كتبت سلوى بعلبكي في" النهار":   ليس جديداً القول إن الاعتماد على التعامل بـ"الكاش" يشكل البيئة الحاضنة لعمليات تبييض الاموال وتمويل الارهاب. وبما أن لبنان أصبح بعد الازمة يعتمد بشكل كبير على اقتصاد "الكاش"، لذا فإنه بات محط مراقبة عالمية خوفا من استخدام بعض القطاعات المالية فيه كممر للتمويل والتبييض.

ويأتي في السياق التقرير الاخير لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا MENAFATF وفيه أن لبنان "لا يعالج بشكل كاف مخاطر التمويل غير المشروع الناجمة عن الاقتصاد النقدي غير الرسمي الكبير في البلاد، كما أن السلطات المختصة تقلل بشكل كبير من دور الاقتصاد اللبناني غير الرسمي. وقد وضعت الدولة خطة عمل استراتيجية تتضمن العديد من الإجراءات والتدابير للتخفيف من المخاطر التي حددتها هيئة المخاطر الوطنية وتحديثها، وقد تم بالفعل تنفيذ بعضها والبعض الآخر إما هو قيد التنفيذ وإما سيتم تنفيذه في المستقبل. ولكن نظراً لظروف الأزمة الاقتصادية التي يمر فيها لبنان، وبسبب فقدان الثقة بالتعامل مع المصارف، انتشر التعامل النقدي بكثافة عالية، ما يزيد مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وبدأت البلاد باتخاذ بعض الإجراءات ضمن حدود الوضع الحالي".   وفيما يحاول البعض الدخول من باب الصرافين لإنجاز عملياتهم، جاءت الورشة التدريبية للصرافين من الفئتين "أ" و"ب" في مصرف لبنان على كيفية منع ادخال أموال مشبوهة الى القطاع النقدي والمالي في لبنان، وذلك بالتعاون مع هيئة التحقيق الخاصة وخبراء من مجموعة العمل المالي (فاتف).   مصادر مصرف لبنان وضعت الورشة التدريبية في اطار الاجراءات السنوية التي يجب أن تتخذها الدولة باستمرار في موضوع التقييم المالي ومكافحة الارهاب، ومنها تدريب الصرافين وغيرهم من القطاعات المعنية التي تتعاطى مع الناس بـ"الكاش"، على أن تتبع الورشة مع الصرافين ورشة أخرى مع العاملين في قطاع المجوهرات.   وأكدت المصادر أن تقرير "فاتف" صنف المصرف المركزي والمصارف بالجيد في ما خص مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، ولكن المشكلة الكبيرة تتعلق بالقضاء حيث ثمة ملاحظات كثيرة من "فاتف" على طريقة عمل القضاة وعدم اتخاذهم اي قرارات منذ 9 أعوام تقريبا تاريخ صدور القانون 44/2015 الذي يحدد الإطار التنظيمي المتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وعدم ملاحقة المنظمات المسلحة وتمويلها.   ويكشف نقيب الصرافين في لبنان مجد المصري ان اللقاء جاء بعد تقرير "فاتف" الذي يتضمن توصيات عالمية للقطاع المالي ومن ضمنه قطاع الصيرفة، "فكان التركيز على شرح الاجراءات التي ستنفذ لتفادي ادراج لبنان على اللائحة الرمادية، وحثّ الصرافين على تطبيق الاجراءات المطلوبة. كما تم اطلاق تطبيق يستطيع من خلاله الصراف البحث عن اسم اي زبون للتأكد مما اذا كان مدرجا على لوائح الارهاب للتبليغ عنه لدى هيئة التحقيق الخاصة، بما سيساعد في منع تمويل الارهاب والحد من تداول الاشخاص المطلوبين للدولة أموالهم في سوق الصيرفة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عقوبات إسرائيلية جديدة تستهدف جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله

أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، صباح الخميس، فرض عقوبات اقتصادية جديدة على عشرات الجهات المرتبطة بحزب الله، في إطار الحرب الاقتصادية التي تقودها إسرائيل ضد الجماعة اللبنانية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: "لن نسمح لحزب الله وداعميه بمواصلة تمويل الإرهاب ضد دولة إسرائيل. العقوبات التي فرضتها اليوم هي جزء من جهودنا لتدمير شبكات الإرهاب وضرب مصادر تمويلها. رسالتنا واضحة وحاسمة: سنصل إلى كل من يدعم الإرهاب، في أي جبهة وبأية وسيلة".

