الثورة نت:
2024-10-06@12:26:58 GMT

هل يوحّدنا شهر رمضان؟!

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

 

يأتي شهر رمضان المبارك بفضائله الجزيلة، ليختص فيه المسلمين بالأعمال المُقدّرة عند الله سبحانه إذا خلصت النوايا، إنما هل بإمكاننا دعوة المسلمين إلى التسامح وهي واحدة من فضائل هذا الشهر؟ ربما من المؤسف أن يبدو الأمر عبثياً ولا معنى له، فحالة الشتات التي يعيشها المسلمون لا تشجع أبدا على التفاؤل بإمكانية تحقق ذلك، أو حتى تقبله، فقد نجحت غرف المؤامرات، بإيصال حال المسلمين إلى مثل هذا الوضع المزري من الانكفاء على الذات والتنافس على إرضاء العدو وتسليمه القرار والمقدرات عن طيب خاطر.


النجاح الأول والأهم الذي حققه العدو – بعد عمل عقود طويلة، ومضى استنادا عليه، يغوص في العمق الإسلامي – كان من خلال تشويه ثقافة المسلمين، وترسيخ مفاهيم جديدة بديلة باتت تصور الثقافة الإسلامية كمظهر دال على التأخر عن الركب الحضاري، حتى صار أصغر مسلم يسخر من الحديث عن الدولة الإسلامية لأن فيها مصطلحات مثل الخلافة أمير المؤمنين وأشياء مشابهة لم تعد تتلاءم مع معطيات ومقتضيات العصر الحديث، دون النظر إلى المدلول الذي يعني وحدة المسلمين في السياسة والهدف، وأن تصير خيرات الدول الإسلامية للدول الإسلامية، فلا يكون لمستعمر، الحديث عن غزوات ينفذها في أراضي المسلمين من أجل نهب ثرواتهم.
وإذا أردنا الحديث عن الحداثة والتطور باعتبارهما من فروض تقادم الزمن، فما هي مقاييس ومعايير هذه الحداثة، ومن الذي حدد ورسم بيئة تضاريس هذا العصر؟ إنهم ليسوا المسلمين بطبيعة الحال، وإنما العالم الغربي الذي نجح في ترسيخ ثقافته وجعلها مقياس التقدم الحضاري للمجتمعات وحتى للأفراد، ثقافة تنكر على العربي والمسلم أن يتعامل معهم بنديّة وتكامل، وحدوده أن يكون تابعا ويتلقف فقط ما يُصدّر إليه من مظاهر التقدم.
إثر ذلك نجح العالم الآخر في السيطرة على قرار الشعوب، ففرض عليها أن تبقى تناضل من اجل تحقيق خطوات متقدمة أكثر وأكثر في مماثلة الحضارة الغربية، مع هجر تام للقيم الإسلامية، لأن في ذلك تميز وتطور -بزعمهم- يبعد المجتمع المسلم عن تلك البيئة الإسلامية المتخلفة التي تنادي بالحرية والكرامة، وهكذا حسب ما رسمته الماسونية الصهيونية أو العكس، وصارت الشعوب إلى أنظمة متنافرة لها رؤيتها الخاصة للنظام والعلاقة مع الآخر، وإن كانت الحقيقة أنها أنظمة تابعة برؤية بلا أبعاد استراتيجية، وها هي أكثر هذه الدول ترزح تحت طائلة الديون للغرب، وقد يكون من المثير أن نعلم أنه حتى الدول الثرية عليها ديون.
واليوم حرب الإبادة في غزة وسلبية الأنظمة عن التحرك العملي لإنقاذ إخوتنا هناك، يعكس نجاح المؤامرة في تقييد هذه الأنظمة ونخر إرادتها، فما عادت تقوى على شيء يتعارض مع توجهات العدو، بل والأسوأ أن بعضها يكاد يكون متواطئا، دون اعتبار لشراكة في الدين والتاريخ والثقافة، ودون اعتبار حتى لقيم إنسانية.
وبطبيعة الحال في هذا المناخ الثقافي العشوائي والمشوّه لم يعد بالإمكان توقع تحقيق وحدة إسلامية واحدة تحت راية واحدة تستفيد من كل مظاهر الحضارة الغربية وحتى الفضائية، المهم أن تظل محافظة على ثوابتها، هذا الأمر لا شك أنه بحاجة إلى مسار طويل من الجهد والعمل، فإرث حالة التكلس التي أدمنها المسلمون لعقود خلّفت قرونا من التأخر عن مواكبة حراك العدو ضدهم، مع ذلك بالإمكان البدء، على أن يكون الانطلاق من مستويين متوازيين، الأول: ترسيخ الثقافة المناهضة للفكر الغربي الذي ينزع عن المسلمين صفة القدرة على فرض خارطتهم على المريخ وعلى القمر بجهود ذاتية عن أهلية وجدارة، والتاريخ يشهد بعظمة عطائهم في العلوم والفضاء والرياضيات، والثاني: توحيد الجهود لتحرير بعض الأنظمة من قيود الغرب، فسلوك هذه الأنظمة جعلها مقيدة خوفا من المحاسبة، والتي لا ترى إلا الغرب قادرا على فتح وفضح سجلاتها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تعز.. 13 مسيرة تحت شعار “وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر”

