الشعيلي: الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين فعالية أسواق العمل

البوسعيدي: المؤسسات حاليا أمام رفاهية الاختيار بين تبني التقنيات الجديدة من عدمه

العلوي: التحدي يكمن في كيفية الاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي

اعتبر خبراء ومختصون في التقنية الحديثة أن التقنيات الابتكارية، ومنها الذكاء الاصطناعي، تعد فرصة لتحسين فعالية أسواق العمل وتحقيق تغيرات اقتصادية إيجابية، مردفين أن التحول الجذري الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل على الصعيد العالمي، يفتح أبوابا لفرص عمل مبتكرة في مجموعة متنوعة من القطاعات، مطالبين بتطوير وتكييف المهارات لتلبية متطلبات هذا التحول التقني.

وأوضحوا لـ"عمان" أهمية توفير التدريب وإعادة التأهيل المهني، وإمداد الكوادر البشرية بالمهارات المطلوبة في اقتصاد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ودعوا الحكومات والمؤسسات إلى دعم البحث والابتكار، وتطوير المناهج التعليمية لتكون وفق متطلبات العصر الرقمي، وأشاروا إلى ضرورة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإقامة سياسات مرنة تتيح تكييف سوق العمل مع هذه التحولات السريعة، وإنشاء بيئة تشجع على الابتكار والتطور التقني لضمان استيعاب الاقتصاد لتلك التطورات الحديثة.

فرص كبيرة

وقال الدكتور سالم الشعيلي خبير ومتخصص في الذكاء الاصطناعي: إن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة المهام الروتينية والمتكررة في العديد من الصناعات، مما يزيد الكفاءة، ويقلل الحاجة إلى العمل البشري في بعض المجالات، في حين أنه يوفر أيضًا حاجة إلى وظائف جديدة تتعلق بتطوير، وتنفيذ، وصيانة تقنيات الذكاء الاصطناعي.

واستطرد بالقول: إنه من الممكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة إلى بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك التي تعتمد إلى حد بعيد على المهام الروتينية واليدوية.

وأوضح الشعيلي أن هناك فرصا كبيرة لإنشاء وظائف جديدة مبينة على تقنيات الذكاء الاصطناعي خاصة في مجالات البحث والتطوير، وتحليل البيانات، والهندسة البرمجية، والاستشارات، مشيرا إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير الطلب على المهارات، مع تزايد الحاجة إلى المهارات التقنية والتحليلية وتناقص الحاجة إلى المهارات الروتينية اليدوية.

وبيّن الشعيلي أن الوظائف التي قد تتأثر جراء هذا التحول الجذري في التقنية الحديثة تشمل الصناعات التحويلية، وبعض جوانب الخدمات الإدارية والمكتبية، ولكن لا تكون في القريب العاجل.

القطاعات المستفيدة

وأما عن القطاعات التي تستفيد بشكل أكبر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في توفير فرص عمل أفاد الدكتور سالم الشعيلي أن جميع القطاعات قد تستفيد إلى حد بعيد من الذكاء الاصطناعي، ولكن كقطاعات مثل الرعاية الصحية، والتقنيات المالية، والتعليم، والطاقة المتجددة واللوجستيات والطوارئ والأمن فقد تستفيد بشكل أكبر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إيجاد فرص عمل.

وأفاد الشعيلي أنه يمكن للحكومات والمؤسسات التعليمية دعم العمال والموظفين للاستفادة من متغيرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال توفير التدريب وإعادة التأهيل المهني للمهارات المطلوبة في الاقتصاد المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتشجيع البحث والابتكار في هذا المجال.

ويتوقع الدكتور سالم الشعيلي أن يسهم الذكاء الاصطناعي في نمو الوظائف في مجالات مثل تحليل البيانات، والهندسة، والأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات، كما يمكن أن يعزز الابتكار في قطاعات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والطاقة والطوارئ والحالات الجوية والأمن والدفاع.

وأردف بالقول: بعض الخبراء يعتقدون أنه سيوفر فرص عمل جديدة، ويعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى آخرون أنه قد يؤدي إلى استبدال القوى العاملة البشرية في بعض القطاعات، وهذا ما تتناوله التقارير العالمية من المنظمات المختلفة.

