الدوحة، القدس العربي: تسيّر قطر جسراً جوياً إلى السودان دعماً لشعبه الذي يواجه ظروفاً صعبة على وقع الأزمة التي يشهدها البلد، مع تسليط الضوء على وضع كارثي يواجه ملايين الأشخاص في الداخل والخارج، وتذكر العالم بمسؤولية واحدة من أكبر أزمات النزوح.

وتلقى السودان دعماً من الحكومة القطرية لمجابهة الأزمة الإنسانية التي خلفتها الحرب والقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهي الأزمة التي تقترب من إنهاء عامها الأول.



ووصلت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مطار بورتسودان في السودان، تحمل شحنة مساعدات إضافية إلى السودان، استكمالاً للجسر الجوي الذي تسيّره الدوحة لإغاثة الشعب السوداني جراء الأزمة الإنسانيّة والظروف الصعبة التي يعيشها حاليًا؛ بسبب استمرار القتال.

ورافق المساعدات لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية، التي أشرفت على متابعة سير العملية، وهي المسؤولة القطرية التي تتابع أيضاً الدعم الإنساني لسكان غزة المحاصرين.

وكان في استقبال المسؤولة القطرية بالمطار الدكتور هيثم محمد إبراهيم وزير الصحة السوداني، ومصطفى محمد نور والي ولاية البحر الأحمر، ومحمد بن إبراهيم السادة سفير دولة قطر لدى السودان، ومسؤولو المنظمات الإنسانية الدولية والسودانية العاملة في السودان.

وشددت لولوة الخاطر على أن زيارتها السودان تهدف: “لتذكير العالم، الذي يبدو وكأنه تناسى ما يمرّ به هذا البلد العريق والكبير وشعبه العزيز الكريم من مأساة إنسانية طاحنة”.

وأضافت، في تصريح صحفي، أن الزيارة تجدد “موقف دولة قطر الثابت تجاه السودان الشقيق والشعب السوداني الغالي من دعم لوحدته وأمنه واستقراره وتطلعات شعبه”.

وبدأت قطر الجسر الجوي نحو السودان العام الماضي بتوجيهات من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، لإيصال الدعم الإنساني وإجلاء المقيمين من السودانيين إلى الدوحة.

و تجولت لولوة الخاطر في عدد من المؤسسات الطبية والصحية بمدينة بورتسودان، وتفقدت مستشفيات أمراض وجراحة الكلى ومستشفى بورتسودان العام والصندوق القومي للإمدادات الطبية. واجتمعت وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، مع الفريق بحري إبراهيم جابر عضو مجلس السّيادة الانتقالي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، وجرى استعراض الأوضاع الإنسانية التي يمر بها السودان، والتحديات المرتبطة بإيصال المساعدات لمستحقّيها في جميع الولايات السودانية.

وكشفت لولوة الخاطر، على صفحتها الرسمية في موقع “إكس”، أن قطر قامت بخطوات عملية، منها استئناف الجسر الإنساني مع السودان، والذي يستمر طوال شهر رمضان ليحمل الغذاء وخيماً للإيواء وسيارات الإسعاف. ودشنت لولوة الخاطر حملة السلال الغذائية بين صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، والتي سيبلغ عددها خمسين ألف سلة تم توزيع عشرين ألفاً منها بالفعل.

وكانت قطر التزمت، العام الماضي، بتخصيص خمسين مليون دولار للإغاثة في السودان، وهي ماضية في الحملات والمشروعات المختلفة على المستويين الرسمي والأهلي من خلال الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية.

وشددت لولوة الخاطر، خلال اجتماعها مع ممثلي المؤسسات الأممية والدولية في السودان، على الوقوف على المستجدات ولحثّهم على تذكير المجتمع الدولي بواجباته تجاه أكبر أزمة نزوح قسري يشهدها العالم اليوم.

واعتبرت وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية أن أمن واستقرار السودان هو من أمن واستقرار المنطقة العربية وأفريقيا. ودعت إلى تضافر الجهود بصدق لإيجاد مخرج سلمي عاجل لهذا الاقتتال الدائر، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة، والكفّ عن استهداف سلاسل التخزين والتوريد الغذائية والدوائية، الأمر الذي عرقل ويعرقل وصول الدعم إلى مستحقيه في كثير من المناطق.

