رمضان كريم .. حكم التهنئة بها مع دخول الشهر المعظم؟ الإفتاء تحسم الجدل
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
رمضان كريم عبارة شائعة على الألسنة للتهنئة بقدوم شهر رمضان، إلا أنها تواجه بسيل من الأقوال المحرمة تارة والمبدعة أخرى، فما حكم قول رمضان كريم؟، وهل يجوز قولها؟، وماذا يقصد منها؟ أسئلة حائرة وعديدة نجيب عنها في التقرير التالي.
ما حكم عبارة رمضان كريم ؟تستطلع دار الإفتاء مساء اليوم هلال شهر رمضان 2024، وقد اعتاد الناس عقب ثبوت الرؤية قول:" رمضان كريم"، وفي بيان حكمها أوضح الدكتور أحمد محمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فيديو عبر صفحة الدار الرسمية، على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن قول رمضان كريم ليس من الأمور المحرمة، بل إن تبادل التهنئة مع بداية الشهر المبارك من الأمور المستحبة، لما في ذلك من تعظيم لشعائر الله.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «سؤال حكم قول رمضان كريم، إجابته سهلة وهي أن التهاني بقدوم شهر رمضان لا حرج منها، بل هي من الأمور المستحبة، لكونها واحدة من تعظيم شعائر الله، والحرص عليها أمرا محبذا».
كما أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء، في حديثه عن حكم قول رمضان كريم، أنه من الأمور المستحبة ولا حرج فيها، وأشار إلى قول الله تعالى: «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ» (سورة يونس، آية "58").
وأشار أيضا إلى الحديث الوارد عن أَبِي هُرَيْرَةَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ».
وبناء على هذا الحديث، أكد أمين الفتوى، أنه لا حرج من تبادل التهاني وقول رمضان كريم بمناسبة بداية الشهر المبارك.
كما يذهب الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إلى أنه لا مانع شرعا أن يتداول الناس فيما بينهم عبارة «رمضان كريم»، فهي جملة خبرية، ولعل قائلها يقصد بها الدعاء فكأنه يدعو لغيره بأن يكون رمضان شهر كرم وبركة عليه.
وأضاف الجندي في تصريحات سابقة لـ«صدى البلد»، أن القائل لهذه العبارة يمكن أن يقصد بها الإخبار على حقيقته، ويكون معناها الإخبار عما يحصل من تفضل الله تعالى على عباده في هذا الشهر العظيم، وهذا في الأصل لا مانع منه ولا محذور فيه.
وأوضح المفكر الإسلامي، أن الله عز وجل ذكر في القرآن باسم (الكريم) مرتين: «قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ» (النمل:40)، وقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ» (الانفطار:6).
وفسر عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه في الآية الأولى اقترن باسم الله «الغني»، وفي الآية الثانية اقترن باسم الله «الرب»، وفي الآيتين كان الاسم الثاني، فالله سبحانه (غني كريم) وهو سبحانه (رب كريم)، أما الأكرم فقد ورد مرة واحدة في القرآن، كما قال تعالى: «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ» (العلق:3).
وبيّن أن الفرق بين "الكريم" و"الأكرم"، أن الثاني أبلغ، وصيغة مبالغة من "الكريم"، فالكريم يصفح ويعطي دون منّ، وتتعدد عطاياه، والله سبحانه له منتهى الكرم، فهو كريم كرما يليق به سبحانه وتعالى، و"الأكرم" هو المنفرد بكل أنواع الكرم، فلا كريم مثله عز وجل، كما هو أرحم الراحمين، هو أكرم الأكرمين، بل لا "أكرم" إله هو سبحانه كأنه جعل اسم "الأكرم" حصرا على الله عز وجله لفظا ومعنى، أما "الكريم" فقد يسمى ويوصف به غير الله بطريقة تناسب المخلوقين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان كريم شهر رمضان شهر رمضان 2024 هلال شهر رمضان دار الإفتاء رمضان غرة شهر رمضان أمین الفتوى شهر رمضان من الأمور
إقرأ أيضاً:
هل استخدام بخاخة الربو يفسد الصيام؟.. أمين الفتوى يجيب
أكد الشيخ عبد الرحمن أنور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام لا يفسده، موضحًا أن المرضى الذين يعانون من مشكلات في التنفس يحتاجون إلى استخدامها بشكل ضروري لاستمرار حياتهم، حيث إنها تساعد في توسيع الشعب الهوائية وتسهيل عملية التنفس.
وأضافت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الصيام لا يتأثر باستخدام البخاخة، حتى لو شعر الصائم بطعمها في الحلق، مستشهدًا برأي الأطباء الذين أكدوا أن البخاخة لا تصل إلى الجوف وإنما تذهب مباشرة إلى الجهاز التنفسي، وبالتالي لا تعد من المفطرات.
حكم صلاة العشاء خلف جماعة التراويح.. دار الإفتاء توضح
هل يجب على الفقير إخراج زكاة الفطر.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي
هل الصيام صحيح حتى لو لم يشعر الصائم بلذّة العبادة؟.. الإفتاء تجيب
هل أحمر الشفاه في نهار رمضان يبطل الصيام؟.. الإفتاء: احذرنه بهذه الحالة
وأشار أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، إلى أن الشريعة الإسلامية تقوم على التيسير ورفع الحرج، لقوله تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ (الحج: 78)، ولذلك يجوز للمريض استخدام بخاخة الربو في نهار رمضان عند الحاجة، وصيامه يبقى صحيحًا ولا يلزمه القضاء.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإسلام دين يراعي أحوال المكلفين، مشيرًا إلى أن المرض عذر شرعي يبيح بعض الرخص، ولكن إذا استطاع الصائم الاستغناء عن البخاخة دون ضرر، فالأولى تجنبها احتياطًا للصيام.
أمراض تبيح الفطروكانت دار الإفتاء، بيّنت الإجابة عن سؤال ورد إليها عن نوعية الأمراض التي يجوز عدم الصيام في حالة الإصابة بها، حيث يقول السائل: "ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟".
وأوضحت دار الإفتاء أن المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء.
وأشارت دار الإفتاء في فتواها، إلى أنه في هذه الحالة يجب على المريض أن يفطر إذا تحقق من الضرر؛ حفاظًا على نفسه من الهلاك.