ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم تأخير الفطر وترك السحور لكسر الشهوة؟ فأنا شابٌّ لم يمنَّ الله عليَّ بالزواج بعدُ، والصيام لا يكسر شهوتي؛ فهل يجوز لي تأخير الفطر في رمضان والصيام من غير سحور لكسر الشهوة؟

وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إنه يجوز للمُكلَّف تأخير الفطر، وكذلك الصوم من غير سحور؛ إعانةً له على كسر الشهوة، ما لم يترتب على ذلك إلحاق الضرر ببدنه، كما أنَّ سنة تعجيل الفطر والسحور تحصل ولو بتناول قليل من الماء.

وقد أجمعت الأمة على أنَّ تعجيل الفطر مندوبٌ إليه وأنَّه من سنن النبي المختار؛ فقد أخرج الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، قال: «لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر».

كما أجمعوا على أنَّ السحور مندوبٌ إليه؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم: «تسَحَّروا فإنَّ في السَّحور بركة» أخرجه الشيخان.

وأوضحت، أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة، وهي: اتباع السنة، والتَّقَوِّي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة سوء الخُلُق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مَظِنَّة الإجابة، وتدارك نيَّة الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام. كما في "فتح الباري" للإمام ابن حجر العسقلاني (4/ 140، ط. دار المعرفة).

وأشارت إلى أن المكلَّف إن أخَّر الفطر -أو ترك السحور- حِميَةً لكسر الشهوة لم يكن فعله مكروهًا؛ إذ إنَّه يُكرَه إن كان على وجه التَّدَيُّن والاستنان أو التشديد، فأمَّا لغير ذلك فلا؛ كما قرَّره فقهاء المالكية والشافعية.

غير أنَّ جواز تأخير الفطر وترك السحور مقيَّدٌ بألَّا يترتب عليه إلحاق ضررٍ ببدن المكلَّف؛ لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «قَضَى أَنْ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" وابن ماجه في "سننه".

وتجدر الإشارة إلى أنَّ سنة تعجيل الفطر تحصل بالشيء اليسير ولو بقليل الماء، وهو ما نصَّ عليه فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية.

كما أنَّ سنة السحور تحصل كذلك بالشيء اليسير ولو بشرب قليل الماء، كما نصَّ عليه فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الفطر السحور الشهوة ر الفطر

إقرأ أيضاً:

فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»

يظل شهر شعبان من الأشهر المباركة، إذ يتسابق المسلمون فيه إلى الطاعات والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ويأتي فضل قراءة سورة يس في هذا الشهر الكريم كواحد من العبادات التي وُردت حولها العديد من الأحاديث والأقوال، إذ يُطلق عليها «قلب القرآن» لما تحمله من معاني عظيمة وأسرار روحية تلامس القلوب وتُطمئن النفوس.

فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان

وفيما شهدت ليلة النصف من شعبان اهتماما خاصا بقراءة سورة يس، فإن فضلها لا يقتصر على ليلة بعينها، بل يمتد طوال الشهر، إذ يُستحب الإكثار من تلاوتها بنية التوفيق والبركة ودفع البلاء، كما ارتبطت قراءتها بأحوال متعددة، منها الشفاء من الأمراض، والتخفيف عن المحتضرين، وجلب السكينة إلى القلوب.

قراءة سورة يس بنية الرزق والتوفيق

وأكدت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن ليالي النصف من شعبان من الليالي المباركة التي اختصها الله بفضل عظيم، حيث تتجلى فيها رحمته ومغفرته لعباده، فقد ثبت في الحديث عن النبي  أنه قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟» رواه ابن ماجه .

فضل قراءة سورة يس في ليلة النصف من شعبان

وليالي شهر شعبان من الليالي العظيمة  للدعاء والاستغفار، إذ تُرفع فيها الأعمال إلى الله ويُقدّر فيها الأرزاق والأعمار، حيث أكدت دار الإفتاء أن سورة يس من السور التي وردت بشأنها أحاديث نبوية شريفة، حيث قال النبي: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يَس رواه الترمذي، كما نشرت دار الإفتاء أن قراءة سورة يس ثلاث مرات في ليلة النصف من شعبان من الأعمال المستحبة، وقد جرت العادة على قراءتها في المساجد والبيوت وحلقات الذكر بنوايا مختلفة:

المرة الأولى: بنية الوقاية من الآفات والمصائب.

المرة الثانية: بنية طول العمر والتوفيق للطاعة.

المرة الثالثة: بنية الغنى بالله والاستغناء عن الخلق.

 

فضل قراءة سورة يس عند المريض

وذكر الإمام محمد متولي الشعراوي أن قراءة سورة يس عند المريض لها تأثير عظيم، فقد ورد عن أُبَي بن كعب - رضي الله عنه - أن الملائكة تحضر عند المريض الذي تُقرأ عنده سورة يس، وتقف صفوفًا حتى وفاته، ثم تشهد غسله وتشييعه والصلاة عليه ودفن،  كما جاء في بعض الروايات أن جبريل عليه السلام ينزل بكأس من ماء لمن يقرأها وهو مريض، فيشرب شربة لا يظمأ بعدها.

الأدلة من القرآن والسنة على فضل ليلة النصف من شعبان

قال الله تعالى في سورة الدخان: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، الدخان: 4،  وقد فسّر بعض العلماء هذه الآية بأنها إشارة إلى ليلة النصف من شعبان، حيث تُكتب فيها مقادير السنة القادمة.

كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ رواه أحمد والترمذي .

الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان

واستكمالا للحديث عن فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان، فإن هناك عدد من الأعمال المستحبة التي يمكن للمسلم أن يفعلها في ليلة النصف من شعبان بشكل خاص، وليالي شهر شعبان بشكل عام، ومنها: 

1- الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي 

أوصى الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في فيديو بثته دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي على «يوتيوب» بالإكثار من الاستغفار 100 مرة على الأقل، والصلاة على النبي ﷺ 1000 مرة أو أكثر، وقراءة أحب جزء من القرآن إلى قلبك، وخاصة سورة يس.

2- الدعاء والتوبة

وعلى حسب ما ذكره الدكتور عمرو الورداني، أن من أفضل الأعمال في هذه الليلة التوبة الصادقة من الذنوب، ومن الأدعية المستحبة:«اللهم إني أشهدك أني تبت من ذنوبي كلها ما علمت منها وما لم أعلم، فاللهم تقبل توبتي واغسل قلبي واكتبني في ديوان من أحببت يا تواب يا كريم»

3- قيام الليل وصلاة الوتر

من المستحب إحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة وقيام الليل، فقد كان الصحابة والتابعون يحرصون على ذلك.

4. الدعاء بانكسار قلب

يُستحب في هذه الليلة التوجه إلى الله بالدعاء بخشوع وانكسار، ومن الأدعية المأثورة:«اللهم إنك تنظر إلى قلبي وأنت اللطيف بحالي، أسألك أن تملأ قلبي سكينة وطمأنينة، وأن تجعلني من الراضين بقضائك.

مقالات مشابهة

  • هل أحصل على ثواب عند قضاء أيام أفطرتها في رمضان بعذر؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام الإثنين والخميس بنية القضاء والنفل.. دار الإفتاء تجيب
  • أنتي ماسكة عليه زلة.. رسالة من ياسمين عز لهؤلاء النساء
  • إمساكية رمضان 2025 ومواقيت الصلاة.. متى يبدأ وموعد عيد الفطر
  • حكم الإكثار من الحلف دون داعٍ وهل له كفارة ؟ الإفتاء توضح
  • هل يجوز تأخير الصلاة بسبب الجوع .. اعرف رأي الشرع
  • ثواب سماع القرآن الكريم.. دار الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟ الإفتاء تجيب
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»