كوزو أوكاموتو.. ياباني انخرط في المقاومة الفلسطينية بعد حرب 1967
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
كوزو أوكاموتو -الملقب بأحمد الياباني- مناضل قاتل لأجل القضية الفلسطينية، فنفذ أشهر عملية لفتت أنظار العالم إلى المنطقة، وألهمت المقاومة فكرة العمليات الاستشهادية ضد إسرائيل، وأصبح اللاجئ السياسي الوحيد في بلد لا يطبق سياسة اللجوء السياسي.
المولد والنشأةولد كوزو أوكاموتو في السابع من ديسمبر/كانون الأول 1947 في مدينة كوماموتو جنوبي اليابان.
وهو من أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، وله 6 إخوة وأخوت، وهو أصغرهم.
درس علم النبات وتعلم اللغة الإنجليزية والعبرية والعربية والصينية والروسية، فتميّز بين أقرانه بذكائه اللغوي وتمكنه من تعلم عدد من اللغات في زمن يسير.
كوزو أوكاموتو محاطا بجنود إسرائيليين في أثناء إحدى جلسات محاكمته سنة 1972 (غيتي) النشاط السياسيانضم أوكاموتو في بداية شبابه عام 1966 إلى الجيش الأحمر الياباني وبدأ بالمشاركة في عملياته، وكان لهذا التنظيم فرع يهتم بالقضية الفلسطينية، وبدأ يتواصل عبر قائدته فوساكو شيغينوبو مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خلال وديع حداد وغسان كنفاني، ثم اضطرت قيادته وبعض أعضائه لمغادرة اليابان والإقامة في لبنان في فبراير/شباط 1971.
عملية مطار اللديوم 30 مايو/أيار 1972 غادر 3 يابانيين مدينة روما الإيطالية على متن الطيران الفرنسي، متجهين إلى مدينة تل أبيب، وتحديدا مطار اللّد (بن غوريون).
وقرر ثلاثتهم القيام بعملية باسم الجيش الأحمر بالتعاون مع الجبهة الشعبية بهدف الانتقام لعملية تدمير أسطول طائرات الشرق الأوسط في مطار بيروت عام 1968، وكذا من أجل الرغبة في اغتيال عالم الأسلحة البيولوجية البروفيسور الإسرائيلي هارون كاتسير.
وبعد هبوط طائرة كل من ياسويوكي ياسودا وأوكوديرا تسويوشي وكوزو أوكاموتو، توجهوا إلى منطقة استلام الأمتعة، وبدؤوا بإخراج أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، وأخذوا بإطلاق النيران على المسافرين فقتل 26 شخصا وجرح أكثر من 71 معظمهم من المسيحيين حملة الجنسية الأميركية من جزيرة بورتوريكو.
وفي قلب العملية، قتل ياسودا وانتحر تسويوشي بقنبلة يدوية كان يحملها، وبينما حاول أوكاموتو الفرار ألقي عليه القبض بسبب جروحه، وبسبب هذه العملية وما تبعها شدّدت شركات الطيران إجراءات تفتيش حقائب الركاب.
المحكمة والسجناعتقل أوكاموتو وخضع للمحاكمة، وفقا لقانون أنظمة الطوارئ التي أصدرتها سلطات الانتداب البريطاني عام 1945.
وفي أثناء التحقيق معه وعده ضباط التحقيق الإسرائيليون بأن يمكنوه من مسدس لينهي حياته إذا تعاون معهم خلال استجوابه، فوافق لأن ثقافته النضالية وثقافة تنظيمه تفضل الموت على السجن، إلا أن الإسرائيليين لم يمكنوه مما وعدوه به، وظل في السجن.
وعينت له المحكمة المحامي كريستمان ماكس، الذي عُرف بدفاعه عن المتهمين الإسرائيليين في ظل قانون الطوارئ.
عُذب في انتظار محاكمته، وتمنى أن ينال حكم الإعدام، الذي لم يصدر في إسرائيل إلا مرةً واحدة بحق النازي أدولف أيخمان، ويوم 23 يوليو/تموز 1973 حُكم عليه بـ3 أحكام بالسجن المؤبد.
