“أطباء بلا حدود” تنتقد بشدة “ميناء بايدن” في غزة: حجب الأنظار عن الحصار
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
الجديد برس:
وصفت منظمة “أطباء بلا حدود” عزم الولايات المتحدة إنشاء ميناء إنساني مؤقت في غزة، بأنه “محاولة لحجب الأنظار عن المشكلة الحقيقية المتمثلة في الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع”، في وقت فاق التدمير التوقعات، حيث تجاوزت الخسائر المباشرة بسبب العدوان على غزة حتى اللحظة الـ30 مليار دولار.
وطالبت المديرة التنفيذية لمنظمة “أطباء بلا حدود” في الولايات المتحدة أفريل بينوا، في بيان، حكومة الرئيس جو بايدن بالضغط على “إسرائيل” لفتح المعابر الحدودية الجاهزة لإدخال المساعدات.
وقالت بينوا في البيان إن “المشكلة الحقيقية تكمن في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة واستخدام القوة غير المتناسبة”.
وأشارت إلى أن المواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية التي يحتاجها الفلسطينيون موجودة على الحدود، مطالبةً “إسرائيل” بالسماح بوصولها إلى قطاع غزة.
وأوضحت أن المشكلة ليست لوجستية، بل سياسية. وقالت: “على الولايات المتحدة أن تصرّ على الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية من خلال المعابر والممرات الموجودة، بدلاً من الالتفاف حول المشكلة”، مضيفةً أن “الطريقة الوحيدة المضمونة لزيادة وصول المساعدات العاجلة، هي إعلان وقف إطلاق النار في غزة”.
ولفت البيان الى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة ثلاث مرات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
الصليب الأحمر الدوليووصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، الحرب على قطاع غزة بأنها “حطمت كل معاني الإنسانية المشتركة”.
وقالت، في بيان، يوم السبت، إنه بعد خمسة أشهر من الحرب “يتدهور الوضع في قطاع غزة كل ساعة، ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه”. وأضافت: “هذه الحرب الوحشية كسرت كل إحساس بالإنسانية المشتركة”.
وشددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على أن “إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة يجب عليها أن تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان، أو أن تسهل توصيل المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون عوائق”.
ورأت أن “تدفقاً منتظماً وكبيراً للمساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات ليس سوى جزء من الحل” في غزة، داعيةً جيش الاحتلال إلى “القيام بعملياته العسكرية بشكل يتجنب المدنيين العالقين في وسط كل هذا” ويحترم القانون الإنساني الدولي، لافتةً إلى أنه “هذا هو الخط الفاصل بين الإنسانية والهمجية”.
خسائر 30 مليار دولاروتعاني غزة، الى جانب الجوع، من تدمير هائل طاول أكثر من 80% من المنشآت فيها. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، يوم السبت، “إن الخسائر المباشرة بسبب العدوان الصهيوني حتى اللحظة أكثر من 30 مليار دولار؛ الأضرار تشمل مساكن ومنشآت وبنى تحتية من شبكات طرق وكهرباء ومياه وصرف صحي، و80% من المنازل في محافظة غزة وشمال غزة باتت غير صالحة للسكن”.
وقال رئيس المكتب الإعلامي إن “قطاع غزة يعيش حرب تجويع إسرائيلية، و120 ألف أسرة تعاني من مجاعة حقيقية في شمال القطاع، ولم تدخل مساعدات والاحتلال تعمد ذلك في إطار سياسة التطهير العرقي”.
وبخصوص المساعدات الإنسانية قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن “المساعدات التي أنزلت جواً لا تكفي، والاحتلال يعوق إدخال المساعدات ويجب تفعيل عمل معابر قطاع غزة، والاحتلال تعمد حرب التجويع كجزء من حربه الشاملة على القطاع، ومع نذر المجاعة شمالي قطاع غزة فإن أي جهد يمكن أن يسد رمق الناس”.
ارتقاء طفلة وشابة بسبب الجفاف وسوء التغذيةوعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة نتيجة العدوان والحصار على غزة، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، السبت، ارتقاء طفلة، عمرها شهران، في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية.
وأدى الجفاف وسوء التغذية إلى ارتقاء شابة فلسطينية تبلغ من العمر 20 عاماً في مجمع الشفاء الطبي، وبذلك ترتفع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 25 شهيداً، بحسب القدرة.
وأشار القدرة إلى أن الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل إلى المستشفيات فقط، مضيفاً أن “تزايد الأعداد مقلق، ويؤكد أن المجاعة شمالي غزة وصلت إلى مستويات قاتلة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إسرائيل تعرقل المساعدات وتدفع نصف مليون فلسطيني للنزوح من غزة
أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل تواصل عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع المحاصر، في وقت سجل فيه نزوح نحو 500 ألف فلسطيني من منازلهم منذ منتصف مارس الماضي، بسبب تصعيد الاحتلال العسكري.
مساعدات متوقفة منذ شهرينقالت ستيفاني تريمبلاي، نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بنيويورك، إن المساعدات الإنسانية لم تدخل غزة منذ ما يقرب من شهرين، وهو ما فاقم من المجاعة ونقص المواد الطبية الحيوية.
عاجل - الأمم المتحدة تحث ترامب على إعفاء الدول الأشد فقرا من التعريفات الجمركية ألمانيا تساعد عددًا من مواطنيها وأقاربهم على مغادرة قطاع غزةوأضافت: "يجب أن تتواصل الدعوات إلى إعادة إرساء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى"، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال سمحت بمرور عمليتي مساعدات فقط من أصل ست كانت مقررة الأربعاء.
وأكدت أن القيود الإسرائيلية على الوصول الإنساني تعطل إمداد المستشفيات بالمواد الأساسية، مما يُعرّض حياة المرضى للخطر في ظل انهيار شبه تام للنظام الصحي في غزة.
نزوح جماعي وأوضاع مأساويةفي السياق نفسه، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع غزة منذ 18 مارس الماضي، نتيجة تصعيد الهجمات الإسرائيلية وتجاهلها لاتفاق وقف إطلاق النار السابق.
وأشار المكتب إلى أن هذه ليست أول موجة نزوح، بل أن مئات الآلاف نزحوا مرارًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023، لافتًا إلى أن استمرار العدوان خلّف آثارًا مدمرة على المدنيين، شملت القتل والتشريد وتدمير البنية التحتية.
الاحتلال يعترف بفرض "مناطق عازلة"من جانبه، أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن الجيش أجبر مئات الآلاف على النزوح، وأكد أن إسرائيل لن تغادر المناطق التي سيطرت عليها داخل قطاع غزة، وستحولها إلى "مناطق عازلة" بشكل مؤقت أو دائم.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال كاتس: "على خلاف الماضي، لن ننسحب من المناطق التي طُهرت واستُولي عليها"، وهو ما يعزز المخاوف بشأن نوايا إسرائيل لترسيخ احتلال طويل الأمد داخل القطاع.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أن نحو 30% من مساحة قطاع غزة أصبحت الآن "منطقة أمنية عملياتية" يُمنع على الفلسطينيين دخولها، وتنتشر فيها القوات الإسرائيلية.
نقص شديد في الخيام والمساعداتووفق "أوتشا"، زارت فرق الأمم المتحدة مواقع نزوح في مدينة خان يونس، ووجدت أن السكان يعيشون في أماكن شديدة الازدحام دون توفر المأوى أو الغذاء أو المياه أو الدواء.
وأضاف التقرير أن الخيام نفدت بالكامل من مخازن التوزيع، وأن العائلات النازحة في بلدة بني سهيلا جنوب خان يونس لم تتلق سوى بطانيات وقماش محدود، في وقت تشهد فيه المنطقة درجات حرارة متقلبة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال وكبار السن.
كارثة غذائية في القطاعكما أفادت تقارير الأمم المتحدة أن سوء التغذية الحاد يتفاقم بسرعة، وجرى تسجيل انخفاض بنسبة تفوق الثلثين في عدد الأطفال الذين يتلقون التغذية التكميلية خلال مارس الماضي، ما ينذر بتدهور صحي واسع النطاق.
وتُحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عامًا، إلا أن الوضع الإنساني ازداد سوءًا منذ بدء العدوان الشامل في 7 أكتوبر 2023، حيث أدى القصف المتواصل وتدمير البنية التحتية إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون يعيشون في القطاع.
حصيلة مروعة منذ أكتوبر 2023بدعم أميركي مستمر، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية التي وصفتها تقارير أممية بـ "الإبادة الجماعية"، حيث خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولًا تحت الأنقاض أو في أماكن الاعتقال.
وتستمر الأزمة الإنسانية في غزة وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات، فيما تحذر منظمات حقوقية من كارثة لا يمكن تداركها إذا استمر الحصار ومنع دخول المساعدات.