اللبنانيون في رمضان.. الغلاء يكوي الصائمين
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
ساعات تفصلنا عن بدء الشهر الفضيل إلا ان لبنان "لم يصم" عن الغلاء. موجة ارتفاع الأسعار ليست وليدة الأمس، إنها نتيجة تراكمات يواجهها المواطن كل يوم، فلم يعد غريباً على اللبناني القفزة النوعية في أسعار السلع والمواد الغذائية. هو اعتاد أو أقنع نفسه بأن لا بديل لهذه المعاناة. وكأن قدره أن يعيش تحت رحمة تقلب الأسعار واحتكارات وجشع التجار.
يتجول اللبنانيون في الأسواق حيث يقفون عاجزين عن تأمين الكثير من المواد والسلع الأساسية، فبالكاد باتوا قادرين على تأمين الأساسيات في شهر يتميّز بسُفره اليومية المرتكزة على اللحوم والخضار والمواد الغذائية، إلا أن الغلاء الفاحش سيقف “سدّاً” منيعاً أمام صمودهم بحكم الدولار المتفلّت والأسعار التي لا ترحم، واجتياز هذا الشهر الفضيل سيكون بالصبر، بعد أن حرمت الناس من لذّة كانوا ينتظروها من عام إلى آخر.
"ارتفاع الاسعار بات فرضاً واجباً في السوق اللبنانية". ضعف عدد المراقبين في وزارة الاقتصاد ومحدودية فعاليتهم، فضلاً عن جشع التجار دفع بالمشكلة الى الأمام. المنتجات الزراعية موجودة حالياً بكميات كبيرة في الاسواق. في كل شهر رمضاني يدفع المواطن العادي ثمن فاتورة الغلاء. صحن الفتوش لم تعد تقدر عليه كل الفئات ومؤشر الغلاء يرتفع صعوداً كل عام.
"الدولة هي المسؤول الأول عن مشكلة ارتفاع الاسعار"، عجزها عن اتخاذ الاجراءات اللازمة في هذا الملف جعل الأزمة تتفاقم وتتكرر. حيث يتوجب على المؤسسات الرسمية المعنية القيام بإجراءات سريعة لتثبيت الاسعار، واتخاذ تدابير صارمة وحازمة بحق المخالفين، تبدأ بالغرامات المتشددة ولا تنتهي عند حد لردع أصحاب المؤسسات الإحتكارية وذوي النفوس الجشعة والمريضة.
هناك العديد من العناصر التي تبرر ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في لبنان رغم أنها منتجة محلياً، فالتكاليف التشغيلية المتمثلة بالنقل والتوضيب والمبيدات، جميعها أمور ترتبط بالدولار وتنعكس ارتفاعاً في الكلفة الانتاجية بالنسبة للمزارع.
أما الحلويات التي لا بد أن تحضر على الموائد الرمضانية فباتت اليوم شحيحة عند الكثيرين بسبب ارتفاع أسعارها، خصوصا وان أسعار المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الحلويات كالسمن والسكر والمكسرات باتت غالية الثمن بل خيالية والعديد من الزبائن تغيرت أحوالهم، فمن كان يشتري بالكيلو اصبح اليوم يطلب النصف. فضلا عمن يسأل عن البواقي وهي ما يتبقى من حلويات في الصواني المستخدمة لوضع الحلويات.
”التحلاية” بالدولار وأسعارها نار لمن استطاع اليها سبيلاً، فحبّة القطايف بدولار ونصف الدّولار للجبنة والقشطة، وكيلو الكلاّج زنود الست بـ 17 دولاراً وحلاوة الجبن بـ 15 دولاراً وكيلو المفروكة 14 دولاراً.
يتشارك جميع اللبنانيين المشكلات الناتجة عن ارتفاع الاسعار، فهذا يدين لذاك وذاك ينتظر ريثما يتقاضى الاول مرتبه كي يعيد له امواله. والكل يتحدث عن الغلاء قائلا "الدولة مش سئلانة عن الشعب.."، فيما يعرّف الاقتصاديون الغلاء بأنه تضخم الاسعار وارتفاعها ، وله في لبنان اسباب عدة. ويعزو بعض الاقتصاديين ارتفاع الاسعار الى الاحتكار حيث يأتي مستوردون بآلاف السلع الاستهلاكية، والاستيراد محصور فيهم.
