تقرير أممي : اليمن يواجه هذا الأمر على كافة المستويات
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
أكد تقرير أممي حديث أن اليمن يواجه عاماً سيئاً على المستويات كافة، ونبّه إلى أن التطورات المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تنذر بمخاطر جديدة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بأن الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة قبل نحو عامين، ولا يزال مفعولها قائماً حتى اليوم، أدت إلى انخفاض الأعمال العدائية وبالتالي انخفاض عدد الضحايا في صفوف المدنيين، وتحسّنت معدلات وفيات الأطفال بعد سنوات من استمرار المساعدات الإنسانية.
لكن المكتب الأممي نبّه إلى أن التطورات الإقليمية الحالية من شأنها أن تدخل اليمن في مخاطر جديدة. وقال إنه، وبشكل عام، لا يزال الوضع سيئاً؛ بسبب التدهور الحاد في الظروف الاقتصادية على نطاق واسع، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، وانهيار الخدمات الأساسية، وهي المحركات الحاسمة لنقاط الضعف والاحتياجات في جميع أنحاء البلاد.
ووفق ما أورده التقرير، هناك 17.6 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي، ونحو نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم الشديد. إلى جانب 4.5 مليون شخص من النازحين، وعديد من هؤلاء قد نزحوا مرات متعددة خلال سنوات عدة.
وبحسب خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، يحتاج 18.2 مليون شخص للمساعدة، في حين أن نسبة التمويل خلال العام الماضي لم تزد على 40 في المائة، ومع ذلك أظهرت وكالات الإغاثة قدرتها على مواجهة النقص وتقديم المساعدة المنقذة للحياة والخدمات، حيث قدمت المنظمات مساعدات بمتوسط 8.3 مليون شخص، كل شهر.
الغذاء والصحة
مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، أكد وصول الدعم على شكل مواد غذائية، وفي الرعاية الصحية، والمياه، والصرف الصحي، والتعليم، والنقد، والمأوى، ومساعدات المواد غير الغذائية، إلى جانب الحماية.
وقال إن العام الماضي شهد جهوداً مكثفة من قبل المنظمات الإنسانية لمكافحة تفشي الأمراض، بما في ذلك عودة ظهور «الكوليرا» بشكل مثير للقلق، و«الإسهال المائي الحاد»، في 12 من المحافظات في الأشهر الأخيرة من العام.
وبيّن التقرير أن عديداً من هذه الأوبئة والأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك «الحصبة»، و«شلل الأطفال»، و«السعال الديكي»، و«الدفتيريا»، عند الأطفال غير المُطعَّمين، الذين يشكّلون نسبة كبيرة من المتضررين. وأورد أن شركاء الصحة قاموا بتوسيع نطاق جهودهم مع حملات التحصين، وزيادة الوعي طوال العام، وتوفير الإمدادات الطبية، والدعم الحيوي للمرافق الصحية والعاملين في جميع أنحاء البلاد.
وذكر مكتب الأمم المتحدة في اليمن أن تغير المناخ أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل ملحوظ في العام الماضي، حيث تسببت الأحداث الجوية القاسية الأخرى في حدوث فيضانات واسعة النطاق، وتفاقم المعيشة للسكان الضعفاء بالفعل، بما في ذلك أكثر من 4.5 مليون من النازحين داخلياً.
وقال إن النزوح الناجم عن التغيرات المناخية كان في أعلى مستوياته خلال 4 سنوات، حيث إن نحو 75 في المائة من النازحين الجدد في العام الماضي كانوا من المتضررين بالظواهر المناخية القاسية: الأمطار في المقام الأول، والفيضانات، وإعصار «تيج».
وأفادت الأمم المتحدة بأنه وبعد نحو عقد من الصراع، لا يزال قطاع التعليم في اليمن متأثراً بشكل كبير، حيث يفتقر الأطفال إلى إمكانية الحصول على التعليم بشكل موثوق؛ بسبب النزوح المتكرر، والأضرار التي لحقت بالمرافق المدرسية، ونقص الموارد التعليمية، وانعدام الأمن على نطاق واسع.
