في كل عام مع حلول شهر رمضان المبارك، تُزهر شوارع الإسكندرية بزينةٍ ساحرة تُضفي أجواءً مميزة على هذا الشهر الفضيل و التي تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك حيث أول من قام بتعليق زينة رمضان لتصبح عادة مستمرة هو الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري ولكن في ذلك الوقت لم تكن الزينة كما هي الآن كذلك لم ترتبط بشهر رمضان الكريم، فكانت فقط مقتصرة على إضاءة المساجد عن طريق قناديل يوضع بها الزيت، ويتم ذلك كل يوم جمعة أما عن أول من بدأ فكرة الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك هو الخليفة عمر بن الخطاب عندما قام بإنارة المساجد وتزيينها في أول أيام شهر رمضان حتى يسهل وصول المسلمين إلى المساجد، لإقامة صلاة التراويح وإحياء الشعائر الدينية و ففي القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الهجري أي فترة تأسيس الدولة الطولونية تتطور الاحتفال وظهرت العديد من المظاهر مثل إضاءة الساحات وتزيين الشوارع في شهر رمضان.

وكانت الزينة مع بداية التسعينيات تُصنع من الورق المقوى والشرائط الملونة أو الخيامية وكان الجيران من أطفال وكبار يجتمعون لصناعة الزينة وتقطيعها بشكل معين، ومن ثم تعليقها بالحبال في الشوارع و أستمر التطور حتى ظهرت الزينة بأشكال كرتونية وعرائس مختلفة مثل بوجي وطمطم وبكار كل ذلك التطور ما هو إلا تعبيرًا عن الفرحة بقدوم شهر رمضان و احتفالًا به و هذا ما دفع العديد من الأشخاص بتصنيع تلك الزينة لادخل الفرحه داخل قلوب الجيران و المواطنين بالأخص قبل قدوم شهر رمضان المبارك.

وفي محافظة الإسكندرية مدينة السحر و الجمال و التاريخ وبالأخص في أحدي الشوارع القديمة بمنطقة المنشية بوسط المدينة يجلس رجلٌ مُبدعٌ بجانب الكشك الخاص بجانبه زوجته و أمامه منضدده صغيرة و بيده خيوط و أوراق السيلوفان ليصبح نموذجًا مُلهمًا للإبداع والمثابرة، ورمزًا للبهجة الرمضانية فمع إبداعه وخبرته الطويلة، نجح في أن يُضفي أجواءً مميزة على الشهر الكريم.

يقول «عم ابراهيم» اشهر صانع للزينة الرمضانية في شوارع الإسكندرية لموقع الاسبوع إن لن يبدأ شغفه بالزينة الرمضانية فجأة، بل هو شغفٌ رافقه منذ صغره فكان يُشارك في تزيين منزله استعدادًا لرمضان، مستخدمًا مهاراته اليدوية البسيطة وخياله الخصب ومع مرور الوقت، ازدادت رغبته في مشاركة فرحته مع أهالي الإسكندرية، فقرر أن يُوسّع نطاق إبداعه ليُضفي البهجة على الجميع لافتا أنه كان يعمل فني طلاء معادن ولكن بسبب حادثه أثرت علي ذراعه ومن هنا بدأ في استخدام مهرته في صناعة الزينة بالأخص قبل دخول شهر رمضان المبارك علي مدار 17 عام حتي أصبح اشهر صانع للزينة بالاسكندرية.

أضاف أنه يصنع الزينة هو و زوجته ثم يبيعها بارخص الاسعار عن المحلات بذات المنطقة لافتا أنه في البداية، كان يصنع زينة بسيطة من خامات محلية مستخدمًا أدوات بسيطة. لكن مع ازدياد خبرته، بدأ يصنع أشكالًا أكثر تعقيدًا وفريدة من نوعها، مستخدمًا تقنيات جديدة وأدوات أكثر دقة مؤكدا أنه لا يكتفي بتصنيع نفس الأشكال كل عام، بل يسعى دائمًا للتجديد والإبداع. فهو يُطور مهاراته باستمرار ويُتابع أحدث التقنيات المستخدمة في صناعة الزينة، ويُفكر دائمًا في أفكار جديدة لجعل إبداعاته أكثر تميزًا.