أنماط العمل

وقال عبدالرحمن بن عبدالله البوسعيدي مدير مشروع الإدارة الذكية بوزارة العمل: إن التقنيات الابتكارية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي تتطور بوتيرة متسارعة، وهذا يلقي بثقله على أسواق العمل حول العالم من خلال تغيير طرق العمل وتحرير مفاهيمه من الأفكار التقليدية التي تعودت المؤسسات عليها، فلم يعد للعمل مكان أو موقع جغرافي محدد في أحيان كثيرة، ولم يعد بالضرورة محصورا في غرف اجتماعات ومكاتب تقليدية، موضحا أن الابتكارات التقنية وفرت أدوات للعمل من أي مكان من خلال أنماط العمل المرن والتطبيقات المبنية على الحلول السحابية.

وبيّن مدير مشروع الإدارة الذكية بوزارة العمل أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف يمكن تشبيهه بالمد الذي يتقدم بموجات متلاحقة، بدءا بالوظائف والمهام الروتينية، ثم تقدم إلى وظائف أكثر تعقيدا.

جميع قطاعات العمل بها مهام عمل يمكن إسنادها للذكاء الاصطناعي؛ لأنه يستطيع القيام بها بقدرة موازية للموظف وفائقة، وأحيانا بحكم تفاوت مستويات الأداء الوظيفي لدى الموارد البشرية، وثباتها لدى الآلة بعد أن تكون قد تلقت التدريب والتجهيز اللازمين، وفي صالحها أيضا مقدرتها على العمل على مدار الساعة وعدم التأثر بالظروف غير الموضوعية التي قد تشغل بال الإنسان، وتؤثر في كفاءته، كل هذه النقاط وغيرها تحتسب في مصلحة الذكاء الاصطناعي في زحفه لتعويض الإنسان في مناطق جديدة من الأعمال، وهو ما تعكسه الحصص السوقية الهائلة لاقتصادات الذكاء الاصطناعي والاستثمارات المبنية عليه.

رفاهية الاختيار

وقال البوسعيدي: إن التنبؤات تشير إلى أن ما يصل إلى 40% من الوظائف سيفلح الذكاء الاصطناعي في وضع يده عليها بدلا من العنصر البشري، متأثرا بسياسات الدول وتسارع استثماراتها في المجال، وذكر البوسعيدي أنه على سبيل المثال، لنا أن نتخيل متاجر ومطاعم ومواصلات تقدم خدماتها وعملياتها بمعزل عن التدخلات البشرية، وقاعات دراسية فعلية أو افتراضية يكون الكادر التدريسي فيها أساتذة ومرشدون من صنيع الذكاء الاصطناعي، وخدمات تعرف ما تحتاجه وتسارع إلى تلبيته قبل أن تدرك حاجتك إليه.

وعرّج البوسعيدي بالقول: كعادة أي تغييرات تشهدها أسواق العمل والمؤسسات، هناك تراجع لأدوار وظيفية كثيرة، وتقدم لأدوار وظيفية أخرى، يمثل هذا دافعا للموظفين لإبقاء أعينهم مفتوحة على المجالات المستحدثة مع تقدم التقنية، والحرص على متابعة جديد الأدوات وتعلمها واستعمالها، لأن الفرص التي تجلبها التقنيات الجديدة هائلة.

وتابع بقوله: سيأتي وقت لا يبقى فيه أمام المؤسسات رفاهية الاختيار بين تبني التقنيات الجديدة من عدمه، حتى لو اقتضى ذلك التنازل عن نماذج وأنظمة العمل المعمول بها حاليا، وستدفع المنافسة المؤسسات للمواكبة من أجل لحفاظ على مستوى إنتاجية تصاعدي، وكذلك توقعات ومقارنات المستفيدين.

وفيما يتعلق بطبيعة الوظائف الجديدة التي ستظهر ذات الصلة بأنظمة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الصاعدة أفاد البوسعيدي أنها تتضمن وظائف مهندسي الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات واختصاصيي تعليم الآلة وتدريبها، وكذلك أصحاب المهارة في استكمال التحولات الرقمية الناجحة من تفكير تصميمي وإدارة للتغيير وتجربة للمستفيد، الباحثين والمطورين والمدربين في جميع هذه المجالات، ومن المتوقع أيضا الحاجة إلى مختصين في استدامة أنظمة الذكاء الاصطناعي وضمان عدالتها ومواءمتها وأخلاقيات العمل عليها، تمثل جميع هذه الفرص أدورا وظيفية وأقساما مستقبلية في المؤسسات والشركات الحالية.

