يمن مونيتور/ إفتخار عبده

كانت الأسواق اليمنية قبيل رمضان تحظى بإقبال كبير من البشر، الذين ينهالون عليها بكل شغف وحب لشراء كل ما لذ وطاب من المواد الغذائية والتمور ومن الأواني المنزلية والمفروشات استعدادًا لشهر رمضان المبارك.

وتشهد الأسواق اليمنية- اليوم- تكدسًا كبيرًا في البضائع التي صرف الناس النظر عنها نتيجة ارتفاع أسعارها وخلو أيديهم من العملة المحلية التي باتت تتهاوى قيمتها للوراء نتيجة الأحداث المأساوية التي تشهدها البلاد.

أصحاب محالٍّ تجارية يرون أن التجارة- بهذا الموسم- لم تعد مربحة كما كانت في السابق ومواطنون يشكون من الأسعار المرتفعة التي جعلتهم عاجزين عن توفير المتطلبات الأساسية الرمضانية، وأناس آخرون يدخلون الأسواق ويخرجون منها دون شراء، يكتفون بالسؤال ثم المغادرة، بحسب بعض التجار.

بهذا الشأن يقول محفوظ سعيد (صاحب محل مفروشات في شارع جمال وسط مدينة تعز)” كأي عام نستعد نحن التجار لاستقبال شهر رمضان بإنزال البضائع الجديدة والمتطورة بحثًا عن رضا المواطن وتحقيقًا لرغباته في الشراء، ومعروف أن شهر رمضان هو شهر مميز لدى المسلمين يستعدون لاستقباله بكل سعادة وسرور”.

وأضاف سعيد لـ” يمن مونيتور” هذا العام نرى أنه لم يعد الاهتمام بالكماليات موجودًا لدى الكثير من المواطنين بسبب قلة الإمكانات لديهم وكذلك انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية؛ هذا الأمر جعل المواطن يسعى فقط من أجل توفير القوت الضروري الذي قد يحصل عليه أو لا يحصل عليه في الكثير من الأوقات”.

وأردف” هذا العام أنزلنا بضاعة جديدة استعدادًا لبيعها قبيل رمضان؛ لكن نسبة الإقبال علينا كانت ضعيفة جدا وهذا ما دفعنا لعمل تخفيضات ما كنا نعملها من قبل إلا أنه وعلى الرغم من ذلك ما تزال نسبة الإقبال ضعيفة للغاية والسبب يعود إلى أن المواطنين ما عدوا ينظرون للكماليات على الإطلاق؛ فهم حتى القوت الضروري أصبحوا يأخذونه بأقساط قليلة”.

ازدحامٌ وهمي

وأشار إلى أن” الازدحام الحاصل في الأسواق اليوم هو ازدحام وهمي فالناس الموجودين بالأسواق بكثرة لا يشترون الكثير من البضائع؛ بل إن أغلبهم يكتفي فقط بالسؤال عن الأسعار  ثم يغادر المحل ليدخل غيره ويسأل ويطوف في المحل ويخرج، وقلة هم ميسورو الحال الذين يقومون بالشراء”.

وواصل” كان البيع في السابق مربحًا لنا إذ كنا نشهد نسبة إقبال كبيرة علينا  ونحن نبيع بأسعار تناسبنا، واليوم ونحن نبيع بأسعار لا نربح من بعدها إلا القليل، ومع هذا لا نجد قبولًا مجتمعيًا كبيرًا علينا لكنا مستمرون بهذا لأننا لا نريد أن نبقى عاطلين عن العمل”.

واختتم” نأمل كثيرًا أن تتحسن أوضاع البلاد وأن تفتح الأعمال أبوابها لأرباب الأسر حتى يتمكنوا من العيش بهناء وهذا سيعود بالرخاء والسعادة  على الجميع”.

في السياق ذاته يقول محمد صالح ( 45 عامًا ) أحد ساكني مدينة تعز المحاصرة” لم نعد نستقبل رمضان كما كنا في السابق، فقد كنا  نعمل على شراء الكثير من الأمور الضرورية وغير الضروية، كنا نعمل على تغيير في أثاث المنزل أو على الأقل نعمل على  شراء أواني المطبخ الرمضاني التي  تميز السفرة الرمضانية عن غيرها بالإضافة إلى شراء كل ما يحتاجه المطبخ الرمضاني”.

