محمد مستعد

ترك الصحفي المغربي الكبير عمر سليم الذي غادرنا إلى دار البقاء قبل أيام كتابا بالفرنسية يحمل عنوان: “طنجة – حبيبتي”، وهي سيرة ذاتية روائية كما كان يحلو له تسميتها، نشرت في 2006 . ويمكن اعتبارها بمثابة رسالة حب وعشق كبيرين إلى مدينة طنجة التي عاش فيها الراحل لمدة طويلة. كما أنها تحية حب للحياة ولمهنة الصحافة و”للكلمة الجميلة والمناسبة” le bon mot في اللغة الفرنسية بالأساس.


ولد عمر سليم في الدار البيضاء وهو ينتمي إلى عائلة متوسطة الغنى من أصول يهودية تنحدر من مدينة أبي الجعد التي كان الراحل يحبها كثيرا. وفي السبعينيات من القرن الماضي، سافر عمر سليم إلى باريس لدراسة الأدب بجامعة السوربون الشهيرة وقد اشتغل بعض الوقت في العاصمة الفرنسية في مسرح الهواة. وعندما عاد إلى المغرب، حاول أيضا أن يحترف المسرح في البداية واشتغل مع المسرحي المعروف عبد الكريم برشيد، لكن الصعوبات جعلته يتخلى عن هذا الحلم ويجرب حظه في الصحافة، فكانت بدايته في إذاعة “ميدي 1” التي تأسست في 1980 بفضل شراكة بين فرنسا والمغرب. وهكذا انطلق مساره وبدأت شهرته حيث كان أحد المذيعين المغاربة القلائل في “ميدي 1” ، يتميز بحضوره وبصوته الجهوري وسط كوكبة من الصحفيين الفرنسيين المحترفين.
عن هذه التجربة وخاصة عن علاقته مع الفرنسي بيير كازالطا، مؤسس إذاعة “ميدي 1 “، ثم تلفزة “ميدي 1 تي في”، سيكتب عمر سليم في 2021 ما يلي: “كان لي الحظ لأكون من الأوائل الذين صاحبوا بيير كازالطا في هذه المغامرة. لقد كان كازالطا محترفا كبيرا يعمل على التطبيق الحرفي لشعار معروف عن ونستون تشيرشيل وهو: إن الموهبة هي أن تعرف كيف تختار من يحيط بك ويصاحبك. ولكن العبقرية هي أن تشتغل على الأقل 12 ساعة في اليوم. وقد ساهم كازالطا في تكوين عشرات الصحفيين والمنشطين الإذاعيين المغاربة والفرنسيين”.


في بداية التسعينيات، سيكون عمر سليم أيضا من أوائل مقدمي الأخبار والبرامج بالفرنسية في القناة الثانية التي شكلت آنذاك تحولا كبيرا في المشهد السمعي البصري بالمغرب وشمال إفريقيا. وقد ساهم بقوة في إشعاعها وفي عز شهرتها. كما اشتغل في منابر صحفية مكتوبة متعددة مثل: “البيان” و”لوكوتيديان”، وفي إذاعة “راديو مارس”… وغيرها.
عرفت عمر سليم عن قرب واشتغلت معه في إذاعة ميدي1 ثم في القناة الثانية. وبقينا على اتصال في غالب الأوقات حتى بعد أن فرقت بيننا سبل مهنة الصحافة. وقد تكون شهادتي حوله مجروحة. كان سهل التواصل، ودائم الابتسامة سواء اتفقت أو اختلفت معه. كان ذا شخصية منطلقة وقوية، بحيث كان مسرحيا حتى في أسلوب الكلام والعيش والحياة اليومية .. يملك ثقافة أدبية وصحافية فرنسية قوية سمحت له بأن يكون نجما مشهورا. حاور كبار السياسيين والمثقفين ورجال الفن والرياضة رغم الصعوبات التي عاشها في نهاية مساره الصحفي والتي حدت من طموحاته.
كان عمر سليم شاهدا على العصر، وعلى تاريخنا الراهن في المغرب والخارج. وهو مسار متميز وطويل يجهله الجيل الحالي عموما، ربما لأن ذاكرتنا الصحفية والتاريخية تبقى قصيرة جدا. وقد يكون هو أكثر وأول من كتب بالتفصيل عن هذه المراحل وعن تجربته في القناة الثانية وإذاعة ميدي 1، وعن العلاقة مع فرنسا والفضاء الثقافي الفرنكوفوني في المغرب. حيث كشف عن بعض الجوانب المهمة في هذا المسار والتي تحتاج إلى دراسة وبحث إعلامي متخصص. وهو ما جاء في بعض كتبه مثل: “الخزانة” le placard، كما تناوله بالخصوص في سيرته الذاتية: “طنجة – حبيبتي” التي كنت قد قمت بترجمتها باتفاق مع الراحل قبل حوالي 10 سنوات. وستعمل جريدة “اليوم 24” على نشر مقتطفات من هذا الكتاب – السيرة خلال الأيام القادمة.

 

كلمات دلالية رواية سيرة ذاتية صحفي عمر سليم

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: رواية صحفي عمر سليم

إقرأ أيضاً:

منع مشجعي الوداد البيضاوي من التنقل إلى طنجة لمساندة فريقها

منعت السلطات، مشجعي الوداد الرياضي من التنقل إلى طنجة، لتشجيع فريقها خلال المباراة التي سيواجه فيها أبناء موكوينا، فريق فارس البوغاز، غدا السبت، بداية من الساعة العاشرة ليلا، لحساب الجولة 25 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.

وفي هذا الصدد، قال الوداد الرياضي في بلاغ له، نشره عبر صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، « يود نادي الوداد الرياضي، إبلاغ جماهيره العزيزة بقرار السلطات المختصة، القاضي بمنع تنقل الجماهير إلى مدينة طنجة، لحضور المباراة التي ستجمع الفريق باتحاد طنجة، يوم السبت 15 مارس، ضمن الجولة 25 من البطولة الاحترافية ».

ودأبت السلطات المحلية لمختلف المدن المغربية، على إصدار قرارات تخص منع الجماهير الزائرة من التنقل، تجنبا لوقوع أحداث شغب سواء قبل أو بعد نهاية المباريات، ما يحثم على الفرق لعب معظم مبارياتها بدون مساندة مشجعيها.

ويحتل حاليا الوداد الرياضي المركز الثالث برصيد 42 نقطة، بنفس عدد نقاط الجيش الملكي الوصفي، محققا 11 انتصارا، وتسع تعادلات، مقابل تعرضه لأربعة هزائم، فيما يتواجد اتحاد طنجة في الصف 11 برصيد 30 نقطة، جمعها من سبعة انتصارات، وتسعة تعادلات، مقابل تعرضه لثمان هزائم، علما أنه متساويا في النقاط مع النادي المكناسي المتواجد في الرتبة 12، والاتحاد الرياضي التوركي العاشر.

كلمات دلالية اتحاد طنجة البطولة الاحترافية الوداد الرياضي منع تنقل الجماهير

مقالات مشابهة

  • السلطات تمنع تنقل جمهور الوداد إلى طنجة
  • منع مشجعي الوداد البيضاوي من التنقل إلى طنجة لمساندة فريقها
  • مي سليم تتألق في أحدث ظهور
  • مجلس الحكومة يصادق على توسيع منطقة التصدير الحرة طنجة طيك
  • الحكومة تصادق على توسعة مناطق صناعية بطنجة والقنيطرة
  • اعتقال تجار مسلحين للمخدرات في طنجة
  • المغرب يعتزم تعميم شبكة السكك الحديدية من طنجة إلى الكويرة
  • توثيق سيرة ومسيرة شيخ المُترجمين العُمانيين محمد أمين عبدالله في إصدار فريد
  • إزالة 16 حالة تعدٍ بمركزي أسيوط وساحل سليم
  • خالد سرحان عن تقليد ترندات محمد رمضان: مجبتش سيرة حد وأنا حر .. فيديو