تقليل الأخطاء

من ناحيته قال حمدان العلوي مدير دائرة تطوير برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تؤثر في سوق العمل بعدة طرق منها أتمتة الوظائف الروتينية والمهام المتكررة حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء في الوظائف الروتينية، وخلق فرص عمل جديدة خاصةً في مجالات مثل تحليل البيانات، والهندسة، والصيانة، وتحسين الإنتاجية والابتكار من خلال تسريع عمليات الإنتاج، وتحسين جودة المنتجات، وإعادة وتأهيل القوى العاملة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة متزايدة لإعادة تدريب وتأهيل القوى العاملة لتتناسب مع المهارات المطلوبة في الاقتصاد الجديد، والتأثير في الأجور والمساواة: الأتمتة وتحسين الكفاءة قد تؤدي إلى ضغوط على الأجور في بعض القطاعات، خصوصًا للوظائف التي يسهل أتمتتها، وقد تزيد الوظائف التقنية العالية المهارة من الفروق في الدخل بين العمال المختلفين.

وقال العلوي: إن التوقعات المستقبلية تشير إلى أن تطور التقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحولات جذرية في سوق العمل من خلال ظهور فرص عمل جديدة تتطلب مهارات متخصصة، وانخفاض الطلب على بعض الوظائف التقليدية، والتأثير في الأجور وتوزيع الدخل، وارتفاع الطلب على برامج التدريب وإعادة التأهيل المهني لمساعدة العمال على التكيف مع التغييرات الجديدة في سوق العمل والاهتمام بالسياسات العامة لمعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الفجوات في المهارات، وعدم المساواة في الدخل، والتأثير في الصحة النفسية للعمال.

المهن الجديدة

وتطرق العلوي للحديث عن المهن الجديدة المبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذكر منها مطوري الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات، وخبراء الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، ومحللي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومتخصصين في واجهة المستخدم والآلة، ومديري مشروعات الذكاء الاصطناعي، ومستشارين ومدربين في الذكاء الاصطناعي، وأخصائيي الأمان السيبراني في الذكاء الاصطناعي، ومتخصصي الرعاية الصحية الذكية حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين التشخيص والعلاج، مما يوجد حاجة إلى متخصصين قادرين على دمج هذه التقنيات في العمليات الطبية.

وتوقع مدير دائرة تطوير الذكاء الاصطناعي أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير كبير في الطلب على المهارات في سوق العمل؛ مما يتطلب من العمال تطوير مهارات جديدة وتكييف مهاراتهم الحالية لتناسب بيئة العمل المتغيرة منها المهارات التقنية والإبداعية والابتكارية والتواصل والتفاوض، والعاطفية والاجتماعية، والتعلم المستمر والمرونة، والقدرة على العمل مع الأنظمة الذكية، إذ يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط كمحرك للتغيير في الوظائف، ولكن أيضًا كمحفز لتطوير المهارات الجديدة وتعزيز الكفاءات القائمة لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي.

وذكر العلوي أن هناك عدة قطاعات يمكن أن تستفيد إلى حد بعيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إيجاد فرص عمل جديدة، وتحسين الكفاءة والإنتاجية تشمل الرعاية الصحية، والتصنيع، والمالية والمصارف والتعليم، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة والبيئة، والترفيه والإعلام ففي جميع هذه القطاعات، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تعزز الابتكار، وتوفر فرص عمل جديدة، كما تتطلب أيضًا من العاملين تطوير مهارات جديدة للتكيف مع التغيرات التقنية.

وأشار العلوي إلى أنه يمكن للحكومات والمؤسسات اتخاذ عدد من الخطوات للتكيف مع المتغيرات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير المناهج التعليمية، وتشجيع التعليم المستمر وإعادة التدريب، ودعم البحث والتطوير، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوفير الوصول إلى الموارد التعليمية، وتعزيز التوجيه والإرشاد المهني، وإنشاء سياسات مرنة لسوق العمل.