سعيد الحظ من يشتري الأشياء الأكثر ضرورة

وأضاف صالح لـ” يمن مونيتور” اليوم سعيد الحظ منا من استطاع أن يشتري الأشياء الضرورية من دقيق وزيت  وأرز وسكر وقليل من التمر، قد لا تكفي لأسبوع واحد من هذا الشهر، لقد صرف الكثير من الناس نظرهم عن الكماليات؛ بل باتوا يصفون من يشتريها بالإنسان المسرف الذي لا يقدر الواقع الذي هو فيه”.

وتابع” خروجنا للأسواق يكون للضرورة  نأخذ بقدر ما نستطيع ثم نعود، لم تعد تلك الرغبة في الشراء موجودة لدى الكثير منا؛ لأن المادة وهي الحافز لم تعد موجودة وإن وجدت فهي غير كافية”.

وواصل” كلما ودعنا رمضان نخبر أنفسها عبثًا أن رمضان المقبل سيكون أفضل من هذا؛ لكنا نتفاجأ بحياة أكثر قسوة من السابقة فالحمد لله على كل حال”.

من جهته يقول صدام المقطري( عامل في محل بهارات في المركزي وسط مدينة تعز)” لم تعد نسبة الإقبال علينا كما كانت قبل سنوات الحرب، فقد كانت كبيرة وكان صاحب المحل  يضطر في شهر شعبان أن يضيف عددًا آخرًا من العمال إلى جانبنا لنتمكن من تلبية رغبات الزبائن  الذين يقبلون علينا بكثرة ويطلبون أشياء كثيرة ومتنوعة”.

وأضاف المقطري لـ” يمن مونيتور” هذا العام مُلئ المحل بالبضاعة متعددة الأصناف لكن الإقبال عليها من قبل المواطنين قليل جدا مقارنة بالأعوام السابقة،   حتى أننا اكتفينا فقط بعاملين،  أنا وزميلي؛ لأن الناس تأتي اليوم  وتأخذ كميات قليلة تناسب ما تمتلك من مال”.

وأردف” ارتفعت الأسعار بشكل أقلق الجميع وجعل الناس يشعرون بالملل من كل شيء، حتى الخروج للأسواق أصبح مصدر قلق لهم لأنهم كلما دخلوا السوق وجدوا عجب العجاب من الارتفاع الكبير في أسعار البضائع”.

وتابع” الأمر أصبح مقلقًا للتجار قبل المواطنين، التجار الذين استعدوا لاستقبال شهر رمضان بتكديس الكثير من البضائع في محلاتهم فانصدموا بعزوف المواطنين عنها وهذا الأمر بلا شك يرجع للحالة المادية التي يعاني منها المواطن في ظل انهيار سعر العملة المحلية وانعدام فرص العمل”.

وواصل” نتمنى أن تعود الأوضاع كما كانت قبل الحرب وأن يعيش المواطن بسعادة بعيدًا عن الهم والقلق”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأسواق اليمن رمضان یمن مونیتور شهر رمضان الکثیر من لم تعد

إقرأ أيضاً:

انعكاسات الوضع الاقتصادي على حياة اليمنيين في شهر رمضان.. أسر كريمة تبحث عن مساعدة وموظفين يتوسلون مد يد العون..

أسر كريمة باتت أسيرة الفقر والحرمان وبيوت كانت عامرة بالبهجة والحياة غرقت في مستنقع الغلاء وانعدام فرص البقاء، وقرى ومدن بأكملها باتت مثقلة بهموم العيش وأسباب الحياة, والجيمع يدرك أن هذه الأوضاع صناعة حوثية لمشروع قائم على إشاعة الفقر والتجويع في المجتمعات.

في اليمن ومع قدوم شهر رمضان نجد هموم الناس تتسع وأحلاهم تحاصر وذكرياتهم تنغص, سنحاول في هذا التقرير الذي أعده موقع مأرب برس أن يقدم صورة عن الوضع الحالي للأسرة اليمنية وكيف انقلبت كل تقاليدها وعادتها في رمضان بسبب كابوس الغلاء وسوء الوضع الاقتصادي على معيشتهم وحياتهم.

رمضان في يمن حزين

في كل عام يهل فيه الشهر الفضيل رمضان على اليمنيين فترى الابتسامة عامرة على وجوه الغالبية العظمى من أبناء اليمن, والفرحة تجتاح الأطفال والنساء والرجال على حد سواء , فهو شهر تعيش فيه الاسرة اليمنية أيام من الهناء والسعادة, لكن هذا العام فوقعه ثقيل على قلوب وأفئدة العامة من اليمنيين خاصة أولياء الأمور" أباء وأمهات".

