لعلها مناسبة نتقدم فيها بأسمى معاني الحب لرجل من نسل أحببناه ولطالما أكدنا على أواصر الأخوة قيادة وشعبا، تلك المحبة التي تزيد في القلوب مع الأيام والمواقف وتصمد أمام تقلبات الزمن، فآل زايد أهلنا نعرف قدر محبتنا في قلوبهم ونوقن أنهم حبهم لمصر لا ينازعه في الروح شيئا.

حكاية محبة تتوارثها الأجيال من لدن الأب العظيم الذي كتب وصيته بمداد من روحه وأوصى بها أبنائه واحفاده:"

وقال فيها: «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.

. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب، إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب الحياة».

 

في فترة الستينات لم تتوان مصر في إرسال نخبة من مختلف التخصصات، إلى الإمارات حيث كانت أحلام حلم الاتحاد تلوح في الأفق..تضافرت الجهود وتشاركت السواعد وتحقق حلم التأسيس بفرحة عربية لا فرق فيها بين مواطن وآخر. 

 

 في أعقاب حرب 1967، كان الشيخ زايد طيب الله ثراه أول الداعمين لجهود مصر في الإعمار وتمكين قطاعات حيوية في الدولة، إلى جانب دعم القوات المسلحة المصرية.

حب الشيخ زايد كان لمصر مهما تبدلت الأسماء فكان يرى دائما أن من يتولى حكمها عنوانا لها لذلك وعقب وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، تواصلت علاقات الأخوة والصداقة بين الشيخ زايد والرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعند تأسيس الاتحاد في عام 1971 وقيام دولة الإمارات العربية، كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت بالاتحاد ودولة الإمارات ودعمت وجوده إقليميًا ودوليًا، باعتباره قوة جديدة للعرب. وزار الرئيس المصري أنور السادات دولة الإمارات، ليرد بعدها المغفور له الشيخ زايد، الزيارة إلى القاهرة، مقدمًا وشاح آل نهيان للرئيس السادات، تقديرًا لدوره في مساندة قيام الاتحاد.

 

في عام 1973 سطر الشيخ زايد تاريخا جديدا من المحبة وسجل التاريخ المقولة الخالدة له: «إن البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي». وتمثل صورة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهو يساند الجيش المصري في إحدى مهامه، خير شاهد على ما قدمته الإمارات لمصر من دعم.

استمرت العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين خلال فترة السبعينات، لتقدم نموذجًا فريدًا للعلاقات بين الدول، وشهدت تلك الفترة موقفًا جديدًا يجسد حب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لمصر وشعبها، فتبرع بمبلغ 100 مليون دولار بهدف إعادة إعمار محافظات قناة السويس، ما دفع القيادة المصرية لإطلاق اسم «الشيخ زايد» على مدينة كاملة، تم افتتاحها عام 1976، في محافظة الإسماعيلية، وتستوعب أكثر من 17 ألف وحدة سكنية منها خمس مناطق قديمة بناها الشيخ زايد وبلغ عدد وحداتها السكنية 4500 وحدة.

 

ولم تكن هذه المدينة هي الوحيدة التي تحمل اسم «حكيم العرب» في مصر، فقد تم في عام 1995، إنشاء مدينة الشيخ زايد في محافظة الجيزة المصرية على بعد نحو 30 كيلومترًا عن وسط القاهرة، بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، ومساحتها 38.4 كيلومترًا مربعًا، ويشكل تمثال للشيخ زايد في المدينة أحد أبرز معالمها، ورمزًا لاعتزاز وتقدير مصر وشعبها لهذا الحاكم الجليل على مر العصور.

وسجل التاريخ العربي موقفًا آخر للشيخ زايد، طيب الله ثراه، في عام 1988، إذ قام بزيارته التاريخية إلى مصر، بعد قرار القمة العربية في عمان عام 1987 إنهاء المقاطعة مع مصر، وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها، وهي زيارة جاءت نتيجة لجهود حثيثة قام بها الشيخ زايد بين الدول العربية، إيمانًا منه بقيمة الاتحاد، وأن الحفاظ على وحدة الصف العربي هو غاية يجب عدم التنازل عنها مهما كلف ذلك من عناء ومشقة.

ورث الشيخ محمد بن زايد هذا الحب كاملا من والده واجتهد لينفذ وصيته فقدم كافة انواع الدعم لمصر في السنوات العجاف وساند الشعب المصري في حربه ضد خفافيش الظلام، كان عونا وسندا في المحنة الطاحنة مؤمنا بأن مصر عمود الخيمة العربية، وظهر ذلك جليا في مشاهد الإخوة التي جمعت بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي ما ترك مناسبة إلا وأبدى فيها عمق تلك العلاقة ووصفه للشيخ محمد بأنه شقيقه، وعبر عن حبه وامتنانه لدوام الدعم الإماراتي لمصر، هذا الحب الذي عبر عنه قائد مصر لم يكن بصفة فردية ولكنه كان باقة محبة جمعها الرئيس من قلوب شعبه الذي يعرف جيدا من كان معه ومن كان عليه في محنته.. ولعل ذلك ظهر جليا لدى تجول الشيخ محمد في مدينة العلمين وأبناء الشعب المصري يلتقطون معه صورا تذكارية وهو يسير دون حراسة، فهو يوقن ان محبة المصريين تحرسه.