تدهور التعليم
وفقاً لاستعراض الاحتياجات الإنسانية للعام الحالي، أكد تقرير مكتب الأمم المتحدة في اليمن أن أكثر من 4.5 مليون طفل يمني في سن المدرسة (5 – 17 سنة) لا يذهبون إلى المدرسة حالياً. وبالنسبة للطلاب، خصوصاً الأطفال النازحين داخلياً، تمثل الفصول الدراسية المكتظة وغير المجهزة، التي يتقاضى فيها المعلمون أجوراً منخفضة، تحديات شائعة.
واعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تعرّضت 2426 مدرسة لأضرار جزئية أو كاملة أو لم تعد تعمل؛ لأنها تستخدم للمأوى أو لأغراض أخرى غير تعليمية طبقاً لما أورده التقرير الأممي، وعلاوة على ذلك، فإن المدارس المؤقتة التي تعمل بديلاً، لها بنية تحتية بدائية ولا تلبي الاحتياجات التعليمية الكاملة للأطفال.
وتهدف مبادرة «الفصول الدراسية الإضافية والتعليم الشامل» إلى الحد من الإقصاء الاجتماعي الذي يعاني منه الأطفال النازحون في كثير من الأحيان، والتخفيف من معدل التسرب المرتفع من النازحين، حيث إن توفر الفرص التعليمية الآمنة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الشعور بالحياة الطبيعية والاستمرارية بالنسبة لهم.
وأكد المكتب الأممي أن توفر الفرص التعليمية الآمنة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الشعور بالحياة التي يعيشها الأطفال النازحون، والتخفيف من معدل التسرب المرتفع الذي تواجهه الأسر النازحة عندما تكون موارد المجتمع محدودة.
وذكر أن الفتيات والفتيان في سنّ المدرسة يحتاجون بشدة إلى الدعم من أجل العودة إلى النظام التعليمي.
وقال إن التعليم في حالات الطوارئ لا يقتصر على التمكين فحسب، بل ينقذ الحياة ويعزز قدرة الأطفال المتأثرين بالأزمات على الصمود، وتنفذ المنظمة الدولية للهجرة حلولاً مستدامة من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية العامة، بما في ذلك المدارس والمرافق الصحية، والبنية التحتية للمياه في مواقع النازحين داخلياً عبر الساحل الغربي.
وتُشكّل المرافق التعليمية غير الآمنة في اليمن، والطرق المؤدية إلى المدارس، وفق الأمم المتحدة «مصدر قلق كبير للعائلات»، مما يؤدي إلى معدل كبير للتسرب، حيث تَبيّن أن 39 في المائة من الفتيات والفتيان خارج المدرسة.
جهد أممي مستمر
وفق ما أورده مكتب الشؤون الإنسانية في اليمن، فقد خصصت موارد صندوق اليمن الإنساني بشكل استباقي لتوقع الكوارث، وتعزيز المساعدات المنقذة للحياة. وتعهد بأن يتم البناء على هذه الاستراتيجية خلال العام الحالي وأهدافها؛ لتحسين الاستجابات الفورية، لا سيما بالنسبة إلى الفيضانات، وتعزيز التنسيق مع السلطات والمستجيبين في الخطوط الأمامية.
وبالإضافة إلى آلية الاستجابة السريعة، قام شركاء العمل الإنساني بتسجيل تأثر 319.445 ألف فرد بالظروف المناخية والنزاع المسلح العام الماضي، منهم 98 في المائة حصلوا على المساعدات المنقذة للحياة، مع إعطاء الأولوية إلى نقاط الضعف التي تواجهها المرأة والفتيات.
وتماشياً مع الالتزام بتوطين العمل الإنساني، قام الفريق القطري للأمم المتحدة بتوسيع عضوية المنظمات غير الحكومية الوطنية، وزيادة عدد المنظمات المحلية غير الحكومية من 3 إلى 6 منظمات، بما في ذلك اثنتان من المنظمات التي تقودها النساء.