اليمنيون يعرفون جيدا ماذا يعني رمضان عند الأطفال كعادات وعند ا لكبار كعرف اجتماعي " أنه الشهر الذي يطلقون عليه دائما شهر الخير " لكن شهر رمضان لهذا العام – 1446- فهو شهر سيكون صعبا عند الغالبية العظمى منهم, لكنه وحدهم في سلوك " روحاني " وهو أنهم جميعا يرفعون أكفهم كل يوم ويدعون بالدعوة المشهورة عند العامة من أبناء اليمن" اللهم أنتقم من الحوثيين" فهم السبب وراء كل بلية لحقت بهم.

اقتصاد منهار ومواطن مطحون:

تسبب الحوثيون في تدمير ممنهج للاقتصاد اليمني، وارسوا أساليب التجويع بأبشع صورها رغبة في تحقيق أهدافهم التوسعية والقمعية للمجتمع, غير عابئين بأي تداعيات تطال المواطنين مهما كانت كلفتها.

الاقتصاد اليمني في التقارير الدولية:

كشف تقرير أممي قبل أيام إن الريال اليمني واصل تراجعه في مناطق الحكومة، حيث فقد 26% من قيمته خلال عام 2024، و71% من قيمته أمام الدولار خلال السنوات الخمس الماضية، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الوقود وزيادة تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء بنسبة 21% بين يناير وديسمبر 2024.

وأفاد التقرير بأن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن لا تزال عند مستويات مقلقة، حيث لم تتمكن 64% من الأسر من تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية وسط تدهور الاقتصاد وتوقف المساعدات الإنسانية.

ووفقاً للتقرير الذي أصدره برنامج الأغذية، فإن معدلات استهلاك الغذاء غير الكافي كانت أعلى في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً (IRG) بنسبة 67%، مقارنة بمناطق سلطة الأمر الواقع الحوثية التي سجلت 63%.

ويعود هذا السبب حسب مراقبين محليين أن الغالبية العظمة من النازحين في مناطق الشرعية فقدوا مصادر دخلهم من أراضي زراعية أو فرص عمل كانت تدر عليهم مكاسب دخل حسنت مستوى وضعهم المعيشي، لكن بعد النزوح تأثرت مصالحهم, وبات الغالبية منهم ينتظرون للمساعدات الإنسانية بفارغ الصبر.

سياسات التجويع والحرمان الحوثي ضد اليمنيين:

تسبب الحظر الحوثي المفروض على واردات دقيق القمح عبر ميناء الحديدة في أوائل 2025 في ارتفاع كبير في الأسعار في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وهو القرار الذي لقى أستغرابا واسعا في صفوف اليمنيين.

مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء كشفت لموقع مأرب برس أن السبب الذي دعا المليشيات الحوثية إلى اتخاذ قرارا منع الاستيراد يعود لرغبة فتح سوق سوداء للحبوب في اليمن، عقب نجاح الحوثيين في تحصيل عدة مئات من الاطنان من زراعة البر في محافظتي الجوف وذمار خلال موسم العام الماضي يسعى الحوثيون إل بيع تلك الكميات بأسعار أغلى من القمح المستور، تحت عدة مبررات الأولى أنه منتج بلدي وثانيا أن السوق ستكون تحت سيطرتهم ولا يوجد للعرض الا الكميات التي سوف يقومون بتسويقها.

هذا السياسات الحوثية تسببت في إدخال الاسرة اليمنية إلى مرحلة حرجة في التعاطي مع الغذاء حيث تؤكد التقارير الدولية أن جميع المحافظات اليمنية تجاوزت عتبة "الارتفاع الشديد" في استهلاك الغذاء الضعيف (≥20%)، باستثناء أمانة العاصمة صنعاء" غالبية سكانها من القيادات الحوثية والمناصرين لهم من عموم الجمهورية وفي مقدمة المحافظات التي غيرت مناطق سكناها الأصلي هم أبناء محافظة صعدة مسقط رأس عبد الملك الحوثي حيث انتقلت عشرات الالاف من الاسر للعيش في فيها.

