فجوة بين ما تقدمه مراكز التربية الخاصة من خدمات وما يحتاجه ذوو الإعاقة الذهنية
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
الثورة / قضايا وناس
يقاس مستوى تقدم الدول بمقدار ما تقدمه من خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة.
ويعتبر ذوو الإعاقة الذهنية من أكثر فئات الأشخاص ذوي الإعاقة احتياجا لخدمات الرعاية والتأهيل، وفي بلادنا يتم تقديم خدمات الرعاية والتأهيل لذوي الإعاقة الذهنية في مراكز تسمى مراكز التربية الخاصة والتي تستقطب الدعم من المنظمات المختلفة وفي مقدمتها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي يقدم موازنات تشغيلية سنوية لهذه المراكز ويشرف على برامجها المتنوعة كالتدخل المبكر والتأهيل والدمج والعلاج الطبيعي والتخاطب والتكامل الحسي والرعاية والنقل والخدمات الطبية كالعمليات الجراحية والأدوية وتدريب الكوادر المتخصصة والإدارية وغيرها من الخدمات التي تقدمها المراكز لذوي الإعاقة الذهنية بطريقة مباشرة ومنها عن طريق صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، إلا أن هناك فجوة كبيرة بين ما يحتاجه ذوو الإعاقة الذهنية من خدمات وما تقدمه هذه المراكز، الأمر الذي يضاعف من حالات ذوي الإعاقات الذهنية ومن معاناة أسرهم ويعود السبب في هذا النقص إلى طبيعة العلاقة بين جهات الدعم ومراكز التربية الخاصة من ناحية ونقص البنى التحتية والإمكانات المادية والمختصين وانعدام التخطيط الاستراتيجي وتعدد التبعيات من ناحية أخرى .
وينبغي على مراكز التربية الخاصة لذوي الإعاقة الذهنية تقديم خدمات متكاملة لذوي الإعاقة الذهنية قائمة على تشخيص دقيق باستخدام أدوات قياس مقننة ومن قبل متخصصين ذوي خبرة وبناء برامج تربوية وفق طرق علمية سليمة من قبل فريق متعدد التخصصات وتفعيل دور كل منهم وتنفيذها من قبل معلمي تربية خاصة ومتخصصين وذوي خبرة بالاشتراك مع كل عضو في الفريق على ان تشمل كل جوانب النمو الخدمات المساندة والانتقالية وتوفير برامج توفير مهني وإرشاد أسر ذوي الإعاقة الذهنية .
الأستاذ الدكتور يوسف عبدالله الشجاع -أستاذ التربية الخاصة المشارك- نائب عميد كلية التربية بجامعة إب الأسبق ونائب عميد مركز التعليم المستمر بجامعة إب، يوضح ان هناك تداخلاً وتعدداً في التبعيات لهذه المراكز، فهي تتبع الشؤون الاجتماعية كجمعيات ومنظمات كمؤسسة مجتمع مدني وأيضا تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية وتشرف عليها أيضا وزارة التربية والتعليم كمدرسة تقدم خدمات تربوية لذوي الإعاقة الذهنية، كما تتلقى هذه المراكز دعما من صندوق ورعاية تأهيل المعاقين والكثير من المنظمات بأشراف متعدد .
ويؤكد الدكتور الشجاع أن هذه المراكز لا تستطيع التخطيط الاستراتيجي الحقيقي في ظل التبعيات المتعددة خصوصا وان بعض الجهات تقدم مدربين غير متخصصين في هذا المجال في بعض دوراتها، مما يربك المتدربين ممن يقدمون الرعاية والخدمات لذوي الإعاقة الذهنية في هذه المراكز .
أما بالنسبة للمناخ التنظيمي، فيوضح الدكتور الشجاع ان هناك عدة هياكل تنظيمية داخل هذه المراكز ولا يوجد هيكل تنظيمي موحد بحيث تستطيع الجهات الإشراقية ان توجه العاملين فيها .
كما يوضح الدكتور الشجاع انه رغم الإيجابيات التي حققتها هذه المراكز خلال السنوات الماضية إلا أن هذه المراكز تحتاج لأن تكون خطواتها علمية في هذا المجال، لأن التربية الخاصة تخصص طبي تربوي اجتماعي يحتاج إلى خطوات علمية.. حيث أن الكثير من المراكز يكون العمل فيها فردياً في حين يحتاج العمل إلى فريق متخصص يعد البرنامج لكل طفل وكل معاق، يتكون هذا الفريق من الطبيب ومعلم التربية الخاصة وأخصائي القياس العقلي والذي هو مهمل في هذه المراكز، حيث لا توجد مقاييس للقدرات العقلية، ولا يوجد متخصصون في هذه المقاييس إلا فيما ندر.
