الجزيرة:
2025-06-30@20:58:11 GMT

مبادرات تعليمية في غزة تعيد الأمل والحياة للأطفال

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

مبادرات تعليمية في غزة تعيد الأمل والحياة للأطفال

غزة- أمام مستودعات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، عثرت "أم يامن" على بعض كتب المنهاج الدراسي لأطفالها، كانت بالنسبة لها كنزا وساعدتها في متابعة دروسهم بعد انقطاع عن الدراسة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

لأم يامن أبو عجينة 5 أطفال، أصغرهم رضيع، والآخرون في سن المدرسة، ونزحت بهم مع زوجها من منزلهم في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع في الأسبوع الثالث للحرب، وتقول للجزيرة نت "طال بنا المقام في هذه الخيمة، ولا نعلم متى تنتهي الحرب، ومستقبل الأطفال والطلاب في علم الغيب".

كانت الكتب الدراسية التي عثرت عليها أم يامن في طريقها للنيران، التي التهمت الكثير منها طوال شهور الحرب وقد أصبحت وسيلة الغزيين لإعداد ما يتوفر لديهم من طعام شحيح.

فاطمة تتابع دروسها ذاتيا داخل خيمة بمدينة رفح (الجزيرة) دراسة في خيمة

أبت أم يامن (35 عاما) أن تذهب أوقات أطفالها الـ4 سدى دون فائدة، ووجدت في التعليم الذاتي فرصة لتتابع معهم دروسهم، وتقول هذه الأم التي كانت تعمل في صيدلية وانقطعت عن العمل منذ اندلاع العدوان "الحمد لله تشجع أطفالي على المبادرة والتعليم ووجدوا في الكتب متنفسا من الضغوط ويهربون معها من تداعيات الحرب".

فاطمة بالصف الثامن أساسي وهي كبرى أشقائها، شعرت بسعادة غامرة عندما رأت الكتب لأول مرة منذ أن تركت منزلها ومدرستها في شمال القطاع.

تقول والدتها أم يامن إن "فاطمة متفوقة في دراستها وحافظة للقرآن الكريم كاملا، وكذلك إخوتها يامن بالصف السابع، وعائشة بالثالث، ومؤمن بالأول، جميعهم من المتفوقين في دراستهم، وكانوا سعداء بالعودة إلى الدراسة ولو مؤقتا داخل خيمة".

ومع الحماس الذي وجدته السيدة الغزية لدى أبنائها وسعادتهم بمتابعة دروسهم التعليمية، تشجعت مع زوجها وجابا ما تبقى من مكتبات تعمل في مدينة رفح بحثا عن كتب مساعدة وشارحة للمنهاج الدراسي، وتضيف "الحمد لله يعتمدون على أنفسهم ويستغلون أوقاتهم ويساعدهم زوجي أبو يامن فيما يستعصي عليهم من دروس".

مبادرات فردية وجماعية باتت منتشرة في مراكز الإيواء والمدارس والخيام لإنقاذ المسيرة التعليمية بعد 5 شهور من الحرب على غزة (الجزيرة) مبادرة الشهيد الحي

وتعطلت الحياة التعليمية المدرسية والجامعية في القطاع الساحلي الصغير، وتبدو العودة إليها ضبابية مع استمرار الحرب الضارية التي دمرت كل الجامعات والمعاهد المتوسطة، ومئات المدارس الحكومية والتابعة للأونروا.

ومن بين مبادرات تعليمية فردية وجماعية باتت منتشرة في مراكز الإيواء في المدارس وفي الخيام، تبرز مبادرة المعلم النازح محمد الخضري (38 عاما)، التي بدأت بتعليمه الذاتي لأطفاله الـ3 في مركز إيواء بمدينة دير البلح وسط القطاع.

وللخضري واحدة من حكايات الحرب المثيرة، فقد كان في عداد الشهداء لنحو 9 ساعات، ووثقته مستشفى الشفاء كشهيد في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قبل أن يعود إلى الحياة من جديد بنجاح الدفاع المدني في انتشاله من تحت أنقاض منزله المدمر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وبعد 3 أيام قضاها يتلقى العلاج ومع تقدم الدبابات نحو المستشفى، نزح الخضري مع أسرته إلى وسط القطاع، ويقول للجزيرة نت "الحياة موقف ولابد للإنسان من بصمة، وعدم الركون لليأس والخنوع، ومن هنا كانت مبادرتي لتعليم الأطفال والتفريغ النفسي عنهم".

ويحمل هذا المعلم درجة الماجستير في مناهج طرق التدريس، ويعمل محاضرا في جامعات غزة، وفي إطار مبادرته التعليمية الطوعية يتجول في مدارس النزوح ومخيمات الخيام في مناطق جنوب القطاع على مدار الأسبوع، مستهدفا الأطفال في سن التعليم الأساسي من الأول حتى السادس.

