الشعيلي: الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين فعالية أسواق العمل

البوسعيدي: المؤسسات حاليا أمام رفاهية الاختيار بين تبني التقنيات الجديدة من عدمه

العلوي: التحدي يكمن في كيفية الاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي

اعتبر خبراء ومختصون في التقنية الحديثة أن التقنيات الابتكارية، ومنها الذكاء الاصطناعي، تعد فرصة لتحسين فعالية أسواق العمل وتحقيق تغيرات اقتصادية إيجابية، مردفين أن التحول الجذري الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل على الصعيد العالمي، يفتح أبوابا لفرص عمل مبتكرة في مجموعة متنوعة من القطاعات، مطالبين بتطوير وتكييف المهارات لتلبية متطلبات هذا التحول التقني.

وأوضحوا لـ"عمان" أهمية توفير التدريب وإعادة التأهيل المهني، وإمداد الكوادر البشرية بالمهارات المطلوبة في اقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ودعوا الحكومات والمؤسسات إلى دعم البحث والابتكار، وتطوير المناهج التعليمية لتكون وفق متطلبات العصر الرقمي، وأشاروا إلى ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإقامة سياسات مرنة تتيح تكييف سوق العمل مع هذه التحولات السريعة، وإنشاء بيئة تشجع على الابتكار والتطور التقني لضمان استيعاب الاقتصاد لتلك التطورات الحديثة.

فرص كبيرة

وقال الدكتور سالم الشعيلي خبير ومتخصص في الذكاء الاصطناعي: إن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة المهام الروتينية والمتكررة في العديد من الصناعات، مما يزيد الكفاءة، ويقلل الحاجة إلى العمل البشري في بعض المجالات، في حين أنه يوفر أيضًا حاجة إلى وظائف جديدة تتعلق بتطوير، وتنفيذ، وصيانة تقنيات الذكاء الاصطناعي.

واستطرد بالقول: إنه من الممكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة إلى بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك التي تعتمد إلى حد بعيد على المهام الروتينية واليدوية.

وأوضح الشعيلي أن هناك فرصا كبيرة لإنشاء وظائف جديدة مبينة على تقنيات الذكاء الاصطناعي خاصة في مجالات البحث والتطوير، وتحليل البيانات، والهندسة البرمجية، والاستشارات، مشيرا إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير الطلب على المهارات، مع تزايد الحاجة إلى المهارات التقنية والتحليلية وتناقص الحاجة إلى المهارات الروتينية اليدوية.

وبيّن الشعيلي أن الوظائف التي قد تتأثر جراء هذا التحول الجذري في التقنية الحديثة تشمل الصناعات التحويلية، وبعض جوانب الخدمات الإدارية والمكتبية، ولكن لا تكون في القريب العاجل.

القطاعات المستفيدة

وأما عن القطاعات التي تستفيد بشكل أكبر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في توفير فرص عمل أفاد الدكتور سالم الشعيلي أن جميع القطاعات قد تستفيد إلى حد بعيد من الذكاء الاصطناعي، ولكن كقطاعات مثل الرعاية الصحية، والتقنيات المالية، والتعليم، والطاقة المتجددة واللوجستيات والطوارئ والأمن فقد تستفيد بشكل أكبر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إيجاد فرص عمل.

وأفاد الشعيلي أنه يمكن للحكومات والمؤسسات التعليمية دعم العمال والموظفين للاستفادة من متغيرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال توفير التدريب وإعادة التأهيل المهني للمهارات المطلوبة في الاقتصاد المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتشجيع البحث والابتكار في هذا المجال.

ويتوقع الدكتور سالم الشعيلي أن يسهم الذكاء الاصطناعي في نمو الوظائف في مجالات مثل تحليل البيانات، والهندسة، والأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات، كما يمكن أن يعزز الابتكار في قطاعات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والطاقة والطوارئ والحالات الجوية والأمن والدفاع.

وأردف بالقول: بعض الخبراء يعتقدون أنه سيوفر فرص عمل جديدة، ويعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى آخرون أنه قد يؤدي إلى استبدال القوى العاملة البشرية في بعض القطاعات، وهذا ما تتناوله التقارير العالمية من المنظمات المختلفة.

أنماط العمل

وقال عبدالرحمن بن عبدالله البوسعيدي مدير مشروع الإدارة الذكية بوزارة العمل: إن التقنيات الابتكارية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي تتطور بوتيرة متسارعة، وهذا يلقي بثقله على أسواق العمل حول العالم من خلال تغيير طرق العمل وتحرير مفاهيمه من الأفكار التقليدية التي تعودت المؤسسات عليها، فلم يعد للعمل مكان أو موقع جغرافي محدد في أحيان كثيرة، ولم يعد بالضرورة محصورا في غرف اجتماعات ومكاتب تقليدية، موضحا أن الابتكارات التقنية وفرت أدوات للعمل من أي مكان من خلال أنماط العمل المرن والتطبيقات المبنية على الحلول السحابية.

