سن الرئيس والهجرة.. محورا حملتي بايدن وترامب في ولاية جورجيا
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
تبادل الرئيس الأميركي، الديمقراطي جو بايدن، ومنافسه الجمهوري المرجح للبيت الأبيض، دونالد ترامب، خلال حملتيهما في ولاية جورجيا للانتخابات الرئاسية التي ستقام في نوفمبر، انتقادات لاذعة بشأن مسألتين رئيسيتين هما سن الرئيس والهجرة.
وتوجه بايدن الذي يأمل في الاستفادة من الزخم الذي نجم عن خطابه عن حال الاتحاد، الخميس، إلى أتلانتا (جنوب) عاصمة الولاية، في محاولة لكسب أصوات الناخبين السود والمتحدرين من أصل إسباني.
وهاجم مجددا الرئيس الجمهوري السابق، معتبرا أنه يريد أن يصبح "ديكتاتورا" ليوم واحد.
وقال بايدن أمام حشد كبير: "عندما يقول إنه يريد أن يصبح ديكتاتورا، فأنا أصدقه". وشدد الرئيس الأميركي على "قوة الاقتصاد" الأميركي، ووعد باتخاذ إجراءات لخفض التكاليف في عدة قطاعات، مثل السكن والصحة والتعليم.
وفي مقابلة مع شبكة "إم إس إن بي سي" بثت مساء السبت، أكد بايدن أنه "يأسف" لاستخدامه عبارة "غير قانوني" لوصف مهاجر فنزويلي قتل طالب تمريض الشهر الماضي في جورجيا.
وقال بايدن الذي تعرض لانتقادات من التقدميين وأعضاء حزبه لاستخدامه مصطلحات يلجأ إليها الجمهوريون عادة: "لم يكن ينبغي لي أن أستخدم عبارة غير قانوني (...) بل لا يملك وثائق".
وتحدث ترامب، الذي تعهد بشن حملة على الهجرة غير القانونية وجعلها أحد الخطوط الرئيسية في حملته، مطولا خلال تجمعه السبت، عن الطالب المقتول.
وقال أمام حشد من أنصاره بمدينة روم في جورجيا: "كان من الممكن أن يكون لاكين رايلي على قيد الحياة اليوم لو لم يفكك جو بايدن حدود الولايات المتحدة عمدا وبشكل خبيث".
وانتقد ترامب، بايدن لتراجعه عن استخدامه كلمة "غير قانوني" في وصف المشتبه به الفنزويلي في الجريمة. وقال ترامب: "يجب على بايدن أن يعتذر عن الاعتذار لهذا القاتل".
وفي تجمعه الانتخابي، قلّد ترامب أيضا بايدن وتحدث بلعثمة ساخرا من منافسه البالغ من العمر 81 عاما.
وأطلقت حملة بايدن إعلانا تلفزيونيا، السبت، تناول فيه الرئيس بشكل مباشر سنه المتقدم، وهي مسألة تشكل مصدر قلق كبير بين الناخبين. ويقول بايدن في الإعلان: "لست شابا وهذا ليس سرا (...) لكنني أعرف كيف أحقق الأمور للشعب الأميركي".
الولايات المتأرجحةرد فريق ترامب بسرعة برسالة فيديو تبدأ ببيان بايدن، تليه مقاطع للرئيس وهو يتعثر أو يسقط أو يبدو مرتبكا.
وكانت جورجيا منقسمة بشدة في انتخابات 2020 التي فاز فيها بايدن بفارق أقل من 12 ألف صوت، لدرجة أن ترامب اتصل هاتفيا بمسؤول كبير في الولاية ليطلب منه "العثور" على بضعة آلاف من الأصوات الإضافية.
ومن مشاكله القانونية الكثيرة، يواجه ترامب اتهامات جنائية في جورجيا، بالسعي لإلغاء نتائج الانتخابات في هذه الولاية.
وتأتي حملة ترامب في جورجيا بعد أيام من فوزه شبه النهائي في الانتخابات التمهيدية لحزبه الجمهوري في يوم الثلاثاء الكبير، مما أجبر آخر منافسيه، نيكي هيلي، على الانسحاب.
