أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات ظواهر دخيلة على المجتمع المغربي من قبل من يسمون أنفسهم بـ"المؤثرين" في المغرب، فعند إبحارك في المواقع المذكورة يفاجؤك أشخاص يقدمون الكلام النابي كمحتوى، أو فيديوهات لـ "المعاطية" في أسرار أسرية، أو تسويق أفكار للانحلال الأخلاقي عبر مواقف مصطنعة.

وأعاد بروز هذه الظواهر مؤخرا بشكل أكثر انتشارا النقاش حول ضرورة تدخل السلطات لتقنين نشاط هؤلاء الذي باتوا يسيطرون على مواقع التواصل الاجتماعي وتتهافت عليهم الشركات من أجل الترويج لسلعها ومنتوجاتتها، حيث طالبت العديد من الأصوات بإقرار قانون يجرم تقديم "المحتوى الهابط".

ودعا متخصصون إلى وضع ضوابط قانونية في ما يتعلق بعمل مجموعة من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تجنباً لمزيد من التجاوزات التي لا يمكن التحكم فيها من دون وجود قوانين تنظم هذا النشاط، وما جعل المطالب ترتفع بقوة تزايد عدد هؤلاء وتسللهم نحو عدة مجالات مثل الإعلام والصحافة والتمثيل والغناء والفن بصفة عامة.

وفي حين تعتبر جهات أنه يجب احترام حرية نشاطهم ما داموا لا يرتكبون أي جرائم، يقول آخرون، إن التخوف يرجع إلى وجود عدد من الأشخاص "المهمشين" و"غير المهمين" وفي بعض الأحيان "المجرمين" بين هؤلاء النشطاء، ما يجعل محتوى ما يقدمونه على مواقع التواصل الاجتماعي غير قيم ومهلك، كما يفتح المجال لتسلل النصابين والمحتالين الذين يعرضون أموالاً طائلة على هؤلاء من أجل الترويج "المخادع" لمنتوجاتهم الوهمية.

وارتفعت الدعوات تزامناً مع حملة واسعة النطاق تخوضها السلطات العراقية ضد مقدمات ومقدمي "المحتوى الهابط"، منذ فبراير الماضي، وذلك بعدما أعلنت وزارة الداخلية العراقية منتصف يناير تشكيل لجنة مختصة لمحاربة “المحتوى الهابط” الذي “يخالف الأخلاق والتقاليد” في مجتمع مازال محافظاً إلى حد كبير، مضيفة بأن “هذا المحتوى لا يقلّ خطورة عن الجريمة المنظمة، لأنه سبب من أسباب تخريب الأسرة العراقية والمجتمع”.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعی المحتوى الهابط

إقرأ أيضاً:

«الوقاية خير من العلاج»

ظهر تطبيق التيك توك (Tik Tok)–المعروف باسم (Douyin)باللغة الصينية – فى سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسه «تشانغ يى مينغ»، وانتشر التطبيق كوسيلة من وسائل التواصل الاجتماعى التى تقدم مقاطع موسيقية أو مقاطع فيديو قصيرة بغرض مشاركتها بين الأصدقاء، وجذب أكبر عدد من المشاهدات. واستطاع التطبيق استقطاب اهتمام الشباب وشغفهم فى ظل تنافسه مع كثير من مواقع التواصل الاجتماعى الأخرى مثل فيس بوك، ويوتيوب، وتويتر.

وفى غضون السنوات القليلة الماضية أصبح التيك توك تطبيقا رئيسا فى بيئة شبكات التواصل الاجتماعى، وقد وصل عدد مستخدميه فى أبريل 2023 إلى نحو 1.092 مليار مستخدم حول العالم وذلك وفق تقرير أعدته Global Advertising Audience, 2023,Para.2) ). ومع اتساع نطاق استخدام تطبيق التيك توك، وتضاعف أعداد مستخدميه، ظهر صانعو المحتوى عبر هذا التطبيق وتعاظمت أدوارهم، وأصبحوا يمثلون طرفا ثالثا مستقلًا يقوم بتشكيل أسلوب استخدام الجماهير لهذا الوسيط الاتصالى، ويتمتعون عبر تطبيق التيك توك بخصائص قائد الرأى وأسلوبه فى التأثير على الجماهير.

