عربي21:
2025-03-03@22:37:00 GMT

اختصار غزة في المساعدات...

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

في كل قواميس الحرب تكون حروب التجويع واستهداف الناس في مأكلهم ومشربهم ومحاصرتهم حتى الموت مكروهة جداً، ولم نشهد في تاريخ الحروب الحديثة مثل العدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة بكل ما فيه من دموية وقساوة وبشاعة.

إسرائيل التي لم تجد ضالتها في فتح كل أنواع النار على الفلسطينيين لتركيعهم، تعمدت استخدام سياسة الجوع واستهدفت مختلف المؤسسات التجارية والإغاثية الدولية والعاملة في غزة لمنعها من توصيل المساعدات الإنسانية المستعجلة.



هذه السياسة التي لا تجدي نفعاً مع الفلسطينيين، ربما هي مهمة بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يجتهد لإطالة أمد الحرب واختراع مختلف الوسائل التي تمكنه من رد الاعتبار لكرامة إسرائيل المهدورة بعد عملية «طوفان الأقصى».

بعد أزيد من 150 يوماً على الحرب الإسرائيلية والدمار الهائل الذي أتى على غزة، يواصل الاحتلال عدوانه البري على خان يونس جنوب القطاع وعدد من المحاور شمال ووسط غزة، بصرف النظر عن الصولات والجولات التفاوضية في القاهرة للبحث في وقف إطلاق النار.

تعتقد إسرائيل أنه يمكنها كسر صمود الفلسطينيين برفض وقف إطلاق النار، وممارسة ضغوطات بشأن منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة أو السماح للقوافل الدخول «بالقطارة»، وفتح النار على جموع المحتشدين لتلقي المساعدات.

المشكلة أنها تفعل ذلك وتحارب كل المؤسسات الدولية المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية والطارئة، بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، تحت مرأى ومسمع من كل دول العالم التي لم تحرك ساكناً، سوى بعض المحاولات الخجولة لإيصال المساعدات عبر جسور جوية.

في الآونة الأخيرة، نشطت المحادثات والمفاوضات للوصول إلى وقف إطلاق للنار قبل حلول شهر رمضان، ولم تتبين بعد بوادر باتجاه إقرار تهدئة، لأن إسرائيل ترغب في هدنة زمنية لا تتجاوز الستة أسابيع، فضلاً عن منع سكان شمال القطاع من العودة إلى منازلهم المدمرة.

كل ما يجري الآن هو محاولات ترقيعية وإيجاد حلول سريعة لإيصال مساعدات غذائية فورية مع حلول شهر رمضان، ويلحظ أن الولايات المتحدة الأميركية منسجمة مع فكرة بناء ميناء عسكري على سواحل غزة لإيصال المساعدات العاجلة للسكان هناك.

في كل الأحوال، تحتاج واشنطن إلى أسابيع حتى إتمام هذه العملية، والجوع الشديد الذي يشهده سكان شمال غزة يستدعي الضغط الأميركي والدولي على إسرائيل لحثها للسماح بإدخال قوافل المساعدات من معبر «إيريز» شمال غزة وعبر معبري رفح وكرم أبو سالم.

ثم هناك مشكلة في مسألة التوزيع الجغرافي لهذه المساعدات، خصوصاً أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر القطاع ويفتح كل أسلحته على الطواقم الطبية والإغاثية وغيرها من المؤسسات الدولية وغير الدولية والسكان، فهل هناك خطة محكمة من قبل واشنطن للتعامل مع هذا الموضوع؟

أضف إلى ذلك، إذا لم تتمكن الولايات المتحدة من الضغط على إسرائيل بشأن إيصال المساعدات براً، هل ستسمح الأخيرة بوصولها بحراً بدون إخضاعها للرقابة والمعاينة، وهل يترتب على ذلك وجود قوات أميركية على قطاع غزة لتأمين وصول المساعدات؟

في كل الأحوال هذه «طبخة» مُحضّرة سلفاً بين واشنطن وتل أبيب، بصرف النظر حول كل ما يقال عن تعمق الخلافات بين البلدين، إذ من غير المعقول لأقوى دولة في العالم أن تعتمد طريقاً آخر أصعب لوصول المساعدات، وكأنه لا يمكنها أن تقول لإسرائيل: لا أو كفى!

كذلك موضوع بناء ميناء عسكري في غزة يشي أن هذه الحرب طويلة، وأنه ليس هناك من أفق واضح بشأن وقف دائم لإطلاق النار، غير أن هذه المعادلة قد تنقلب في سياق الحراك الشعبي الإسرائيلي المتزايد والمطالب باستعادة الأسرى لدى «حماس».

