آخر تحديث: 10 مارس 2024 - 11:36 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- يخشى المسؤولون في العراق أن يكون الصيف المقبل الأكثر جفافاً في تاريخ البلاد بسبب ندرة المياه في الأنهر الرئيسية والفرعية، في ظل تعمّد دولتي المنبع إيران وتركيا قطع المياه، وواقع احتلال العراق الترتيب الخامس في قائمة الدول الأكثر تأثراً بالتغيّرات المناخية في العالم، ما قلل المساحات الزراعية، وتسبب في هجرة الفلاحين والرعاة ونفوق المواشي.

وفي ظل التوقعات السلبية السائدة، تعتزم وزارة الموارد المائية تشييد 36 سداً لتخزين المياه عام 2025، تتوزع في مناطق صحراوية، ضمن محاولتها الإفادة من مياه الأمطار عبر تخزينها.في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال وزير الموارد المائية عون ذياب عبد الله إنه “بعد أربعة أعوام من الجفاف، سيشهد العراق، بحسب مؤشرات علمية متوفرة وصور رصدتها أقمار صناعية عالمية، هطولاً مبكراً للأمطار خريف العام الحالي وشتاء العام المقبل، ما سيساهم في تأمين مخزون مياه جيد للشرب والاستخدامات البشرية والزراعة”، مؤكداً “عزم الوزارة تشييد 36 سداً خلال عام 2025، بعد استكمال الدراسات لتحديد الاحتياجات ووضع التصاميم الهندسية. مواقع السدود ستتوزع في مناطق الصحراء الغربية ووادي السماوة، وأخرى في الشمال والجنوب والشرق”.وأشار عبد الله إلى أن “العراق يملك حالياً 25 سداً لتجميع المياه في مناطقه الشرقية والجنوبية، وأنها تخزّن أكثر من 300 مليون متر مكعب، إضافة إلى سدود حوران ومندلي وقزانية والأبيض الأول والثاني والثالث التي تخزّن وحدها كمية 70 مليون متر مكعب من المياه، وتستفيد منها مجتمعات الرعي في الصحراء”.ولفت أيضاً إلى أن “حجم التخزين يقل في بعض سدود شرق العراق تحديداً، بسبب جريان المياه في وديان ونقلها مواد طينية وحصى، ووزارة الموارد المائية تبذل مساعي حثيثة لمعالجة مشكلات المياه عبر إنشاء حواجز تهدف إلى تقليل الرواسب الطينية لمنع تسربها إلى السدود”. وعلّق مراقبون بأن إعلان العراق إنشاء سدود إضافية كان متوقعاً بعدما اعترفت وزارة الموارد المائية، بأن المخزون المائي هبط إلى أدنى مستوياته، وأنه لا يتجاوز 10 مليارات متر مكعب توجد في بحيرات التخزين الطبيعي، مثل الحبانية والثرثار، وبحيرات صناعية في سدود الموصل وحديثة ودوكان ودربندخان وحمرين والعظيم، وأخرى في مناطق تضم كميات من المياه الجوفية.وقال مدير الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية علي راضي، في حديث صحفي، إن “إعلان الوزارة تشييد نحو 36 سداً يندرج ضمن خطة وضعتها الوزارة لمنع هدر كميات الأنهر، وفرض ترشيد الاستهلاك. ستخصص السدود الجديدة لتخزين المياه، والإفادة من الإيرادات المائية وتغذية المياه الجوفية، وإنعاش المناطق الزراعية القريبة من السدود باستخدام تقنيات حديثة”.ويؤكد راضي أن “وزارة الموارد المائية تدرك حجم التحديات والمشكلات الناتجة عن أزمة نقص المياه، وأنها تتصدى لها باعتماد حلول علمية وواقعية، وبينها استمرار التواصل مع دول الجوار، وتنفيذ تدابير فعّالة في تخطي الأزمة، وعالجت الحكومة تجاوزات كثيرة على الأنهر، ووضعت آليات وضوابط لم تكن موجودة في محافظات عدة، ما أثرّ في واقع الزراعة وثروة الأسماك، وهي تعتقد بحسب الجداول والدراسات الموضوعة بأن سدود تجميع مياه الأمطار ستعزز فرص العراق في إنعاش موارده”. ويعد العراق بين دول العالم الأكثر غنىّ بالثروة المائية لأنه يملك نهري دجلة والفرات اللذين ساعدا في تأسيس حضارات بلاد الرافدين، إضافة إلى فروع أنهر مهمة، مثل العظيم والزاب الكبير والزاب الصغير والخابور ونهر ديالى ونهر الدجيل ونهر الكارون ونهر شط العرب، وأكثر من 35 نهراً في الشرق وفي منطقة الأهوار، وأخرى تصل من إيران، لكن السنوات الماضية شهدت تراجعاً كبيراً في الايرادات المائية بسبب قطع وصول المياه من تركيا وإيران.