وبيّن مدير مشروع الإدارة الذكية بوزارة العمل أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف يمكن تشبيهه بالمد الذي يتقدم بموجات متلاحقة، بدءا بالوظائف والمهام الروتينية، ثم تقدم إلى وظائف أكثر تعقيدا.

جميع قطاعات العمل بها مهام عمل يمكن إسنادها للذكاء الاصطناعي؛ لأنه يستطيع القيام بها بقدرة موازية للموظف وفائقة، وأحيانا بحكم تفاوت مستويات الأداء الوظيفي لدى الموارد البشرية، وثباتها لدى الآلة بعد أن تكون قد تلقت التدريب والتجهيز اللازمين، وفي صالحها أيضا مقدرتها على العمل على مدار الساعة وعدم التأثر بالظروف غير الموضوعية التي قد تشغل بال الإنسان، وتؤثر في كفاءته، كل هذه النقاط وغيرها تحتسب في مصلحة الذكاء الاصطناعي في زحفه لتعويض الإنسان في مناطق جديدة من الأعمال، وهو ما تعكسه الحصص السوقية الهائلة لاقتصادات الذكاء الاصطناعي والاستثمارات المبنية عليه.

رفاهية الاختيار

وقال البوسعيدي: إن التنبؤات تشير إلى أن ما يصل إلى 40% من الوظائف سيفلح الذكاء الاصطناعي في وضع يده عليها بدلا من العنصر البشري، متأثرا بسياسات الدول وتسارع استثماراتها في المجال، وذكر البوسعيدي أنه على سبيل المثال، لنا أن نتخيل متاجر ومطاعم ومواصلات تقدم خدماتها وعملياتها بمعزل عن التدخلات البشرية، وقاعات دراسية فعلية أو افتراضية يكون الكادر التدريسي فيها أساتذة ومرشدون من صنيع الذكاء الاصطناعي، وخدمات تعرف ما تحتاجه وتسارع إلى تلبيته قبل أن تدرك حاجتك إليه.

وعرّج البوسعيدي بالقول: كعادة أي تغييرات تشهدها أسواق العمل والمؤسسات، هناك تراجع لأدوار وظيفية كثيرة، وتقدم لأدوار وظيفية أخرى، يمثل هذا دافعا للموظفين لإبقاء أعينهم مفتوحة على المجالات المستحدثة مع تقدم التقنية، والحرص على متابعة جديد الأدوات وتعلمها واستعمالها، لأن الفرص التي تجلبها التقنيات الجديدة هائلة.

وتابع بقوله: سيأتي وقت لا يبقى فيه أمام المؤسسات رفاهية الاختيار بين تبني التقنيات الجديدة من عدمه، حتى لو اقتضى ذلك التنازل عن نماذج وأنظمة العمل المعمول بها حاليا، وستدفع المنافسة المؤسسات للمواكبة من أجل لحفاظ على مستوى إنتاجية تصاعدي، وكذلك توقعات ومقارنات المستفيدين.

وفيما يتعلق بطبيعة الوظائف الجديدة التي ستظهر ذات الصلة بأنظمة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الصاعدة أفاد البوسعيدي أنها تتضمن وظائف مهندسي الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات واختصاصيي تعليم الآلة وتدريبها، وكذلك أصحاب المهارة في استكمال التحولات الرقمية الناجحة من تفكير تصميمي وإدارة للتغيير وتجربة للمستفيد، الباحثين والمطورين والمدربين في جميع هذه المجالات، ومن المتوقع أيضا الحاجة إلى مختصين في استدامة أنظمة الذكاء الاصطناعي وضمان عدالتها ومواءمتها وأخلاقيات العمل عليها، تمثل جميع هذه الفرص أدورا وظيفية وأقساما مستقبلية في المؤسسات والشركات الحالية.

تقليل الأخطاء

من ناحيته قال حمدان العلوي مدير دائرة تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تؤثر في سوق العمل بعدة طرق منها أتمتة الوظائف الروتينية والمهام المتكررة حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء في الوظائف الروتينية، وخلق فرص عمل جديدة خاصةً في مجالات مثل تحليل البيانات، والهندسة، والصيانة، وتحسين الإنتاجية والابتكار من خلال تسريع عمليات الإنتاج، وتحسين جودة المنتجات، وإعادة وتأهيل القوى العاملة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة متزايدة لإعادة تدريب وتأهيل القوى العاملة لتتناسب مع المهارات المطلوبة في الاقتصاد الجديد، والتأثير في الأجور والمساواة: الأتمتة وتحسين الكفاءة قد تؤدي إلى ضغوط على الأجور في بعض القطاعات، خصوصًا للوظائف التي يسهل أتمتتها، وقد تزيد الوظائف التقنية العالية المهارة من الفروق في الدخل بين العمال المختلفين.

