صور لمقابر عسكرية تظهر الثمن الباهظ الذي تدفعه روسيا في أوكرانيا
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
كشفت صور أقمار اصطناعية حصلت عليها صحيفة "تلغراف" البريطانية، عن وجود توسعات هائلة في المقابر العسكرية في روسيا، مما يشير إلى التكلفة البشرية الباهظة التي تكبدتها قوات الكرملين جراء غزوها لأوكرانيا منذ 24 فبراير 2022.
وأظهرت الصور وجود توسعات كبرى في المقابر المرتبطة بوحدات النخبة، مثل فرقة الحرس المحمولة جوا، وفرقة الحرس الآلية، ومرتزقة شركة فاغنر العسكرية.
وعلى الرغم من أن موسكو لا تقدم أرقاما واضحة عن خسائرها من الجنود في جبهات القتال، فإن الصور، التي قدمتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، تؤكد التقديرات الغربية بشأن وقوع أعداد كبيرة من القتلى بين صفوف القوات الغازية.
فعلى سبيل المثال، تُظهر صور قسم واحد فقط من مقبرة تولا في موسكو، أن عدد القبور تضاعف 4 مرات تقريبًا بين أكتوبر 2021 وأبريل 2023.
كما تمت إضافة قسم جديد تمامًا لمقبرة بوغورودسكوي القريبة خلال تلك الفترة، مما أدى إلى مضاعفة حجمها 3 مرات على ما يبدو.
القنابل المجنحة.. روسيا تعدل على ذخائر قديمة لاستخدامها في أوكرانيا تظهر لقطات مصورة انتشرت مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي لجوء القوات الروسية لتكتيكات جديدة في الحرب على كييف عبر استخدام قنابل ضخمة مزود بأجنحة لضرب هداف في عمق أوكرانيا.وتقع المقبرتان بالقرب من مدينة ريازان غربي روسيا، حيث تتمركز وحدات من الفرقة 106 المحمولة جواً، وفقًا لشركة ماكسار، وهي شركة خاصة للأقمار الاصطناعية، ويقع مقرها في الولايات المتحدة.
وشاركت قوات من تلك الفرقة في أولى المعارك خلال غزو أوكرانيا، كما شاركت لاحقًا في عمليات قتالية بمنطقة باخموت، إلى جانب مقاتلي مجموعة فاغنر.
وتشير تقديرات المخابرات الغربية، إلى أن ما يصل إلى 20 ألف جندي روسي قتلوا في المعارك التي شهدتها باخموت، حسب تلغراف.
خسائر فادحة.. ومكاسب قليلةوأوضح الضابط السابق بمخابرات الجيش البريطاني، الكولونيل فيليب إنغرام، أن الصور التي وثقت التوسع بالمقابر، تظهر "الثمن الباهظ الذي يدفعه المجندون الروس".
وتابع: "لست متفاجئًا من التوسع الواضح في المقابر القريبة من القواعد العسكرية، حيث تخسر روسيا أكثر من 900 جندي يوميًا في الوقت الحالي لتحقيق الحد الأدنى من المكاسب الإقليمية".
أوكرانيا تعتزم تسريح عدد من المجندين في الجيش وقع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، مرسوما يسمح بتسريح مجندين انضموا إلى الجيش قبل بدء الغزو الروسي، في فبراير 2022، وأكملوا خدمتهم، في وقت تواجه كييف صعوبة في التجنيد.وزعم أن "الخسائر الروسية في معركة أفديفكا، حيث مات أكثر من 16000 من جنودهم، أكبر دليل على ذلك".
وتختلف تقديرات عدد الجنود الروس الذين قضوا في القتال في أوكرانيا بشكل كبير، إذ تشير دراسة حديثة أجرتها وسيلتا الإعلام الروسيتان المستقلتان "ميديازونا" و"ميدوزا" إلى أن العدد يصل إلى 88 ألف قتيل حتى نهاية عام 2023، واستندتا في أرقامهما إلى النعي العام وسجلات الميراث الرسمية.