وفتحت إيران، مطلع العام الماضي، نهر الكارون الذي يصب في شط العرب، في حين تؤكد الحكومة العراقية أن قضية المياه مع تركيا مسألة سياسية لأن تركيا تربطها بقضية تصدير النفط وحزب العمال الكردستاني، لذا أنشأت سدوداً تفوق حجم الحوض المائي.ويقول عضو جمعية “النشاط البيئي” في العراق صاحب الحريشاوي، أن “السدود الجديدة لتخزين المياه ستعتمد على الأمطار، لكن أي مسؤول في وزارة الموارد المائية لم يسأل ماذا سيحدث في حال عدم هطول كميات جيدة من الأمطار، في وقت تشير تقديرات إلى أن موسم الأمطار سيكون ضعيفاً. لا شك في أن السدود مهمة، وهي موضع حديث خبراء منذ نحو 10 سنوات، ولا أعتقد شخصياً أن تشييد السدود سيحصل خلال العام المقبل بسبب سيطرة عشائر وأحزاب على بعض الأنهر والمصبات”. ويرى أنه “تجب معالجة الخلل في أزمة المياه بالتواصل مع تركيا وإيران، لكن المفاوضات التي أجراها العراق معهما فشلت في السنوات الماضية. والعراق يملك في الأصل سدوداً بسعات تخزين ضخمة، لذا يعتبر الحديث عن تشييد سدود جديدة تهرباً من المشكلات التي تدمّر قطاع الزراعة وتهجّر آلاف السكان”.بدوره، يلفت الخبير في شؤون المياه عادل المختار، في حديث صحفي، إلى أن “بناء 36 سداً لتجميع مياه الأمطار قد يحتاج إلى أكثر من ثلاث سنوات، وليس إلى عام واحد، بحسب ما يقول المسؤولون، حتى إذا كانت صغيرة وتتركز في منخفضات ووديان وسهول. ويمكن القول إن فشل وزارة الموارد المائية وبقية المؤسسات والجهات الحكومية المعنية بأزمة المياه دفعها إلى التفكير بحلول السماء والاعتماد على الأمطار”.واضاف، “ليست السدود هي الحل، في حين أن تلك الموجودة حالياً والتي تستطيع تخزين كميات كبيرة من مياه الأمطار فارغة. يجب ضبط الحصص ومنع التجاوزات ومعالجة الإخفاقات في ملف الترشيد والسقاية، واعتماد وسائل حديثة”. وخلال الفترة الأخيرة، لجأ العراقيون إلى المياه الجوفية لمواجهة الشحّ الكبير في المياه، خصوصاً في مدن الجنوب والوسط والشرق، وحفروا بالتعاون مع السلطات مئات من الآبار لمحاولة توفير مياه الشرب وسط الجفاف.وتزامن ذلك مع تقليص السلطات مساحة الأراضي التي تشملها الخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، وصولاً إلى استبعاد محافظات معيّنة من الخطة بالكامل، بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة في البلاد بتأثير قطع إيران روافد نهر دجلة.ولوّحت الحكومة مرات باللجوء إلى المؤسسات الدولية لفرض تطبيق إيران اتفاقات دولية تسمح بحصول العراق على حصصها من المياه، لكنها لم تتخذ أيّ خطوة في هذا الشأن رغم رفض إيران كل الحلول التي طرحها العراق.وأفاد تقرير سابق نشرته الأمم المتحدة عن الأمن المائي بأنّ 17 من 22 دولة عربية مصنّفة أنها على خط الفقر المائي، بينها 12 تحت خط الفقر المائي المدقع، أحدها العراق.لكنّ العراق حقق عامي 2019 و2020 اكتفاء ذاتياً في إنتاج أكثر من 10 محاصيل زراعية، أبرزها القمح والشعير، وأخرى استهلاكية مثل الخيار والبطاطس والطماطم، ثم تراجعت المساحات الزراعية بتأثير انحسار المياه، ما حتم رفع السلطات الحظر عن استيراد هذه المنتجات، التي تدفّقت مجدداً من إيران وتركيا تحديداً.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: وزارة الموارد المائیة میاه الأمطار إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران.. تضخم وانهيار اقتصادي ومخاوف من نقص حاد في المياه

ذكر موقع "ماكور ريشون" الإسرائيلي، أن السنة المالية في إيران افتتحت بأعلى معدل للتضخم وثاني أضعف عملة في العالم، وأزمة طاقة متنامية، ومخاوف من نقص حاد في المياه قريباً.