وأكد المكتب الأممي أن صندوق التمويل الإنساني ظل مؤيداً قوياً لتوطين العمل الإنساني، وتعزيز الوصول إلى التمويل، والتدريب والتعلم على المستوى المحلي والوطني للمنظمات غير الحكومية إلى جانب الإدارة المتوازنة للمخاطر.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الأمم المتحدة العام الماضی من النازحین مکتب الأمم بما فی ذلک فی المائة ملیون شخص فی الیمن وقال إن
إقرأ أيضاً:
المبادرات الخيرية في رمضان اليمن.. بصيص أملٍ في وجه الأزمات المتراكمة! ( تقرير خاص )
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
جاء شهر رمضان هذا العام في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متعب يعيشه اليمنيون شمالًا وجنوبًا؛ نتيجة الصراع الدائر في البلاد والذي تسبب بالفقر والبطالة لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع.
وفي ظل هذه الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة تبرز مبادرات خيرية فردية وجماعية تساند العديد من الأسر اليمنية على تخطي عقبات الوضع المعيشي الصعب، وتعينهم على قضاء شهر رمضان بأمن معيشي.
هذه المبادرات، التي يقودها أفراد ومجموعات من مختلف شرائح المجتمع جعلت الأجواء الرمضانية تتسم بروح العطاء في أبهى صورها، مع انتشار موائد الرحمن وسط الأحياء الشعبية، وتوزيع السلال الغذائية التي تصل إلى المحتاجين، ما يظهر قيم التكافل الاجتماعي، ويؤكد على أن اليمنيين رغم كل الظروف، قادرون على التكاتف والتآزر لمواجهة التحديات.
أنا موجود
محمد جمال الطياري، رئيس مبادرة” أنا موجود” يقول لـ يمن مونيتور” إن” المبادرات الفردية والجماعية لها دورها الكبير في مساعدة ومساندة الأسر المتعففة والأشد احتياجًا، كما هي الحال في مبادرتنا التي أنشأتها الأستاذة أسماء الجعدي، عام 2015 وفق رؤية وطنية إنسانية خالصة بالعمل الإنساني ومساعدة الأسر المحتاجة والمتعففة، والأسر الأشد احتياجا في المجتمع اليمني بشكل عام والعاصمة صنعاء على وجه الخصوص”.
وأضاف الطياري” نحن في مبادرة” أنا موجود” لدينا العديد من الأنشطة التي تقيمها المبادرة طوال العام وبشكل مستمر، لكننا خلال شهر رمضان نحاول أن نكرس الجهود للعمل بشكل يومي لتكون الفائدة أعم وأشمل”.
وأدرف” في شهر رمضان، لدينا الكثير من الأنشطة منها، مشروع” شق تمرة” هذا المشروع الذي نقوم فيه بإفطار الصائمين؛ إذْ نفطر من 100إلى500 صائم كل يوم، ومعنا مشروع المطبخ الخيري والذي كنا نقيمه سابقا طوال أيام شهر رمضان لكنا ونظرا للظروف أصبحنا نقيمه في الأسبوع مرتين فقط، كل يوم جمعة ويوم اثنين، ونقوم فيه بإفطار المشردين، وإفطار عمال النظافة وإفطار رجال المرور ودار الأيتام والمهمشين، والعديد من الطبقات التي نختارها بعناية”.
وتابع” معنا إلى جانب ذلك زيارة دار العجزة والمسنين وتقديم المعونات لهم، ومشروع السلل الغذائية لأسر الأيتام والتي بالعادة يتم وصولنا إليها عن طريق عقال الحارات، وكذلك مشروع سقي المصلين، ومشروع” أسعدهم تسعد” ومشروع كسوة وجعالة العيد، وإفطار مرضى السرطان وتوزيع كسوة العيد لهم، بالإضافة إلى توزيع أضاحي العيد بقدر المستطاع”.
صعوبات تعيق المبادرات
وواصل ” الانقسام السياسي لم يؤثر فقط على الجانب المعيشي لليمنيين بشكل عام؛ بل أثر حتى على المبادرات من خلال الصعوبات التي تلاقيها المبادرات الإنسانية الخالصة من حيث الحصول على تصاريح والتنسيق مع الجهات المختصة، بالإضافة إلى السوشيال ميديا وتأثيره السلبي على دور المبادرات من خلال القضايا التي نشرت فيها كقضية” غالب القاضي” و”أبو جنات” وقضايا الأشخاص الذين يستغلون الحاجة الإنسانية التي يعانيها المواطنون بالانحراف عن مسار الجانب الإنساني”.