وتتوافق هذه التقديرات مع تقديرات وزارة الدفاع البريطانية، التي تقول إن ما يصل إلى 70 ألف جندي روسي لقوا حتفهم.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الرقم قد يصل إلى 120 ألف شخص، في حين أشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الشهر الماضي، إلى أن العدد يصل إلى 180 ألف قتيل.
وحوالي ربع الجنود الروس الذين قتلوا كانوا يخدمون في وحدات عسكرية نظامية، وربع آخر من الجنود أو المتطوعين المعبأين حديثا، والباقي من السجناء الذين تلقوا عروضا بالعفو عنهم والحصول على مزايا مادية كبيرة مقابل الذهاب إلى جبهات القتال.
وقال إنغرام: "الحقيقة بالنسبة للشعب الروسي هي أن التوسع في حجم هذه المقابر لا يعكس بشكل كامل الأعداد الحقيقية للموتى الروس، فقد جرى دفن العديد من الجثث في ساحة المعركة".
وزاد: "استعادة القتلى الروس وإعادتهم إلى وطنهم ليست أولوية لموسكو، حتى يبقى الحجم الحقيقي للضحايا بعيدًا عن أعين الجمهور، مما يوفر على الكرملين دفع تعويضات للعائلات الثكلى".
وتوقع ذلك الخبير العسكري أن يشهد هذا العام وصول عدد القتلى من كلا الجانبين إلى المليون في المجموع.
وتشمل المقابر الأخرى التي تظهر في الصور، مقبرة بلغني، بالقرب من فيودوسيا في شبه جزيرة القرم، ومقبرة ميخائيلوفسك، بالقرب من ستافروبول، في شبه جزيرة القرم أيضًا.
وكلاهما مرتبطان بفرقة الحرس السابع المحمولة جواً، التي شاركت في الحرب على أوكرانيا منذ البداية.
وشاركت قوات من الوحدة في هجوم جنوبي أوكرانيا ومعركتي خيرسون وميكوليف، حيث ورد أنهم تكبدوا خسائر فادحة.
وفقدت نفس الوحدة 49 جنديًا بيوم واحد خلال العام الماضي.
وكان نخبة المظليين الروس يخدمون مع فوج "VDV 247"، وهو جزء من فرقة الحرس السابع المحمولة جواً، عندما قُتلوا في معركة بالقرب من ستارومايورسكي، وهي قرية في دونيتسك.
وذكرت وسائل إعلام روسية في مارس 2022، أن القائد العام للفرقة، أندريه سوخوفيتسكي، لقي حتفه في القتال.
وترتبط مقبرة ألابينو بالوحدات التي تشكل فرقة البندقية الآلية للحرس الثاني. ويبدو من الصور أنه جرى توسيعها لإيواء جثامين جنود الفرقة الذين لقوا حتفهم في الحرب.
وأخذت الفرقة دورًا صغيرًا في هجوم على شمالي أوكرانيا عام 2022، وفي حصار تشيرنيهيف الفاشل الذي استمر لمدة شهر.
وخلال الحصار في فبراير 2022، قُتل أكثر من 150 جنديًا من الوحدة وأسرت القوات الأوكرانية حوالي 300 آخرين، وفق "تلغراف".
وترتبط مقبرتا باكينسكايا وبيريزوفسكي بمرتزقة فاغنر، ويعتقد أنها تحتوي على قبور العديد من عناصرهم القتلى. وقد أظهرت كلا المقبرتين توسعًا كبيرًا منذ فبراير 2022.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المحمولة جوا فبرایر 2022 بالقرب من یصل إلى
إقرأ أيضاً:
ما مدى احتمال قيام روسيا باستخدام أسلحة نووية؟
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب متلفز في 24 فبراير (شباط) 2022 أعلن فيه تضمن الاعلان عن الغزو الروسي لأوكرانيا، ما تم تفسيره بأنه تهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي(ناتو) إذا ما تدخلوا.
