اختطاف 15 طفلاً من مدرسة في نيجيريا بعد يومين فقط من خطف 200 طالب
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
مارس 10, 2024آخر تحديث: مارس 10, 2024
المستقلة/- تم اختطاف 15 طفلاً من مدرسة في نيجيريا، بعد يومين تقريبًا من احتجاز حوالي 300 طالب كرهائن.
و قال المتحدث باسم الشرطة أحمد رفاعي إن مسلحين اقتحموا قرية جيدان باكوسو في ولاية سوكوتو في حوالي الساعة الواحدة صباحا يوم السبت.
و اختطفت العصابة الأطفال من سكنهم قبل وصول قوات الأمن، كما اختطفت امرأة من القرية.
و قال السيد الرفاعي إنه تم نشر فرقة تكتيكية من الشرطة للبحث عن الطلاب، لكنه أضاف أن الطرق التي يتعذر الوصول إليها في المنطقة أعاقت مهمة الإنقاذ.
و قال “إنها قرية نائية و لا يمكن للمركبات الذهاب إلى هناك. و اضطروا (فرقة الشرطة) إلى استخدام الدراجات النارية للوصول إلى القرية”.
و قال ليمان أبو بكر باكوسو، صاحب المدرسة، لرويترز إن المسلحين أطلقوا أعيرة نارية بشكل متقطع أثناء وجودهم في القرية، و إن الطلاب ركضوا للاحتماء في حالة من الذعر.
و أضاف “لقد نجحوا في اختطاف 15 من طلابي، أكبرهم يبلغون من العمر 20 و 15 عاما، أما الآخرون فكلهم أقل من 13 عاما”.
“نحن في حالة من الذعر و نصلي بشدة من أجل إطلاق سراحهم سالمين”.
و هذا هو ثالث حادث اختطاف جماعي في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا في أقل من أسبوع، بعد أن اختطف مسلحون ما لا يقل عن 287 تلميذا في هجوم على مدرسة.
و قال سكان محليون للصحفيين إن مسلحين حاصروا المدرسة في بلدة كوريجا حوالي الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي يوم الخميس، بينما كانت الفصول الدراسية على وشك البدء.
و قال أوبا ساني، حاكم ولاية كادونا، للقرويين يوم الخميس: “سوف نضمن عودة كل طفل. نحن نعمل مع الأجهزة الأمنية.”
و في 6 مارس/آذار، اختطفت مجموعة 50 شخصاً، معظمهم من النساء، في منطقة غامبورو النائية – على الحدود مع تشاد و الكاميرون.
و لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن أي من عمليات الاختطاف.
و التقى نائب الرئيس النيجيري، كاشيم شيتيما، يوم السبت، ببعض أولياء أمور طلاب كوريجا المختطفين، و أكد لهم بذل الجهود للعثور على الأطفال و إنقاذهم.
و تأتي عملية الاختطاف الأخيرة أيضًا بعد عقد من قيام أعضاء جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة باختطاف 276 طالبة في هجوم ليلي.
و بحسب منظمة العفو الدولية، فإن أكثر من 90 من الطلاب المختطفين ما زالوا في عداد المفقودين بعد أخذهم من مدرسة ثانوية حكومية في بلدة تشيبوكاري بولاية بورنو.
و قد تم اختطاف حوالي 1500 طالب في مداهمات منذ عام 2014. و في السنوات الأخيرة، تركزت عمليات الاختطاف في المناطق الشمالية الغربية و الوسطى، حيث غالبا ما تستهدف عشرات الجماعات المسلحة القرويين و المسافرين للحصول على فدية ضخمة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
مصطفى عامر: أتذكّر ٢٦ مارس، ٢٠١٥م، جيّدًا!
أتذكّر ٢٦ مارس، ٢٠١٥م، جيّدًا!
وأتذكّر الأيّام التي تليه.
كلّ المواقف التي شكّلت فارقًا أتذكّرها تمامًا، وإذا نسيتُ فإنّ في الأرشيف ما يُعينني على إنعاش الذّاكرة.
عندما يتعلق الأمر بالتاريخ فالتّوثيق- بالطّبع- ضرورة، وقراءة البدايات والنّهايات متعة، وغدًا سوف نرحل جميعنا إلى حياةٍ باقية، ولا أريد لأحفادي أن يسمعوا تاريخًا مزوّرًا، أو تنقصه الأدلة.