تركز مبادرة الخضري على تعليم مادة اللغة العربية، والتفريغ النفسي، باستخدام أساليب حديثة كانت كفيلة بإقبال عدد كبير من الطلبة والأهالي عليها، كالحكواتي والأسلوب القصصي والدمى والرسم بالألوان، مقدرا عدد المستفيدين -منذ إطلاق مبادرته قبل نحو شهر ونصف- بزهاء 4 آلاف طفل.

وفي محاكاة للبيئة التعليمية الواقعية، يبدأ الخضري يومه مع الطلبة بطابور الصباح وتحية العلم، وتضم المجموعة الواحدة نحو 60 طالبا وطالبة، يفترشون الأرض داخل الخيام ومراكز الإيواء والنزوح، ويقول الخضري إن "التفاعل الذي أجده من الأطفال يُظهر الجانب المشرق والأمل في مستقبل أفضل، وأننا شعب يستحق الحياة".

نضوي شمعة مبادرة للتعليم والتفريغ النفسي في مدرسة الطائف غرب مدينة رفح (الجزيرة) نضوي شمعة

وفي مدرسة الطائف وهي واحدة من مراكز الإيواء في غرب رفح، استلهم أمين المكتبة فيها رائد أبو طعيمة من إقبال الأطفال على استعارة الكتب، فكرة مبادرته "نضوي شمعة"، ويقول للجزيرة نت "كان إقبال أطفال النازحين على المكتبة ملفتا، وأردت تعزيز شغفهم بالقراءة والمطالعة، ومن هنا كانت المبادرة".

ومع مبادرين ومتطوعين تم تخصيص صف تعليمي وآخر ترفيهي للتفريغ النفسي، يوفر للأطفال -على مدار 3 أيام أسبوعيا- تعلم المواد الدراسية الأساسية والانخراط في أنشطة غير منهجية بهدف تخليصهم من ضغوط الحرب وآلامها، بحسب أبو طعيمة.

ليان أبو سعد (9 أعوام) طالبة نازحة من مدينة غزة، تحرص على المشاركة في أنشطة المبادرة، وتقول للجزيرة نت "كنت فاقدة الأمل بالعودة للتعليم، والحرب طولت والسنة ضاعت، لكن هذه المبادرة أعادت لي بعض الأمل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

هل كانت مسرحية؟

الحديث عن الحرب وتداعياتها، وتحليل مساراتها ومآلاتها ما زال زاد المجالس والمقاهي وحتى الصحف ومراكز البحوث الاستراتيجية والنقاشات السياسية، والحق ألا يمكن الحديث عن شأن آخر ما دامت رياح الحرب تلوح في الأفق العربي، لكن عن أي الحروب نتحدث؟ أعن حرب قديمة بين إسرائيل (مكونا طارئا على الشرق الأوسط ووجعا دائما مهما كانت تشكلاته السياسية والاقتصادية) وبين العرب؟ أم بينها كذلك (إسرائيل أعني) وبين إيران (الدولة الصديقة والجارة القريبة من الخليج والمشتركة مع العرب دينا وعلاقات تاريخية مشتركة مهما التبست تلك العلاقات أو تعقدت)؟ الآن وقد هدأت رياح الحرب الأخيرة بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة أخرى تعالت أصوات ساخرة وأخرى ناقمة تتناول تفاصيل أيام الحرب بكل ما فيها على أنها مسرحية متفق عليها على مستويات مختلفة.

بعد 12 يوما من المواجهة العسكرية مع إسرائيل -وبدعم مباشر من الولايات المتحدة- دخلت إيران مرحلة «هدنة غير مستقرة» كما يصفها مراقبون، بينما أعلنت القيادة الإيرانية أن الحرب انتهت بـ «نصر تاريخي» في حين لا تزال أصداء القصف والدمار والهواجس الاقتصادية حاضرة في الشارع الإيراني، ومع هذه الحرب التي اندلعت في 13 يونيو شهدت إيران موجة من الهجمات الجوية والصاروخية استهدفت ليس فقط مواقع عسكرية، بل مراكز مدنية حساسة بينها مستشفى وسجن ومؤسسة إعلامية ومراكز علمية بحثية، وأحياء سكنية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية، حتى أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أن نحو 90% من الضحايا من المدنيين.

بعد أيام من الهدنة المعلنة بين الطرفين، شيعت إيران 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم تل أبيب خلال حرب استمرت 12 يوما، في مشهد مهيب أرادت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يكون «بيعة للمستقبل» وأن يؤسس لمرحلة جديدة «تربك حسابات الأعداء» هل يمكن لكل تلك الجثامين وكل تلك الدماء أن تكون مشهدا من مشاهد المسرحية المتفق عليها بين أطراف أحكمت وثاقها على الواقع السياسي في المنطقة؟!

