الجزيرة:
2025-04-22@22:54:55 GMT

مبادرات تعليمية في غزة تعيد الأمل والحياة للأطفال

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مبادرات تعليمية في غزة تعيد الأمل والحياة للأطفال

غزة- أمام مستودعات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عثرت "أم يامن" على بعض كتب المنهاج الدراسي لأطفالها، كانت بالنسبة لها كنزا وساعدتها في متابعة دروسهم بعد انقطاع عن الدراسة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لأم يامن أبو عجينة 5 أطفال، أصغرهم رضيع، والآخرون في سن المدرسة، ونزحت بهم مع زوجها من منزلهم في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع في الأسبوع الثالث للحرب، وتقول للجزيرة نت "طال بنا المقام في هذه الخيمة، ولا نعلم متى تنتهي الحرب، ومستقبل الأطفال والطلاب في علم الغيب".

كانت الكتب الدراسية التي عثرت عليها أم يامن في طريقها للنيران، التي التهمت الكثير منها طوال شهور الحرب وقد أصبحت وسيلة الغزيين لإعداد ما يتوفر لديهم من طعام شحيح.

فاطمة تتابع دروسها ذاتيا داخل خيمة بمدينة رفح (الجزيرة) دراسة في خيمة

أبت أم يامن (35 عاما) أن تذهب أوقات أطفالها الـ4 سدى دون فائدة، ووجدت في التعليم الذاتي فرصة لتتابع معهم دروسهم، وتقول هذه الأم التي كانت تعمل في صيدلية وانقطعت عن العمل منذ اندلاع العدوان "الحمد لله تشجع أطفالي على المبادرة والتعليم ووجدوا في الكتب متنفسا من الضغوط ويهربون معها من تداعيات الحرب".

فاطمة بالصف الثامن أساسي وهي كبرى أشقائها، شعرت بسعادة غامرة عندما رأت الكتب لأول مرة منذ أن تركت منزلها ومدرستها في شمال القطاع.

تقول والدتها أم يامن إن "فاطمة متفوقة في دراستها وحافظة للقرآن الكريم كاملا، وكذلك إخوتها يامن بالصف السابع، وعائشة بالثالث، ومؤمن بالأول، جميعهم من المتفوقين في دراستهم، وكانوا سعداء بالعودة إلى الدراسة ولو مؤقتا داخل خيمة".

ومع الحماس الذي وجدته السيدة الغزية لدى أبنائها وسعادتهم بمتابعة دروسهم التعليمية، تشجعت مع زوجها وجابا ما تبقى من مكتبات تعمل في مدينة رفح بحثا عن كتب مساعدة وشارحة للمنهاج الدراسي، وتضيف "الحمد لله يعتمدون على أنفسهم ويستغلون أوقاتهم ويساعدهم زوجي أبو يامن فيما يستعصي عليهم من دروس".

مبادرات فردية وجماعية باتت منتشرة في مراكز الإيواء والمدارس والخيام لإنقاذ المسيرة التعليمية بعد 5 شهور من الحرب على غزة (الجزيرة) مبادرة الشهيد الحي

وتعطلت الحياة التعليمية المدرسية والجامعية في القطاع الساحلي الصغير، وتبدو العودة إليها ضبابية مع استمرار الحرب الضارية التي دمرت كل الجامعات والمعاهد المتوسطة، ومئات المدارس الحكومية والتابعة للأونروا.

ومن بين مبادرات تعليمية فردية وجماعية باتت منتشرة في مراكز الإيواء في المدارس وفي الخيام، تبرز مبادرة المعلم النازح محمد الخضري (38 عاما)، التي بدأت بتعليمه الذاتي لأطفاله الـ3 في مركز إيواء بمدينة دير البلح وسط القطاع.

وللخضري واحدة من حكايات الحرب المثيرة، فقد كان في عداد الشهداء لنحو 9 ساعات، ووثقته مستشفى الشفاء كشهيد في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يعود إلى الحياة من جديد بنجاح الدفاع المدني في انتشاله من تحت أنقاض منزله المدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وبعد 3 أيام قضاها يتلقى العلاج ومع تقدم الدبابات نحو المستشفى، نزح الخضري مع أسرته إلى وسط القطاع، ويقول للجزيرة نت "الحياة موقف ولابد للإنسان من بصمة، وعدم الركون لليأس والخنوع، ومن هنا كانت مبادرتي لتعليم الأطفال والتفريغ النفسي عنهم".

ويحمل هذا المعلم درجة الماجستير في مناهج طرق التدريس، ويعمل محاضرا في جامعات غزة، وفي إطار مبادرته التعليمية الطوعية يتجول في مدارس النزوح ومخيمات الخيام في مناطق جنوب القطاع على مدار الأسبوع، مستهدفا الأطفال في سن التعليم الأساسي من الأول حتى السادس.

تركز مبادرة الخضري على تعليم مادة اللغة العربية، والتفريغ النفسي، باستخدام أساليب حديثة كانت كفيلة بإقبال عدد كبير من الطلبة والأهالي عليها، كالحكواتي والأسلوب القصصي والدمى والرسم بالألوان، مقدرا عدد المستفيدين -منذ إطلاق مبادرته قبل نحو شهر ونصف- بزهاء 4 آلاف طفل.

