي ستتولى الاستلام والتوزيع داخل القطاع المنكوب.
فبعد أكثر من خمسة أشهر من الحرب التي اندلعت في قطاع غزة وقتل فيها نحو 31 ألف فلسطيني وجرح ما يزيد على 70 ألفا آخرين، تبدو حليفة إسرائيل، مهتمة بشكل خاص بإيصال المساعدات الإنسانية لمليونين و200 ألف شخص يسكنون القطاع بعد أن بدأت تخرج للنور لقطات لوفاة عدد من الأطفال جوعا.
فقد أعلن البنتاغون قبل يومين أن تشييد ميناء عائم لتوصيل المساعدات إلى القطاع قد يستغرق شهرا واحدا على الأقل أو اثنين حتى يدخل حيز التشغيل الكامل، وإن الميناء سيحتاج على الأرجح ألف جندي لإنشائه.
لكن حتى الآن، لم يصرّح أحد بالموقع المحتمل لإنشاء الميناء الذي حلمت به غزة لعقود والذي ستحصل الآن على رصيف منه، بينما يأمل أهلها ألا يكون ذلك بعد فوات الأوان.
وفي السياق، أوضح العميد السابق بالمخابرات الأردنية عمر الرداد أن هذا المشروع لإنشاء خط بحري من قبرص إلى غزة كان واحدا من خيارات طرحت قبل بضع سنوات من دون أن يوضع موضع التنفيذ.
كما أضاف أن الولايات المتحدة التي أعلن مسؤولوها أن الأمر قد يستغرق نحو شهرين لإيصال أول شحنة مساعدات لمن تحاصرهم إسرائيل في القطاع الساحلي، منذ السابع من أكتوبر لن يكون لقواتها وجود على الأرض، حسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي. وقال "لن يكون هناك تواجد للقوات الأميركية على الأرض، لكنها ستكون قريبة منه في البحر لتأمين الحماية له".
لكنه طرح أيضا أسئلة مشروعة عمن سيتكفل باستلام الشحنات في الميناء المنتظر ثم توزيعها على مئات الآلاف من الجوعى الذين يطرق شهر رمضان بابهم خلال أيام من دون أي بادرة لهدنة تحترم صيامهم.
لاسيما أنه من المحال أن تقبل تل أبيب أو واشنطن بأن تلعب حماس أي دور في استلام الشحنات وتوزيعها.
فيما أكد مخطط بحري عسكري أردني، لم يكشف عن هويته، أن الجهة المكلفة بإنشاء الرصيف هي القاعدة الأميركية في ساردينيا بإيطاليا. وقال "أميركا قادرة على عمل إنزالات بدون أي ميناء.. يعني تصل السفينة وترسو على الشاطئ مباشرة ثم تفتح بطنها لتنزل منها شاحنات تفرغها وتنطلق مغادرة".
كما أضاف "عندهم مركبات اسمها (إل.سي.يو).. ترسو ثم تمشي على البر.. كل واحدة تستوعب حمولة شاحنتين أو ثلاث.. بمقدورها التنقل ذهابا وعودة وحمل أي كميات يريدونها".
نحل البحار
إلى ذلك، رجح أن يوكل الجيش الأميركي مهمة إنشاء هذا الهيكل البحري، إلى وحدات له تتمركز في جزيرة ساردينيا الإيطالية.
وأضاف أن "الجيش الأميركي يملك وحدة هندسة كاملة اسمها وحدة نحل البحار.. مهمتها إنشاء مثل هذه الأرصفة.. رغم أننا لم نسمع عن هذا الأمر منذ الحرب العالمية الثانية".
مستحيلة
في المقابل، رأى مسؤول بحري عراقي كبير إنشاء هذ الميناء المحدود بالشكل الذي يطرحه الأميركيون "عملية صعبة جدا لأنها تحتاج إلى أشياء كثيرة، إن لم تكن مستحيلة"
وقال أسعد الراشد، مدير مشروع ميناء الفاو الكبير في البصرة، لوكالة أنباء العالم العربي إن هذه عملية تحتاج للتعامل مع البحر والبر، إضافة لضرورة توفير أعماق لرسو الباخرة.
كما أضاف "هذه الوظيفة تتطلب أن يكون هناك عمق بحري كافٍ لترسو السفينة.. وتتطلب وجود واجهة بحرية متينة تتحمل رسو الباخرة وتتحمل في نفس الوقت الأحمال التي ستفرغ على الرصيف ولا تدفع الساحل أو التربة باتجاه البحر. وأردف قائلا :" هذه العملية تحتاج إلى حماية.. يعني عادة تعتمد على نوع التربة في المنطقة بإضافة طبقات معينة في التربة لمنع تسرب الرمل إلى البحر وفي نفس الوقت تحمي الساحل وتوفر مرسى للباخرة".