وقال العلوي: إن التوقعات المستقبلية تشير إلى أن تطور التقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحولات جذرية في سوق العمل من خلال ظهور فرص عمل جديدة تتطلب مهارات متخصصة، وانخفاض الطلب على بعض الوظائف التقليدية، والتأثير في الأجور وتوزيع الدخل، وارتفاع الطلب على برامج التدريب وإعادة التأهيل المهني لمساعدة العمال على التكيف مع التغييرات الجديدة في سوق العمل والاهتمام بالسياسات العامة لمعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الفجوات في المهارات، وعدم المساواة في الدخل، والتأثير في الصحة النفسية للعمال.

المهن الجديدة

وتطرق العلوي للحديث عن المهن الجديدة المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذكر منها مطوري الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات، وخبراء الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، ومحللي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومتخصصين في واجهة المستخدم والآلة، ومديري مشروعات الذكاء الاصطناعي، ومستشارين ومدربين في الذكاء الاصطناعي، وأخصائيي الأمان السيبراني في الذكاء الاصطناعي، ومتخصصي الرعاية الصحية الذكية حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التشخيص والعلاج، مما يوجد حاجة إلى متخصصين قادرين على دمج هذه التقنيات في العمليات الطبية.

وتوقع مدير دائرة تطوير الذكاء الاصطناعي أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير كبير في الطلب على المهارات في سوق العمل؛ مما يتطلب من العمال تطوير مهارات جديدة وتكييف مهاراتهم الحالية لتناسب بيئة العمل المتغيرة منها المهارات التقنية والإبداعية والابتكارية والتواصل والتفاوض، والعاطفية والاجتماعية، والتعلم المستمر والمرونة، والقدرة على العمل مع الأنظمة الذكية، إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمحرك للتغيير في الوظائف، ولكن أيضًا كمحفز لتطوير المهارات الجديدة وتعزيز الكفاءات القائمة لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي.

وذكر العلوي أن هناك عدة قطاعات يمكن أن تستفيد إلى حد بعيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إيجاد فرص عمل جديدة، وتحسين الكفاءة والإنتاجية تشمل الرعاية الصحية، والتصنيع، والمالية والمصارف والتعليم، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة والبيئة، والترفيه والإعلام ففي جميع هذه القطاعات، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تعزز الابتكار، وتوفر فرص عمل جديدة، كما تتطلب أيضًا من العاملين تطوير مهارات جديدة للتكيف مع التغيرات التقنية.

وأشار العلوي إلى أنه يمكن للحكومات والمؤسسات اتخاذ عدد من الخطوات للتكيف مع المتغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير المناهج التعليمية، وتشجيع التعليم المستمر وإعادة التدريب، ودعم البحث والتطوير، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوفير الوصول إلى الموارد التعليمية، وتعزيز التوجيه والإرشاد المهني، وإنشاء سياسات مرنة لسوق العمل.

واستطرد بالقول: اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للحكومات والمؤسسات التعليمية لعب دور حاسم في تمكين الأفراد والمجتمعات من التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل والاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

واختتم العلوي حديثه بقوله: من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيرات كبيرة في سوق العمل، بما في ذلك إمكانية زيادة عدد الوظائف في بعض القطاعات وتحول الطلب على المهارات، والتحدي الرئيسي يكمن في كيفية إدارة هذا التحول لضمان أقصى استفادة من الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مع الحد من التأثير السلبي على العمال والمجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تقنیات الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة فرص عمل جدیدة الاصطناعی أن فی سوق العمل أسواق العمل الحاجة إلى الطلب على من خلال فی بعض

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • راتب يصل إلى 13400 جنيه.. وزارة العمل توفر وظائف جديدة في 4 فنادق كبرى
  • إعلان فتح باب التسجيل في أكاديمية مهارات المستقبل
  • عميد طب قصر العيني: سياسة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
  • 50 وظيفة وتخصص واحد.. فرص عمل جديدة في الإمارات| تفاصيل
  • 400 وظيفة جديدة للإناث في المحافظات.. تأمين اجتماعي وطبي
  • بعد موافقة النواب.. إجراءات جديدة للإعلان عن الوظائف الشاغرة بالقطاع الخاص
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي في المسرح
  • «الوزراء» توضح أسرع الوظائف نموا في 2025.. الذكاء الاصطناعي يتصدر
  • لتبسيط مهامك وتسهيل عملك.. إليك أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي