فايننشال تايمز: سفينة إيرانية غامضة متهمة بتحديد أهداف الهجمات البحرية للحوثيين
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن خبراء بحريين يشتبهون في أن سفينة بحرية غامضة التحركات وتبحر بين البحر الأحمر وخليج عدن، تعمل على تزويد الحوثيين بالبيانات التي تساعدهم في تحديد أهداف هجماتهم على السفن.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن السفينة الإيرانية "بهشاد"، التي تواجه حاليا تدقيقا مكثفا من قبل الخبراء البحريين، انتقلت إلى خليج عدن بعد سنوات في البحر الأحمر، تماما في الوقت الذي تصاعدت فيه الهجمات على السفن في الممر المائي الحيوي قبالة اليمن.
وأضافت أن "بهشاد"، التي تبدو ظاهريا كناقلة مواد جافة عادية، انتقلت إلى خليج عدن في يناير/كانون الثاني الماضي، واتبعت منذ ذلك الحين مسارا غير تقليدي وبطيء ومتعرج حول تلك المياه القريبة من مدخل البحر الأحمر.
وأشار الخبراء أيضا إلى انخفاض في هجمات الحوثيين خلال فترة الشهر الماضي عندما كانت "بهشاد"، على ما يبدو، خارج العمل.
سلوك السفينة غير عاديوقال جون غاهاغان، رئيس أخصائيي قسم المخاطر البحرية بشركة "سدنا غلوبال"، إن سلوك "بهشاد"، المسجلة في إيران وتحمل العلم الإيراني، كان "غير عادي للغاية"، ولا يشبه سلوك سفن النقل العادية، متسائلا عن وظيفتها "إذا لم تكن تزوّد الحوثيين بمعلومات استخباراتية عن تحركات السفن في المنطقة؟".
وقال التقرير إن المخاوف من تورط "بهشاد" في تقديم معلومات استهداف للحوثيين تزايدت منذ هجوم هذا الأسبوع على السفينة "ترو كونفيدانس"، التي تحمل صلبا وشاحنات من الصين إلى السعودية، لا سيما وأن "بهشاد" كانت على بعد 80 كيلومترا بحريا عندما تم ضرب "ترو كونفيدانس"، وجاء هذا الهجوم بعد 6 هجمات أخرى في خليج عدن أو عند مدخل البحر الأحمر خلال 15 يوما فقط.
ويشير الخبراء أيضا إلى هدوء وتيرة هجمات الحوثيين في فبراير/شباط في أعقاب هجوم إلكتروني على "بهشاد". وتظهر بيانات من موقع تتبع السفن "مارين ترافيك" في ذلك الوقت أن السفينة أمضت أكثر من أسبوعين بعيدا عن منطقة الإبحار العادية.
وزير الدفاع البريطاني أثار مخاوف بشأنها
وسلط وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الشهر الماضي الضوء على المخاوف بشأن السفن الإيرانية التي تتسكع قبالة اليمن. وقال أمام مجلس العموم: "يحتاج العالم كله إلى مواصلة الضغط على إيران للتوقف والكف عن هذا السلوك".
وتم تسجيل "بهشاد" كناقلة مواد جافة عادية، وتبدو ظاهريا أنها مثل أي سفينة من آلاف السفن التي تتجول في المحيطات.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مقطع فيديو نشر على قناة "تليغرام" مرتبطة بالجيش الإيراني الشهر الماضي، وصف السفينة بأنها "مستودع أسلحة عائم" وأصر على أن لها دورا في مكافحة القرصنة. وتضمن الفيديو، الذي لم يتناول التناقض بين عرض "بهشاد" كسفينة تجارية ودورها الإستراتيجي، تحذيرا من مهاجمتها.
وقال تعليق صوتي مصاحب لصورة في الفيديو لكل من "بهشاد" وحاملة طائرات أميركية: "أولئك الذين ينخرطون في هجمات إرهابية ضد بهشاد أو سفن مماثلة يعرضون للخطر الطرق البحرية الدولية والأمن ويتحملون المسؤولية العالمية عن المخاطر الدولية المحتملة في المستقبل".