وقال ماكور ريشون تحت عنوان "80% فقراء: كل البيانات عن الوضع الاقتصادي المزري في إيران"، أن إيران دخلت العام المالي الجديد، الذي بدأ نهاية الأسبوع الماضي، بأزمة اقتصادية وطاقية عميقة، تشمل ارتفاعاً حاداً في معدلات التضخم، وانهيار العملة المحلية، وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي، بل وأكثر من ذلك، متسائلاً: "ولكن لماذا دفع الانهيار الاقتصادي إيران إلى استيراد نحو 100 طن من سبائك الذهب، وما هو تأثيره المحتمل على المشروع النووي؟".
وبحسب بيانات البنك الدولي، فإن التضخم في إيران عام 2023 كان ثامن أعلى معدل في العالم، بمعدل سنوي بلغ 44.6%، ولكن يُزعم  أن الزيادات الفعلية في الأسعار أعلى من ذلك بكثير، حيث تجاوز معدل التضخم السنوي 30% منذ عام 2019، وتكمن المشكلة الأكثر خطورة في أسعار الأدوية والمواد الغذائية، حيث ارتفعت أسعار الخضراوات بنحو 17% في شهر فبراير (شباط) وحده.
وتميزت السنة المالية بانخفاض مستمر في قيمة العملة المحلية، حيث أصبح الدولار الأمريكي اليوم يساوي نحو مليون ريال إيراني، ليصبح الريال ثاني أضعف عملة في العالم بعد الليرة اللبنانية، ودفعت معدلات البطالة المرتفعة وانهيار الريال وارتفاع التضخم أكثر من 80% من الأسر الإيرانية إلى ما دون خط الفقر، وفقاً لمعايير البنك الدولي، حيث يعيش حوالي 30% من هذا السكان في فقر مدقع.

هل تعاني إدارة #ترامب من الانقسام تجاه #إيران؟https://t.co/FPKbon5ArX pic.twitter.com/X7qoYy4LGW

— 24.ae (@20fourMedia) March 26, 2025 لماذا استوردت إيران 93 طناً من الذهب؟

وتكشف بيانات البنك المركزي، أن احتياطيات إيران من النقد الأجنبي تتناقص بسرعة، حيث انخفضت بنسبة 75% في العام الماضي و90% في العامين الماضيين.
وخلال الأشهر الـ11 الماضية، تم تحويل حوالي 13% من إجمالي رأس المال المتدفق إلى إيران من العملات الأجنبية إلى الذهب، وذلك بسبب العقوبات المصرفية الأمريكية، وبعبارة أخرى، بدلاً من تلقي النقد الأجنبي مقابل الصادرات، وخاصة النفط، بدأت الدول تدفع لإيران بالذهب، وخلال هذه الفترة، استوردت طهران نحو 93 طناً من سبائك الذهب بقيمة نحو 7.3 مليار دولار، أي ثلاثة أمثال الكمية المستوردة في العام السابق، ومعظمها من تركيا، ونتيجة لذلك، تواجه إيران نقصاً حاداً في احتياطياتها من النقد الأجنبي.
وبالإضافة إلى ذلك، عانت إيران في النصف الأول من السنة المالية الماضية، من مارس (أذار) 2024 إلى سبتمبر (أيلول) 2024، من هروب رؤوس الأموال الذي يقدر بنحو 12.5 مليار دولار، وقفزت الديون الحكومية الإيرانية بنسبة 41% خلال السنة المالية التي انتهت للتو. ولتغطية العجز المتزايد في الميزانية، اعتمدت الحكومة بشكل كبير على الاقتراض من البنوك المحلية، واللجوء إلى صندوق التنمية الوطني، وإصدار السندات.
ونقل الموقع عن  صندوق النقد الدولي أن الدين الخارجي للحكومة الإيرانية يبلغ نحو 35% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم منخفض نسبياً، مشيراً إلى أنه للوهلة الأولى، قد يخطئ المرء ويعتقد أن هذا رقم إيجابي، ولكن في الواقع، فإن المعدل المنخفض نسبياً للديون الخارجية ينبع على وجه التحديد من العزلة المالية الشديدة لإيران وعدم قدرتها على الدخول في اتفاقيات مع مختلف الهيئات الدولية.
وأوضح الموقع أن إجمالي ديون النظام الإيراني، والتي يرجع معظمها إلى القروض المحلية، هو في الواقع أعلى من ذلك بكثير، مضيفاً أن اعتماد الحكومة المتزايد على القروض المحلية أدى إلى زيادة السيولة بشكل حاد، حيث زادت بنسبة 28% في العام الماضي، مما ساهم في ارتفاع التضخم.