وتقدم بايدن على منافسيه لترشيح حزبه الديمقراطي.
وقالت حملته إنه يعتزم هو ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، زيارة جميع الولايات التي تمثل ساحة معركة في الأسابيع المقبلة.
وكانت جورجيا لفترة طويلة جمهورية بلا منازع. لكنها أصبحت ساحة لمنافسة أكبر بين الحزبين.
وكشفت استطلاعات الرأي الأخيرة، أن ترامب يتقدم بفارق كبير في معظم الولايات المتأرجحة التي قد تحدد نتيجة انتخابات نوفمبر، حسب وكالة فرانس برس.
ووفق النظام الانتخابي الأميركي، لا تحدد نتيجة الاقتراع أغلبية الأصوات على المستوى الوطني، بل في كل ولاية.
وفي 2020، فاز بايدن على ترامب، بسهولة أكبر إلى حد ما، في غالبية "الولايات المتأرجحة". وأعلنت حملة الرئيس تخصيص 30 مليون دولار لإعلانات تلفزيونية في ولايات ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن وجورجيا ونيفادا ونورث كارولينا المنقسمة بمساواة بين الحزبين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی جورجیا
إقرأ أيضاً:
“ترامب” على خُطى “بايدن” في اليمن.. الهزيمة تطاردُ أمريكا
يمانيون../
مضى عامٌ و3 أشهرٍ من العدوان الأمريكي على اليمن الذي بدأ في عهدِ إدارة الرئيس السابق جون بايدن في 12 يناير من العام الماضي 2024م واستمرَّ حتى 17 يناير 2025م في مرحلته الأولى.
وحشدت واشنطن تحالفًا كَبيرًا سُمِّيَ بتحالف “حارس الازدهار”، وكان الهدف من ذلك هو الانتصار للعدو الإسرائيلي، والحيلولة دون استمرار الحصار اليمني المفروض على الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، لكن الخَرِف بايدن غادر البيت الأبيض بهزيمة ستظلُّ تلاحقُه حتى نهاية عمره.
وعقبَ نَكْثِ مجرمِ الحرب نتنياهو اتفاقَ غزة، عاود الطاغيةُ ترامب خطيئةَ سَلَفِه، في 15 مارس 2025م، مُستأنِفًا العدوانَ الأمريكيَّ على اليمن؛ بهَدفِ متطابِقٍ مع هدف بايدن، وهو الانتصارُ لـ (إسرائيل)، وإجبار اليمنيين على رفع الحصار المفروض على كيان العدوّ.
وفي المجمل، فَــإنَّ العدوانَ الأمريكي في ظل إدارتَينِ متعاقبتَينِ لم يفلحْ في إلحاق الهزيمة باليمن، بل على العكس من ذلك، فقد تحوَّلت البحريةُ الأمريكيةُ وقِطَعُها الحربيةُ في البحار وحاملات الطائرات إلى صيد ثمين للجيش اليمني، الذي لم يتوقفْ عن توجيه الصفعات المتتالية ضدها، وإدخَالها في حالة من الخوف والهلع والإرباك، أطاح بهيمنتها ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم بأسره.
وعلى الرغم من الترويجِ الإعلامي الكبير الذي يقودُه ترامب، مدعيًا أن عمليتَه العسكرية في اليمن حقّقت نجاحاتٍ كبيرةً، فَــإنَّ الوقائعَ الميدانيةَ وتقييمات دوائر أمريكية بما فيها البنتاغون تكذب هذه الادِّعاءات بوضوح.
ولا تزالُ العملياتُ اليمنيةُ مُستمرّة، وبوتيرة أعلى ضد السفن الحربية الأمريكية، بالتوازي مع امتداد الهجمات وتوسُّعها في عُمق كيان العدوّ الإسرائيلي. ومع أن ترامب استهل العدوانَ على اليمن بسُخرية واستهزاء من تعاطي سَلَفِه بايدن، وتحميله مسؤوليةَ الفشل والإخفاق، وإطلاق مجموعة من الأوصاف ضد الرجل العجوز، ومنها أنه “ضعيفٌ” و”مثير للشفقة”، إلا أن ترامب الآن غارقٌ في المستنقع ذاته، وبات ضعيفًا ومثيرًا للشفقة.