إن لم تكن شجرة هذه المحبة عفية لاقتلعت الريح جذورها، فأهل الشر حاولوا لمرات إفساد ثمرها وبث الكراهية بين الشعبين لكن نهر المحبة العذب لم تعكر صفوه شائبة.

وهناك لقطة ستظل عصية على النسيان جسدت قمة المحبة وعمق العلاقة بين بن زايد والسيسي، تلك التي قاد فيها الشيخ محمد سيارته وبجواره الرئيس السيسي لدى استقباله في دولة الإمارات، شقيقان يتحدثان عن حلم عربي يصل لعنان السماء، بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، كتف بكتف ويد اخ تشد على يد أخيه بأننا سويا ما دامت الحياة.

ليست عبارات ولا عناوين أخبار تنشر إنما هو عهد وميثاق لا يصونه إلا الشرفاء، وقد بات هذا جليا أمام العالم والإمارات تمد يدها إلى مصر في عثرتها الاقتصادية ليعلنان سويا توقيع أكبر صفقة استثمارية في التاريخ، ليكون "رأس الحكمة" عنوانا تاريخيا لتلك المحبة التي دامت لسنوات، ليعود ويكرر الرئيس السيسي الشكر لشقيقه الشيخ محمد في محفل عام، وكأنه يقول للعالم أجمع نحن لبعضنا البعض جبال في الشدائد.. عرق المحبة سيظل متصل إلى أبد الدهر.. فمن أحب مصر أحببناه ومن كان معنا دائما في محنتنا لن ننساه.

عام سعيد وعمر مديد يا سمو الشيخ محمد.. تذكر دائما أننا نحبك في الله.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشیخ محمد الشیخ زاید بن زاید مصر فی فی عام

إقرأ أيضاً:

قبل انضمام مرموش للسيتي.. أشهر اللاعبين المصريين الذين مروا على الدوري الإنجليزي

يستعد عشاق الساحرة المستديرة، ولا سيما الجمهور المصري، للإعلان الرسمي لضم لاعب منتخبنا الوطني، عمرو مرموش، إلى مانشستر سيتي، ليخوض تجربة جديدة في بطولة من أكبر البطولات في العالم، الدوري الإنجليزي "البريميرليج"

وعلى عاتق هذه الصفقة التي يفتخر بها المصريون والشعوب العربية، يجب تسليط الضوء على النجوم المصرية التي سبقت مرموش في الدوري الإنجليزي.

من المقاولون العرب إلى ليفربول

عند الحديث عن الاحتراف بالدوري الإنجليزي، لابد من ذكر اسم محمد صلاح أولًا، نجم ليفربول الحالي. بدأ صلاح مسيرته كلاعب ناشئ في نادي المقاولون العرب حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول، ليبدأ باب الاحتراف الأوروبي من خلال أبواب نادي بازل السويسري في سنة 2012.

وخطى الفرعون المصري أولى خطواته بالدوري الإنجليزي عندما انضم إلى نادي تشيلسي في سنة 2014، وفي 2015 غادر صلاح البريميرليج ليعيش تجربة جديدة في الدوري الإيطالي بانضمامه إلى صفوف نادي فيورنتينا على سبيل الإعارة، ثم أنتقل إلى نادي روما.

محمد صلاح

وخلال فترة احترافه في روما، خطف نجم منتخبنا الوطني أنظار الدوري الإنجليزي مرة أخرى، فقد عرض ليفربول على النادي الإيطالي مبلغًا ضخمًا قدره 50 مليون يورو لشراء محمد صلاح، ليبدأ ابن نجريج كتابة التاريخ مع أقوه الأندية بالعالم.

محمد صلاح ابن الأهلي في الدوري الإنجليزي

تتشابه رحلة نجم منتخبنا الوطني، محمد النني، مع محمد صلاح. بدأ النني مشواره الكروي مع أحد أكبر الأندية المصرية، النادي الأهلي، حيث لعب كناشئ في 2008، ثم انتقل في العام ذاته إلى نادي المقاولون العرب. وفي عام 2013، وخاض النجم المصري أولى تجاربه الاحترافية بالدوري الأوروبي، حيث انضم إلى نادي بازل السويسري، ليزامل محمد صلاح.

محمد النني و محمد صلاح

ثم يأتي عام 2016 ليشهد دخول النني الدوري الإنجليزي عن طريق محطة آرسنال. وخلال 8 سنوات، قد حقق الفرعون المصري ثلاث ألقاب كبيرة مع الجانرز، قبل انتهاء عقده والانضمام إلى نادي الجزيرة الإماراتي في 2024.