كذلك لا بد من مشاركة أخصائية المخاطبة وأخصائي العلاج الطبيعي والأسرة ومعلم التربية الخاصة بالدرجة الأولى، في إعداد البرنامج، بحيث تحشد الجهود نحو تحقيق الهدف وهو الوصول بهذا الفرد المعاق لأقصى درجة تسمح بها قدراته العقلية .
تحديات وصعوبات
وبحسب مختصين، فإن الأسباب التي سبق ذكرها ليست هي فقط من تؤثر على أداء هذه المراكز، فهناك تحديات تواجه هذه المراكز تتمثل في البنى التحتية وضعف الإمكانات المادية.. إضافة إلى أن هناك تحديات في إيجاد الخبرات حيث لا يوجد سوى أخصائي واحد في كل مركز .
ويؤكد المختصون على ضرورة توسيع هذه الخبرات لكي تقدم هذه المراكز خدماتها للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية على أعلى مستوياتها وبما يحقق احتياجات هذه الفئة.
ماهي الإعاقة الذهنية؟
الإعاقة الذهنية هي انخفاض كبير في مستوى الأداء الذهني للشخص منذ الولادة أو الطفولة المبكرة مما يؤدي إلى محدودية في القدرة على القيام بأنشطة الحياة اليومية الاعتيادية.
وتعد الإعاقة الذهنية ظاهرة اجتماعية تنتشر بقوة في جميع المجتمعات، حيث تتطلب رعاية خاصة واهتماماً متزايداً من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والتربوية والجسمية خاصة فئة الأطفال، وعلى الدولة توفير وبناء مؤسسات مراكز رعاية ومؤسسات قائمة على تربية وتعليم هذه الشريحة، وتوظيف برامج متخصصة تربوية واجتماعية مصممة بشكل خاص لمواجهة حاجات الأطفال المعاقين والتي لا يستطيع معلم الصف العادي تقديمها، كما تساعدهم على فهم المعلومات المختلفة، وعلى فهم حتى المفاهيم عن طريق بعض الصور أو الأشكال أو الألعاب، وتتضمن التكفل والعناية بهم وتحقيق ذواتهم، ومساعدتهم على تنمية قدراتهم على أقصى حد ممكن، بالإضافة إلى محاولة إدماجهم اجتماعيا وأكاديميا ومهنيا وإيجاد نوع من التوازن النفسي الشخصي والاجتماعي، والتعايش مع أقرانهم داخل أسرهم ومع جميع الفاعلين في الحياة الاجتماعية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: لذوی الإعاقة الذهنیة ذوی الإعاقة الذهنیة هذه المراکز
إقرأ أيضاً:
"طيران الإمارات" أول ناقلة جوية عالمياً لذوي التوحد
بدأت طيران الإمارات رحلة استثنائية لتصبح أول ناقلة جوية في العالم تحصل على اعتماد رسمي كأول "ناقلة جوية معتمدة لذوي التوحد"، بهدف توفير تجربة سفر سلسة وضيافة شخصية للمتعاملين من ذوي التوحد والاضطرابات الحسية، مما يجعل السفر أكثر شمولاً للجميع.
ومن المقرر أن يتم منح هذا الاعتماد رسمياً من قِبل "المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر IBCCES"، خلال الأشهر المقبلة، حيث سيكمل أكثر من 30 ألف من أفراد طاقم طيران الإمارات التدريبات الأولية، كما تخطط الناقلة لإطلاق معايير وخدمات جديدة لتحسين تجربة السفر للعملاء من طيف التوحد وأسرهم، وسيتم الإعلان عنها لاحقاً هذا العام.
وبالنسبة للكثير من أفراد مجتمع التوحد العالمي، يعتبر السفر الجوي الدولي تجربة صعبة للغاية، أو شيء يجب تجنبه تماماً، بسبب المستوى العالي من المحفزات الحسية التي يمكن أن تنطوي عليها.