وفي قاعة المحكمة صرح أوكاموتو قائلا: "إنني بصفتي جنديا في الجيش الأحمر الياباني أحارب من أجل الثورة العالمية، وإذا متُ فسأتحول إلى نجم في السماء".
وبعد أن توجهت أنظار العالم للعملية، خرج الأديب الفلسطيني غسان كنفاني بوصفه الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، وأعلن تبني الجبهة العملية بالتعاون مع الجيش الأحمر الياباني، فجاء رد الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) باغتياله في يوليو/تموز 1972.
قضى أوكاموتو معظم سنوات سجنه الـ13 في الحبس الانفرادي فأنهكت قواه العقلية والجسدية، وروى بعد خروجه أن الإسرائيليين كانوا يجبرونه على تناول الطعام بفمه ويداه مكبلتان من الخلف مثل الكلاب.
كوزو أوكاموتو في ظهور نادر يوم 30 مايو/أيار 2022 في فعالية للمقاومة الفلسطينية بلبنان (الفرنسية) إطلاق سراحهحاول كل من الجيش الأحمر والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الضغط على الإسرائيليين، فتم اختطاف طائرة يابانية في هولندا في يوليو/تموز 1973، وتم اقتيادها إلى ليبيا وطالب الخاطفون بالإفراج عن أوكاموتو مقابل الإفراج عن الرهائن الذين كانوا على متن الطائرة، وبعد رفض الجانب الإسرائيلي الصفقة، أطلقوا سراح الطاقم والركاب وفجروا الطائرة.
وفي 20 مايو/أيار 1985، أبرمت الجبهة الشعبية (القيادة العامة) وإسرائيل اتفاقا لتبادل إطلاق الأسرى (عملية "الجليل")، وشمل الاتفاق أوكاموتو وعددا كبيرا من الأسرى العرب والفلسطينيين.
توجه أوكاموتو إلى ليبيا واستقبل بفرح غامر، ومن ليبيا ذهب لسوريا ثم إلى لبنان ببطاقة مزورة باسم ديسوكي نامبا على اسم الرجل الذي حاول اغتيال إمبراطور اليابان هيروهيتو حين كان وليا للعهد.
وأقام "المقاوم الياباني" في البقاع شرق لبنان، وتزوج خلال إقامته من ابنة فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر.
كوزو أوكاموتو يعيش لاجئا في لبنان منذ إطلاق سراحه عام 1985 (الفرنسية) اللجوء السياسيوفي 15 فبراير/شباط 1997 في أثناء إقامة أوكاموتو في منزل الناشطة اللبنانية أمية عبود، ألقت السلطات القبض عليه وعلى عدد من رفاقه بتهمة الدخول إلى البلاد خلسة وتزوير مستندات، رغم أن أوكاموتو حرص -خلال السنوات العشر التي سبقت ذلك التاريخ- على تجديد إقامته بشكل قانوني.
وأصدر القاضي اللبناني سهيل عبد سامز يوم 31 يوليو/تموز 1997 حكما بالسجن 3 سنوات بحق أوكاموتو ورفاقه.
أطلق سراح المجموعة عام 2000 بعد انتهاء فترة حكمهم، وجددت الحكومة اليابانية مطالبة السلطات اللبنانية بتسليمهم، فانتفض الشارع اللبناني داعما لهم، لأنهم من أنصار القضية الفلسطينية، ولأنهم وقفوا ضد إسرائيل التي تحتل أراضي لبنان.
وتجمهر المئات أمام مبنى وزارة الداخلية اللبنانية، واجتمع عدد من الحقوقيين العرب واللبنانيين للدفاع عن حقوق المعتقلين اليابانيين والحيلولة دون تسليمهم إلى بلادهم، وسمى الإعلام اللبناني الاتفاق اللبناني الياباني "صفقة العار".