ويمكن تصنيف صانعى المحتوى عبر تطبيق التيك توك إلى عدة أنواع، تتضمن: مشاهير صانعى المحتوى: وهم نجوم السينما، والمطربين، وعارضى الأزياء، وغيرهم، ويصبح صانع محتوى التيك توك مؤثرا عندما يمتلك القدرة على إنتاج خطاب يُحدث تفاعلات ضخمة ومستمرة بينه وبين متابعيه.

وفى السنوات الأخيرة أصبح نشاط صانعى المحتوى عبر تطبيق التيك توك يحمل معه التوقع بمشاركة مستخدميه واستجابتهم له على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، كما نتج عنه تسويق سلس يتسم بالذكاء والديناميكية فى التفاعل مع أنماط استجابة المتابعين أو تفاعلهم مع ما يتم طرحه من موضوعات شائعة؛ الأمر الذى أدى إلى ظهور مجموعات متزايدة القوة من صانعى المحتوى بشكل سريع، بما شكل تحولًا بارزًا فى أنشطتهم الاتصالية عبر هذا التطبيق.

ومن جانب آخر فقد اقترن انتشار صانعى المحتوى على التيك توك بالعديد من المشكلات التى مثّل بعضها قضايا شغلت الرأى العام، وأثارت كثيرا من الجدل والنقاش حولها، فانقسم المتابعون بين مؤيدين ومعارضين لهم ورافضين لأنشطتهم لأسباب اجتماعية وأخلاقية متنوعة، وقد تفاقمت بعض هذه القضايا لتنتهى إلى محاكمات قضائية وصدور أحكام بشأنها.

وفى ضوء ما سبق وفى ظل انتشار عديد من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى حول حظر تطبيق التيك توك فى مصر تزامنا مع حظره على الأجهزة الحكومية فى عديد من بلدان العالم ومنها أستراليا فى 4 إبريل، وإستونيا نهاية مارس، والمملكة المتحدة فى 16 مارس، وفرنسا فى 24 مارس، وغيرها من دول العالم. فى ضوء ما سبق، تظل المخاوف قائمة لدى عديد من صانعى المحتوى على تطبيق التيك توك والذى أصبح مصدر الرزق الوحيد لديهم.

وفى النهاية، فإن الوقاية خير من العلاج، من خلال التنشئة الاجتماعية للأفراد خلال المراحل العمرية المبكرة،» بما تمثله من عمليات تجعل لدى الفرد القدرة على التعرض الانتقائى الواعى للمضامين المتنوعة، وتجعله مدركا للمؤثرات الاجتماعية ومستجيبا لها، بما تشمله هذه المؤثرات من ضغوط نفسية، وما تفرضه من واجبات على الفرد.

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • قمة المليار متابع تدعم الاستثمار مع صناع المحتوى بـ 50 مليون درهم
  • مأساة في نهر دجلة.. نزل لإنقاذ ابنته فغرق معها
  • ابو الوشوم.. الحبس لمدة سنة لـكوكي وحسن الامريكي بتهمة المحتوى الهابط
  • صدور حكم بالحبس لمدة سنة على كوكي وحسن الأمريكي بتهمة المحتوى الهابط
  • متطلبات زواج لعائلة تركية تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • صور.. إقليم كوردستان يناقش عمل مواقع التواصل الاجتماعي ويعتزم تنظيمها
  • واتسآب يستبق كافة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي ويطلق ميزة فريدة لم يسبق لها مثيل (طريقة التفعيل)
  • سطيف..توقيف شخص يمارس السحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • مي عمر تكشف سبب غيابها عن مواقع التواصل الاجتماعي
  • «الوقاية خير من العلاج»