وفي محاكاة للبيئة التعليمية الواقعية، يبدأ الخضري يومه مع الطلبة بطابور الصباح وتحية العلم، وتضم المجموعة الواحدة نحو 60 طالبا وطالبة، يفترشون الأرض داخل الخيام ومراكز الإيواء والنزوح، ويقول الخضري إن "التفاعل الذي أجده من الأطفال يُظهر الجانب المشرق والأمل في مستقبل أفضل، وأننا شعب يستحق الحياة".

نضوي شمعة مبادرة للتعليم والتفريغ النفسي في مدرسة الطائف غرب مدينة رفح (الجزيرة) نضوي شمعة

وفي مدرسة الطائف وهي واحدة من مراكز الإيواء في غرب رفح، استلهم أمين المكتبة فيها رائد أبو طعيمة من إقبال الأطفال على استعارة الكتب، فكرة مبادرته "نضوي شمعة"، ويقول للجزيرة نت "كان إقبال أطفال النازحين على المكتبة ملفتا، وأردت تعزيز شغفهم بالقراءة والمطالعة، ومن هنا كانت المبادرة".

ومع مبادرين ومتطوعين تم تخصيص صف تعليمي وآخر ترفيهي للتفريغ النفسي، يوفر للأطفال -على مدار 3 أيام أسبوعيا- تعلم المواد الدراسية الأساسية والانخراط في أنشطة غير منهجية بهدف تخليصهم من ضغوط الحرب وآلامها، بحسب أبو طعيمة.

ليان أبو سعد (9 أعوام) طالبة نازحة من مدينة غزة، تحرص على المشاركة في أنشطة المبادرة، وتقول للجزيرة نت "كنت فاقدة الأمل بالعودة للتعليم، والحرب طولت والسنة ضاعت، لكن هذه المبادرة أعادت لي بعض الأمل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

أتوبيس الفن يصطحب الأطفال ذوي الهمم في جولة بالمتحف الحربي احتفاء بذكرى تحرير سيناء

ضمن احتفالات وزارة الثقافة بذكرى تحرير سيناء، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، جولة تثقيفية بالمتحف الحربي بالقلعة لأطفال دار السندس للأيتام من ذوي الهمم، وذلك من خلال أتوبيس الفن الجميل.

نفذت الجولة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وتضمنت عرضا لفيلم تسجيلي تعرف من خلاله الأطفال على تاريخ إنشاء المتحف الحربي ومراحل تطوره وصولا إلى استقراره داخل قلعة صلاح الدين، مع استكشاف لأقسام المتحف ومشاهدة مجموعات متنوعة من الأسلحة والمعدات التي توثق لتاريخ الجندية المصرية عبر العصور، مصحوبة بشروحات مبسطة للأطفال.

كما تضمنت الجولة ورشة حكي بعنوان "ذكرى تحرير سيناء" قدمتها الفنانة سارة علي، استعرضت خلالها بطولات الجيش المصري وتضحياته في تحرير الأرض، بالإضافة إلى إبراز الدور المهم الذي قامت به الدبلوماسية المصرية في استرداد سيناء بطرق سلمية.

واختتم اليوم بورشة فنية أبدع خلالها الأطفال لوحات معبرة عن شجاعة الجيش المصري ودوره في حماية أمن الوطن واستقراره، لتحفيز الوعي الوطني وتعزيز روح الانتماء.

نفذ الفعالية أتوبيس الفن الجميل التابع للإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة د. چيهان حسن، ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وفي إطار برنامج جولات مكثفة تقدم للأطفال طوال شهر أبريل، تأكيدا على التزام وزارة الثقافة بإتاحة الفعاليات النوعية لجميع فئات المجتمع، لا سيما الأطفال من ذوي الهمم.

مقالات مشابهة

  • أتوبيس الفن يصطحب الأطفال ذوي الهمم في جولة بالمتحف الحربي احتفاء بذكرى تحرير سيناء
  • سكري الحمل يؤثر على التطور العصبي للأطفال
  • إطلاق مبادرات مشتركة لخدمة المجتمع وترسيخ القيم.. الثقافة توقع اتفاقية مع “تيك توك” لتطوير مهارات المواهب
  • الاتحاد تعيد نشر حوار موسع كانت أجرته مع البابا فرنسيس
  • صندوق الإدمان يطلق مبادرات توعوية بالحدائق في شم النسيم
  • التضامن: غرامة إعادة الطفل المكفول لدار الرعاية «قرار قديم»
  • "التضامن": لا غرامة جديدة على الأسر التي تعيد الأطفال المكفولين.. والقرار معمول به منذ أكثر من 4 سنوات
  • دنيا ماهر عن الراحل سليمان عيد: "الابتسامة دايما كانت على وشه والناس كلها بتحبه"
  • من أجل الصحة والحياة.. ملتقى لطب الأطفال في أربيل
  • قصور الثقافة تشارك في مبادرة "دوّي" لتمكين الفتيات والفتيان