عين ليبيا:
2025-04-22@13:41:01 GMT

الروح الليبية الطيبة تظهر في شهر رمضان المُبارك

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

لا تمنع الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد الليبيين من الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، فالأسرة الليبية تتحضر لاستقبال الشهر الكريم منذ غرة شعبان، وينشغل الجميع بتجهيز حاجيات استقبال الضيف المبارك، من زينة ومؤنة وتحضير النفس للعبادة والتأمل، في شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

وتشهد الأسواق الليبية في النصف الأخير من شهر شعبان حركة تجارية نشطة، فالعائلات تبدأ بالتسوق و التموين لشهر الصيام، و كل دار في ليبيا عليه أن يحضر مونة الزيت و السمن و الأرز و السكر والمعكرونة ولوازم الحلويات الرمضانية والشراب، لذلك يحرص رب كل أسرة على توفير جزء من دخله لمونة رمضان.

ومع أول هلال للشهر المبارك يتغير نظام حركة المجتمع الليبي، في الشرق و الغرب، الساحل و الجنوب، الكل يرتب أموره ليتفرغ لطقوس رمضان المميزة، تكثر الموالد و السهرات الرمضانية، ويصبح طقس التراويح وما بعدها من أجل أوقات الليالي الليبية، حيث يحرص الجميع على حضور التراويح في المساجد، وبعدها ينصرف الناس إلى سهرات عائلية يسودها التسامح و المحبة و الالفة وتستمر أحيانا إلى موعد السحور فجرا.

وتبدأ الاستعدادت لشهر رمضان مع دخول النصف الثاني من شهر شعبان، فبعد الاحتفاء بإحياء ليلة النصف من شعبان، تنطلق العائلات الليبية إلى الأسواق تشتري لوازم شهر الصيام وخصوصا مواد تحضير الحلويات التي تعدها نساء العائلة لسهرات ما بعد التراويح،. ومع اقتراب حلول شهر رمضان تبدأ الأسرة في شراء اللحوم بكميات كبيرة، خصوصا اللحم البلدي رغم غلاء أسعاره.

تجتمع الأسرة الليبية في اليوم الأول من رمضان ، أصولا وفرعا، أبناء و أحفادا و جدات و أجداد، ليكون أول إفطار للعائلة الكبيرة مجتمعة، و يتنوع الافطار من صحن الشوربة «الشربة العربية» والحليب والتمر، ويشرب الكبار فنجان القهوة المنكهة بمذاق حبة الكزبرة اليابسة بدلا من الهيل وتنتهي جلسة «تحليل الصيام» بذهاب الرجال في الغالب إلى الصلاة في مسجد الحي.

ويكثر الليبيون في الشهر الفضيل من تلاوة القرآن، ويحرصون على المشاركة في صلاة التراويح في المساجد، وقراءة الأدعية، كما يحرص الناس على صلاة القيام أو التهجد بعد منتصف الليل وحتى وقت السحور وتكثر في المساجد الدروس الدينية.

وبعد التراويح يتوجه الناس إلى محلات بيع الحلويات فقط لشراء “السفنز” وهو المصنوع من الدقيق والزبدة والسمن حيث يؤكل مقليا ساخنا، ويعد الضيافة الرئيسية في سهرات رمضان، يقدم مغموسا بالسكر أو العسل أو دبس التمر المسمى في ليبيا “رُب التمر”.

هي طقوس منها القديم ومنها الحديث، لكنها جميعا تعبر عن روح المجتمع الليبي الطيبة المحبة للحياة، والملتزمة بقداسة شهر القرآن، وان تكن السنوات العشر الأخيرة قاسية على الليبيين ألا انها لم تغير من اصالتهم وروحانيتهم المستمدة من أيام الزوايا التي كانت تعلم الناس الترفع عن الضغائن وعدم التكبر و حب الخير للناس جميعا ورفض التعصب و التشدد، وهي سمات يلمسها أي زائر لليبيا لدى ابناء هذا البلد الصحراوي الجميل و العريق.

آخر تحديث: 10 مارس 2024 - 17:09

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: حلويات رمضان رمضان في ليبيا شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

أعياد الربيع في مرآة الشعر.. مواسم التجدد بين الجمال والرمز

الربيع ليس مجرد فصل يتبدل فيه الطقس وتخضر الأرض، بل هو تجربة شعورية وحالة وجدانية ألهمت الشعراء على مر العصور، تتجدد فيه الطبيعة، وتتفتح الزهور، ويطول النهار، وتزدهر الروح، وقد ارتبطت أعياد الربيع في الذاكرة الجمعية والطقوس الشعبية، بفرحة الخلاص من البرد واليباس، وبداية موسم جديد يفيض بالجمال والحياة، فكيف تفاعل الشعراء مع هذا الموسم؟ وكيف تحولت أعياده إلى رموز في القصيدة العربية؟

الربيع في الشعر العربي الكلاسيكي: البهجة والرقة

في التراث الشعري العربي القديم، نجد وصف الربيع في أبهى صوره، مقترنًا بالخمر والغزل والطبيعة، فقد كتب الشعراء قصائد وصفية تفيض بالصور البلاغية التي تجسد مظاهر الربيع بدقة وحب، مثل تفتح الأزهار، خرير المياه، اعتدال النسيم، ورقص الطيور.

