استقبل العلامة السيد علي فضل الله وفداً من بلدية الغبيري برئاسة معن الخليل، وحضور رئيس اتحاد بلديات الضاحية المهندس محمد درغام، حيث قدم له التهنئة بقرب حلول شهر رمضان، ووضعه في أجواء عمل البلدية على مختلف الصعد والتحديات الصعبة التي تواجه هذا العمل.

وبعد الترحيب بالوفد، جدد فضل الله ثقته بالقيمين على البلدية، مشيدا ب "الدور المميز الذي تقوم به في خدمة مجتمعها على مختلف الصعد الإنمائية والتربوية والخدماتية والاجتماعية والصحية، ولاسيما في منطقة تكتظ بالناس الامر الذي يزيد من الأعباء المالية ومضاعفة الجهود على مختلف المستويات".



وأضاف: "نحن على ثقة بهذه الإدارة الحكيمة والواعية لعمل البلدية والتي تترجم نشاطا وسلوكا حضارياً على أرض الواقع"، مشيرا إلى أنه "رغم صعوبة العمل في هذه الظروف فقد استطعتم أن تصنعوا الكثير وترفعوا من واقع هذه المنطقة وتقدموا صورة مشرقة عنها بعدما كانت تعيش الإهمال المزمن والفوضى معبرا عن اعتزازه بالجهود التي بذلت وتبذل من اجل جعلها من البلدات الرائدة على صعيد هذا الوطن".

ورأى  أنّ "هناك الكثير من التحديات والعقبات التي تواجه كل المخلصين والرساليين في عملهم من اجل احباطهم او شلهم ولكن المسؤولية الرسالية والوطنية تجعل من ذلك دافعا ومحفزا لهم لمواصلة هذه المسيرة الإنمائية والإصلاحية"، لافتا إلى أن "غياب أجهزة الدولة ومؤسساتها عن القيام بمسؤولياتها يرتب أعباء إضافية وكبيرة على العمل البلدي".

وأكد "ضرورة الافادة من كل المناسبات الدينية ولاسيما ونحن على أبواب شهر رمضان، شهر الرحمة والبركة من خلال تعزيز ثقافة الوعي بضرورة التزام القوانين والحفاظ على الأملاك العامة وعدم التعدي عليها"، مشيرا الى أن "موقفنا الشرعي يؤكد من خلال الفتاوى التي صدرت على احترام القوانين والأنظمة العامة وضرورة الالتزام بها وعدم مخالفتها تحت أي حجة أو مبرر نظراً إلى الآثار السلبية والكارثية التي تنتج عنها لاسيما الفوضى والمشاكل وغير ذلك".

وأضاف: "لا بد ان نصحح تلك المفاهيم الخاطئة التي يحملها الناس عن العمل البلدي وهو ما يتطلب جهودا مضاعفة ونشاطا توعويا لتوضيح هذه المفاهيم ومن ثم ضرورة العمل على تضافر الجهود وتعزيزها للتكامل بين البلدية والجمعيات الأهلية والأحزاب لإزالة الكثير من العقبات التي تقف عائقا امام نهضة العمل البلدي".

وشدد على "أهمية مواجهة الضغوط والتحديات التي تواجهنا الامر الذي يتطلب تثبيت العزيمة والإرادة لدى مجتمعنا حتى نكون قادرين على مواجهتها، وقدر ما تقدمه البلدية للعوائل النازحة من قرى المنطقة الحدودية بفعل الاعتداءات الصهيونية"، مشيدا ب"الحكمة، وبالوعي الذي تدير به المقاومة. هذه المعركة مع هذا الكيان المغتصب الذي لا يتوانى عن القيام بالعدوان حين يرى الفرصة مناسبة لكن استعداد المقاومة يجعله يفكر جديا بالعواقب قبل ان يقدم على أي عمل تصعيدي".