وهذه الحرب منذ يومها الأوّل كانت حربًا شاملةً بين النقائض كلّها:
بين حضارة مُنتهاها إرم بن سام بن نوح، وحضارةٍ مُبتداها سروال المؤسّس.
وقبل أعوامٍ- عند بدء العدوان- بدا أنّ سلمان قد اشترى كلّ شيء!
السّلاح والجنود والجامعة العربيّة والمؤتمر الإسلاميّ والأمم المُتّحدة، والدّعاةُ والتّقاةُ والقوميّين العرب والاشتراكيين العرب، وكَتَبَة الأعمدة وقُرّاء الصّحف وأئمة المساجد وحفّاريّ القبور وولاة الأمور، والإنس والجانّ ومصر وباكستان والمغرب والسّودان وعبدالملك المخلافيّ وياسين سعيد نُعمان!
وكُنّا وحدنا، نحنُ وهذه الأرضُ وكرامةٌ منذ آدم، يرافقنا صوتُ الأسلاف العظام: لا تبتئسوا.
وإيمانٌ قبله بأنّ الله معنا.
هكذا يمرّ بذاكرتي الشريط ذاته، والسردية كلها، وأسماء المنحطّين، والانتشاءة الكذوب الأولى: لدى أراذلها في حينه!
حتى على منعطفات ما بعد الطوفان، في غزة منذ البدايات.. أو حاليًّا في لبنان!
شطحات العسيري أو هراء نتنياهو! يبدو لي دائمًا أن الأحداث دائمًا تتكرر، والأكاذيب حتى بنفس العناوين؛ وهذا- بالطبع- ما يمنحني يقينًا إضافيًّا، وتصور منضبط، عن ماهية النتيجة!
والنّاس صفحاتٌ في خاتمة المطاف، وقد مررنا منذ بداية العدوان على بلادنا بسرديّات المرذولين سِقط المتاع وسفلة القوم،
تلك التي تقول بأنّ العين لن تكسر المخرز، وقوّة الحقّ تغلبها وفرة المال، والكرامة على أيّة حالٍ لا يمكنها إسقاط الإف١٦، وحضارة آلاف السنين تسحقها دبابة ابرامز، أو عَرَبَة برادلي!!
وقد كانت على أيّة حالٍ معركةً هائلةً بين مصفوفتين متعارضتين من القِيم، وأعترف: في بداية العدوان علينا لم أكن واثقًا من النّصر، بقدر ما كنتُ مؤمنًا بضرورة الانحياز لما نؤمن به حتى لو ذهبنا جميعنا إلى القيامة.
فيما بعد فقد عرفت أنّ أكبر خطأٍ قد يعتريك: أن يعتريك بنصر الله الحتميّ شك! وفي كل الأحوال ينبغي أن تثق، بأنها- فحسب- مسألة وقت!
في ٢٠١٥م كنت منحازًا للحق من منطلق الواجب، فحسب! وأعترف: لقد كان من الصعب أن تأتمر دعاية العالم كلها عليك! وبعد عشر سنواتٍ أيقنتُ بأنّ العالم لن يضرّك إلا أذى، وما دمت مع الله فلا تخف! إنه بالتأكيد معك!
أعرف؛ القرآن واضحٌ بهذا الشأن، ولم أكن بحاجةٍ للمرور العملي بتجربة عدوان عشر سنوات، لتشرّب ما قاله الحق سبحانه “لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”!
لكنه الإنسان الشّاكّ المتوجس المتخوّف الخطّاء، وأستغفر الله عمّا ران في حينه من شك!
وها نحن، بفضل الله، إذ نمسك البحر من أطرافه، ونمسك المجد أيضًا من أطرافه!
ها نحن وخلال بضعة أعوامٍ مررنا بدروس مائة عام، وبدا التّاريخ مستمتعًا بأداء دور الحكواتي، أمّا أنا فلم أكن أتوقّع على الإطلاق بأن يتفوّق الجنديّ اليمنيّ على سرديّات الزّيف إلى هذا الحدّ، وبولّاعة سجائرِهِ الصّفراء يُشعل حضارة مُحدثيّ النعمة برمّتها.
بمالها وسلاحها ونفطها وعبيدها ونعاجها التي لم تفهم بعد، ولن تفهم قط!
كما أنّها وفق أغلب المؤرخين تقاوم الفهم منذ بدء الخليقة.