الثورة نت:
2024-09-19@15:58:52 GMT

السيد عبدالملك الحوثي هو المفاجأة وليس اليمن

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

 

 

شعب اليمن العظيم لم يتغيّر في حبه لفلسطين ونهضته لنصرة القضايا العربية، وتاريخ ساحاته شاهد على ذلك. وقدرة، اليمن على تحقيق معجزات ترفع مكانة العرب في العمارة والحضارة واللغة لم تتغيّر ومنجزات اليمن حاضرة غير قابلة للإلغاء أو التهميش؛ الذي تغير هو أن اليمن وجد قائداً استثنائياً فذاً، عقائدياً حتى النخاع الشوكي، استراتيجياً من طراز رفيع.

ذكاء سياسيّ مركّب متعدّد المهارات. قدرة توعوية وتثقيفية ودعوية سجاليّة وإقناعية لافتة ومبهرة. شجاعة ميدانية بخلفية استعداد عالٍ للتضحية لا تضاهى، والسيد عبدالملك الحوثي هو هذا القائد.
لقد راقب اليمنيون مسيرة هذا القائد وتوثقوا من صدقه وعمق رؤيته وصواب منهجه فوثقوا به قائداً، وكان مرور الأيام والشهور والسنوات شاهداً على اتساع قاعدة هؤلاء الذين يتوثقون فيثقون. وشيئاً فشيئاً نجح السيد عبدالملك باستقطاب شرائح من النخب والمثقفين والشعراء والكتاب والمفكرين، وبإشعال مشاعر النخوة والشعور بالعزة والكرامة لدى الشعائر العربية العريقة في اليمن، فحصل على مبايعة هؤلاء كزعيم سياسيّ، دون أن يضعف ذلك من وهج عقائديّته والتزام محازبيه العقائديين وولائهم.
كانت تجربة السيد عبدالملك في حروب صعدة قبل ما سُمّي بالربيع العربي وما لحق اليمن منه، فرصة لبناء النواة الصلبة لتنظيم أنصار الله. وهي نواة ثقافية عقائدية نضالية وعسكرية، تشرّبت مع السيد عبدالملك أهمية الجمع بين خصوصيتها العقائدية ووطنية يمنية مخلصة، وعروبة صافية وإسلام منفتح، فتحوّلت تلك القبضة من المؤمنين الواثقين إلى قيادة يمنية موثوقة. وجاءت الثورات العربية التي فرضت حضورها في اليمن فرصة لحضور أنصار الله في معادلات حوارات يمنية، وفتحت الباب لتظهير مشروع سياسي يمني يحمله أنصار الله، ويتعرّف عليه اليمنيون، وعندما حان الوقت في عام 2014 نجح أنصار الله باستقطاب غالبية شعبية وعسكرية أتاحت انتفاضة بيضاء سيطرت على أغلب الجغرافيا اليمنية دون قتال، في ظل ولاية منتهية لرئيس ركيك ضعيف لا يشبه اليمن بشيء.
تعرّض اليمن خلال سنوات ما بعد الحرب الظالمة التي شنت عليه لتشويه كبير، وحصار أكبر، وكان المناخ العربي الشعبي والسياسي على مستوى الحكومات والأحزاب، عدائياً بحق اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك، ولم يفتّ ذلك في عضد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك، بل زادهم تعلقاً بالصبر سلاحاً، والمثابرة على موقف الحق الدفاعي المشروع حتى تقف الحرب الظالمة. ورغم كل مرارة الحرب لم يتردّد اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك في مد اليد للجار الأبرز والأهم الذي تمثله السعودية والذي كان يقود الحرب، والمعادلة هي نكون أقوى معاً، والحرب بلا أفق، وذراع اليمن لن يكسر وإرادته لن تصادر ولن يكون حديقة خلفية لأحد، لكنه ليس مشروع عداء واستهداف وتآمر ضد أحد، خصوصاً السعودية، رغم الحرب، ورغم مشروعية الخلاف في النظرة للكثير من العناوين. والحرب على اليمن بنظر اليمن وأنصار الله والسيد عبدالملك هي حرب أميركية إسرائيلية، فلماذا يتحمل الجار والشقيق عبء ما تمثل من شرّ ويكون هو رأس حربتها؟
جاء طوفان الأقصى ليظهر لليمنيين والعرب والمسلمين والعالم، ماذا يمثل اليمن وكيف يفكّر أنصار الله، وماهية مشروع السيد عبدالملك، وانطلقت مسيرة نصرة غزة التي حوّلت البحر الأحمر إلى ممر مائي يحاصر منه كيان الاحتلال، وتعجز أميركا عن كسر الحصار. وأمسك اليمن بقيادة السيد عبدالملك بحق النقض (الفيتو) في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل الفيتو الأميركي في مجلس الأمن، وكلما قال الأميركي لا لوقف الحرب على غزة ولا لفك الحصار عنها، قال اليمن لا لعبور السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية شركاء العدوان على غزة، فأكل العرب أصابعهم ندامة على ظلمهم لليمن، وهم يرونه بأمّ العين ينازل أميركا كل يوم ويفوز عليها، ويكتشفون كم هو الأميركي ضعيف عندما لا يمنحه العرب غطاء لحروبه. وكم هو اليمن عزيز الذي لم يستعمل قوته في البحر الأحمر لأجل ذاته، لكنه لم يبخل بوضعها في كفة الميزان عندما صارت نصرة غزة في الكفة الموازية، حتى صار علم اليمن وصور السيد عبدالملك وصوت العميد يحيى سريع من رموز فلسطين ونصرتها على مساحة العالم.
اليمن اليوم هو مفاجأة ما بعد الطوفان، وكما كان الطوفان مفاجأة أظهرت أن المفاجأة هي شعب غزة ومقاومتها الأقرب إلى أساطير الإغريق في صناعة البطولات، أظهرت مفاجأة اليمن المفاجأة السارة التي مثّلها وجود قائد تاريخي استثنائي عربي هو السيد عبدالملك الحوثي، يفخر اليمنيون بالانتساب إلى مدرسته، ويفخر كل عربي حر شريف بأنه يعيش في زمانه. ومَن سمعه بالأمس وهو يتحدث عن مقاومة حزب الله ويترافع عن إنجازاتها، تيقن بأن مدرسة الأخلاق التي افتتحتها المقاومة في السياسة الحديثة هي سر من أسرار انتصاراتها.

* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نصر الله للإسرائيليين: الرد هو ما سترون وليس ما تسمعون

#سواليف

توعد الأمين العام لحزب الله #حسن_نصر_الله بحساب عسير وقصاص عادل” في أول خطاب له بعد #الهجمات التي شهدتها #لبنان خلال اليومين الماضيين واستهدفت آلاف الأجهزة اللاسلكية ( #البيجر ) التي يستخدمها #حزب_الله.

وقال نصر الله في خطاب له مساء اليوم إن العدو الإسرائيلي سيواجه بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب.

وبشأن طبيعة الرد الذي ينوي يخطط له حزب الله، قال نصر الله إنه ونظرا لطبيعة الضربة التي قال إنها قوية وغير مسبوقة بتاريخ المقاومة؛ فإنه لن يتحدث لا عن مكان أو زمان أو توقيت الرد المنتظر من الحزب، مؤكدا أن “الخبر هو ما سترون وليس ما تسمعون”.
ضربة غير مسبوقة

مقالات ذات صلة جمعية البنوك : قروض الأفراد اغلبها لن يتأثر بقرار خفض الفائدة 2024/09/19

وفي توصيف ما جرى، قال نصر الله إن العدو أراد عبر تفجيرات الثلاثاء والأربعاء أن يقتل نحو 5000 إنسان في دقيقتين ومن في محيطهم دون أي اعتبار.

وأكد أن ما جرى هو عملية إرهابية كبرى، ومجزرتان كبيرتان، مشيرا إلى أنه “يمكن أن نطلق على ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء أنه إعلان حرب”.

وقال إن بعض أجهزة البيجر كانت بعيدة عن مستخدميها وبعضها لم يتم توزيعه من الأساس.

وفيما يتعلق بالتحقيقات التي يجريها الحزب، قال إنهم وصلوا “إلى نتيجة شبه قطعية بشأن ملابسات التفجيرات ولكن ننتظر التأكد منها، مضيفا “سنصل خلال وقت قصير إلى نتائج يقينية بشأن التفجيرات وحينها سيبنى على الشيء مقتضاه”.

واعترف بأن الحزب تعرض لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة في لبنان، ولكنه أكد أن “هذه الضربة الكبيرة والقوية لم تسقطنا ولن تسقطنا”، وأن “الحرب سجال”، يوم لك ويوم عليك.

مقالات مشابهة

  • نصر الله للإسرائيليين: الرد هو ما سترون وليس ما تسمعون
  • تأجيل كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى عصر يوم السبت
  • أول اتصال هاتفي بين ”السنوار” و ”عبدالملك الحوثي”.. ماذا طلب الأول وكيف فاجأة الأخير؟؟
  • أبعاد ودلالات رسالة القائد يحيى السنوار للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • النص الكامل لرسالة القائد المجاهد يحيى السنوار للسيد القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • حماس تحرج مليشيات الحوثي وتصدر بيانا مخالفا لرسالة نشرتها الجماعة باسم السنوار إلى عبدالملك الحوثي!!
  • صراعات الأجنحة تدفع عبدالملك الحوثي لتجاهل التغييرات الجذرية .. خطاب الفشل الجذري
  • رسالة غير متوقعة من يحيى السنوار إلى عبدالملك الحوثي
  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • رئيس حماس يبعث برسالة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي