لماذا يقاتل الأوكرانيون في الخرطوم إلى جانب الجيش السوداني؟
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون إن جنودا أوكرانيين عائدين من السودان تحدثوا لصحيفة وول ستريت جورنال عن التعاون بين كييف والمجلس العسكري السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقدموا لها تفاصيل عن طبيعة الصفقة بين السلطات السودانية والحكومة الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيق وول ستريت جورنال كشف أن أوكرانيا تحتاج بصورة ماسة إلى المعدات والذخيرة، في حين أن المجلس العسكري السوداني، يسعى للحصول على دعم تكتيكي لعكس اتجاه الحرب التي يكسب فيها غريمه قوات الدعم السريع مزيدا من الأرض على حسابه.
وقد بدأت عمليات تسليم الأسلحة -وفقا لتحقيق وول ستريت جورنال- قبل اندلاع الحرب الأهلية السودانية، إذ يمتلك السودان مخزونا قديما من المعدات العسكرية، ولديه صناعة دفاعية قوية، و"بحسب مسؤولين عسكريين أوكرانيين وسودانيين، زوّد البرهان كييف سرا بالأسلحة بعد وقت قصير من الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022″.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرجل الأول في النظام السوداني، عبد الفتاح البرهان، في سبتمبر/أيلول الماضي أثناء توقفه في مطار شانون الأيرلندي، وقد نشر بنفسه صورة "لقائهما غير المتوقع".
وبعد بضعة أسابيع، كشفت الصحافة الأوكرانية عن مقاطع فيديو -نقلها مصدر عسكري أوكراني على الأرجح حسب التحقيق- تظهر سلسلة من هجمات المسيرات الانتحارية، نُفذت في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2023 في العاصمة السودانية، بالإضافة إلى مشاركة القوات الخاصة الأوكرانية في عمليات مستهدفة ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم.
ويقول التحقيق إن فريقا أول مكونا من حوالي 100 جندي من المخابرات العسكرية الأوكرانية هبط في السودان في أغسطس/آب الماضي، وقال جنود أوكرانيون ممن التقت معهم وول ستريت جورنال إن "طرفي النزاع السوداني لم يقوما بالهجوم ليلا" لكن الأوكرانيين المجهزين بنظارات الرؤية الليلية والمسيرات دخلوا الخرطوم، وفاجؤوا مقاتلي قوات الدعم السريع الذين اعتادوا على النوم في العراء على طول خط المواجهة، بغارات ليلية".
تعطيل المصالح الروسية
ولم يأت الأوكرانيون -بحسب الصحيفة- لمواجهة مرتزقة فاغنر الروسية، حليفة قوات الدعم السريع بشكل مباشر، ولم يشاهد فريق "كينغ"، رئيس وحدة الجنود الأوكرانيين أي قوات من فاغنر خلال شهرين ونصف في السودان، رغم أنهم كانوا يتابعون الإشارات الهاتفية ذهابا وإيابا بين الخرطوم وسانت بطرسبرغ.
وتولت فرقة ثانية من الجنود الأوكرانيين المسؤولية في نوفمبر/تشرين الثاني، بقيادة رجل يُدعى "برادا"، وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن "فريقه أسر أحد مقاتلي فاغنر خلال شجار في أم درمان، وقتل اثنين آخرين"، وقال برادا "لم يكن هدفنا أبدا طرد جنود فاغنر، بل تعطيل المصالح الروسية في السودان"، وزعم أن مجموعة فاغنر "تقاتل باستخدام السكان المحليين. يعطونهم شارات ويدفعون لهم رواتب ويقولون لهم الآن أنتم فاغنر".
وذكرت الصحيفة الأميركية كذلك أن الأوكرانيين قاموا بتدريب جنود سودانيين على استخدام مسيرات صغيرة تسمى "أف بي في" (FPV) تتم قيادتها باستخدام كاميرا مثبتة على متنها، وبحسب الجنود الأوكرانيين، ساعدت أوكرانيا السودانيين في شراء مسيرات تركية من طراز بيرقدار تي بي 2، قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
وأدى القتال المستعر منذ 15 أبريل/نيسان 2023 في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 8 ملايين آخرين.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس 7 مارس/آذار الجاري، إلى أن "نصف السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة"، داعيا الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع وول ستریت جورنال فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادته مدينة أم روابة بشمال كردفان جنوب البلاد
أعلن الجيش السوداني، الخميس، استعادته السيطرة على مدينة أم روابة ثاني أكبر مدن ولاية شمال كردفان جنوب البلاد، من قبضة قوات الدعم السريع.
وقال الجيش في بيان مقتضب: "بحمد الله وتوفيقه، طهرت قواتنا المسلحة مدينة أم روّابة من مليشيا الدعم السريع وكبدتهم خسائر فادحة".
وبث ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لانتشار قوات الجيش داخل المدينة.
أبطال القوات المسلحة من داخل مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان، بعد طرد مرتزقة الدعم السريع#السودان #السودان_ينتصر pic.twitter.com/i4alV2HtMw — Sudan News (@Sudan_tweet) January 30, 2025
وسيطرت قوات الدعم السريع منذ أيلول/ سبتمبر 2023 على مدينة أم روابة، والتي تبعد عن مدينة الأُبيِّض عاصمة شمال كردفان نحو 145 كيلومترا.
وتعد أم روابة مركزا تجاريا مهما وسوقا كبيرا للحبوب الزيتية، كما أنها ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان، بالعاصمة الخرطوم (وسط) وميناء بورتسودان شرقي البلاد.
ومنذ أشهر بدأ الجيش شن هجوم واسع على "الدعم السريع" بمحاور مختلفة، وبات في الأيام الأخيرة يحقق انتصارات متتالية وآخرها الأربعاء، إعلانه إعادة السيطرة على وسط مدينة بحري شمالي الخرطوم، بما في ذلك جسر "المك نمر" الرابط بين العاصمة وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا، ما يقربه أكثر نحو القصر الرئاسي القريب من الجسر.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.