المشكلة أن الوقت بدأ ينفد بالنسبة لغالبية الفلسطينيين الذين هم على حافة المجاعة، وليس مستغرباً على إسرائيل أن تزيد هذا النوع من الضغط حتى تكسر صمودهم وتجعلهم يائسين ولا حلول أمامهم سوى مغادرة قطاع غزة بدون عودة.

شهر رمضان على الأبواب وليس هناك من صوت عربي فاعل وضاغط لثني إسرائيل عن ارتكاب جرائهما اليومية وشن حروبها الكثيرة ضد النساء والأطفال والرضع، وحروب أخرى على الغذاء والماء والدواء وكل مستلزمات الحياة.

من المعيب جداً أن تتحرك دول بعيدة كلياً عن ديننا وثقافتنا وامتدادنا العروبي لمساندة الشعب الفلسطيني كما هو حال جنوب أفريقيا والبرازيل وأيرلندا وكولومبيا، بينما دول عربية محسوبة في العمق الجغرافي للوطن العربي لم تحرك ساكناً.

الإدانات والمناشدات وحدها لا تكفي، ولا أيضاً استدعاء السفير الإسرائيلي أو تقديم رسائل احتجاج على قتل الفلسطينيين. المطلوب صحوة عربية ووقفة حقيقية وجادة لوقف هذه الحرب الكارثية التي استنزفت كثيراً من رصيد سكان غزة.

ثم من غير المعقول اختصار نكبة غزة وحصرها فقط في المساعدات الإنسانية وتناسي العنوان الرئيسي المتصل بالحرب الدموية على الفلسطينيين. الأساس يتطلب وقف هذه الحرب وليس تجاهلها والتركيز على المشكلة الثانوية التي تعتبر مهمة والمتمحورة في سياسة التجويع.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المساعدات غزة مساعدات حصار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توقف تدفق المساعدات لغزة وحماس تعلق

(CNN)-- قالت حركة حماس، الأحد، إن قرار إسرائيل وقف المساعدات الإنسانية إلى غزة يرقى إلى حد "الابتزاز الرخيص" و"جريمة حرب"، وناشدت الوسطاء الضغط على إسرائيل لإنهاء "إجراءاتها العقابية وغير الأخلاقية".

قال متحدث باسم إسرائيل إن بلاجه لن تسمح باستمرار وقف إطلاق النار الهش في غزة دون إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة. 

 وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، عمر دوستري: "لم تدخل أي شاحنات غزة هذا الصباح ولن تدخل في هذه المرحلة". 

وقال الدوستري إن "قوافل شاحنات البضائع التي شوهدت الآن في طريقها إلى غزة تصل إلى المعبر لتجد أنه مغلق وأنه لا يوجد دخول"، مضيفا أن "إسرائيل لن تسمح باستمرار وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا".  

من جهته وصف رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية ومقرها الضفة الغربية، مصطفى البرغوثي تعليق المساعدات الإنسانية بأنه "تصعيد إسرائيلي خطير" يعد "انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار".

وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها تؤيد الاقتراح الأمريكي بتمديد وقف إطلاق النار الحالي مؤقتا خلال شهر رمضان المبارك وعطلة عيد الفصح اليهودي"، ورفضت حماس الخطة، التي من شأنها أن تشهد بدء التمديد بإطلاق سراح كبير لنصف ما تبقى من الرهائن الإسرائيليين الأحياء والمتوفين في غزة، ويعتقد أن هناك 24 رهينة إسرائيليا ما زالوا على قيد الحياة في غزة.

مقالات مشابهة

  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • وسط صمت دولي.. برلماني: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا للضغط على الفلسطينيين
  • خارجية فلسطين تطالب بإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات لغزة
  • إدانات عربية لوقف إسرائيل المساعدات لغزة
  • بيان رسمي.. هجوم مصري حاد على إسرائيل
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات الإنسانية لغزة وتهدد بعودة الحرب
  • بيان شديد اللهجة من مصر بعد وقف إسرائيل إدخال المساعدات لغزة
  • السعودية: إسرائيل تستخدم المساعدات في غزة كأداة ابتزاز
  • إسرائيل توقف تدفق المساعدات لغزة وحماس تعلق
  • إسرائيل توقف دخول المساعدات إلى غزة مع دخول رمضان.. وحماس ترد: جريمة حرب