المجاعة تدق الأبواب
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
صلاح جلال
الزملاء والأصدقاء فى منبر زملاء الهند الوطنيين التحية لكم جميعاً لدعوتى للمشاركة فى هذا المنبر الحيوى والجاد لكوكبة من العقول المستنيرة الوطنية التى ترفض الحرب وتعمل على وقفها ، وأشكر لكم جمعى وصديق درب النضال الطويل الأستاذ ياسر عرمان ، لقد خصصت هذا العمود اليوم لمخاطبتكم لإستنهاض همتكم لنعمل سويا فى التعبئة والحشد والإستنفار الحميد ، من أجل وقف هذه الحرب اللعينة التى أزهقت أرواح الألوف ودمرت البنيات التحتية ونهبت ممتلكات المواطنين وأستباحت أعراضهم ، لايجب علينا إستغلال آثار الحرب على الأحياء والأشياء من إجل التحشيد لمزيد من الحرب ، بل يجب توظيفها لقفل المصنع الذى ينتج الإنتهاكات ،و بحشد كل الناس فى صف وقف الحرب وتحقيق السلام المتفاوض عليه ، للخروج من مستنقع حرب لا رابح فيها مهما تطاولت أيامها وشهورها وسنواتها لابد أن تنتهى على طاولة مفاوضات هذه سُنة الحياة وتجارب التاريخ.
الزملا الأعزاء البلاد مقبلة على مجاعة حقيقية كل مؤشراتها تقول أنها مجاعة مدمرة غير مسبوقة لاتشبة آخر مجاعة ونقص حاد فى الطعام كالتي حدثت فى العام ١٩٨٣م ولكن من الممكن أن تحمل ملامح مجاعة سنة ستة التى أكل فيها بعض الناس جثامين الموتى ، ولم تسلم القطط والكلاب وتتبع الفقراء بيوت النمل للحصول على مخزون من طعامها هذه المجاعة القادمة تهديد جدى لوجود شعب السودان على قيد الحياة ، كلام جد ليست تهويل وخطر حقيقى لايحتمل الإستخفاف أو التأجيل ، لايمكن أن نكون واقفين دون تحرك مدنى كبير لمواجهة السبب الذى قادنا للمجاعة وهى الحرب الراهنة وتحلل الدولة .
لابد لنا لمواجهة هذا المنعطف الحاد من عمل مدنى جاد للضغط على طرفى الحرب اليوم قبل الغد لإيقاف هذه المهزلة فوراً ، بالإصطفاف المدنى فى كل المناطق الممكنة والآمنة للمناداة بوقف الحرب ، لابد من المظاهرات الحاشدة أمام السفارات بالخارج فى كل دول العالم من الجاليات السودانية للمطالبة بالوقف الفورى للحرب ، لابد من العمل المنظم فى الخارج لتعبئة أكبر حركة تضامن مع شعبنا لمواجهة مخاطر هذه المجاعة وسط الشعوب الصديقة والمحبة للخير والسلام ، خيارنا كمدنيين هو التنظيم والحركة بالداخل والخارج ، الصمت ليس خيار وهو الدفع نحو الهاوية ، الأمور وصلت حد إنقاذ حياة الملايين أو الموت ، الحياة أصبحت مستحيلة ، تقرير مساعد الأمين للأمم المتحدة للشئون الإنسانية يحمل مؤشرات مرعبة تقول ٩٥% من عدد السكان متأثرين بنقص الغذاء و حوالى ٢٥ مليون نسمة لايملكون وجبة يومية بانتظام ، منهم الآن ٥ مليون فى حالة جوع لدرجة الموت بينهم أكثر من ٣ مليون طفل ، قضايا أساسية بدأت تسقط من سلم الأولويات المشافى والعلاج والأدوية المنقذة للحياة أصبحت معدومة ، و إنقطاع ١٩ مليون طفل عن التعليم أصبحت حقيقة كعاهة مستديمة تصادر بها الحرب العبثية الحاضر والمستقبل.
مواقع الهشاشة السابقة حيث فقراء هامش المدن والأطفال فى معسكرات النزوح يموتون يومياً بالعشرات ، المواطن المغلوب يدفع الآن فواتير الحرب موت مجانى فى معسكرات اللجؤ والنزوح مشهد مفزع يفوق تصورات كافكا للرعب لايحتمل السكوت أو الإبطاء .
بينما الفريق البرهان وقيادات الحرب من كبار الجنرالات والقادة وأسرهم مازالت ضرورياتهم مؤمنة مع بعض الرفاهية
وقيادات الدعم السريع كذلك ، الجمرة بتحرق الواطيها وهو المواطن العادى صاحب المصلحة الحقيقية فى وقف الحرب يجب أن تتحزم القوة المدنية للنضال وتستعد لدفع ثمن مقاومتها للحرب مهما كانت التكلفة والمخاطر من أجل أن تكون صوت من لاصوت لهم ، ويفرض عليهم الموت بلا ضوضاء وإزعاج لقادة الحرب ولورداتها من كبار الجنرالات ، ومن خلفهم بعض المترفين أغنياء كل العصور الذين ينادون على الفقراء لحمل السلاح وأسرهم فى تركيا وماليزيا وقطر والقاهرة وأطفالهم فى المدارس والمشافى الخاصة جاهزة لإستقبالهم فى أى طوارئ صحية .
ختامة
الزملاء،والزميلات يجب علينا الآن النهوض والإستنفار فى الداخل والخارج لإنقاذ الشعب الفضل من براثن الحرب العبثية، لنشمر سواعد الجد للنضال المُر من أجل وقف هذه الحرب وحمل أطرافها غير المسئولة لمائدة التفاوض فوراً بلا إبطاء لوقف العدائيات بأعجل ما تيسر ، والعمل على تأمين وصول الطعام والدواء للمحتاجين فورا ، وتأمين إعادة التلاميذ للتعليم وإعادة المؤسسات الصحية للعمل ، ومن ثم الشروع فى عملية سياسية تعالج قضايا العودة للحكم المدنى الديمقراطى الذى تقوده القوى المدنية ، ويجبر طرفى الحرب القوات المسلحة والدعم السريع الخروج من المشهد السياسى والعودة للثكنات لإكمال متطلبات الترتيبات الأمنية ، لتأسيس قوات مسلحة موحدة ومهنية قومية التكوين من القمة للقاعدة ، لتبدأ بلادنا سطر جديد فى مسار التقدم والإستقرار والإزدهار، لن يحدث كل ذلك دون تنظيم حركة جماهيرية مدنية واسعة فى الداخل والخارج تقود النضال لإجبار المتنطعين من جنرالات الحرب وجرهم لطاولات التفاوض لتحقيق وقف القتال ، وهو مطلب الشعب
لقد قال الخليفة العادل عمر ابن الخطاب لاخير فى أمر جلل أبرم من غير شورى ، لقد وجدنا أنفسنا فى حرب لم نستشار فى إشعالها وليست خيارنا، يجب أن تقف فوراً نقطة سطر جديد.
الوسومصلاح جلالالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صلاح جلال
إقرأ أيضاً:
مقربون من ترامب ينصحون زيلينسكي بالفرار إلى فرنسا فوراً
يفتقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المؤيدين داخل الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تدهور علاقتهما بشكل يهدد مكانة كييف في محادثات السلام مع روسيا.
وكشف مصدر مطلع على المناقشات داخل البيت الأبيض بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية، إن الخلافات بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي لا تشكل مفاجأة، فالإدارة الأمريكية تدرك منذ أشهر ضرورة إجراء انتخابات رئاسية جديدة في أوكرانيا، وسط انتشار واسع لمناهضة زيلينسكي داخل الجناح الغربي في البيت الأبيض.
وأوضح المصدر بحسب صحيفة "نيويورك بوست" أن أفضل حل لزيلينسكي والعالم هي أن يغادر إلى فرنسا على الفور".
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة "مثل البابا، أنا لست من المعجبين بقرار حظر الكنائس"، في إشارة إلى قانون أصدره زيلينسكي في أغسطس (أب) الماضي، حظر بموجبه عمل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية موسكو.
كما ذكر مسؤولون أن الحزب الجمهوري "منقسم بشدة بشأن أوكرانيا"، وهناك "أشخاص داخل البيت الأبيض لديهم رؤية تقليدية حول زيلينسكي"، دون تقديم أمثلة محددة.
وفي الوقت نفسه، انضم مستشار الأمن القومي مايك والتز إلى صف ترامب في انتقاد زيلينسكي، مع الامتناع عن توجيه انتقادات مماثلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال والتز في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الخميس إن "الرئيس ترامب محبط للغاية من زيلينسكي"، ملمحاً إلى تباطؤ محتمل في إمدادات الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.
ضغط لإجراء انتخابات أوكرانية مبكرةقال محلل سياسي أوكراني، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي تظهر أنه يريد انتخابات أوكرانية في أسرع وقت ممكن واستبدال زيلينسكي بشخص أكثر مرونة"، لكن لا يوجد مرشح واضح قد يفضله ترامب، رغم دعواته المتكررة لإجراء الانتخابات.
وكان من المفترض أن تجري أوكرانيا انتخابات رئاسية العام الماضي، لكن تم تأجيلها بسبب الأحكام العرفية التي فرضها زيلينسكي منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، والتي تمنع بموجب الدستور الأوكراني إجراء الانتخابات خلال فترة الطوارئ.
Trump allies say Zelensky should leave for France — NYP
Washington insiders are pushing the de facto president to leave Kiev, with one source calling it the ‘best case’ for him, as tensions rise between Trump and the US leader, even recently labeling Zelensky a ‘dictator.’ pic.twitter.com/Q1sWMlq0O9
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا العام الماضي، ولكن تم تأجيلها بسبب حالة الأحكام العرفية التي أعلنها زيلينسكي في 24 فبراير(شباط) 2022، ردًا على الحرب، وفقاً لدستور البلاد، لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل الأحكام العرفية.