وفي الجانب الإسرائيلي قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: «إن الهجوم الأخير على إيران حقق كل أهدافه، إسرائيل تكبدت خسائر بشرية مؤلمة في المواجهات، لكنها كانت أقل بكثير مما توقعناه» وقد أشارت المعطيات التي سمح الجيش الإسرائيلي بنشرها إلى أنه تم إطلاق أكثر من 1050 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، منها 570 تمكنت من اختراق المجال الجوي، وإطلاق 591 صاروخا، وأفادت التقارير بتحطم أكثر من 62 موقعا في مناطق مختلفة داخل إسرائيل، هل يمكن لكل ذلك أن يكون مشهدا من مسرحية سياسية عسكرية؟!

مشهد تعطيل الحركة الجوية في مجموعة من دول المنطقة، تأثير الحرب على الحركة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية في الخليج والشرق الأوسط، إن كانت تلك بعض مشاهد المسرحية فلصالح من تقرر عرض هذه المسرحية، وهل اكتملت المسرحية ببلوغ أهدافها؟ أم أن لها تسلسلا لمّا ينته بعد سعيا لمصالح أكبر وانتصارات خفية لمّا تنجز بعد؟ تعددت روايات العامة والخاصة من المحللين الدوليين وباحثي الشأن السياسي بين قائل بأن كل تلك الإثارة المتضمنة رعبا وحربا وضروبا من تعطيل المصالح ما هي إلا استعراض أمريكا لقوتها في المنطقة بعد نجاح الرئيس الأمريكي في جمع ثروات من زيارة قصيرة نجح خلالها في تحصيل ما لم يتم تحصيله خلال عقود حسب تصريحاته شخصيا بعد الزيارة، تتضمن هذه الرواية فائدة مزدوجة، فإن كانت هذه الحرب تستعرض قوة اللاعب الرئيس «أمريكا» إلا أنها استرضاء للحليف الدائم «إسرائيل» المرخص له بأن يكون اللاعب الأول والرئيس حتى دخول أمريكا في المشهد الختامي لتعزيز بطولة إسرائيل عبر ضرب المواقع النووية الإيرانية، ثم لحمل راية السلام بالقوة داعية لإيقاف الحرب وإعلان الهدنة!، ماذا عن إيران؟ هل كانت شريكا في هذه المسرحية؟ وهل تخلت عن قادتها وعلمائها الذين تعرضوا للتصفية في هذه الحرب «المسرحية» مقابل وعود غير معلنة بالبقاء في السلطة وتخفيف العقوبات؟ هل يمكن تخيل أن كل ذلك ممكن الحصول فعليا؟ هل أرادت أمريكا بهذه الحرب العرضية المفاجئة تعزيز «مسمار جحا» المبرر وجودها العسكري، والمحفز تسويق بضاعتها «خردة الحروب» بين دول المنطقة عبر تفعيل «فزاعة الحرب والعدو الإيراني» لتحميل دول الخليج خصوصا فواتير حروب أمريكا وإسرائيل (معا) عسكريا واقتصاديا؟!

ختاما: لا يمكن التيقن من صدق كل تلك الروايات عن مسرحية الحرب إن كانت فعلا مسرحية، لكن اليقين الذي لا يقبل الشك هو دماء الأبرياء التي أريقت في هذه الحروب، المصالح التي تعطلت، تفشي حالتي الفزع والحزن معا بين شعوب المنطقة، لم تكن حالة الترقب المصحوبة بالرعب وهما، وكذلك الأمر مع تذبذب وتلاشي الأمان أوان إدراك اقتراب الخطر أو حتى وقوعه لحظة قرار أو فرار من أمريكا التي تقبض بين أصابع ساستها أطراف اللعبة، سواء كانت مسرحية أم واقعا هي المؤلف فيه والمخرج والآخذ بكل التفاصيل، غير أنه من المؤسف المحزن أن نكون نحن، شعوب المنطقة، ضحاياه الواقع عليهم عبء التراجيديا وتكاليف إنتاج المسرحية معا!.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • «المصرية للاتصالات» تهدي مستشفى الناس أول وحدة من نوعها في مصر لجراحات القلب للأطفال حديثي الولادة
  • غزة تحترق| الاحتلال يقصف مراكز النزوح ويقتل أسرًا بأكملها في مناطق آمنة.. و٤٨ شهيدا منذ الفجر
  • كرة القدم تمنح الأمل.. بولندا تحتضن كأس العالم للأطفال اليتامى
  • مخاوف إسرائيلية من صفقة مع حماس تعيد الوضع إلى ما قبل الطوفان
  • هل كانت مسرحية؟
  • مؤسسة حرير تزور جمعية قرى الأطفال في سوريا
  • مؤسسة حرير تُنفّذ زيارة إنسانية إلى قرى SOS في سوريا وتُقدّم الدعم النفسي والمعنوي للأطفال
  • مناقشة سبل تعزيز أداء العملية التعليمية في ريمة
  • بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية.. إيران تعيد فتح مجالها الجوي من جديد
  • الجزيرة ترصد أوضاع الأطفال مع سوء التغذية والجفاف في مستشفيات القطاع