واستطرد بالقول: اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للحكومات والمؤسسات التعليمية لعب دور حاسم في تمكين الأفراد والمجتمعات من التكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل والاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

واختتم العلوي حديثه بقوله: من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيرات كبيرة في سوق العمل، بما في ذلك إمكانية زيادة عدد الوظائف في بعض القطاعات وتحول الطلب على المهارات، والتحدي الرئيسي يكمن في كيفية إدارة هذا التحول لضمان أقصى استفادة من الفرص التي يقدمها الذكاء الاصطناعي مع الحد من التأثير السلبي على العمال والمجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تقنیات الذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة فرص عمل جدیدة الاصطناعی أن فی سوق العمل أسواق العمل الحاجة إلى الطلب على من خلال فی بعض

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء: 254.8 مليون شخص استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي عالميا عام 2023

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله تقنية التزييف العميق، وذلك بدءًا من زيادة اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ثم الانتقال إلى مفهوم التزييف العميق، وكيف تعمل هذه التقنية، واستخدامات التزييف العميق، والمخاطر الناجمة عنها، وطرق الكشف عنها.

وأوضح التحليل أن استخدام مجالات التكنولوجيا المختلفة -مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني- أصبح أمرًا مهمًّا في كل مناحي الحياة، بما في ذلك الاتصالات، والصناعة، والتجارة، والتعليم، والطب، والترفيه، وغيرها.

وعلى الرغم من أهمية استخدام التكنولوجيا والفوائد المترتبة عليها، فإنها يقابلها العديد من التحديات التي تتعلق بحفظ الخصوصية، والبيانات المزيفة، ومن بين هذه التحديات استخدام تقنيات التزييف العميق؛ حيث فرضت هذه التقنيات تحديات جديدة تتعلق بالأمان والخصوصية والمصداقية.

وذكر المركز أن زيادة اعتماد المستخدمين على تقنيات الذكاء الاصطناعي تعكس التطور السريع في مجال التكنولوجيا وتأثيره العميق في حياتنا اليومية، هذه الزيادة تعكس الثقة المتزايدة في القدرات التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وتبسيط العمليات في مختلف المجالات.

وفي هذا الإطار، فقد بلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي عالميًّا نحو 254.8 مليون مستخدم عام 2023، أي أكثر من الضعف مقارنة بعام 2020، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في عدد مستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي، ليتجاوز 700 مليون بحلول 2030.

وأضاف التحليل أن تقنية التزييف العميق هي تقنية تقوم على صنع صور أو مقاطع فيديو مزيفة باستخدام البرامج الرقمية والتعلم الآلي وتبديل الوجه، وتعتمد هذه التقنية على دمج الصور لإنشاء لقطات جديدة تصور أحداثًا أو تصريحات أو أفعالًا لم تحدث في الواقع، ومع ذلك هناك صعوبة في معرفة وتحديد مدى صحة أو واقعية هذه الصور والفيديوهات.

وبناءً على ذلك، أصبح الاعتقاد بتوثيق الصوت والفيديو للواقع بأنه دليل على مصداقية البيانات والمعلومات، اعتقاد يشوبه الشك، فقد استغل مجرمو الإنترنت هذه التقنيات في زيادة القدرات الاحتيالية، والتي أصبحت تمثل تهديدات جديدة على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، سواء من خلال تصنيع المواد الإباحية للتشهير بشخص معين بغرض الانتقام أو الابتزاز، أو من خلال تصنيع ونشر البيانات والتصريحات والمعلومات المضللة لأغراض إثارة الفوضى والاحتيال المالي وإفساد الانتخابات وخلق الأزمات الدبلوماسية.

وأشار التحليل إلى اختلاف أنواع تقنيات التزييف العميق، والتي يمكن أن تقع في إحدى الفئات الآتية:

١- المحتوى المرئي: حيث يتم استخدام تقنيات التزييف العميق في إنشاء الصور ومقاطع الفيديو، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الآتي:

-تبديل الوجه: يتم تركيب الوجه غير الحقيقي على الرأس المستهدف في الصور أو مقاطع الفيديو التي يتم تبديل الوجه بها.

