كشفت البحرية الملكية الهولندية الجمعة، 8 مارس/ آذار 2024، اعتزامها إرسال فرقاطة الدفاع الجوي HNLMS Tromp، وسفينة دعم لوجستي إلى البحر الأحمر للمساعدة في صد هجمات مليشيا الحوثي على السفن التجارية.

وقدم وزير الشؤون الخارجية الهولندي هانكي بروينز سلوت، ووزير الدفاع، كاجسا أولونغرين، ووزير التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي، جيفري فان ليوين، تقريراً مشتركا إلى مجلس النواب الجمعة، سلطوا خلاله الضوء على المخاوف المتزايدة من التداعيات والآثار الاقتصادية لأعمال القرصنة الحوثية في مياه البحر الأحمر.

وأشار المسئولون الهولنديون إلى وفيات البحارة التي حدثت لأول مرة هذا الأسبوع وكذلك المصالح الاقتصادية المباشرة لهولندا، منهوهين إلى أن المستهلكين الهولنديين سيضطرون على الأرجح إلى التعامل مع الزيادات الكبيرة في أسعار المنتجات بسبب انقطاع تدفق البضائع.

وحتى أواخر فبراير الماضي، تسببت هجمات مليشيا الحوثي -المصنفة أمريكياً منظمة إرهابية- على طرق الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي، في تحويل مسار قرابة 620 سفينة تجارية من قناة السويس إلى رأس الرجاء الصالح، في حين أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري من الشرق الأقصى إلى الولايات المتحدة بأكثر من 150%.

وطبقا للبيانات المفتوحة فإن الفرقاطة الهولندية من طراز De Zeven Provinciën HNLMS Tromp، مجهزة لمحاربة الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومن المقرر أن تبحر السبت 9 مارس إلى البحر الأحمر، ويفترض وصولها نهاية مارس لتبقى هناك لمدة 25 يوماً.

ومن المقرر أن تكون مهام الفرقاطة الهولندية ضمن العمليات التي تقودها الولايات المتحدة، كما أنها ستدعم أيضا عملية "أسبيدس" التي يقودها الاتحاد الأوروبي، لردع الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، والتي تتسبب بمفاقمة الأزمة الإنسانية باليمن على خلفية تضاعف تكاليف الشحن والتأمين على البضائع الواصلة إلى الموانئ اليمنية.

وحسب البيانات البحرية الإيطالية فإن الفرقاطة الهولندية تعرف أيضًا باسم "Zr. Ms. Tromp"، وهي الفرقاطة الثانية من فئة De Zeven Provincin التابعة للبحرية الملكية الهولندية بدأ إنشاؤها في عام 1999، وتم إطلاقها في عام 2001.

الفرقاطة التي تم تشغيلها في عام 2003، يبلغ وزن حمولتها الكاملة 6050 طنًا، ويبلغ طولها 144.24 مترًا، ويبلغ عرضها 18.80 مترًا وغاطسها 5.18 مترًا.

أجهزة استشعار بعيدة المدى ونظام إطلاق عمودي 

وحسب الملعومات التي نشرتها وزارة الدفاع الهولندية فقد تم تجهيز الفرقاطة بأجهزة استشعار وأنظمة معالجة مختلفة، بما في ذلك رادار المراقبة الجوية والسطحية بعيد المدى،  ورادار البحث الجوي والسطحي، ورادار الملاحة السطحية، ونظام المراقبة والتتبع طويل المدى بالأشعة تحت الحمراء، ونظام المراقبة والتتبع البصري.

وتحتوى على نظام الإطلاق العمودي المكون من 40 خلية مع 32 صاروخ أرض-جو، و32 صاروخًا من طراز Evolved SeaSparrow (معبأة رباعية)، بالإضافة إلى "ثمانية صواريخ Harpoon مضادة للسفن، واثنين من صواريخ Mk 32 Mod 9 وقاذفات طوربيد مع طوربيدات Mk 46 Mod 5".

وتشير بيانات الفرقاطة الهولندية HNLMS Tromp، إلى إلقائها القبض في 5 مايو 2011 على قارب يحمل 4 رجال (عتقد أنهم من القراصنة) على بعد 10 أميال قبالة الساحل الصومالي، فيما قامت الفرقاطة مرة أخرى في 28 مارس 2010 بإلقاء القبض على قراصنة صوماليين ونزع سلاحهم، وفي 19 مارس 2010 أجبرت الفرقاطة الهولندية Tromp القراصنة الصوماليين، الذين كانوا يفترسون السفن في أقصى أركان المحيط الهندي، على التفرق في كل الاتجاهات. 

وعند عودتها إلى موطنها في فبراير 2011 عبر البحر الأبيض المتوسط، تم نشر السفينة في خليج سدرة للمساعدة في العودة الآمنة للمواطنين الهولنديين خلال الحرب الأهلية الليبية عام 2011. كما شاركت فيما عرف بتمرين الدرع الهائل 2017 قبالة سواحل اسكتلندا، لتنضم في 11 سبتمبر 2022، إلى المجموعة البحرية الدائمة لحلف شمال الأطلسي 1، وهو أول انتشار لـ(ترومب) منذ إخضاعها لتحديث منتصف العمر من 2018 إلى 2021.