وسبق أن أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، عن تعهد الدوحة بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي لدعم جهود خطة الاستجابة الإنسانية في السودان، والخطة الإقليمية للاجئين، وذلك انطلاقاً من مسؤولية قطر الأخوية، وواجبها الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب السوداني، ومواصلة لجهودها الإنسانية والإنمائية المستمرة في السودان الشقيق، بحسب ما أعلن في وقت سابق.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لولوة الخاطر فی السودان

إقرأ أيضاً:

عاجل.. وزير الخارجية: نتمنى التوفيق للقوى السياسية السودانية للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة

افتتح الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية يوم ٦ يوليو الجاري، والذي يعقد في القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية والهجرة، بأن السيد وزير الخارجية أكد فى كلمته الافتتاحية على خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق منذ ما يزيد عن عام كامل، وتداعياتها الكارثية التي تتطلب الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات الدولة، وبما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي، والتوصل لحل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.

وأشاد الوزير عبد العاطى بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت الملايين من الأشقاء السودانيين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة. كما طالب كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي أعلنت عن التزامها بها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عقد خلال شهر يونيو ٢٠٢٣ في جنيف، وكذلك المؤتمر الدولي لدعم السودان ودول الجوار الذي عقد في باريس منتصف أبريل ٢٠٢٤ لسد الفجوة التمويلية القائمة، والتي تناهز ٧٥٪؜ من إجمالي الاحتياجات، مشيرًا لتكثيف مصر لاتصالاتها مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف لدعم دول الجوار الأكثر تضررًا من التبعات السلبية للأزمة.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن الدكتور عبد العاطى استعرض جهود مصر الإنسانية مند بدء الأزمة، حيث استقبلت مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون في مصر منذ سنين عديدة. كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية، بالإضافة إلى استمرارها في عدد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية لهم، كمشروع الربط الكهربائي، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادي حلفا.

وشدد وزير الخارجية على أن مصر ستستمر في بذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والحفاظ على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، والعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية. وأكد على أن أي حل سياسي حقيقي للأزمة في السودان لا بد وأن يستند إلى رؤية سودانية خالصة تنبع من السودانيين أنفسهم، ودون إملاءات أو ضغوط خارجية وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالسودان.

ونوه د. عبد العاطي بأن النزاع الراهن هو قضية سودانية بالأساس، وبأن أي عملية سياسية مستقبلية ينبغي أن تشمل كافة الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية، وفي إطار احترام مبادىء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، مشددًا على أهمية وحدة القوات المسلحة السودانية لدورها في حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه.

واختتم السفير أحمد أبو زيد تصريحاته، مشيرًا إلى أن السيد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج حرص فى كلمته على تأكيد أن إستضافة مصر لهذا المؤتمر تعد استكمالًا لجهودها ومساعيها لوقف الحرب في السودان، وفي إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول جوار السودان، وأطراف مباحثات جدة، والأمم المتحدة، والإتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيجاد، معربًا عن تمنياته بالتوفيق لكافة المشاركين في مساعيهم الرامية لتوحيد الرؤى والجهود للخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة، داعيًا إياهم جميعًا لإعلاء المصلحة الوطنية للسودان، ومؤكدًا أن مصر ستظل دائمًا وأبدًا داعمة لكافة الجهود الساعية لعودة الاستقرار والتقدم والازدهار للسودان الشقيق.


 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري يفتتح مؤتمر القوى السياسية السودانية بالقاهرة
  • عاجل.. وزير الخارجية: نتمنى التوفيق للقوى السياسية السودانية للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة
  • محي الدين جمعة: على حركة تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور فتح ممرات إنسانية
  • الإمارات تقدم مساعدات إنسانية للنازحين من شرق خان يونس
  • إنسانية تصنع الفارق وتنشر الأمل
  • الأمم المتحدة تدين حادث استهداف قافلة إنسانية بشرق الكونغو الديمقراطية
  • الأمم المتحدة تدين استهداف قافلة إنسانية شرقى الكونغو الديمقراطية
  • «الفارس الشهم 3» تستقبل النازحين من شرق خانيونس وتقدم لهم مساعدات إنسانية عاجلة
  • “الفارس الشهم 3” تستقبل النازحين من شرق خانيونس وتقدم لهم مساعدات إنسانية عاجلة
  • «الفارس الشهم 3» تستقبل النازحين من شرق خان يونس وتقدم لهم مساعدات إنسانية عاجلة