ليس البخل ما يغيّر خصوصية عادات رمضان بل الظرف. ولفرط قسوته، يُرغم الكريم على الاقتداء بسلوك البخلاء. "لا نمدُّ السُفر ولا نلبّي العزائم".
كان المسلمون قبل الأزمات التي يعيشونها والتغيير الاجتماعي والاقتصادي الذي حدث في فترة سريعة جدا منتجا معاناة عند كل المواطنين، يحتفلون ماديا بالشهر الكريم، بمعنى أنهم يخرجون زكاة أموالهم، لأنهم يتحينون رمضان رجاء الأجر الأكبر حيث أن الأعمال الطيبة في هذا الشهر يضاعف ثوابها، وأيضا يحضّرون المواد التي يستعملونها لمأدبة الإفطار والسحور، وكذلك يقومون بالتزيين احتفاء وبهجة وسرورا بقدوم رمضان، كما كانت تكثر الاجتماعات التي فيها ذكر الموالد النبوية في البيوت والمساجد.
أزمة غير مسبوقة يواجهها اللبناني، لا تقتصر فقط على الإنهيار المالي والإقتصادي، بل تتفرّع إلى جمودٍ في كافة القطاعات، أزمات صحيّة، تدهور بيئي وغيرها، الأمر الذي يتطلب خطة إصلاح عاجلة في المجالات الأساسيّة على الأقلّ، تُنقذ ما تبقّى من لبنان إذا أمكن. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ارتفاع الاسعار
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن وحدة "شييطت 13" الإسرائيلية التي نفذت عملية الاختطاف في البترون؟.. عاجل
عواصم - الوكالات
أفادت تقارير إعلامية أمس السبت بأن قوة خاصة من الجيش الإسرائيلي قوامها 25 مسلحا من "وحدة شييطت13" نفذت إنزالا بحريا في منطقة البترون شمال لبنان، واختطفت عنصرا في حزب الله.
"وحدة شييطت 13" هي وحدة النخبة التابعة للبحرية الإسرائيلية، وتعد إحدى وحدات المستوى الأول في الجيش الإسرائيلي وواحدة من أهم 3 وحدات خاصة في الجيش.
وشاركت "وحدة شييطت 13" في كل حروب إسرائيل، وحاربت على جميع الجبهات، ونفذت مجموعة واسعة ومتنوعة من المهام الخاصة البحرية والبرية والجوية،
مع بدء الحرب في غزة، تحولت الوحدة إلى ذراع إضافية لفرقة المشاة 162 نظامية إلى جانب مهامها البحرية، وكانت الفرقة الأولى التي اقتحمت مجمع الشفاء الطبي.
تأسست "شييطت 13"، والتي يعني اسمها "الأسطول 13" عام 1949، وفي عام 1979 ترأس عامي أيالون الوحدة فطورها لتصبح في مصاف الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، ومع الوقت أصبحت رأس حربة الجيش الإسرائيلي لا سيما في العمليات البحرية، وأخذت تنفذ مهام شديدة السرية وعالية الخطورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويعد يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، أحد أبرز الوجوه التي خدمت في هذه الوحدة.
ارتبط اسم "وحدة شييطت 13" بعدد من انتهاكات حقوق الإنسان، حيث تم تعليق عملها بصورة مؤقتة عام 2004 بعد شكوى من منظمة حقوقية إسرائيلية، بسبب إطلاق جنودها النار على مدني فلسطيني دون سبب، كما اتهم جنودها باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية في جنين، وقال الجنود أثناء الاستجواب إنهم لم يتلقوا تعليمات تمنع ذلك.
كما ارتبط اسم هذه الوحدة، بحادثة "أسطول الحرية" التركي، الذي كان يهدف لفك الحصار عن قطاع غزة عام 2010، والذي تعرض لهجوم عسكري إسرائيلي خلف 10 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن السبت، أنه "نفذ عملية إنزال بحري في منطقة البترون الساحلية شمال لبنان، والتي تبعد عن الحدود قرابة 140 كلم، واعتقل قياديا في حزب الله".
من جهتها، قالت السلطات في لبنان إن اللبناني الذي اختطفته القوة الإسرائيلية الخاصة من البترون، هو عماد أمهز وهو قبطان بحري لسفن مدنية وتجارية ويتلقى تعليمه في معهد مدني.