>> ارتفاع تكاليف التأمين والنقل.. قرصنة حوثية تعصف بحركة التجارة الدولية

>> هجمات الحوثي بالبحر الأحمر تنعش "القرصنة" قبالة سواحل إفريقيا

>> هجمات البحر الأحمر تفاقم مأساة الملايين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

>> قرصنة حوثية مدفوعة الأجر.. مفاوضات (مكسيكية-إيرانية) لإطلاق طاقم (جالاكسي ليدر)

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

الزمرد في مرسى علم.. كنز الفراعنة المدفون في أعماق صحراء البحر الأحمر

في قلب صحراء البحر الأحمر المترامية، وعلى بُعد مئات الكيلومترات من صخب المدن، تقع مدينة مرسى علم، بمحافظة البحر الأحمر، التي لا تحمل فقط جمال الطبيعة وشواطئها الساحرة، بل تٌخفي بين جبالها وسهولها إرثًا قديمًا وكنوزًا ثمينة تركها الفراعنة، ما يجعلها واحدة من أهم مناطق مصر الغنية بالمعادن النادرة والأحجار الكريمة، وأبرزها «الزمرد»، وهو واحد من الأحجار النادرة والأعلى قيمة بين الأحجار الكريمة كلها.

سر الفراعنة المدفون

«على مر العصور، كانت صحراء البحر الأحمر دائمًا محط اهتمام الحضارات القديمة، اكتشف الفراعنة مبكرًا قيمة هذه المنطقة» هذا ما كشفه الدكتور أبو الحجاج نصير، رئيس جهاز شؤون البيئة السابق بالبحر الأحمر، في تصريحاته لـ«الوطن» أن «الفراعنة كانوا أول من اكتشفوا سر وجود الزمرد في جنوب محافظة البحر الأحمر، وتحديدًا في وديان صحراء عيذاب»

«الفراعنة لم يتوقفوا عند حدود الأساطير، بل امتلكوا مهارات مُذهلة في تحديد مواقع المعادن الثمينة» يضيف نصير: «كانت لديهم قدرة استثنائية على معرفة أماكن المعادن النفيسة، كالذهب والزمرد والزبرجد، في صحاري البحر الأحمر»، ومن هنا، بدأوا في استخراج كميات كبيرة من الزمرد من منطقة «وادي سكيت»، ليصبح هذا الحجر النادر جزءًا من ثرواتهم التي رافقتهم في حياة ما بعد الموت.

رحلة عبر الزمن

لم يتوقف الأمر عند الفراعنة، إذ سار الرومان على خطاهم، وبينما كانوا يواصلون التنقيب عن الزمرد في «وادي سكيت»، شيدوا معبدًا ضخمًا يُعرف بمعبد «سرابيس»، الذي ما زال صامدًا حتى يومنا هذا، كجزء من التراث الغني للمنطقة، ليس بعيدًا عن هذا المعبد، تجد مدينة العمال الرومانيين، حيث عاشوا وعملوا في استخراج هذا الحجر الكريم الذي أصبح رمزًا للثروة والرفاهية عبر التاريخ.

سياحة بين الجبال وكنوز الزمرد

«اليوم، لا تزال محافظة البحر الأحمر تُحافظ على مكانتها كمصدر رئيسي للمعادن النفيسة، لكنها لم تعد تُعرف فقط بهذا، بل أصبحت وجهة سياحية فريدة»، بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، يشير في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إلى أن منطقة وادي سكيت تُعد واحدة من أغنى مناطق استخراج الزمرد، وهي الآن محط اهتمام السياحة الأثرية.

ويقول أبو طالب: من خلال رحلات السفاري التي تجذب المغامرين، يمكن للسياح اليوم السير في دروب جبال البحر الأحمر، حيث يتجولون بين وديان كانت يومًا ما ممرات للقوافل التجارية التي حملت الزمرد والأحجار الكريمة، هذه التجربة لا تقدم فقط متعة استكشاف الطبيعة، بل تأخذهم في رحلة عبر الزمن، إلى أيام الفراعنة والرومان.

مرسى علم: مدينة الكنوز والقصص

ويشير: «مرسى علم لم تعد مُجرد مدينة ساحلية معروفة لعشاق البحر والغوص، إنها أيضًا مفتاح للغوص في أعماق التاريخ، حيث تختبئ قصص الحضارات القديمة بين الصخور والرمال، بين كل صخرة، قد تجد جزءًا من إرث الفراعنة أو بقايا المدينة الرومانية، وما زال الزمرد، ذلك الحجر النادر الذي يتفوق قيمته على الماس، شاهدًا على عظمة الماضي».

ولفت إلى وضع هذه المناطق على خريطة السياحة الأثرية جنوب البحر الأحمر، من خلال رحلات سياحة السفاري بين جبال البحر الأحمر إذ يقبل عليها السياح من هواة المتعة والسير بين دروب جبال البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • الاعلان عن إصابة سفينتين في هجومين قبالة سواحل اليمن
  • إصابة سفينة بضربة مسيّرة قبالة سواحل اليمن وسط تصاعد الهجمات الحوثية
  • إصابة مباشرة لسفينة البحر الأحمر.. والكشف عن نوع السلاح المستخدم
  • أمبري: إصابة سفينة بضربة مسيّرة قبالة اليمن
  • حادثان بحريان بالقرب من الحديدة اليمنية
  • الحوثيون يستأنفون هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر
  • هجوم جديد في البحر الأحمر وإعلان للبحرية البريطانية
  • الزمرد في مرسى علم.. كنز الفراعنة المدفون في أعماق صحراء البحر الأحمر
  • وكالة: ارتفاع مستوى التهديد للموانئ الإسرائيلية بسبب هجمات الحوثيين
  • «القاهرة الإخبارية»: سفينة حربية تعترض مسيرة في البحر الأحمر