وقال إن روسيا سترد على الفور، وستكون العواقب منقطعة النظير على نحو لم تشهده هذه الدول طيلة تاريخها"، ثم في 27 فبراير (شباط) 2022 أمر بوتين روسيا بنقل قوات نووية إلى "وضع خاص للمهام القتالية "، وهذا له معنى مهم من حيث البروتوكولات المتعلقة بإطلاق أسلحة نووية من روسيا.
How likely is the use of nuclear weapons by #Russia?, by @PatriciaMaryhttps://t.co/ske3bZHr3N via @ChathamHouse #Ukraine #NATO #Putinswar
— Andrej Matisak (@matisaksk) November 22, 2024 مهام قتاليةوقالت باتريشيا لويس، مديرة الأبحاث ومديرة برنامج الأمن الدولي في معهد تشاتام هاوس (المعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية ) إنه وفقاً لخبراء متخصصين في الأسلحة النووية الروسية، لا يستطيع نظام القيادة والتحكم الروسي نقل أوامر الإطلاق في وقت السلم، ولذلك فإن رفع الوضع إلى "المهام القتالية" يسمح بتمرير أمر الإطلاق وتنفيذه.
وأضافت لويس، في تقرير نشره "تشاتام هاوس"، أن بوتين وجه تهديدات نووية أشد في سبتمبر (أيلول) 2022 عقب أشهر من الصراع العنيف والمكاسب التي حققها هجوم مضاد أوكراني. وأشار إلى توسيع في العقيدة النووية الروسية، مخفضاً عتبة استخدام الأسلحة النووية من تهديد وجودي لروسيا إلى تهديد لسلامة أراضيها.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 وفقاً لتقارير كثيرة ترددت لاحقاً رصدت الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات أشارت إلى أنه كان يتم تعبئة القوات النووية الروسية. وبعد موجة من النشاط الدبلوماسي، تدخل الرئيس الصيني شي جين بينغ لتهدئة الموقف وأعلن معارضته لاستخدام الأسلحة النووية.
وفي سبتمبر (أيلول) 2024 أعلن بوتين تحديثاً للعقيدة النووية الروسية لعام 2020 وتم نشر التحديث في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) وخفض رسمياً عتبة استخدام الأسلحة النووية.
وتشير المبادئ الأساسية الجديدة للاتحاد الروسي بشان الردع النووي بدلاً من ذلك إلى عدوان ضد روسيا أو بيلاروس "باستخدام أسلحة تقليدية من شأنها تشكل تهديداً خطيراً لسيادتهما أو سلامة أراضيهما".
وفي 21 نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري هاجمت روسيا دنيبرو في أوكرانيا باستخدام صاروخ باليستي جديد للمرة الأولى، وأعلن الرئيس بوتين أنه تم إطلاق اسم "أوريشنيك" على الصاروخ، الذي يفهم أنه صاروخ باليستي متوسط المدى قادر على حمل أسلحة نووية و له مدى نظري أقل من 5500 كيلومتر.
مواجهة عسكرية محتملة.. الحلف النووي الروسي الصيني يهدد هيمنة #واشنطن دولياًhttps://t.co/3pPgwn80bP
— 24.ae (@20fourMedia) November 24, 2024 صورايخ روسية تقليديةوأطلقت روسيا صواريخ مسلحة تقليدية قادرة على حمل أسلحة نووية على أوكرانيا طوال الحرب، ولكن أوريشنيك أسرع بكثير ومن الصعب التصدي له، ويشير إلى نوايا روسيا للتصعيد.
وتم تطوير ردع الأسلحة النووية خلال حقبة الحرب الباردة في المقام الأول على أساس ما تم وصفه بالتدمير المتبادل المؤكد. والفكرة وراء التدمير المتبادل المؤكد هي أن الرعب والتدمير من الأسلحة النووية أمر كاف لردع أي عمل عدواني وحرب.
ولكن تطبيق نظرية الردع على حقائق ما بعد حقبة الحرب الباردة أكثر تعقيداً في عصر الهجمات السيبرانية والذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تتداخل مع القيادة والتحكم بشأن الأسلحة النووية.