وأشارت التقارير الدولية إلى أنه مع تصاعد الأزمة، لجأت 52% من الأسر في مناطق الحوثيين و44% في مناطق الحكومة إلى استراتيجيات مواجهة قاسية، مثل تقليل حجم الوجبات (72%) واستهلاك أطعمة أقل تفضيلًا (66%)، كما برزت ظواهر مثل التسول وبيع الممتلكات لمواجهة الاحتياجات الأساسية.

تداعيات الوضع الاقتصادي على الاسرة اليمنية

غياب تنوعات المائدة الرمضانية في اليمن

يمتاز شهر رمضان في اليمن بتنوع المائدة الرمضانية بتنوع العديد من الاكلات فهناك الفطور" ما يقدم عند الإفطار وله أكلاته" وهناك العشاء وهم ما يقدم بعد صلاة المغرب وله " أكلاته " وهناك السحور وله أكلاته".

الشفوت أكلة الفقراء والاغنياء في اليمن تنقرض

يعد الشفوت صنف رئيسي للإفطار علي موائد اليمنيين وهي مكونة من قمح الذرة واللبن إضافة إلى بعض البهارات والتوابل التي تضاف عليها، لكن يبدو ان هذا العام لن يتمكن غالبية اليمنيين من توفير هذه الوجبة التي كانت تعد في الماضي من أرخص الاكلات لرخصها وسهولة صناعتها في المنازل لكن بسبب الغلاء الفاحش في أسعار اللبن والزبادي الذي وصل سعر العلبة الصغيرة إلى500 ـ ريال وأقل بيت يحتاج من علبتين إلى أربع وهو ما يعني كلفة مالية لن تسطيع غالبية الاسر اليمنية توفيرها.

العصيد ملكة الوجبات اليمنية:

تقول ام محمد وهي أحد النازحات في مناطق الشرعية لا أعرف كيف يكون رمضان القادم وكيف سيكون حالنا أمام الغلاء القاتل في أسعار كل المنتجات التي لها علاقة برمضان، وتضيف وهي متحسره كنا في السنوات الماضية نعوض لحوم الغنم والبقر بلحم الدجاج الذب بات اليوم أسعاره في مصاف الجنون حيث يصل سعر الدجاجة إلى خمسة عشر الف ريال وإلى عشرين الف لأسعار كيلو اللحم العجل او الغنمي.

وتضيف أم محمد لا أعرف كيف سيكون رمضان بدون وجبة العصيد " التي تعتمد على مرق اللحم" وكيف سيكون رمضان بدون شفوت وترفع يديها للسماء وتقول " اللهم أنتقم من الحوثيين يا رب".

كانت ام محمد تتحدث عن أسياسيات وضروريات المائدة الرمضانية في اليمن , ولم تتحدث عن الحلويات أو العصائر او الفواكه التي كانت ترافق المائدة الرمضانية , كون كل تلك الأصناف باتت في حساب المستحيل لغالبية المواطنين نظرا لغلائها الكبير.

مستحيلات باتت أمرا واقعا:

يقول سالم عوض أحد المواطنين في مديرية بني الحارث – شمال العاصمة صنعاء- متحدثا لموقع مأرب برس "لم نكن نتصور انه سيأتي علينا يوم نجتمع أكثر من شخص في شراء حبة دجاج وقد حصل هذا خلال الأعوام الماضية لكننا لم نكن نتصور ان يأتي اليوم فلا نستطيع حتى شراء نصف دجاجة أو حتى ربعها بشكل يومي.

وحول أسباب ذلك يقول سالم عوض وهو مواطن يعتمد على الاجر اليومي ويعمل في حقول القات " مبزغا" أي يقطف عيدان القات , لم أعد استطع ان أجد فرصة عمل هذه الأيام بسبب الشتاء فمعظم مزارع القات أصيبت بالصقيع وقلة المنتوج وهذا أمر أثر بشكل كبير على الايدي العاملة التي تعتد على الاجر اليومي.

استعدادت رمضان:

عبدالله سالم مدرس يعمل في أحد المدارس الحكومية بمحافظة مأرب ويتقاضى راتبا شهريا أقل من 150 ألف أي ما يعادل أقل من 60 دولارا يتحدث لمأرب برس عن استعادته لشهر رمضان يصمت واستغراب للسؤال ويعلق ساخرا أي استعداد كنا في الماضي نستعد بالفرحة والسرور لهذا الشهر ونخرج مع الاهل والأولاد لشراء حاجيات رمضان حتى وان كانت بكميات قليله لكن اليوم، فراتبي لا يكفي لشراء كيس قمح وكيس سكر وعلبتي زيت ,وحول كيفية الوضع معه في رمضان يرد بهدوء وثقة سوف يفرجها الله .