وأسف ل"سكوت هذا العالم الذي يدعي التحضر والإنسانية والتزام القوانين على ما يرتكب العدو الصهيوني في غزة ضد الإنسانية والقانون الدولي من قتل وابادة وتجويع وتدمير، الامر الذي يتطلب منا جميعا الوقوف مع مظلومية هذا الشعب حتى لا تتكرر نكبته من جديد".

وختم فضل الله: "ان هذا الوطن لا يبنى الا بتعاون كل مكوناته وعودتهم إلى لغة الحوار الهادئ البعيد عن الاتهامات والتراشق ومشاريع التقسيم والرهان على متغير هنا أو هناك. فالتجارب اثبتت أن لبنان لجميع أبنائه ولا أحد قادر على العيش بشكل منعزل فلا حياة لهذا البلد الا بالعيش المشترك وبناء دولة القانون والعدالة حتى نوفر على إنسانه كل هذه المعاناة ولا يتم ذلك إلا بان يتم حل الأزمات بما يناسب مصلحة الوطن ككل وإنسانه وليس المصالح الخاصة والفئوية".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فضل الله

إقرأ أيضاً:

حوار مع مُطَبِّع!

 

مدرين المكتومية

بكل واقحة وعنهجية زائفة تحدث بنبرة فارغة من المضمون أو القيمة: "لا بُد أن نكون واقعيين؛ فالافكار القومية والناصرية فشلت وماتت.. الدول اليوم تهتم بمصالحها فقط. وامريكا هي القوة العظمى الوحيدة والتي علينا أن نُرضِيها ونتعاون معها ونستفيد منها ومن تقدمها التكنولوجي، فهي الاقتصاد الاقوى في العالم... وإسرائيل هي جزء من أمريكا والتي لا توجد لدينا القدرة على محاربتها؛ فالافضل ان نكون في صفها...".

بهذه الكلمات المُستفزة والتي تعكس شعورًا مرعبًا بالدونية لدى المتكلم الذي كان يخاطبني أثناء تواجدي بأحد المطارات في انتظار رحلتي الجوية؛ إذ دار بيننا حديث عابر لم أكن أتوقع أن يقودنا إلى هذا الإسفاف الفكري وذلك الطرح العقيم البائس، الذي يعكس ضحالة المُتحدث. لم أكن أعلم أن هذا المسافر الذي التقيته صدفة في صالة الانتظار بالمطار، يؤمن بالتطبيع مع دولة الاحتلال دون حمرة خجل، أو الشعور بالعار، في ظل ما يمارسه جيش العدوان الإسرائيلي من مذابح يومية وجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. لقد كان من المؤسف أن يتحدث لي هذا المُطَبِّع، ويُعلن بكل وقاحة عن موقفه المؤيد للتطبيع مع قتلة الأطفال؛ بل ويرى في ذلك مكسبًا لحكومة بلاده وأي دولة تنتهج ذات المسار.

فاجأني عندما قال إنه يتعين على كل الدول العربية أن تُبرم اتفاقيات سلام مع إسرائيل وأن تبدأ تطبيع علاقاتها معها كي تستفيد من خبراتها التكنولوجية والمعرفية المتطورة.. في حقيقة الأمر وقع هذا الكلام علي بمثابة الصدمة، فقد هالني ذلك الاحتفاء غير المفهوم بدولة مارقة مُجرمة تقتل الأطفال والنساء والشباب والعجائز العُزل، وتُدمِّر دولة بأكملها تحت زعم "محاربة حماس"، بينما المقاومة لها كل الحق المشروع والمكفول بالقانون الدولي في الدفاع عن نفسها وممارسة كل الأعمال القتالية التي تساعدها على طرد المُحتل، مهما كان وفي أي ظروف.

حديث هذا المُطبِّع لم يختلف للأسف عن أحاديث بعض الحسابات المشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي، أو أولئك المتحديث عبر فضائيات إقليمية بعينها تنحاز بسفور إلى المجرم الإسرائيلي، من خلال السماح له بعرض وجهة نظره دون تفنيد أو انتقاد؛ بل تمارس دورها الإعلامي بنوع من غياب المهنية والحياد، فتنخرط في تبني الرواية الإسرائيلية على حساب ما هو ظاهر للجميع من عمليات قتل وتدمير وقصف من كل مكان.