نقص حاد في المياه قريباً

ويقول "ماكور ريشون"، إن إيران تشهد للمرة الأولى نقصاً في الكهرباء والغاز في كافة الفصول. وفي الصيف الماضي، وصل نقص الكهرباء إلى 20% من المستهلكين، وأثر بشدة على الصناعة ونطاق الإنتاج المحلي، في حين قفز نقص الغاز في الشتاء إلى 25%. ويحذر المسؤولون في إيران من أن نقص الطاقة قد يتفاقم بنسبة 5% على الأقل في السنة المالية المقبلة، عندما يتفاقم نقص الوقود مثل البنزين بسرعة في غياب بناء مصاف نفطية جديدة.

وفي الوقت نفسه، وصلت أزمة المياه في إيران إلى مستوى خطير أيضاً، وبحسب التقارير الواردة من البلاد، فإن خزانات المياه الرئيسية في طهران لا تحتوي إلا على 7% من سعتها، ويحذر البعض من نقص حاد في المياه بحلول الصيف المقبل.

هل تعاني إدارة #ترامب من الانقسام تجاه #إيران؟https://t.co/FPKbon5ArX pic.twitter.com/X7qoYy4LGW

— 24.ae (@20fourMedia) March 26, 2025 يورانيوم لصنع 6 قنابل نووية

وعلى النقيض تماماً من الوضع الاقتصادي، فإن البرنامج النووي الإيراني لا يتوقف لحظة واحدة، وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران كانت تمتلك حتى الثامن من فبراير (شباط) الماضي، 274.8 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم تكفي لإنتاج قنبلة ذرية واحدة، وبالتالي فإن إيران قادرة على إنتاج نحو 6 قنابل إذا نجحت في تخصيب اليورانيوم بشكل كاف.


العقبة الرئيسية

وأضاف الموقع، أن العقبة الرئيسية التي تواجه الإيرانيين على الطريق إلى امتلاك الأسلحة النووية هي التجميع المادي للقنبلة، وهي مسألة هندسية معقدة للغاية لا يفهمها إلا قلة قليلة في مختلف أنحاء العالم، كما أنها عملية تستغرق وقتاً طويلاً.
من ناحية أخرى، وعلى خلفية الوضع الاقتصادي الصعب، توسعت الاحتجاجات ضد النظام الإيراني في الآونة الأخيرة، ويبدو أن المرشد الأعلى علي خامنئي يؤجل التحركات التي قد تزيد من الاضطرابات الشعبية ضده، مثل فرض تطبيق أكثر صرامة لشرط ارتداء الحجاب .

مقالات مشابهة

  • نواب: جهود وزارة الري في تنفيذ المشروعات الكبرى تحقق الأمن المائي وتخدم المزارعين
  • برلماني: مشروعات الري تساهم في تحقيق الأمن المائي وتحسين أوضاع المزارعين
  • تحت قبة السماء.. زخات المطر تروي حكايات نهاية الشتاء في العراق
  • تحت قبة السماء.. زخات المطر تروي حكايات نهاية الشتاء في العراق - عاجل
  • المفتي: الإسراف في استهلاك المياه يعد خروجًا على تعاليم الإسلام
  • «المفتي»: الإسراف في استهلاك المياه خروجًا على تعاليم الإسلام
  • المفتي: الإسراف في استهلاك المياه خروجًا على تعاليم الإسلام
  • بعد هتافات غير لائقة.. الإطار يتحرك لقطع نفط العراق عن الأردن
  • إيران.. تضخم وانهيار اقتصادي ومخاوف من نقص حاد في المياه
  • 15 ترخيصًا جديدًا لـ ”الري“ في مجال المياه المعالجة ومرافق الخدمة