كما شدد على أن "كل هذه الأشياء من الصعب أن تنجز خلال 60 يوماً". وقال: "إذا كنا نتحدث عن رصيف وقتي لإنجاز مهام إنسانية أو ما شابه، فإن هذا العمل صعب جدا يتحقق خلال 60 يوما".
في السياق، رجح مصدر سياسي فلسطيني أن يكون نهاية شارع صلاح الدين (نتساريم) في وسط قطاع غزة الموقع الذي يعتقد أن الأميركيين سيشيدون فيه رصيفهم الموعود. وقال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه إن هذه المنطقة توفر أكثر من عامل للإسرائيليين "الذين ولا شك سيتحكمون في العملية من أولها لآخرها".
كما أضاف أن هذه النقطة تقع بين دوّارين رئيسيين لتوفر ما يشبه بمنطقة محكومة يسهل السيطرة عليها". وأردف موضحا أن تلك المنطقة لا تبعد كثيرا عن دوار النابلسي الذي قتل فيه أكثر من 100 فلسطيني تجمعوا للحصول على ما تيسر من شاحنة مساعدات قبل أن يتعرضوا لإطلاق إسرائيلي
كذلك أشار إلى أن "هذه البقعة ترتفع بنحو 20 مترا عن سطح البحر وتقع بين الدوارين اللذين يسيطر عليهما الجيش الإسرائيلي تماما، وتسهل بالتالي هذه التضاريس الأمنة له عملية التوزيع بما أنها تقع في منتصف القطاع تماما".
إلى ذلك، لفت إلى أنه في حال العزوف عن هذا الخيار، فإن شاطئ الزهراء سيكون الخيار الآخر الذي يمكنهم اللجوء إليه، وإن كان لا يبعد سوى كيلومتر واحد عن نهاية شارع صلاح الدين.
من سيديره؟
وعن الطرف الذي يعتقد أنه سيتولى مهمة استلام المساعدات في غزة وتوزيعها على الجياع فيها، فلا توجد معلومات كافية حول تلك المسألة.
إلا أن العميد السابق في المخابرات الأردنية، عمر الرداد، لفت إلى أن جهات فلسطينية، سياسية وغير سياسية، قد تلعب دورا في هذه المرحلة.
وأضاف "مؤكد أنه لن يكون لحماس أي دور.. بدأت تسريبات حول تنسيق مع عائلات في القطاع وترتيبات يشرف عليها بعض السياسيين الفلسطينيين".
لكن مصدرا سياسيا فلسطينيا أثار شكوكا حول النوايا الإسرائيلية والأميركية من وراء الإعلان عن مثل هذا المشروع في مثل هذا التوقيت. وأضاف "لعلهم يرغبون في إعادة إغلاق معبر رفح لتكون تلك المساعدات التي تدخل عن طريق الرصيف البحري المؤقت هي كل ما يمكن لأهل غزة الحصول عليه".
وقال: "أعتقد أنها مجرد تمهيد للمرحلة الثالثة والكبرى من العملية العسكرية الإسرائيلية.. دخول رفح".
يذكر أن الجهات المانحة اعتمدت قبرص لتكون مركزا لوجيستيا لتجميع المساعدات وفرزها قبل إرسالها نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.
وحتى الآن، تدخل غزة بضع عشرات من شاحنات مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. إلا أنها لا تمر إلى داخل قطاع غزة قبل تفتيشها بشكل حثيث في معبر كرم أبي سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية مع قطاع غزة.
فيما دفعت قلة عدد الشاحنات والتحذيرات الأممية من مجاعة حقيقية توشك أن تحل بآلاف الفلسطينيين دولا عربية وأخرى غير عربية إلى إسقاط المساعدات من الجو خاصة إلى شمال غزة الذي تمنع عنه إسرائيل المساعدات.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حكومة ترامب خليط غريب يثير التساؤلات.. شخصيات ذات توجهات متناقضة
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، شخصيات فريق حكومته في وقت قياسي، ومن خلفيات متعددة بعضها متناقض مما يثير التساؤلات بشأن السياسات القادمة في الولايات المتحدة.
اعلانتعكس اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لأعضاء حكومته الجديدة وإدارته في البيت الأبيض مواقفه المميزة بشأن الهجرة والتجارة.