محمد النني أحمد المحمدي يعتزل في أستون فيلا

استهل أحمد المحمدي رحلته في عالم كرة القدم مع فريق غزل المحلة عام 2004، ثم انتقل إلى نادي إنبي عام 2006، ليكون الفريق البترولي محطته الأخيرة في الدوري المصري قبل الاحتراف بالدوري الإنجليزي عبر بوابة نادي سندرلاند.

تنقل المحمدي داخل الدوري الإنجليزي بين فريقي سندرلاند وهال سيتي على مدار عدة سنوات، ليسري مجراه في النهاية مع فريق أستون فيلا الذي أنضم إليه في عام 2017، ويعتزل عالم الساحرة المستديرة في 2021 على الأراضي الإنجليزية.

أحمد المحمدي ميدو من الزمالك إلى البريميرليج

شهد الدوري الإنجليزي العديد من نجوم الكرة المصرية الآخرين، منذ عدة عقود، فهناك نجم الزمالك السابق أحمد حسام ميدو الذي انتقل إلى البريميرليج منذ 2006. وكان ميدو انتقال من الزمالك إلى أجواء الكرة الأوروبية مبكرا في 2000 من أبواب نادي خنت البلجيكي، لينتقل خلال رحلته في دوري القارة العجوز لعدة أندية مختلفة أبرزها سيلتا دي فيجو الإسباني، وأولمبيك مارسيليا الفرنسي. وفي 2005، افتتح طريقه في الدوري الإنجليزي بالإنضمام إلى توتنهام هوتسبير، واختتم تاريخه الكروي في نادي بارنسلي الإنجليزي في 2013.

عمر مرموش يستكمل كتابة التاريخ

استهل عمر مرموش مسيرته في كرة القدم رفقة فريق وادي دجلة وشارك معهم في 2016 بعدما قام أحمد حسام ميدو مدرب الفريق آنذاك بتصعيده إلى الفريق الأول بعدما لفت الأنظار مع الناشئين ليقرر ميدو مشاركته وتبدأ رحلة اللاعب داخل الدوري المصري الممتاز.

عمر مرموش

بدأ الفرعون المصري مشواره في الدوري الأوروبي مع فريق فولفسبورج الألماني الذي انضم إليه في صيف 2020، منتقلاً من نادي وادي دجلة، وبقي مرموش مع فولفسبورج لمدة ثلاث سنوات، حتى قرر النجم المصري إنهاء رحلته مع الفريق وقرر عدم تجديد عقده. وذلك بعد الواقعة التي حدثت له أثناء خوضه مباراة أمام بوخوم، حيث دفع به المدير الفني في الدقيقة 47، ثم قرر إخراجه في الدقيقة 64، أي بعد 17 دقيقة فقط. ليأتي يوم 8 أبريل ويعلن نادي آينتراخت فرانكفورت ضم عمر مرموش رسميًّا إلى صفوفه.

عمر مرموش

أثبت لاعب منتخبنا الوطني وجوده في الفريق الألماني، واستطاع أن يصبح لاعبًا وهدافًا أساسيًّا للفريق. حيث حقق أرقامًا مذهلة هذا الموسم، حيث سجل 20 هدفًا وصنع 14 تمريرة حاسمة في 26 مباراة بجميع المسابقات. وقد خاض بشكل عام 67 مباراة، مسجلاً 37 هدفًا، وصانعًا 20 تمريرة، ولاعبًا 5215 دقيقة.

وبسبب هذا التألق مع آينتراخت فرانكفورت، يستعد الفرعون الآن لخوض تجربة جديدة وكبيرة في أكبر الدوريات بالعالم، الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» عبر بوابة العملاق مانشستر سيتي حامل لقب المسابقة، ليستكمل كتابة تاريخ ليس غريبًا على اللعيبة المصرية.

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد يلتقي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب
  • كشف الستار عن حالة ظَفَارِ للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (34)
  • وزير الثقافة يفتتح متحف الفن الحديث بمعرض "خبيئة بيكار" ويشهد احتفالية ذكرى ميلاده.. صور
  • قبل انضمام مرموش للسيتي.. أشهر اللاعبين المصريين الذين مروا على الدوري الإنجليزي
  • نجل سالم الدوسري: فضل من الله محبة الجماهير لوالدي .. فيديو
  • في ذكرى ميلاده.. قصة كلبة نجيب الريحاني الذي مات حرنا عليها
  • الأنظمة الكهربائية ل «محمد بن زايد سات» أوتوماتيكية 100%
  • وفد سنغافوري يزور « محمد بن زايد للعلوم»
  • أفضل دعاء مستجاب للزوج والحبيب .. يجلب المحبة
  • أسعار باقات الإنترنت المنزلي والموبايل اليوم 20 يناير 2025