الجزيرة:
2024-11-08@07:04:30 GMT

حارة الدمج.. حصن المقاومة ودرع مخيم جنين

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

حارة الدمج.. حصن المقاومة ودرع مخيم جنين

إحدى حارات مخيم جنين المطل على سهل مرج ابن عامر، غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهي إحدى الحارات المعروفة بمقاومتها للاحتلال ونضالها ضده منذ سنوات، لا سيما أثناء انتفاضة الحجارة عام 1987 وكذا خلال اجتياح مخيم جنين في أبريل/نيسان 2002.

بدا اسمها "حارة الدمج" أكثر ظهورا بعد إطلاق مخيمات أخرى لا سيما نور شمس قرب مدينة طولكرم والفارعة في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية اسم "الدمج" على حارات فيها.

موقعها

تقع حارة الدمج في الناحية الشرقية من مخيم جنين غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتكمن أهميتها في كونها تتصل مباشرة بمدينة جنين، وتصل بين طرفي المدينة الجنوبي والشمالي أيضا.

أنشأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مخيم جنين عام 1953 غربي المدينة، وأطلقت عليه اسم "مخيم العائدين"، ليتغير اسمه بعد فترة إلى "مخيم المحطة"، نسبة لمحطة القطار العثماني الذي كان يمر أسفل المخيم، ثم صار يعرف بـ"مخيم جنين".

وقبل أن يستقر سكان مخيم جنين فيه، كانوا يقطنون في منطقة "جنزور" قرب قرية مثلث الشهداء جنوب المدينة، وبفعل موجة ثلجية كبيرة عام 1950 رحل اللاجئون إلى المخيم.

جانب من الدمار الذي سببه الاحتلال بأحد مواقع حارة الدمج (الجزيرة) السكان

تتكون "الدمج" من نحو 15 عائلة فلسطينية، تقطن في أكثر من 250 منزلا، ويقدر عدد سكانها بحوالي ألفي نسمة (من أكثر من 13 ألف نسمة ممن يسكنون مخيم جنين وفق الإحصاء الفلسطيني لعام 2023 وأهالي المخيم) يقيمون فوق 10 دونمات من أصل مساحة المخيم التي تقدر بنحو نصف كيلومتر مربع.

وإضافة للدمج، هناك عائلات أخرى، منها "سليط" و"ستيتي" و"العزمي" و"أبو صبيح" و"أبو حطب" و"الهندي" و"سلامة" و"الحريري" و"بركات" و"ضبايا"، وأهلها كباقي سكان المخيم منحدرون من مدينة حيفا وجبل الكرمل.

المناخ

تتميز حارة الدمج كحال مدينة جنين بمناخ البحر الأبيض المتوسط، فهي حارة صيفا، ومعتدلة وماطرة شتاء، وتقلل نسبيا الجبال المحيطة بها شرقا وغربا الجبهات الهوائية الماطرة والباردة.

تسميتها

تنسب الحارة لعائلة الدمج التي تنحدر من مدينة حيفا وقرية المنسي المهجرة عام 1948، ورغم وجود عائلات أصلا ووفود أخرى إلى الحارة، ورحيل بعض أفراد عائلة الدمج إلى مناطق قريبة داخل مدينة جنين، إلا أن آل الدمج ظلوا أكثرية ويحافظون على وجودهم بها، وظلت تحمل اسمهم، والدمج هو اسم جد العائلة الأكبر.

معالمها

يعد مسجد الأنصار الذي يتوسط حارة الدمج أبرز معالمها والوحيد فيها أيضا، وقد شيده الأهالي عام 1992، وكما شأن الحارة تعرَّض المسجد للتدمير والتخريب إثر عمليات الاحتلال العسكرية واجتياحاته للمخيم.

في 2002 وخلال اجتياح "نيسان" (السور الواقي) اتخذ جنود الاحتلال المسجد ثكنة عسكرية لهم طوال أيام الاجتياح الـ11، وعاثوا فيه خرابا ودمارا، كان أبرزها تفجيرات أحدثها به خلال العملية العسكرية التي سماها الاحتلال "بيت وحديقة" مطلع يوليو/تموز 2023، والتي استمرت أكثر من 40 ساعة.

تلا ذلك قصف المسجد بصواريخ من طائرات الأباتشي الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وقالت إنها استهدفت مقاومين فيه، كان أبرزهم أسعد الدمج أحد قادة كتيبة جنين.

شهداء وأسرى

شهدت حارة الدمج معارك كثيرة كونها تحولت لساحة مواجهات دائمة، وقدمت الشهداء والأسرى والجرحى، فقد استشهد 1% من سكان المخيم ما بين عامي 2000 و2006.

ومن نحو 100 شهيد قدمهم مخيم جنين (60 منهم منذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023) ارتقى ما لا يقل عن 20 شهيدا منها وبداخلها، ومنهم محمد الزبيدي ومتين ضبايا وأسعد الدمج.

كما يقبع عشرات الأسرى من حارة الدمج في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما أن 80% من أسرها قدمت أسرى.

مسجد الأنصار في حارة الدمج (الجزيرة) الاقتصاد

يعتمد سكان حارة الدمج في اقتصادهم على عملهم في الوظيفة العمومية أو العمل الحر عبر محلات ومؤسسات تجارية لهم في المخيم وبمدينة جنين، أو العمل في السوق المركزي للخضار في جنين، وآخرون بائعون متجولون، وكثيرون يعملون داخل الخط الأخضر (عمال في إسرائيل).

ثورة الحارة ومقاومتها

كان ولا يزال "لحارة الدمج" دورها في التصدي للاحتلال، وبفضل موقعها الجغرافي المطل على مدينة جنين مباشرة شكلت خط الدفاع الأول عن المخيم من الجهة الشرقية، وظلت بحكم موقعها المتقدم أيضا هدفا دائما وأوليا لجيش الاحتلال وجرافاته التي حرثت شوارعها وهدمت منازلها بمعظم الاجتياحات للمخيم.

تميزت الحارة بكثرة أزقتها وممراتها وكثافة منازلها وتلاصقها وتعداد سكانها أيضا، وهو ما كان سببا في تحصن المقاومين فيها، وحفرهم للأنفاق فيها، حتى إنه اصطلح على تسميتها "حصن المقاومة" أو "درع المقاومة".

عوامل كثيرة دفعت الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح مخيم جنين، كان أبرزها تنفيذ المقاوم شادي الطوباسي أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عمليته الاستشهادية في مدينة حيفا وقتله ما لا يقل عن 28 إسرائيليا.

في 30 مارس/آذار 2002 (رغم تسمية البعض له باجتياح نيسان) بدأ الاحتلال اجتياح مخيم جنين (عملية السور الواقي)، وشكلت حارة الدمج متراسا للمقاومين، وبرز "الجنرال" محمود طوالبة ورفاقه وكانوا أشرس المقاومين في المخيم، وتصدوا على مدار أيام طوال لجنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح فيما عرف آنذاك بـ"كمين حارة الدمج".

مقاومة العهد الحديث

كانت حارة الدمج على موعد مع نشاط جديد للمقاومة تزعمه المقاوم القسامي حمزة أبو الهيجا عام 2014 الذي تحصن داخل أحد منازلها، فاستخدمت إسرائيل قوة عسكرية مهولة على الأرض واستعانت بسلاح الطيران خلال عملية محاصرته، وقصفت المنزل بالقنابل قبل أن تغتاله وشهيدين آخرين هما محمود أبو زينة ويزن جبارين.

ذاع صيت الحارة أكثر، وارتقى منها وبداخلها ما لا يقل عن 20 شهيدا خلال الأعوام بين (2021 و2023)، وكان أبرزهم الشهيد أسعد الدمج أحد أبرز قادة كتيبة جنين، والذي أصيب 3 مرات، اثنتان منها بالقصف الإسرائيلي بطائرة مسيرة والثانية عبر مروحية أباتشي، وهو نجل الحاج علي الدمج عميد آل الدمج.

جانب من التدمير وتجريف البنية التحتية لحارة الدمج (الجزيرة) دمار

دمَّر الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 30% من حارة الدمج خلال اجتياح عام 2002، حيث شقَّت آلياته طريقها للمخيم المحاصر عبر منازل المواطنين.

وتعرض 1200 منزل في المخيم لتدمير كلي وجزئي، إذ دمر بالكامل 450 منزلا ومثلها جزئيا، و300 منزل أصيب بأضرار طفيفة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ما لا یقل عن مدینة جنین مخیم جنین

إقرأ أيضاً:

4 شهداء في جنين وطوباس.. وحماس تدعو أهالي الضفة إلى التحدي (شاهد)

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عمليات دهم واعتقالات في العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة ما أسفر عن سقوط 4 شهداء، في حين دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى "تحدي" الاحتلال.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، بسقوط شهيدين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة طمون وحاصرت أحد المنازل في المنطقة قبل أن تقوم بقصفه بواسطة بقذائف "الأنيرجيا"، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".


ولفتت الوكالة إلى أن طائرة مسيرة قصفت بأكثر من صاروخ منطقة "الرفيد" في بلدة طمون، في حين قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليها "يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال بمحيط المنزل المحاصر في طمون".