دكاكين وبقالات بلا زبائن:

صالح بهران شاب في أؤخر الثلاثينيات من العمر لديه بقالة صغيرة يعتبرها مصدر رزقة سأله محرر مأرب برس عن استعادته لشهر رمضان وتوقعاته عن الحركة الشرائية من الجيران , فرد ضاحكا كبيرة كلمة الحركة الشرائية , نحن نواصل بصعوبة وكل يوم نجد أمامنا ما يخيفنا, لم يعد يستطع الكثير من المواطنين شراء الضروريات للحياة فما بالك بالكماليات , البضاعة التي كنت ابيعها خلال يوم قبل أربع سنوات الان تباع خلال أكثر من أسبوع وبعض السلع تقعد للأسابيع وشهور.

وضع الناس مأساوي ولم يعد لديهم القدرة على شراء كل ما يحتاجون له حتى نحن بتنا مهددون بالإفلاس أمام غلاء الايجار والوضع المعيشي.

الهروب نحو المساعدات:

يقول سليم الصلوي أحد الشباب العاملين في المجال الاجتماعي في أحد الاحياء متحدثا لموقع مأرب برس" لقد أصبح الوضع مخيفا بكل ما تعنية الكلمة من معنى , لي خمس سنوات أعمل في العمل الاجتماعي , وفي كل عام يدنو شهر رمضان نبدأ بتجهيز قوائم المحتاجين للدعم من الفقراء والمساكين , فنحن نمثل حلقة وصل بين رجال الخير والإحسان وبين المحتاجين , لكن هذا الشهر بات مفزعا ويكشف حقيقة أوضاع الناس المتدهورة , ويضيف الصلوي متحدثا لقد تلقيت رسائل قبل خمسة أشهر كلها تقول لي " لا تنس أخوك في رمضان " بمعنى إدراج اسمه في كشوفات من سيشملهم بعض الدعم الغذائي مع العلم انه يتم شراء السلع من أموال الزكاة والصدقات التي تصلنا من المحسنين.

هذا العام غالية من أعرفهم في الحي من الأسر تطالب بأن يشملهم الدعم الغذائي والمعونات والصدقات، ناهيك عن عشرات الزيارات التي جاءت إلى بيتي من النساء، بعضهن أعرف أن اسرهن كانت أسر ميسوره ومستوره لكنها اليوم تتوسل الدعم والمساعدة.

اليمنيون باتوا يدركون جيدا أن سياسات الفقر والتجويع تعد ركيزة أساسية يعتمد عليها المشروع الحوثي في اليمن لتميكن ذاته لتحويل المجتمع إلى قطيع من الجوعى الذين لا يردون له طلبا ولا أمرا, فعمد إلى سياسات الافقار والتجويع لتركيع المجتمع, وباتوا يدركون أنه السبب الأول في محاربتهم في أرزاقهم وفي لقمة عيشهم , ما زادهم يقينا بحتمية وضرورة اقتلاع المشروع الحوثي من اليمن حتى تعود البسمة لليمن السعيد أرضا وإنسانا, وحتى يعود رمضان وكل الأشهر إلى وضعها الطبيعي مطعما بالحياة والخير والبركات.

     

مقالات مشابهة

  • بيئة صلاح الدين ترصد نفايات طبية مكدسة خلف مستشفى تكريت
  • كاريكاتيرات عن وضع اليمنيين المعيشي ومعاناتهم مع حلول شهر رمضان
  • هل تعاني من العطش في نهار رمضان؟: إليك 5 طرق مذهلة للتغلب عليه
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • ميناء دمياط يستقبل 9 سفن بضائع في 24 ساعة
  • انعكاسات الوضع الاقتصادي على حياة اليمنيين في شهر رمضان.. أسر كريمة تبحث عن مساعدة وموظفين يتوسلون مد يد العون..
  • الصدر: الدراما العراقية تكاد تكون هابطة وفيها من الكذب الكثير
  • رئيس برلمانية حماة وطن: مصر تعاني محدودية دعم الصادرات منذ سنوات
  • رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!