الجيش الأميركي يرسل سفينة لبناء رصيف مؤقت على شواطئ غزة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، السبت، أن الجيش الأميركي أرسل السفينة "فرانك إس بيسون" التابع للفيلق الثامن عشر غادرت قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة في طريقها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقالت في بيان عبر حسابها في منصة "إكس" إن السفينة تحركت بعد أقل من 36 ساعة من إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر.
وأشارت إلى أن سفينة الدعم اللوجستي "بيسون" تحمل "المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية" الحيوية.
On March 9, 2024, U.S. Army Vessel (USAV) General Frank S. Besson (LSV-1) from the 7th Transportation Brigade (Expeditionary), 3rd Expeditionary Sustainment Command, XVIII Airborne Corps, departed Joint Base Langley-Eustis en route to the Eastern Mediterranean less than 36 hours… pic.twitter.com/X70uttuY9J
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 10, 2024وكان بايدن قد أعلن في خطابه عن حالة الاتحاد، الخميس، عن توجيهه الجيش الأميركي لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل المساعدات لغزة، وذلك عقب تحذيرات الأمم المتحدة من حدوث مجاعة واسعة النطاق بين سكان غزة بعد خمسة أشهر من شن إسرائيل هجومها على القطاع الضيق ردا على هجوم حماس.
ولا توجد في غزة بنية تحتية للموانئ. وتعتزم الولايات المتحدة في البداية العمل مع قبرص، التي ستوفر عملية فحص الشحنات بالتعاون مع مسؤولين إسرائيليين، مما يلغي الحاجة إلى عمليات تفتيش أمنية في غزة، بحسب رويترز.
وتستعد أول سفينة محملة مساعدات للإبحار من قبرص إلى غزة المهددة بالمجاعة، فيما أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط عشرات الضحايا، السبت، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني الذي تحكمه حماس وفقا لوكالة فرانس برس.
ويهدف الطريق البحري إلى مواجهة القيود التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات، بعد أكثر من خمسة أشهر على الحرب التي تركت سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يكافحون للبقاء.
وقالت منظمة "أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية إن السفينة التي رست قبل ثلاثة أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي، "ستكون جاهزة" للإبحار في وقت لاحق، لكنها تنتظر الإذن النهائي.
وستكون هذه أول شحنة تنقل إلى غزة عبر الممر البحري من قبرص، أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية تفتش حمولة "200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة" في ميناء لارنكا.
ولفتت إلى أن منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأميركية التي دخلت في شراكة مع "أوبن آرمز"، لديها فرق في قطاع غزة المحاصر تقوم "بإنشاء رصيف" لتفريغ الشحنة.
لكن لم تقدم تفاصيل عن الموقع الدقيق الذي ستسلم فيه هذه المساعدات، ومن سيتولى توزيعها بمجرد وصولها إلى قطاع غزة أو ضمان أمنها.
في هذا الصدد، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، السبت، إن إسرائيل "تنسق إنشاء" هذا الرصيف وستوزع "المساعدات عبر المنظمات الدولية".
وأصبح معظم سكان غزة الآن نازحين داخليا. وتواجه عملية إدخال المساعدات الكثير من العراقيل عند نقاط التفتيش الحدودية البرية.
وتخضع غزة لحصار بحري إسرائيلي منذ عام 2007، عندما سيطرت حماس على القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
عبد الإله مول الحوت.. الشجرة التي تخفي غابة لوبيات البحار
زنقة 20 | علي التومي
في مشهد شغل الرأي العام المغربي، ظهر عبد الإله مول الحوت كمنقذ للمستهلكين، مقدماً السردين بثمن منخفض خلال الأيام الأولى من رمضان، وهو ما استقبله المواطنون بالتصفيق والترحيب، لكن سرعان ما انكشفت معطيات أخرى تشير إلى أن ما حدث لم يكن سوى مسرحية محبوكة، يقف وراءها وحوش الصيد البحري المهيمنة على القطاع، والتي استخدمت عبد الإله كواجهة لخدمة مصالحها.
السردين.. طُعم في لعبة المصالح:
تفيد مصادر مطلعة بأن عبد الإله لم يكن سوى جزء من خطة مدبرة بعناية، حيث تم إمداده بشاحنة مليئة بالسردين مملوكة لأحد كبار أباطرة القطاع، في خطوة مدروسة لإستقطاب الأضواء نحو “البطل الجديد”، بينما تُطبخ في الكواليس خطط ومكائد حفاظا على المصالح.
وبينما احتفى المواطنون بمشهد السردين الرخيص، كان اللوبي الحقيقي يراقب ردود الفعل، ممهدًا الطريق لإتمام صفقة أكبر إما التراجع عن تفتيش مخازن السردين، ورفع اليد عن مراقبة سفن الصيد في أعالي البحار، وإما مواجهة سيناريوهات مماثلة قد تكشف المزيد من الفضائح حول القطاع.
السكان بلا سردين.. واللوبي يوزع الأدوار:
الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي كانت فيه شاحنة عبد الإله تبيع السردين بثمن بخس، كانت مدن مثل العيون وبوجدور تعاني من غياب شبه تام لهذا السمك، وفي المقابل، كان “وحوش القطاع” يرسلون أطنانًا من سردين اقاليم الجنوب إلى عبد الإله، متحكمين في خيوط اللعبة وموجهين السوق وفق مصالحهم.
قطاع يُستنزف.. ومواطنون محرومون من تذوق السمك :
ما جرى في الأيام الأخيرة ليس سوى فصل آخر من فصول هيمنة لوبيات الصيد البحري على ثروة تستخرج من أقاليم تعاني ساكنتها من الفقر والتهميش، رغم كونها تزود البلاد بكنوز بحرية هائلة، فبينما يحقق كبار الفاعلين أرباحًا ضخمة، يعيش سكان الداخلة وبوجدور وآسفي أوضاعًا بائسة، محرومين حتى من الحصول على سمك بسعر معقول.
نهاية المسرحية.. وبداية تساؤلات جديدة:
انتهى مشهد “البطل المزيف”، لكن المعركة حول القطاع لم تنتهِ، فالتصالح الذي تم بين كبار الفاعلين بعد هذه المسرحية يعكس طبيعة الصفقات التي تدور في الخفاء، حيث تُفرض شروط وتُلغى أخرى، في ظل غياب الرقابة الحقيقية والمحاسبة.
وفي الأخير يبقى التساؤل هل كانت قضية عبد الإله مول الحوت مجرد حلقة في سلسلة أكبر من التلاعب بقطاع الصيد البحري وهل سيستمر الرأي العام في التصفيق لعروض جديدة، أم أنه سيبدأ في التساؤل حول من يملك الحقيقة في هذا القطاع الحيوي.