أبو نواس، الشاعر العباسي المعروف بولعه بالحياة، قال في إحدى قصائده: (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا.. من الحسن حتى كاد أن يتكلما).

ويُلاحظ في هذه الأبيات كيف يُشبه الربيع بكائن حي له قدرة على الابتسام والكلام، وهو تجسيد بلاغي لجمال الطبيعة.

أما المتنبي، فرغم فصاحته ووصفه المتقن، دائمًا ما كانت رؤيته مشوبة بالحكمة وميل إلى التأمل الوجودي، فيقول: (أرى كل يوم في الربيع زيادةً.. ومَا أنا منه مستلذٌّ ولا جلِدُ)، رغم جمال الطبيعة، فإن الشاعر لا يشعر بالابتهاج، وكأن الربيع يذكّره بما ينقصه في الداخل.

الربيع في الشعر الصوفي: صحوة الروح واحتفال بالمحبوب

في الشعر الصوفي، اتخذ الربيع بعدًا رمزيًا، يتجاوز الجمال الطبيعي إلى الجمال الإلهي. فهو موسم يقظة الروح، وتجلي الأنوار، وتفتح البصيرة. الشاعر الصوفي يرى في تفتح الزهور انعكاسًا لتفتح القلب.

جلال الدين الرومي يكتب: (كل زهرة تتفتح تهمس: "انهض... الوقت حان لتحبّ".... والعطر ليس من الزهرة فقط، بل من القلب العاشق)، هذه الرؤية تنزع من الربيع معناه المادي، وتضفي عليه بعدًا روحانيًا عميقًا، يجعله موسمًا من المواجهة مع الذات ومصالحتها.

أعياد الربيع والرمزية الشعرية: من النيروز إلى شم النسيم

أعياد الربيع، مثل عيد النيروز في الثقافات الفارسية والكردية، وشم النسيم في مصر القديمة، كانت مصدر إلهام شعري لقرون. وفي كل هذه المناسبات، يحتفل الناس بالحياة والطبيعة، ويشاركون في طقوس جماعية تعبّر عن الأمل.

وقد تناول بعض الشعراء هذه الطقوس في قصائدهم، مثل الخروج إلى الحدائق، أكل الأسماك والبيض الملون، والاستحمام في الأنهار كرمز للتجدد.

في الشعر العامي المصري، نقرأ عند صلاح جاهين:

في شم النسيم...

الدنيا لونها فلّ ومشمش

والضحكة طالعة من كل وشّ

وفي هذه الكلمات نلمس الروح الشعبية التي تستوعب الربيع كفرصة للفرح الجماعي، ولحظة من لحظات الصفاء.

الربيع والشعر الحديث: الحنين، المقاومة، والحرية

أما في الشعر الحديث، فقد اتخذ الربيع دلالات جديدة، خصوصًا لدى شعراء المقاومة والرومانسية الجديدة، فالربيع لم يعد فقط موسم الطبيعة، بل أصبح رمزا للأوطان الضائعة، وللثورات، ولأحلام الحرية.

محمود درويش، يكتب:

في الربيع، تتفتح الأرض كما قلب أمي

ويعود الحنين شجرة زيتون في باحة بيتنا

وفي قصائد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، يظهر الربيع أحيانًا مغلفًا بالحزن، كأن جماله لا يكفي لتجاوز الفقد الداخلي.

المرأة والربيع: جمال مزدوج

لطالما اقترنت صورة الربيع بالأنوثة في الشعر، ليس فقط لنعومته وخصوبته، بل لأنه يشبه المرأة في كونه مصدرًا للدهشة والعطاء، العديد من الشعراء استخدموا الربيع استعارة للحبيبة، أو جعلوا من الحبيبة نفسها تجسيدًا للربيع.

يقول نزار قباني:

وجهكِ ربيع،

عيناكِ زهرتان على ضفاف القصيدة

وضحكتكِ أول شمّ نسيم بعد شتاء القلب

الربيع كشعرٍ متجدد لا ينتهي

من القصيدة الجاهلية إلى النص الحديث، بقي الربيع ملهمًا للشعراء، ليس فقط لجماله الحسي، بل لما يحمله من رموز، هو الأمل الذي يتفتح كل عام، والوعد بأن بعد الشتاء يولد الضوء، وفي كل عيد ربيع، تعود القصيدة لتزهر على شفاه الشعراء من جديد.

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان: الأهلي لم يخسر الدوري بعد
  • بوتين: الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • بوتين: الأسلحة المرسلة لأوكرانيا تظهر في السوق السوداء
  • شم النسيم 2025 اليوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟
  • جينيفر لوبيز تظهر بنظارة من تصميم هادية غالب
  • شاهد: لقطات جوية تظهر حشودا ضخمة في دنفر احتجاجا على سياسات ترامب
  • والدة إمام صلاة التراويح الكفيف بالجامع الأزهر تبكي على الهواء.. تعرف على السبب -(فيديو)
  • برلمانية: العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين ستظل دائمة الرباط
  • أعياد الربيع في مرآة الشعر.. مواسم التجدد بين الجمال والرمز
  • النمر: الصيام المتقطع ليس حلاً سحرياً للسمنة