كوزو أوكاموتو نفذ عملية مطار اللد مع رفاقه اليابانيين (غيتي)وزادت ضغوط الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، تزامنا مع انتفاضة الشارع اللبناني والحقوقيين العرب، ليتم إطلاق سراح كوزو أوكاموتو عام 2000، ومنحه اللجوء السياسي في بلد لا يعترف بهذا الحق، واشترط عليه ألا يمارس أي نشاط سياسي وألا يظهر على وسائل الإعلام، وظل مكان إقامته غير معروف ويعيش رفقة زوجته مي شيغنوبو وولديهما.
أما رفاقه الأربعة فقد رحلوا في مارس/آذار 2000 من لبنان إلى الأردن، ثم إلى اليابان بصحبة دبلوماسيين يابانيين، وفور وصولهم مطار ناريتا-طوكيو في اليابان تم القبض عليهم واعتقلوا ثم أطلق سراحهم بعد 20 عاما، حسب مصادر الجبهة الشعبية.
ولا يزال أوكاموتو مطلوبا لحكومة اليابان، إذ تقدمت عام 2020 بطلب رسمي للسلطات اللبنانية لتسليمه على الرغم من بلوغه 73 عاما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجبهة الشعبیة الجیش الأحمر یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
"المقاومة الإسلامية في العراق" تعلن مهاجمة هدف عسكري إسرائيلي
أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، اليوم ، مهاجمة هدف عسكري إسرائيلي بواسطة الطيران المسير.
وقالت "المقاومة الإسلامية" في بيان: "استمرارا بنهجنا في مقاومة الإحتلال، ونصرة لأهلنا في غزة وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق مساء يوم الثلاثاء 19 - 11 - 2024 ، بواسطة الطيران المسيّر، هدفـا عسكريا في شمال الأراضي المحتلة".
وأكدت "المقاومة الإسلامية" استمرار عملياتها بوتيرة متصاعدة، كما نشرت مشاهد من عملية إطلاق الطيران المسير باتجاه الأهداف.
وبين الحين والآخر، تتبنى "فصائل المقاومة العراقية" قصف أهداف حيوية وقواعد أمريكية في سوريا والعراق ردا على العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
هوكستين: لن أتحدث علنا عن نتيجة المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة
أكد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط آموس هوكستين، أن هناك تقدما بالمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار، معلنا أنه سيتوجه إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة.
وفي تصريح بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قال هوكستين إن "اجتماع اليوم هو تقدم إضافي"، رافضا مناقشة علنا نتيجة المفاوضات والنقاط العالقة.
وأضاف "بحثنا وأنجزنا تقدما وسأتوجه إلى إسرائيل لمحاولة الوصول إلى خاتمة"، مؤكدا أن "هناك تقدما وسنعمل أيضا مع الإدارة الأمريكية الجديدة وسنبحث هذه الأمور مع الرئاسة الجديدة".
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين والوفد المرافق، في حضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان، حيث تناول البحث آخر تطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وردا على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية قال: "أعتقد أن ما سأقوله يمكن أن يخيب ظنكم، إنني لن أعلن عن مسار التفاوض علنا وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وأنجزنا تقدما وكما قلت إذا أنجزنا هذا التقدم سوف أنتقل إلى إسرائيل استنادا إلى محادثاتي هنا وسنرى ما سنقوم به".
وتابع قائلا: "هنالك تقدم وهناك رئيس جديد وسنعمل مع الإدارة الجديدة وسنبحث هذه الأمور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا أعتقد أن ذلك مشكلة".
وكان الرئيس بري قد تابع التطورات في لبنان والمنطقة خلال استقباله كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، في حضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كاول .
وتحدث السفير كاول بعد اللقاء: "أريد فقط أن أقول إننا عقدنا اجتماعا جيدا جدا مع الرئيس نبيه بري وقد قمت بهذه الزيارة لأسباب خاصة تتعلق بالشرق الأوسط، ونحن رسميا نعمل جنبا إلى جنب مع لبنان للقيام بكل شيء يمكننا في هذه اللحظة الحرجة أن نساعد ونتابع جهود وقف إطلاق النار عن كثب في لبنان وعلى رأس ذلك دعمنا لقوى الجيش اللبناني وعقدنا اجتماعا جيدا للغاية مع قائد الجيش"