لكن الأمر لا يتوقف هنا، فالمرشحون لتولي مناصب وزارية في الإدارة المرتقبة يحملون مجموعة متنوعة من وجهات النظر والخلفيات التي تصل حد التناقض، مما يثير تساؤلات حول المبادئ الأيديولوجية التي قد توجه ولاية ترامب الثانيةـ حين يعود إلى البيت الأبيض بعد انقطاع دام سنوات.
واختار ترامب أعضاء حكومته بشكل أسرع من ولايته الأولى، وضم الفريق مزيجاً فيه مذيع ومديرة تنفيذية في مجال المصارعة ومحافظين تقليديين وأعضاء سابقين في الحزب الديمقراطي.
ويوضح هذا المزيج نيته فرض رسوم جمركية على الواردات والتصدي للهجرة غير الشرعية، باعتبارهما أبرز أولويتين للرئيس المنتخب، لكنه يترك المجال مفتوحاً أمام مجموعة من الخيارات بشأن سياسات أخرى.
وتوقع كبير موظفي نائب الرئيس مايك بنس خلال فترة ولاية ترامب الأولى، مارك شورت أن "الرئيس لديه أولويتان كبيرتان ولا يشعر بنفس القدر من الحماس تجاه أي شيء آخر، لذا فإن الأمور ستكون مفتوحة ومتقلبة ".
وأضاف: "في الإدارة الأولى، أحاط نفسه بمزيد من المفكرين المحافظين، وأظهرت النتائج أننا كنا نتحرك في نفس الاتجاه في الغالب، أما هذه المرة فهو أكثر انتقائية ".
Relatedكل يوم وزير.. ترامب يحطم الأرقام في سرعة اختيار أعضاء حكومته إيلون ماسك رسميًا في البيت الأبيض.. ترامب يفي بوعده للملياردير ويختاره لإدارة لجنة استشاريةيناهض سياسات البيئة ويروّج للوقود الأحفوري والغاز الصخري.. إليكم وزير الطاقة في إدارة ترامب المقبلةترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلةواختار ترامب السيناتور، ماركو روبيو، عن ولاية فلوريدا مرشحاً لمنصب وزير الخارجية، علماً بأنه سخر من الأنظمة الاستبدادية، حول العالم، لكن روبيو سوف يعمل الآن في إدارة ترامب الذي يمتدح زعماء استبداديين مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
واختار ترامب النائبة الجمهورية عن ولاية أوريغون، لوري تشافيز ديريمر، المعروفة بتأييدها للنقابات وزيرة للعمل، وستكون في مجلس واحد مع أصحاب المليارات وحكام ولايات سابقين ممن يعارضون تسهيل انتظام العمال في نقابات مهنية.
ووصل الأمر بترامب إلى أن اختار وزيرا مناقضاً لتوجهاته شخصياً، كما حدث مع المرشح لوزارة الخزانة سكوت بيسنت، فالأخير يريد تقليص العجز في الموازنة، لكن ترامب نفسه وعد بأمر مناقض تماماً هو تخفيضات أكبر في الضرائب ومنح المحاربين القدامى خدمات أفضل.
وليس ذلك فحسب، بل وعد الرئيس المنتخب أيضاً بعدم التراجع في أكبر مجالات الإنفاق الفيدرالي: الضمان الاجتماعي، والرعاية الصحية، والدفاع.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سلفستر ستالون يصف ترامب بـ "جورج واشنطن الثاني" ويشيد بإنجازاته الأمير تركي الفيصل لترامب: "سيادة الرئيس أمامك الكثير لإكمال ما بدأته".. فما راي رواد مواقع التواصل؟ في أعقاب فوز ترامب: مستوطنون إسرائيليون يترقبون خطوات لضم الضفة الغربية.. فهل سيتحقق ذلك؟ دونالد ترامبواشنطنإيلون ماسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next قتلى وجرحى في غزة ولبنان.. وصافرات الإنذار تدوي في إسرائيل.. وحديث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار يعرض الآن Next صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات الرئاسية يعرض الآن Next بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نسمة في العراق يعرض الآن Next "نحن على خط النهاية" لكن "الاتفاق لم يكتمل".. هل تتوصل إسرائيل وحزب الله إلى وقف إطلاق النار قريبا؟ يعرض الآن Next إنجلترا وويلز تحت رحمة عاصفة "بيرت".. ومئات السكان يكافحون ضد الفيضانات اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29روسياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانحزب اللهقطاع غزةبنيامين نتنياهوقتلاعتداء جنسيانهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةجريمةإيرانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024