واختتم” اليمنيون يعانون بشكل عام من الوضع المعيشي الصعب للغاية، ونحن كشباب نقوم بدورنا محاولين تخفيف معاناة أبناء مجتمعنا بما نستطيع ونسعى إلى أن نكون موجودين في أغلب المحافظات اليمنية بما يليق بشعار المبادرة، لكنا نأمل أن نجد تعاونًا من قبل الجهات المختصة والمؤسسات الحكومية، كما نطمح أن يكونوا رافدًا لنا في التخفيف من معاناة الناس، وذلك بإتاحة الفرص للشباب من أجل التغيير بالمجتمع والتغيير بالواقع نحو الأفضل”.
مرآةٌ لتكاتف المجتمع
في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشها اليمنيون لا سيما في رمضان المبارك؛ إذ ترتفع فيه أسعار المواد الغذائيةـ القوت الضروري لحياة الإنسان -، تبرز أيادي الخير والعطاء في واجهة الصورة في دعم وإسناد الفقراء والمساكين وتخفيف ولو جزء من معاناتهم بما تقدمه من مساعدات بمختلف أشكالها وتعدد أصنافها”.
وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” المبادرات الخيرية مرآة لتكاتف أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، ورؤية مجتمعية توثق حبال الرحمة والتعاون بين الأغنياء ورجال المال والأعمال مع الفقراء وأصحاب الحاجة والفاقة، الذين انقطعت بهم سبل المعيشة وجار عليهم الواقع الاقتصادي”.
وأردف” رغم أن هذه المبادرات قليلة لم تعد تغطي القدر الكافي للمواطنين المستحقين للمساعدات، ففي كل قرية وبيت ومحافظة هناك قصة فقر لم تقرأ بعد، إلا أنه ما يزال لهذه المبادرات صدى واسع يلقى أثره الكثير من المعوزين”.
وتابع” الجميل في هذه المبادرات أنها تأتي في الوقت الذي يكون فيه الناس بأمس الحاجة إليها كشهر رمضان المبارك، وتأتي للناس المغلوبين على أمرهم، الذين تنكرت لهم القيادات السياسية بمختلف مستوياتها وتركتهم يلوكون مرارة الفقر والمعاناة”.
وواصل” المبادرات الفردية والجماعية شيء جميل يمكن أن تسلمه في هذا الشهر الكريم، نتمنى أن تكثر مثل هذه المبادرات وأن يحذوا الناس حذو المبادرين، من يستطع أن يقدم مبادرة أو أن يسعاد القائمين عليها بما يستطيع من المال”.
صناعُ النجاح
بدورها تقول، كريمة الصراري، رئيسة مبادرة “صناع النجاح” الأسر اليمنية اليوم تعاني من احتياجات كثيرة فقدتها نتيجة الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه اليوم غالبية الأسر اليمنية في جوانب عديدة كالجانب التعليمي والصحي والغذائي؛ وبناء على ذلك نحن نعمل في مبادرة” صناع النجاح” على بث الأمل في قلوب المعوزين من خلال مد يد العون والمساعدة لهم”.
وأضافت الصراري لـ” يمن مونيتور” تعمل المبادرة بمشاريعها الخيرية والتنموية في مديرية القاعدة والقرى المجاورة لها- في محافظة إب- تعمل بشكل دائم طوال العام في المجال العلمي والمهني في تعليم الحرف اليدوية بأنواعها لربات الأسر المحتاجة، تحت شعار “لا تعطيني كل يوم سمكة ولكن علمني كيف اصطاد”.
وتابعت” أما في شهر رمضان فهي تعمل على تقديم المساعدة للأسر المحتاجة والمتعففة بتقديم السلل الغذائية وكسوة العيد والأضحية العيدية وبرامج خيرية عديدة،
بالإضافة إلى تقديم المساعدات في مجال الصحة في العمليات والمعاينات لعدد من الأسر في فئاتها المختلفة “.