واشغر أنه يبدع في صناعة الفوانيس الضخمة بأشكال وألوان مختلفة، تُزين مداخل شوارع و هلال ونجوم ضخمة تُزين الشوارع الجانبية بالمنطقة التي يعيش بها و تُضفي أجواءً رمضانية مميزة و زينة معلقة على أعمدة الإنارة، تُزين شوارع المدينة بأكملها و زينة خاصة للأطفال و التي تُضف أجواءً رمضانية مميزة على شوارع الإسكندرية، وتُدخل البهجة والسرور على قلوب الأهالي، خاصةً الأطفال الذين يُسحرون بجمال الزينة وروعتها قائلا: «سعادة الناس بمشاهدة الزينة هي أكبر دافع لي للاستمرار في هذا العمل المُحبّب إلى قلبي و فرحة الأطفال عندما يرون الزينة تُنسيني كل تعب، وتُشعرني بأنني أساهم في نشر البهجة والسعادة في هذا الشهر الكريم.» لافتا أريد أن أُعلم الأجيال الجديدة كيفية صناعة الزينة الرمضانية، حتى يُستمر هذا التقليد الجميل، وتُصبح الإسكندرية مدينةً مُزينةً بالبهجة والسرور في كل رمضان.

واختتم حديثه أنه يعتبر من أحد أشهر صانعي الزينة الرمضانية في الإسكندرية، و حيث تُزين إبداعاته شوارع، من ميدان المنشية إلى شارع الكورنيش، مُضفيةً أجواءً رمضانية مميزة تُدخل البهجة والسرور على قلوب الأهالي، خاصةً الأطفال الذين يُسحرون بجمال الزينة وروعتها لافتا أنه نجح في أن يُحول شوارع المدينة إلى لوحة فنية تُجسد معاني الشهر الكريم بأجمل صورة. ويسعى لنقل مهاراته للأجيال الجديدة، لضمان استمرارية هذا الإرث الرمضاني الذي يُضفي رونقًا خاصًا على المدينة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية زينة رمضان شهر رمضان المبارك شهر رمضان المبارک

إقرأ أيضاً:

رفع الرايات الحمراء بشواطئ العجمي بالإسكندرية.. وإخراج جميع المصطافين من المياه

أعلنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، منذ قليل، رفع الرايات الحمراء على جميع  شواطئ القطاع الغربي، وهي ما تعرف بشواطئ العجمي، بسبب اضطراب الأمواج، بعدما كانت الرايات الصفراء المرفوعة، صباح اليوم، إذ تبدلت الأجواء منذ قليل، وجرى إخراج جميع المصطافين من البحر، حفاظاً على سلامتهم.

وبحسب بيان مصايف الإسكندرية، إنه مع حلول ظهر اليوم، فقد شهدت شواطئ العجمي هبوب رياح شديدة، أدت إلى ارتفاع في منسوب مياه البحر وعلو الأمواج في شواطئ القطاع الغربي.

إخلاء مياه شواطئ القطاع الغربي يالإسكندرية 

وأكد البيان، أنه يجري الآن إخلاء مياه شواطئ القطاع الغربي من الرواد، ومنع نزولهم حفاظا على أرواحهم، ومتابعة تواجد أفراد الإنقاذ على أبراج المراقبة.

تحذير مصايف الإسكندرية للمصطافين 

وتهيب الادارة المركزية للسياحة و المصايف الرواد، بضرورة الانتباه وعدم السباحة لحين اعتدال الطقس، حفاظا على سلامتهم من حدوث أي حالات غرق.

وجاء ذلك نتيجة أن طقس الإسكندرية اليوم يشهد ارتفاع نسبي في الأمواج، يصل إلى قرابة المترين، يزداد خطورته في الشواطئ المفتوحة على غرار شواطئ العجمي.

مقالات مشابهة

  • رفع الرايات الحمراء بشواطئ العجمي بالإسكندرية.. وإخراج جميع المصطافين من المياه
  • المؤبد لعامل متهم بالاتجار فى المخدرات بالإسكندرية
  • 5 كهنة وقمص جدد للإسكندرية وللكرازة بآسيا
  • البابا تواضروس يترأس صلوات سيامة كهنة جدد في كنائس الإسكندرية.. بث مباشر
  • بث مباشر .. البابا تواضروس يترأس صلوات القداس الإلهي من الإسكندرية
  • نادي الصيد المصري بالإسكندرية يستغيث بالسيسي لانقاذه
  • البابا تواضروس الثاني يلتقي بالمجلس الإكليريكي الفرعي في الإسكندرية
  • عاجل - مشاهدة فيديو الحكومة الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي
  • لسكان القاهرة الكبرى.. أسعار وأماكن المواصلات إلى مهرجان العلمين
  • التحالف الوطني بالإسكندرية.. دعم للبسطاء و«فتح باب رزق للسيدات» (صور)