وبقراءة لوقائعِ الأرقام، فَــإنَّ ما تعرضت له حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر أكبر بكثير مما حدث في عهد بايدن، ففي عهد بايدن نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات ضد الحاملة هاري ترومان، لكنها تعرضت لحوالي 16 عملية خلال 26 يومًا.
هذا يؤكّـد أن التصعيد الأمريكي لم يحقّق أية نتائج على الأرض، وأن المأزق الذي رافق بايدن في اليمن يرافق الآن ترامب، ومعه وصمة عار على البيت الأبيض والولايات المتحدة الأمريكية. لقد وصل الإخفاق الأمريكي إلى الذروة؛ فالتأديب اليمني لم يقتصر على حاملات الطائرات فحسب، وإنما شمل الطائراتِ بدون طيار، فقد تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إسقاط 4 طائرات من نوع إم كيو 9 خلال أقلَّ من شهرَينِ في عهد ترامب، في حين تم إسقاط 14 طائرة من هذا النوع في عهد الخرف بايدن.
وفي سياق وضع المقارنات بين الإدارتين، يتضحُ أن بايدن اتجه إلى قصف اليمن بوتيرة منخفضة، ومع تحالف وشركاء مثل بريطانيا، لكن ترامب المعتوه يبالغ في التصعيد، ومعه يهدر المليارات في بضعة أسابيع، وهو ما يثير الاستياء والضجيج حتى داخل أمريكا ذاتها. وتتضح كلفة هذا الإنفاق بشكل أكبر عند النظر إلى حجم الغارات، حَيثُ بلغ عدد الغارات في عهد بايدن أكثر من 1200 غارة وقصف بحري خلال عام.
أما في الجولة العدوانية الجديدة بقيادة ترامب، فقد تجاوز عدد الغارات الأمريكية 300 غارة جوية وقصف بحري مباشر، ومثلما اتسع نطاق الغارات كميةً في كلتا العمليتين، اتسع كذلك من حَيثُ الأطراف المشاركة.
ومن المفارقات أَيْـضًا، أن الكيان الصهيوني لجأ في عهد بايدن إلى تنفيذ 5 عمليات جوية ضد اليمن، لكنه في عهد ترامب يعتمد كليًّا على الدور الأمريكي وغاراته المجنونة.
وفي المحصلة، فَــإنَّ التصعيد الأمريكي على اليمن وتعمده استهدافَ المدنيين لن يغيّرَ من حقيقة الهزيمة الأمريكية وخسارتها على أيدي القوات المسلحة اليمنية، وما لجوء العدوّ الأمريكي لاستقدام حاملة الطائرات “يو إس إس كارل فينسون” إلا شاهد من شهود التخبط والتلكؤ الأمريكي في المنطقة، وهو ما يصفُه قادة عسكريون وسياسيون أمريكيون بالمأزِق الحقيقي لأمريكا، والذي يصعُبُ الخروج منه.
بينما تبدّل الولايات المتحدة الأمريكية أسلحتها الاستراتيجية، تؤكّـد القوات المسلحة اليمنية جهوزيتَها العالية في التصدي للتصعيد الأمريكي، في الوقت الذي تواصل فيه عملياتها العسكرية ضد العدوّ الصهيوني، الأمر الذي يعكس المرونة العالية للقوات المسلحة اليمنية وقدرتها الفائقة على المواجهة والمناورة في عدة محاورَ.
ووفقَ خبراء ومحللين عسكريين، فَــإنَّ رهانَ أمريكا على حاملات الطائرات الأمريكية والطائرات المسيرة في عدوانها على اليمن خاسرٌ وغيرُ مُجدٍ، ولن يفضيَ إلى نتيجة، بقدر ما يعزِّزُ الهزيمةَ لأمريكا وسقوط ما تبقى من “هيبتها بنظرِ حلفائها” في المنطقة، وهو ما يجري تأكيدَه مرارًا وتكرارًا على لسانِ العدوِّ نفسِه.
محمد حتروش| المسيرة