أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن خبراء بحريين يشتبهون في أن سفينة بحرية غامضة التحركات وتبحر بين البحر الأحمر وخليج عدن، تعمل على تزويد الحوثيين بالبيانات التي تساعدهم في تحديد أهداف هجماتهم على السفن.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن السفينة الإيرانية "بهشاد"، التي تواجه حاليا تدقيقا مكثفا من قبل الخبراء البحريين، انتقلت إلى خليج عدن بعد سنوات في البحر الأحمر، تماما في الوقت الذي تصاعدت فيه الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.

وأضافت أن "بهشاد"، التي تبدو ظاهريا كناقلة مواد جافة عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير/كانون الثاني الماضي، واتبعت منذ ذلك الحين مسارا غير تقليدي وبطيء ومتعرج حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر.

وأشار الخبراء أيضا إلى انخفاض في هجمات الحوثيين خلال فترة الشهر الماضي عندما كانت "بهشاد"، على ما يبدو، خارج العمل.

سلوك السفينة غير عادي

وقال جون غاهاغان، رئيس أخصائيي قسم المخاطر البحرية بشركة "سدنا غلوبال"، إن سلوك "بهشاد"، المسجلة في إيران وتحمل العلم الإيراني، كان "غير عادي للغاية"، ولا يشبه سلوك سفن النقل العادية، متسائلا عن وظيفتها "إذا لم تكن تزوّد الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن في المنطقة؟".

وقال التقرير إن المخاوف من تورط "بهشاد" في تقديم معلومات استهداف للحوثيين تزايدت منذ هجوم هذا الأسبوع على السفينة "ترو كونفيدانس"، التي تحمل صلبا وشاحنات من الصين إلى السعودية، لا سيما وأن "بهشاد" كانت على بعد 80 كيلومترا بحريا عندما تم ضرب "ترو كونفيدانس"، وجاء هذا الهجوم بعد 6 هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر خلال 15 يوما فقط.

ويشير الخبراء أيضا إلى هدوء وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير/شباط في أعقاب هجوم إلكتروني على "بهشاد". وتظهر بيانات من موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" في ذلك الوقت أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيدا عن منطقة الإبحار العادية.

وزير الدفاع البريطاني أثار مخاوف بشأنها

وسلط وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الشهر الماضي الضوء على المخاوف بشأن السفن الإيرانية التي تتسكع قبالة اليمن. وقال أمام مجلس العموم: "يحتاج العالم كله إلى مواصلة الضغط على إيران للتوقف والكف عن هذا السلوك".

وتم تسجيل "بهشاد" كناقلة مواد جافة عادية، وتبدو ظاهريا أنها مثل أي سفينة من آلاف السفن التي تتجول في المحيطات.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مقطع فيديو نشر على قناة "تليغرام" مرتبطة بالجيش الإيراني الشهر الماضي، وصف السفينة بأنها "مستودع أسلحة عائم" وأصر على أن لها دورا في مكافحة القرصنة. وتضمن الفيديو، الذي لم يتناول التناقض بين عرض "بهشاد" كسفينة تجارية ودورها الإستراتيجي، تحذيرا من مهاجمتها.

وقال تعليق صوتي مصاحب لصورة في الفيديو لكل من "بهشاد" وحاملة طائرات أميركية: "أولئك الذين ينخرطون في هجمات إرهابية ضد بهشاد أو سفن مماثلة يعرضون للخطر الطرق البحرية الدولية والأمن ويتحملون المسؤولية العالمية عن المخاطر الدولية المحتملة في المستقبل".

صلة وثيقة بين تحركاتها وهجمات الحوثيين

ومع ذلك، علق خبراء الأمن البحري منذ فترة طويلة على الصلة الوثيقة بين "بهشاد" وهجمات الحوثيين. وبعد سنوات، وبعد أن كانت السفينة شبه ثابتة في البحر الأحمر، أبحرت السفينة جنوبا في 11 يناير/كانون الثاني عبر مضيق باب المندب الضيق إلى خليج عدن، كما تظهر معلومات من "مارين ترافيك".

وعلق جون غاهاغان إلى الروابط بين حركات "بهشاد" والهجمات على أنها مصادفات غير قابلة للتصديق، مضيفا أنه إذا كانت إيران تعطي أسلحة للحوثيين فإن دور "بهشاد" المشتبه به في اكتشاف السفن ليس مستبعدا.

ما الإجراء المتوقع

ومع ذلك، تقول "فايننشال تايمز" لا يزال من غير الواضح ما الإجراء الذي يرغب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الحوثيين للشحن ضد السفينة المثيرة للجدل. ولم ترد وزارة الدفاع البريطانية على الفور على سؤال حول ما تعتزم القيام به بشأن هذه القضية.

وأشار مارتن كيلي، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة "إيوس ديسكري" الأمنية البحرية، إلى أن طهران ستعتبر على الأرجح أي هجوم على "بهشاد" بمثابة عبور "لخط أحمر". ولهذا السبب، كان من الصعب أن نرى كيف يمكن مواجهة التهديد على الفور من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هجمات الحوثیین البحر الأحمر خلیج عدن

إقرأ أيضاً:

“خارجية صنعاء” تعلق على انفجار سفينة صينية في البحر الأحمر 

 

الجديد برس|

 

استنكرت “حكومة صنعاء” تجاهل الاعلام الغربي لمخاطر غرق سفينة تحمل مواد خطيرة في باب المندب بينما كان يهول في تغطيته للعمليات المشروعة لـ”قوات صنعاء”.

 

واكد وزير الخارجية بـ”حكومة صنعاء” إن انفجار السفينة الصينية “إيه إس إل بوهينيا” التي اندلعت فيها النيران في البحر الأحمر قبالة اليمن تم تناوله من الاعلام الغربي بـ”حياد غريب”.

 

وقال ان ما تم تداوله إعلامياً عن كون السفينة كانت تحمل شحنة خطرة “لم يُثر اهتمام أولئك الذين ملأوا الدنيا صراخاً في حوادث أقل”.

 

مضيفاً أن الدول ومنظمات البيئة البحرية لم تبحث عن ماهية الشحنة ومدى خطورتها ولا عن الجهة القادمة منها أو إليها، وأن البعض حاول استخدامها للدلالة على أن البحر الأحمر لايزال خطراً رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والتزام صنعاء بالتهدئة.

 

مقالات مشابهة

  • اجتماع مع ممثلي 23 شركة رائدة في المجال لطمأنة الخطوط الملاحية للعودة إلى المرور عبر قناة السويس.. ربيع: انخفاض الإيرادات بنسبة 62% منذ مطلع عام 2024.. 6000 سفينة عبرت رأس الرجاء الصالح منذ نوفمبر
  • “خارجية صنعاء” تعلق على انفجار سفينة صينية في البحر الأحمر 
  • البيئة: تعزيز التحول الأخضر للموانئ المصرية ضمن أهداف حماية البيئة البحرية
  • تدريبات عسكرية على البحر الأحمر تحاكي استعادة السفينة “جلاكسي ليدر” المحتجزة في اليمن
  • مركز بحري دولي يكشف تفاصيل جديدة بشأن حريق السفينة “باوهينيا” في البحر الأحمر
  • مجلس الأمن يدين الهجمات المستمرة التي تشنها قوات الدعم السريع على الفاشر
  • عاصفة واحدة أغرقت سفننا
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • هذه هي أولى السفن المحظورة التي تسمح لها صنعاء بعبور البحر الأحمر 
  • مركز دولي: لا علاقة للحوثيين بحريق سفينة في البحر الأحمر