أمثال هؤلاء يعتقدون- من باب الخوف والهلع- أن أمريكا ومن ورائهم إسرائيل، قادرة على حماية بلدانهم وأنظمة الحكم فيها، في حين أن هاتين الدولتين لم يتمكنا من حماية أنفسهما!! ويا لها من مفارقة عجيبة، فكيف يستقوي أحدهم بالضعيف، بحجة أنه يملك السلاح الأقوى؟! وكيف يقبل نظام حكم على نفسه أن يتحالف مع الشيطان الأكبر من أجل ضمان الكرسي الذي يجلس عليه.

أيُ وهم وأيُ جهل سياسي يعاني منه هؤلاء المُطبعُّون؟ لماذا لا ينظرون إلى الاتحاد مع الدول العربية فيما بينها من أجل بناء تحالف استراتيجي سياسي واقتصادي قادر على مواجهة القوى العظمى وفرض شروطه عليها، وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة، من خلال إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف العدوان الغاشم والبربري على الشعب الفلسطيني الأعزل، ومن ثم إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟! لماذا لا يستفيدون من المقدرات العربية والكوادر العربية التي تحقق النبوغ والتميز في مختلف الأقطار حول العالم، وأن تكون المخرجات العلمية والبحثية لهؤلاء العلماء والباحثين من حق دولهم وليس من حق الغرب الذي استضافهم وفتح لهم المجال، بسبب ضيق الحال في بلدانهم العربية؟!

لقد أنشأ الغرب الكيان الصهيوني كقاعدة عسكرية للغرب بهدف فرض الهيمنة على المنطقة العربية، وهو ما تريده امريكا بالطبع، من أجل تعزيز مبيعات السلاح لديها، وبيعه للعرب بأثمان باهظة يدفعها المواطن العربي من قوت يومه، فبدلًا من إنفاق هذه المليارات من الدولارات على التنمية العربية والوطنية في كل دولة، تتحول إلى الخزينة الأمريكية في صورة صفقات تسليح مليارية، رغم أن هذه الدول تعلم جيدًا أن لن تُطلق رصاصة واحدة، ولن تخوض حربًا أو حتى معركة مع أي عدو!

الخلاصة.. يجب أن يعلم الجميع، وأن نقول لأبنائنا أن التطبيع جريمة في حق الإنسانية، وخيانة عظمى لدماء الشهداء التي سالت وما تزال في أنحاء فلسطين المحتلة، وعلى كل شعوب العالم والعرب تحديدًا، رفض أي مظهر من مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني المُجرم، وتبني موقف صارم تجاه أي محاولات لغرس هذا السرطان في قلب الأمة العربية والإسلامية.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مقاطعة المكّون الشيعي لبكركي يفتح باب النقاش واسعًا عن المصير المشترك
  • إحتفالية بعنوان "وحدة الوطن وبناء الجمهورية الجديدة" بجامعة الإسكندرية
  • «وحدة الوطن وبناء الجمهورية الجديدة».. جامعة الإسكندرية تحتفل بذكرى 30 يونيو
  • انتقال نشاط بيع الفواكه والخضراوات إلى السوق التجاري بـ"مارينا بركاء"
  • انتقال نشاط بيع الفواكه والخضراوات إلى السوق التجاري بمارينا بركاء
  • حوار مع مُطَبِّع!
  • ورحل أحد فرسان الوطن
  • سالم: ردود الزمالك تتعلق بالكرامة والعدالة في الكرة المصرية
  • وزير الخارجية يؤكد إيمان الكويت الراسخ بتعزيز العمل المشترك القائم على التعاون بين دول حوار التعاون الآسيوي
  • بوتين: موسكو تتوقع مواصلة العمل المشترك مع فيتنام