بطلب خجول، مترافق مع شلل تام في الدوائر العقارية، يعاني قطاع العقارات في لبنان من أزمة كبيرة، أوقفت خطط الإستثمارات، وفرملت المشاريع التي كان منوي البدء بها، أو التي تم البدء بها وتوقفت إلى أجلٍ غير مسمى، بانتظار ما ستؤول إليه الحرب في المنطقة، خاصةً بعد دخول لبنان كطرف غير مباشر في الحرب في غزة، ما دفع بأصحاب رؤوس الأموال إلى تأجيل خططهم حاليًا، خوفًا من امتداد الحرب إلى الداخل اللبناني.

نتائج ما يحصل على أرض الواقع كارثية حسب الخبراء، الذين يرون بأنّ هذه الأزمة كلّفت الكثير على صعيد توقف عملية البناء التي حرمت آلاف العمال من فرص عمل تعتبر أساسية في هذه الفترة، خاصةً من شهر آذار وما يليه، إذ يتم خلال هذه الفترة تجهيز المشاريع لأجل تسليمها خلال الموسم الصيفيّ. المجابل تحتضر    أبرز المتضررين مما يحصل هو قطاع مجابل الباطون في لبنان، الذي يحاول الصمود أمام هول ما يحصل، خاصةً وأن هذا القطاع وقع في فخين، الأول هو الحرب الدائرة، التي أوقفت العديد من المشاريع، والثانية، وهي الأساسية وتتلخص بإغلاق الدوائر العقارية، خاصةً في جبل لبنان، باعتبارها الأساس لإصدار رخص البناء وهي متوقفة وبشكل كليّ منذ أكثر من 18 شهرًا. في هذا السياق، يوضح أحد أصحاب المجابل خلال حديث مع "لبنان 24" بأن المجابل لا تزال متوقفة عن العمل بنسبة تفوق 75% منذ أكثر من سنة ونصف السنة، وهذا ما دفع بالعمال إلى تقديم استقالاتهم بحثًا عن عملٍ آخر، كما وعمد المئات من المهندسين ضمنًا إلى تسليم خرائطهم، والتخلي عن المشاريع التي كانوا قد بدأوا بها مسبقا، حيث اتخذوا خيار الهجرة، وذلك بعدما تعذّر على أصحاب المجابل تعويض الخسائر، إذ لم يكن من المتوقع أن تمتد عملية إغلاق الدوائر العقارية إلى هذا الحدّ، مشددًا على أن قطاع المجابل لم يتأثر بالاوضاع الأمنية بقدر ما تأثر بشلل الدوائر العقارية، إذ إن مشاريع عديدة كان منوي البدء بها في جبل لبنان، والبترون، وكسروان، والشمال، إلا أن تعذّر إتمام الأمور الإدارية أطاح بهذه المشاريع. وقد حذّر بأنّه وفي حال العودة فإنّ الأمور لن تتيسر بشكل سريع، إذ إن الملفات تقدّر بعشرات وعشرات الآلاف، كما أن الأولويّة ستكون للملفات القديمة وليس الجديدة. الإعلانات تنتشر   بالمقابل، يلفت الخبير العقاري عادل البياس إلى أنّه وبالرغم من فرملة المشاريع، إلا أن عملية عرض المشاريع المنجزة للبيع ازدهرت وبقوة خلال الفترة الأخيرة، خاصةً مع موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة الجنوبية. من هنا، يشير البياس، خلال اتصال مع "لبنان24" إلى أن منصات التواصل شهدت ظهور حسابات جديدة لم يكن لها أي وجود، تستهدف أصحاب رؤوس الأموال، من خلال عرض شقق مفروشة عبر مقاطع فيديو مصورة. وأوضح أن هؤلاء عوّلوا على سخونة الأوضاع جنوبًا، وفقدان الثقة بديمومة الإستقرار في المناطق الحدودية. ويوضح البياس، أن توقف الإستثمارات لا يرتبط أبدًا باستكمال بيع الشقق والمشاريع الجاهزة، وهذا ما التمس على أرض الواقع من خلال ارتفاع أسعار شقق الجبل، ولبنان الشمالي، وبعض المناطق البقاعية. وتشير مصادر متابعة، إلى أن طلب أهل الجنوب على شقق تقع بمناطق راقية، ولا تطالها الحرب في حال اندلعت، جعلت من أسعارها تعاود الإرتفاع، لتعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2019، ولكن ليس هذا هو واقع قطاع العقار الحقيقي في لبنان.   ويعوّل المستثمرون على بشرى موافقة الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على قرض بقيمة 50 مليون دينار كويتي، سيُدفع على فترة 5 سنوات، إذ سيستفيد منه ذوو الدخل المحدود والمتوسط بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار، وسط إمكانية الحصول على قرض آخر من صندوق ابو ظبي، وهذا ما يعطي دفعة معنوية للقطاع للعودة إلى المسار الصحيح، مع انتظار انتهاء حرب غزة. بالتوازي دعا المتابعون الى لجم فورة هجرة المهندسين اللبنانيين، خاصة الذين كانوا يشرفون على العمل داخل المجابل، إذ أكّد العديد منهم أنّ هجرة هؤلاء تعني وبشكل قاطع إمكانية تراجع نوعية المواد التي تسلّم خلال عملية إنشاء المشاريع، وهذا ما سيرتدّ بشكل سلبيّ على عمل المجابل، والقطاع بشكلٍ عام. بالتوازي، حذّر المتابعون من انحدار كبير في عملية شراء العقارات، التي ظهرت آثارها أصلا قبل الحرب، إذ أشار أحد السماسرة لـ"لبنان 24" إلى أن بعض المالكين العرب في لبنان قرروا بيع بيوت وعقارات كبيرة كانوا قد اشتروها منذ عشرات السنوات، إلا أن هؤلاء يواجهون مشكلة سعر السوق، الذي يشكّل بالنسبة لهم خسارة لهم، وبالتالي فإن هؤلاء وبالرغم من أنّه كان لديهم حب التملك في مناطق لبنانية مختلفة، إلا أن الواقع تغيّر اليوم، وهم ينتظرون تحسن السوق فقط لبيع ممتلكاتهم.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدوائر العقاریة فی لبنان وهذا ما إلا أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان

كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تفاصيل عما حصل بأروقة البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان.

ووفقاً لما نقلته جيروزاليم بوست عن دانيال شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط السابق أن يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بدأ يوماً عادياً في البنتاغون حتى تلقى فجأة طلباً من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، يوآف غالانت، من أجل التحدث إلى نظيره الأمريكي آنذاك، وزير الدفاع لويد أوستن في شكل عاجل.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُبدي فيها شابيرو، أو أي مسؤول أمريكي آخر، استعداده لمناقشة الأحداث الخفية في واشنطن بالتفصيل بشأن انفجار أجهزة البيجر التابعة لحزب الله.

رئيس #الموساد: #تفجيرات_البيجر_في_لبنان أجهزت على حزب الله https://t.co/kNAvxVVbQO

— 24.ae (@20fourMedia) February 25, 2025 قدرة خاصة

وأخبر غالانت نظيره الأمريكي أوستن، أن إسرائيل تمتلك قدرة خاصة، وأنها على وشك استخدامها في لبنان، وكان غامضاً بشأن ماهيتها أو كيفية عملها، لكنه أراد أن يكون لدى أوستن علم مسبق بها، حسبما صرّح شابيرو.
وأضاف أنه حتى اللحظة الأخيرة، شعر غالانت بأنه مضطر لإخفاء جميع التفاصيل، محافظاً على السرية المطلوبة لمثل هذه العملية الحساسة، ولكن أوستن سأله هم ماهية "القدرة الخاصة" لإسرائيل، كما وصفها غالانت، من شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وأوضح شابيرو: "عندما انتهت المكالمة، كنا لا نزال في حيرة من أمرنا بشأن ما كان يصفه لأنه لم يتطرق إلى الكثير من التفاصيل، ولكن في غضون أقل من 30 دقيقة، بدأنا نرى تقارير على شبكة سي إن إن وشبكات تلفزيونية أخرى حول انفجارات تحدث في لبنان".
وفي ذلك اليوم، 17 أكتوبر (تشرين الأول)، انفجرت آلاف من أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، وفي اليوم التالي، انفجرت أيضاً مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة للتنظيم، وتحدثت التقديرات الرسمية عن مقتل 59 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين.
وأفادت وكالة أنباء "رويترز" لاحقاً، بأن 1500 عنصر من حزب الله أصيبوا بجروح بالغة لدرجة أنهم لم يتمكنوا من العودة إلى الخدمة، وصرح شابيرو لـ"واشنطن بوست": "لم نتلقَّ أي تفسير لسبب اختيار إسرائيل استخدام هذه القدرة في تلك اللحظة تحديداً".
وأضاف: "ما فهمناه هو وجود قلق من أن هذه القدرة على وشك الانكشاف، لقد ازدادت شكوك حزب الله بشأن أجهزة الاتصال، وأصبح الأمر بمثابة إما استخدامها أو فقدانها".


إعجاب أمريكي

ووصف شابيرو العملية بأنها "مفاجئة ومبتكرة، وكانت غير عادية، ومن بعض النواحي، يمكن القول إنها كانت مثيرة للإعجاب"، مشيراً إلى أن رد فعل كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أعجبوا بـ"الإبداع والبراعة والسرية والاستهداف الدقيق لأعضاء حزب الله، مما ضمن عدم تضرر المدنيين".

سجال حاد بين غالانت ونتانياهو حول توقيت عملية البيجرhttps://t.co/axxGOp8jnE pic.twitter.com/f49s4DncK1

— 24.ae (@20fourMedia) February 7, 2025  جدل إسرائيلي

وتقول الصحيفة، إنه منذ بداية الحرب، دار جدل مستمر بين غالانت ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حول ما إذا كان بنبغي لإسرائيل فتح جبهة مع حزب الله في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أي بعد 4 أيام فقط من أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وبينما جادل غالانت بأنها كانت فرصة ضائعة، وأنه كان بإمكان إسرائيل تفجير أجهزة الاتصال، مما يتسبب في أضرار جسيمة لحزب الله، صرح نتانياهو ورئيس الموساد ديفيد بارنيع بأن هذه القدرة لم تكن جاهزة في ذلك الوقت، وخلال الأسبوع الأول من الحرب، عارض

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فكرة فتح جبهة جديدة ضد حزب الله، والآن، يقول شابيرو للصحيفة، إنه لو كانت الولايات المتحدة على علم بعملية أجهزة النداء، وكذلك الخطط والهجمات اللاحقة، لكان موقف إدارة بايدن مختلفاً.
أضاف شابيرو: "لم يكن المسؤولون الأمريكيون على علم بالأمر آنذاك، لذا لم يتمكنوا من أخذه في الاعتبار عند تقديم نصائحنا أو توصياتنا بشأن مهاجمة حزب الله من عدمه"، موضحاً أنه لم يُشرح لهم مسار الأحداث، ولو كانوا على علم بذلك، لكان شكل تأثيراً على مجرى النقاش بشكل مختلف".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • لتعزيز الاستدامة وتحفيز المشاريع والمبادرات.. تدشين المنصة الإلكترونية لبرنامج الحوافز والمنح في قطاع البيئة
  • محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • التعليم والتعاون تبحثان سبل دعم التعليم في فلسطين وجهود إنقاذه في غزة
  • وزير خارجية مصر يكشف الجهة التي ستتولى الأمن في غزة
  • عملية مفاجئة ومبتكرة.. كواليس البنتاغون يوم تفجيرات البيجر في لبنان
  • أمير طعيمة: أضع ضوابط خاصة لاختيار الأعمال التي أشارك فيها .. فيديو
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة
  • نقيب المقاولين بغزة لـ«البوابة نيوز: نواجه تحديات جسيمة جراء الحصار والقيود الإسرائيلية المشددة