-صور يتم إنشاؤها بالكامل: يتم إنشاء الوجه الجديد بالكامل من البداية ليبدو واقعيًّا بدلًا من تبديل الوجه.

-مقاطع فيديو مزامنة الشفاه: هي مقاطع تظهر شخصًا يؤدي كلمات أو نصًا معينًا بالتزامن مع حركات الشفاه لجعل الأمر يبدو واقعيًّا، وذلك على الرغم من عدم وجود هذا النص في الفيديو الرئيس.

٢- المحتوى الصوتي: ويتم تحريف الصوت وتعديله إما من خلال استخدام ملف صوتي يتضمن حديثًا مزيفًا بنفس صوت الشخص، لكنه لم يقله في الواقع، أو من خلال تعديل نبرة صوت الشخص لإظهار مشاعر أو سلوك غير حقيقي.

وأشار التحليل إلى أن إنشاء فيديوهات التزييف العميق يتم باستخدام نظامين من أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ المولد "Generator" والمميز "Discriminator"، عندما ينتج نظام المولد فيديو جديدًا، يُرسل إلى نظام المميز لتحديد ما إذا كان الفيديو حقيقيًّا أم مزيفًا، إذا تأكد المميز من أن الفيديو حقيقي، يبدأ المولد في تعلم كيفية إنشاء فيديوهات تبدو أكثر قابلية للتصديق، وهكذا يستمر التطور في العملية.

هذا، ويُشكل النظامان معًا ما يُعرف بشبكة الخصومة التوليفية "GNN"، وتتطلب هذه التقنية مخزونًا من الفيديوهات يتم التعديل عليها. في البداية، يحتاج نظام المولد "Generator" إلى تدريب مستمر، وعندما يصل إلى مستوى مقبول من الجودة، يبدأ بإرسال فيديوهاته إلى الـمميّز "Discriminator". كلما زاد ذكاء المولد، زاد ذكاء الـمميّز بالتبعية، وبالتالي، يتم الوصول إلى فيديو معدّل بشكل كامل وقابل للتصديق للعين البشرية، ويوضح الشكل التالي كيفية عمل هذه التقنية.

واستعرض التحليل الاستخدامات الإيجابية التي تمتلكها تقنية التزييف العميق، وفيما يلي أهم هذه الاستخدامات:

-الاستخدامات الطبية والتعليمية: يمكن استخدام تقنية التزييف العميق لإنشاء عمليات محاكاة تفاعلية للعمليات الجراحية أو غيرها من الإجراءات، مما يوفر لطلاب الطب والمهنيين فرص تدريب قيمة. كما يمكن استخدام هذه التقنيات في دعم وتطوير أدوات الوصول المهمة.

 على سبيل المثال، قامت شركة Lyrebird الكندية باستخدام التزييف العميق لمساعدة مرضى التصلب الجانبي الضموري على التواصل عندما يفقدون قدرتهم على التحدث، وذلك من خلال استنساخ أصواتهم، حيث يمكن للأشخاص الاستمرار في "التحدث" من خلال تقنيات التزييف العميق.

-صناعة الترفيه: يمكن استخدام تقنيات التزييف العميق في صناعة الأفلام والإعلانات وتقديم الأخبار. كما يمكن إنشاء تأثيرات خاصة أكثر واقعية والسماح للممثلين بإعادة تمثيل أدوارهم حتى بعد وفاتهم.

مقالات مشابهة

  • معلومات الوزراء: 254.8 مليون شخص استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي عالميا عام 2023
  • وزارة العمل: 3162 فرصة عمل جديدة في 45 شركة خاصة
  • جامعة السلطان قابوس والذكاء الاصطناعي
  • هكذا تعترض على استخدام بيانات الذكاء الاصطناعي على شبكات ميتا
  • الأطفال وثقافة الحرب
  • "مهن المستقبل": نظرة واقعية على الوظائف المطلوبة في سوق العمل
  • الفن والذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي (AI) وأهميته في حياتنا اليومية
  • تأثير الذكاء الاصطناعي على السلم والأمن في إفريقيا
  • ميتا تقدم مساعد الذكاء الاصطناعي إلى واتساب وإنستجرام وفيسبوك وماسنجر