وعلى ضوء هذه المخاطر، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينغ بياناً مشتركاً من قمة مجموع العشرين الشهر الجاري في البرازيل يؤكد على السيطرة البشرية على القرار الخاص باستخدام الأسلحة النووية.
وتتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة ستارت الجديدة (وهي معاهدة بين الدولتين تهدف إلى الحد من الأسلحة النووية ومراقبتها) ومن المقرر أن ينتهي العمل بها في فبراير(شباط) 2026.
ولكن مع قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى في عام 2019 لم يعد هناك أي اتفاقيات بين الولايات المتحدة وروسيا تنظم عدد أو نشر الصواريخ النووية التي يتم إطلاقها من الأرض والتي يبلغ مداها 5500 - 500 كيلومتر. وتم سحب الأسلحة النووية قصيرة المدى ووضعها في المخازن كنتيجة للمبادرة النووية الرئاسية لعام 1991ولكنها لاتخضع لأي قيود قانونية.
وتم عقد المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في عام 2022 في نيويورك. وكانت قضية تهديدات الأسلحة النووية واستهداف محطات الطاقة النووية في أوكرانيا محور المناقشات.
Read @BalzerKyle and @DAlexBlumenthal on China’s nuclear geopolitics—and what the United States can do to maintain the status quo in the Asia-Pacific: https://t.co/dkaQzEFeYP
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) November 24, 2024 توازن دقيقوتم بعناية صياغة وثيقة لإحداث توازن بشكل دقيق بشأن الركائز الرئيسية للمعاهدة، وهي عدم الانتشار ونزع السلاح النووي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية .ولكن روسيا سحبت موافقتها في اليوم الأخير للمؤتمر ، مما عرقل إحراز تقدم.
وتابعت لويس أنه كان يعتقد أنه إذا كانت روسيا ستستخدم أسلحة نووية ،فإن من المرجح أن يكون ذلك في أوكرانيا، باستخدام أسلحة نووية ذات قوة منخفضة في ميدان القتال. ويعتقد أن روسيا لديها احتياطي من هذه الأسلحة يبلغ أكثر من ألف. وتشير البيانات الصادرة من روسيا على نحو متزايد إلى أن التهديدات النووية موجهة بشكل مباشر أكثر إلى حلف الناتو، وليس أوكرانيا فقط وينمت أن تشير إلى أسلحة نووية طويلة المدي ذات قوة أعلى.
وعلى سبيل المثال في خطابه بتاريخ 21 سبتمبر (أيلول) 2022 اتهم بوتين دول الناتو بالابتزاز النووي، مشيراً إلى بيانات أدلى بها بعض الممثلين رفيعي المستوى للدول الرئيسية في الناتو بشأن احتمال وقبول استخدام أسلحة الدمار الشامل (أسلحة نووية) ضد روسيا. وأضاف بوتين "في حالة وجود تهديد لسلامة أراضي بلادنا، وللدفاع عن روسيا وشعبنا، فمن المؤكد أننا سوف نستخدم كل نظم الأسلحة المتاحة لنا".
ولم تكن هناك تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية أطلقتها دول الناتو. ولايعتمد الناتو على الأسلحة النووية كشكل من أشكال الردع والتزم مؤخراً بأن يعزز بشكل كبير وضعه الخاص بالردع والدفاع على المدى الأطول رداً على غزو روسيا لأوكرانيا.
وسوف يتم رصد ومراقبة أي تحرك لتجهيز ونشر أسلحة نووية روسية بواسطة الأقمار الأصطناعية التابعة للولايات المتحدة ولدول أخرى والتي يمكنها الرصد عبر غطاء من السحب وفي الليل، كما يبدو أنه حدث بالفعل في أواخر عام 2022.
واختتمت لويس تقريرها بالقول إنه اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية الأخرى والتحليل وفشل كل المحاولات الدبلوماسية لإثناء روسيا عن موقفها، فإنه ربما تقرر دول الناتو التدخل لمنع عملية إطلاق من خلال قصف مواقع التخزين ومواقع نشر الصواريخ مسبقاً.