وشملت العقوبات 24 من العملاء الرئيسيين لجمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله، التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية.

والعملاء المستهدفون أودعوا مبالغ كبيرة في الجمعية التي تدعم أنشطة حزب الله بشكل مباشر، بما في ذلك شراء الأسلحة، وتقديم القروض، ودفع رواتب عناصر الجماعة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

جنوب لبنان.. معارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في الخيام وشمع تستمر المعارك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وتحديدا بمحيط قرية الخيام في القطاع الشرقي وبلدة شمع في القطاع الغربي جنوب لبنان.

وجاءت العقوبات بناءً على توصية من "المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي"، بالتعاون مع شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وأجهزة أمنية أخرى، بهدف تعطيل سبل تمويل الإرهاب، سواء داخل لبنان أو على المستوى الدولي.

وأوضح رئيس المقر الوطني لمكافحة الإرهاب الاقتصادي، المحامي بول لانديس، أن العقوبات الجديدة تهدف إلى "كشف وإفشال الأنشطة المالية الدولية المرتبطة بحزب الله وشبكاته". 

بعد الحرب.. هل يستمر حزب الله بـ"اختزال" شيعة لبنان؟ يذكر أنه، في عام 1982، نشأ حزب الله من رحم حركة أمل (التي أسسها موسى الصدر عام 1974)، وذلك بالتزامن مع تولي بري رئاسة الحركة. ومع صعود حزب الله، برزت بين الطرفين توترات متزايدة، إذ رأت حركة أمل في الحزب قوة منافسة تسعى إلى السيطرة على الساحة السياسية والطائفية في لبنان. وقد أدى هذا التنافس واختلاف الرؤى والأهداف إلى مواجهات مسلحة بينهما خلال ثمانينيات القرن الماضي وذلك في سياق الحرب الأهلية اللبنانية.

وأضاف أن هذه الإجراءات تُعد "جزءًا من حملة اقتصادية أوسع، تسعى إلى تقييد وصول التنظيم إلى الموارد المالية التي تُستخدم في تنفيذ أنشطته العدائية".

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى ضرب شبكات تمويل الإرهاب، وإضعاف القدرات المالية لحزب الله، وإرسال رسالة حازمة بعزم إسرائيل على التصدي للتهديدات بجميع الوسائل المتاحة.

مقالات مشابهة

  • «دبي المالي العالمي» يعدل تطبيق القوانين المدنية والتجارية وتشريعات الملكية العقارية
  • “مركز دبي المالي العالمي” يعدل تطبيق القوانين المدنية والتجارية وتشريعات الملكية العقارية
  • الوحش: المركزي يتجه لاستبدال الكاش بوسائل الدفع الألكتروني
  • نظر تجديد حبس المتهمين في قضايا الإرهاب أمام الدائرة الأولى بوادي النطرون
  • نظر تجديد حبس قضايا الإرهاب استئناف طنطا أمام الدائرة 1 إرهاب بوادى النطرون
  • طوّر أسرع مجهر إلكتروني.. عالم مصري يكشف للحرة رحلة الوصول إلى الإنجاز العالمي
  • عقوبات إسرائيلية جديدة تستهدف جمعية القرض الحسن التابعة لحزب الله
  • إشادة بتقرير التقييم المتبادل لنُظُم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بسلطنة عُمان
  • هل معجون الفحم يساعد فعلًا في تبييض الأسنان؟
  • كركوك تحت المجهر.. اختبار حذر للهوية السكانية