شهدت 13 ساحة في مديريات محافظة تعز اليوم، مسيرات ووقفات تحت شعار “وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر”، تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، تجاه ما يرتكبه العدو الصهيوني المجرم من مجازر يندى لها الجبين.

ورددت الجماهير التي احتشدت في 13 ساحة بمديريات التعزية، وخدير، ومقبنة، وشرعب السلام وشرعب الرونة، والمواسط، وحيفان، وماوية، شعار البراءة من أعداء الله والعبارات المنددة بجرائم العدو الصهيوني بحق المدنيين في غزة وجنوب لبنان.

وأكد أبناء تعز في المسيرات التي شارك فيها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ووكلاء المحافظة ومسؤول التعبئة بالمحافظة محمد الخليدي، وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات اجتماعية، الثبات على الموقف المبدئي في الوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس مهما طال أمد عدوانه.

وأوضح بيان صادر عن المسيرات أنه ومنذ قرابة عام لا يزال العدو الصهيوني المجرم يمعن في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، بل وامتد إجرامه إلى الضفة ولبنان، في ظل صمت عالمي، وتخاذل عربي وإسلامي مخز ومعيب.

وأكد أنه واستجابة لله ولرسوله وللهداة من عباده، وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته ، ووفاء لشهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله، وشهداء محور الجهاد والمقاومة، ونصرة لإخواننا في فلسطين ولبنان يستمر الشعب اليمني في خروجه الأسبوعي في مسيرات مليونية، حتى النصر بإذن الله.

وعاهد البيان شهيد الإسلام والإنسانية والقدس، بأننا لن نحيد عن درب الجهاد حتى نلقى الله.. مباركا عملية “الوعد الصادق الثانية” التي نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي طالت كل جغرافيا فلسطين المحتلة، ونسفت أوهام العدو بالقوة والتفوق والسيطرة وأخبرته مجدداً بأنه وأسطورة دفاعاته الجوية أوهن من بيت العنكبوت، وأن زواله قريب وحتمي بإذن الله.

وجدد العهد للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بأن الشعب اليمني سيظل معهم وإلى جانبهم، ولن يخذلهم مهما طالت المعركة، ومهما كانت الكلفة، وهو ذات العهد والوعد للشعب اللبناني ولحزب الله الغالب، حتى تحقيق وعد الله بالنصر لعباده المجاهدين.

 

مقالات مشابهة

  • كاريكاتير.. الـ 7 من أكتوبر الموت الأحمر الذي زلزل كيان العدو الصهيوني
  • عراقجی یدعو إلى تکثیف التحرکات للدول الإسلامیة ضد العدو الصهيوني
  • ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..
  • تعز.. 13 مسيرة تحت شعار “وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر”
  • 13 مسيرة بتعز وفاء لشهيد المسلمين وتضامناً مع فلسطين ولبنان
  • مسيرات حاشدة بذمار وفاءً لشهيد المسلمين وتأكيداً على الوقوف مع غزة ولبنان
  • حشود مليونية بصنعاء تؤكد الوفاء لشهيد المسلمين والوقوف إلى جانب غزة ولبنان
  • 73 ساحة بالحديدة بمسيرات وفاءً لشهيد المسلمين ونصرة لغزة ولبنان
  • من يكون الفلسطيني الضحية الوحيد الذي سقط بصواريخ إيران في الضفة الغربية؟(صورة)
  • عمليات المقاومة الإسلامية ضد جيش العدوّ “الإسرائيلي” الأربعاء 2 اكتوبر 2024