صلة وثيقة بين تحركاتها وهجمات الحوثيينومع ذلك، علق خبراء الأمن البحري منذ فترة طويلة على الصلة الوثيقة بين "بهشاد" وهجمات الحوثيين. وبعد سنوات، وبعد أن كانت السفينة شبه ثابتة في البحر الأحمر، أبحرت السفينة جنوبا في 11 يناير/كانون الثاني عبر مضيق باب المندب الضيق إلى خليج عدن، كما تظهر معلومات من "مارين ترافيك".
وعلق جون غاهاغان إلى الروابط بين حركات "بهشاد" والهجمات على أنها مصادفات غير قابلة للتصديق، مضيفا أنه إذا كانت إيران تعطي أسلحة للحوثيين فإن دور "بهشاد" المشتبه به في اكتشاف السفن ليس مستبعدا.
ما الإجراء المتوقعومع ذلك، تقول "فايننشال تايمز" لا يزال من غير الواضح ما الإجراء الذي يرغب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الحوثيين للشحن ضد السفينة المثيرة للجدل. ولم ترد وزارة الدفاع البريطانية على الفور على سؤال حول ما تعتزم القيام به بشأن هذه القضية.
وأشار مارتن كيلي، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط في مجموعة "إيوس ديسكري" الأمنية البحرية، إلى أن طهران ستعتبر على الأرجح أي هجوم على "بهشاد" بمثابة عبور "لخط أحمر". ولهذا السبب، كان من الصعب أن نرى كيف يمكن مواجهة التهديد على الفور من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هجمات الحوثیین البحر الأحمر خلیج عدن
إقرأ أيضاً:
البحرية البريطانية: تعرض "يخت" لملاحقة من قبل 12 قاربا جنوب غرب عدن
قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إنها تلقت بلاغا عن تعرض يخت لملاحقة من قبل ما يصل إلى 12 قاربًا صغيرًا أثناء الإبحار في المياه بالقرب من اليمن.
وذكرت الهيئة في بيان لها، أن الحادثة وقعت في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، على بعد حوالي 74 ميلاً بحرياً جنوب غرب عدن.
وحذرت الهيئة البريطانية، جميع السفن على ممارسة أقصى درجات الحذر في المنطقة والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة على الفور.
وبحسب قائد اليخت، فإن الزوارق المشبوهة تابعت مسار السفينة لمدة ساعتين، على الرغم من المناورات المراوغة التي تم تنفيذها لإبعادها. وتمكن أحد الزوارق الصغيرة من الاقتراب إلى مسافة ميل بحري واحد من اليخت قبل أن ينحرف بعيدًا.
وأوضح قائد اليخت، أن الطاقم لم يصاب بأذى وأن اليخت واصل رحلته إلى ميناء الرسو التالي دون وقوع حوادث أخرى.
وقال متحدث باسم البحرية الملكية لمجلة نيوزويك: "إن منظمة التجارة البحرية في المملكة المتحدة تقدم بشكل روتيني إشعارات بمعلومات الأمن البحري إلى السفن التجارية. وسيكون من غير المناسب التعليق بشكل أكبر على حوادث محددة".
ولم يتبين بعد ما إذا كانت السفن التي طاردت اليخت مرتبطة بالمتمردين الحوثيين أو القراصنة. وعلمت نيوزويك أن هيئة عمليات الملاحة البحرية في المملكة المتحدة لم تحدد ما إذا كان الحادث مرتبطا بنشاط الحوثيين.
ومنذ نوفمبر الماضي، استهدف المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران بشكل متزايد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة، بهدف تعطيل الشحن وممارسة الضغط السياسي على واشنطن وحلفاءها لوقف العدوان والحصار على غزة ولبنان بحسب مزاعم الجماعة.