وفي جنين، داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدة قباطية جنوبي المدينة بعدد من الآليات العسكرية المصحوبة بجرافة عسكرية من أجل تدمير بنى تحتية في المنطقة.

#عاجل | اشتباكات عنيفة ومستمرة مع قوات الاحتلال في بلدة قباطية ومحيطها جنوب جنين. pic.twitter.com/7UMbGAuwji — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) November 5, 2024 #شاهد | جانب من الدمار الذي خلفته جرافات الاحتلال في قباطية جنوب جنين pic.twitter.com/zUuObtAgwT — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 5, 2024
وبحسب "وفا"، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي قطع الطريق الرئيس الواصل بين قرى جنوبي جنين والمدينة، كما أنه جرف مدخل خربة جنزور جنوبي جنين.

ودارت اشتباكات عنيفة مع مقاومين في محيط المدخل الرئيس لبلدة قباطية.

وقصف الاحتلال الإسرائيلي بالطيران المسير مركبة في قرية مثلث الشهداء جنوبي جنين، في حين أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد فلسطينيين اثنين جراء القصف الإسرائيلي على القرية.

وفي السياق ذاته، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اقتحام في مدينة طولكرم ومخيمها من عدة محاور، كما أنه حاصر منزلا في حي "ذنابة" بالمدينة واعتقل مواطنا على الأقل.


وفي قلقيلية، داهم جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المنازل وقامت قواته بتفتيشها والعبث بمحتوياتها فضلا عن اعتقال عدد من الفلسطينيين، وفقا لوكالة الأناضول.

حماس تدعو إلى "تحدي" الاحتلال بالضفة
من جهتها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتصدي المقاومة لاقتحامات الاحتلال، مشددة على  أن الاغتيالات لن توقف مد المقاومة بالضفة.

وقالت الحركة، في بيان، "نشيد بتصدي المقاومة البطولي لتوغلات الاحتلال وعدوانه على طوباس وجنين ومحافظات الضفة الغربية، ونؤكد أن العدوان لن يمنح للاحتلال الأمن ولن يكسر  صمود شعبنا ومقاومته".

وأضافت "إننا إذ ننعى شهيد بلدة طمون قضاء طوباس المطارد هاني بني عوده الذي ارتقى بعد اشتباك مسلح، وشهيدا قرية الشهداء جنوب جنين اللذين ارتقيا بقصف طيران الاحتلال المسيّر، لنشدد على أن الاغتيالات ستزيد من إصرار المقاومين وأبناء شعبنا على مواصلة درب المقاومة والوفاء لدماء الشهداء".

وشدد الحركة على أن "صمود شعبنا وبسالة أبطال المقاومة في الميدان، والاشتباكات المسلحة التي يخوضونها في جنين وطوباس وغيرها من المحافظات، ستفشل مخططات الاحتلال الرامية لإفراغ الضفة الغربية وتصفية قضيتنا، فشعبنا ومقاومتنا لن يتركوا خيار التصدي والمواجهة، والانتقام لمجازر الاحتلال وحصاره وتجويعه في غزة وتنكيله واعتقالاته وتهويده في الضفة".

ودعت حماس جماهير الضفة الغربية المحتلة إلى "مزيد من التحدي والثبات، واستمرار المواجهة مع الاحتلال والمستوطنين في كافة المحافظات، لصد العدوان عن أرضنا وشعبنا".

ويواصل الاحتلال تصعيده على مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 769 شهيدا، منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ووفقا لبيانات نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين ارتفع إلى أكثر من 11 ألف حالة منذ اندلاع العدوان المتواصل على قطاع غزة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

مقالات مشابهة

  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم عسكر الجديد شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية
  • استشهاد 9 فلسطينين و إصابة آخرين في قصف مخيم النصيرات وشرق مدينة رفح و مخيم طولكرم
  • إصابة شابة فلسطينية برصاص الاحتلال في مخيم جنين
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف تمركزات قناصة الاحتلال الإسرائيلي في محيط مخيم جنين بالأسلحة المناسبة محققة إصابات مؤكدة
  • المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين محققة إصابات مؤكدة في صفوفها
  • العدوان الإسرائيلي يقتحم مدينة جنين فجر اليوم
  • استشهاد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في قباطية جنوب جنين (شاهد)
  • فصائل فلسطينية تعقب على استشهاد 4 مواطنين في جنين وطوباس
  • 4 شهداء في جنين وطوباس.. وحماس تدعو أهالي الضفة إلى التحدي (شاهد)
  • نعت شهداء جنين وطوباس.. حماس: الاغتيالات لن تُوقف المقاومة بالضفة