وكشف استطلاع للرأي على موقع AutismTravel.com أن 78% من العائلات تتردد في السفر أو زيارة أماكن جديدة، وأن 94% من المشاركين في الاستطلاع سيأخذون المزيد من الإجازات إذا كان بإمكانهم الوصول إلى أماكن يكون فيها موظفون مدربون ومعتمدون على التوحد.
وعملت طيران الإمارات بترتيب مراجعة شاملة في الموقع وتدقيق شامل بالتعاون مع المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر، المنظمة الرائدة في مجال التدريب والشهادات الخاصة بالتوحد والتنوع العصبي.
وكجزء من جهود بحثية واسعة، أجرى المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر استطلاعاً شمل أكثر من 14 ألف شخص من ذوي الإعاقات المختلفة، بما في ذلك الأفراد المصابين بالتوحد والاضطرابات الحسية، بالإضافة إلى عائلاتهم ومقدمي الرعاية لهم.
وتم جمع البيانات من هذا الاستطلاع إلى جانب مقابلات متعددة، واستطلاع صناعة الطيران من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" ، وآراء 1,200 من المتخصصين في القطاع.
وساهمت هذه المدخلات في تطوير معايير مفيدة للمسافرين وطاقم الطيران، كما أجرى خبراء المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر عمليات تدقيق لعدة رحلات لطيران الإمارات على مسارات طويلة وقصيرة المدى.
وتم تجميع البيانات التفصيلية من خلال جمع المدخلات من أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك تجارب المسافرين ذوي التوحد، وقادة الفكر العالميين، والمتخصصين في الصناعة، وخبراء الصحة، وذلك بهدف إرساء معايير جديدة لصناعة الطيران لتلبية احتياجات الركاب المصابين بالتوحد والاضطرابات الحسية.
وتعاونت طيران الإمارات مع المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر لتطوير خطة جديدة تشمل الرحلة بالكامل، من الخدمات الأرضية إلى الخدمات الجوية، لتكون طيران الإمارات الرائدة في تطبيق هذه المعايير في صناعة الطيران.
وتتضمن عملية الاعتماد الشاملة التأكد من أن ما لا يقل عن 80% من الموظفين الذين يتعاملون مع العملاء يكملون التدريب المخصص، إلى جانب الالتزام بالتدريب المستمر والتحسينات.
وكجزء من هذه المبادرة، سيخضع موظفو طيران الإمارات من طواقم الخدمات الأرضية وطواقم الطائرة لتدريب جديد مركز حول التوحد والاضطرابات الحسية، بهدف تزويدهم بالفهم والمهارات اللازمة لتلبية احتياجات المسافرين من ذوي التوحد أو الاضطرابات الحسية، مع أسرهم.
ويشمل التدريب تعريف فرق طيران الإمارات بطيف التوحد، والتحديات التي يواجهها الأفراد، وأساليب الدعم المتنوعة التي تعتمد على احتياجات العملاء الفردية، بالإضافة إلى المحفزات المحتملة والتي يجب أن يكون الموظفون على دراية بها.
ويستند التدريب الجديد إلى الأسس التي أرساها تدريب طيران الإمارات "مقدمة إلى التوحد والإعاقات الخفية"، والذي أكمله 23 ألف موظف في عام 2023.
وعلى مدار عام 2025 وما بعده، ستقدم طيران الإمارات معايير وخدمات جديدة للعملاء من ذوي التوحد والاضطرابات الحسية، لضمان سفر أكثر راحة وسهولة.
ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 تطوراً يتمثل في تقديم منتجات حسية للعملاء على متن رحلات طيران الإمارات تتضمن ألعاباً حسية أو مساعدات يمكنها تشجيع التركيز، والمساعدة في تقليل السلوك التحفيزي الذاتي وتخفيف التوتر.
وكانت طيران الإمارات قد حصلت في أبريل (نيسان) 2024، على شهادة الاعتماد الرسمية كمركز صديق لذوي التوحد، من قبل "المجلس الدولي لمعايير الاعتماد والتعليم المستمر IBCCES"، وذلك جميع مرافقها الأربعة لإنجاز إجراءات السفر بدبي، بما في ذلك مركزها المخصص في المبنى 3 بمطار دبي الدولي، وفي ديسمبر 2023، أصبح مطار دبي أول مطار دولي يحصل على "شهادة البيئة الصديقة لذوي التوحد CAC".