بوابة الفجر:
2024-07-03@14:17:46 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: "تقديس الكفائة" !!

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT


لا بد من أن نقدس الكفاءات القادرة فى بلادنا على الخروج من أزماتنا –إن تقديس الكفائة هى أهم سمات الحضارة الغربية الحديثة.
ولعل هذا ينطبق على مقولة هامة –وهى " أن كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورى مرغوب فيه " 
ولعل بقراءتنا لنظريات التقدم فى بلاد سبقتنا إقتصاديًا وإجتماعيًا وسياسيًا نرى بأن الكفاءة هى المعيار الرئيسى والأساسى للتقدم إلى شغل وظيفة إدارية سواء كانت  فى شركة أو مصنع أو فى حكومة  على مستوياتها الإدارية المختلفة من مدير قطاع إلى مدير مكتب الوزير إلى الوزير نفسه –ولعلنا قد جربنا ذلك أخيرًا – إن الكفائة هى التى يمكن أن تقودنا إلى بر الأمان بتكلفة أقل !
ولعل قرائة سريعة فى كتاب (الأمير ) لميكيافيلى والذى فيه يرفع لواء الدعوة إلى أن (الغاية تبرر الوسيلة ) هو حقًا التفسير الصحيح للرسالة التى حملها هذا الكتاب للأجيال اللاحقة !!
إلا أن الواقع الحادث اليوم فى كل وكالات الأنباء عن الأحداث العالمية أو الإقليمية أو المحلية –تثبت بأن الغاية سواء كانت نبيلة أو مجحفة ليست هى الهدف ولكن الوسيلة التى تتبع هى التى تستحق الدراسة وتستحق العناية من أصحاب القرارات المؤثرة فى المجتمعات.


ولعل الكفائة هنا –من خلال ممارسات "ميكيافيلية" تعطينا مفهوم أخر إذ ليس الكفائة وحدها تهتم وتفتش بهدف النمو والتنمية –مع إهمال طبيعة هذه الأشياء التى تجرى تنميتها ؟
ولعل هذا يقودنا إلى درس فى الاقتصاد يقول– إن الإقتصادي لا يتدخل بتقييم الغايات أو الحاجات وتمحيص ملائمتها أو مشروعيتها أو أخلاقياتها، ليست هذه هي مهمته – وإنما مهمته هي تحقيق أكبر كفائة ممكنه فى توزيع الموارد (أي الوسائل )المحددة بين الحاجات أو الغايات غير المحدودة.
فيكفى أن يكون الهدف مطلوب من بعض الناس ومستعدين لدفع ثمن له، فلايهم بعد ذلك ما إذا كان جديرا  أو غير جدير بالسعي من أجله، ومن الإفتراضات الأساسية فى نظرية الاستهلاك أن المستهلك يريد دائما المزيد، بصرف النظر عن هذا الذي يريد مزيدًا منه (من كتابات الأستاذ جلال أمين ) ولعل تقديس الكفاءة مع إهمال الهدف النهائي منها مثل تمجيد السرعة، بصرف النظر عن طبيعة العمل الذي تؤديه هذه السرعة مضاعفة سرعة المواصلات. 
بغض النظر عن جدوى الرحلة أصلًا ومضاعفة كفائة وسائل الإتصال ونقل المعلومات، أيًا كانت قيمة المعلومات أو محتوى الرسالة التى ا يجرى توصيلها؟ 
إن تمجيد الوسيلة على حساب الغاية – يذكرنا بما يقولونه ناقدى الحضارة الغربية – بأنهم قالوا " كل ما أصبح ممكنا هو بالضرورة مرغوب فيه " فإذا كان عبور الاطلنطى فى ساعتين بدلا من اربع ساعات قد أصبح ممكنا تكنولوجيا – فلا بد أنه جدير بالتطبيق ! 
إن الكفائة فى بلادنا – ومنذ حقبات متعددة من الزمن اصبح لا قيمة لها – حيث إقترنت الاختيارات بأهل الثقة مره – وبأصحاب المصالح مرات وبالمعارف والأقارب والأخوة مليون مرة... رحم الله أهل الكفائة فى بلادنا !!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

وزارة الأوقاف تصدر بياناً بشأن وضع الحجاج العالقين

أصدرت وزارة الأوقاف والإرشاد بيانا بشأن وضع الحجاج العالقين في مطار جدة الدولي بسبب احتجاز ميليشيا الحوثي الإرهابية لطائرات اليمنية التي كانت ستنقلهم إلى محافظاتهم.

وذكر البيان أن الوزارة أعادت جميع الحجاج العالقين في مطار جدة، إلى مكة المكرمة، ووفرت خدمات الإعاشة طوال فترة إقامتهم بالأراضي المقدسة، وتتابع أوضاعهم، وعملت على ترتيب سفر الراغبين بالعودة إلى أرض الوطن "برًا" إلى محافظاتهم.

وأوضحت أن قطاع الحج والعمرة بالوزارة تكفل بتقديم كافة خدمات النقل والسكن والإعاشة على نفقة الوزارة لحجاج بلادنا العالقين، وإعادة ترتيب أوضاعهم في الأراضي المقدسة بالتنسيق مع الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية، نتيجة اختطاف المليشيا الحوثية الإرهابية لأربع طائرات مع طاقمها الملاحي.

ولفتت الوزارة، إلى أنها قامت بنقل الراغبين من الحجاج العالقين إلى مطار عدن، بالتنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية، مع تعنت المليشيات الحوثية الإرهابية ورفضها الإفراج عن الطائرات المختطفة. 

ونددت الوزارة باستغلال مليشيات الحوثي الإرهابية، لحجاج بلادنا كورقة ابتزاز، ضاربة بعرض الحائط لمعاناة العشرات من النساء والعجزة وكبار السن والمرضى، ودون أن تراعي أدنى قيم الإنسانية أو أخلاق الإسلام أو مروءة العرب.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا
  • د.حماد عبدالله يكتب: حقوق التميز -وواجباتها !!
  • رضا فرحات يكتب: الحكومة الجديدة.. رؤية واضحة وتحديات ملحة
  • إسلام الكتاتني يكتب: ثلاث ضربات في الرأس توجع
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • وزارة الأوقاف تصدر بياناً بشأن وضع الحجاج العالقين
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوطنية المصرية «المنقوصة» !!
  • شـواطئ.. إعادة النظر في النظام الدولي الجديد (5)
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الفاقد " فى مصر كبير !!!
  • الرئاسة الفلسطينية ردا على تصريحات إسرائيلية بتسليم غزة لقوات دولية: لا شرعية لأي وجود أجنبي على أراضي بلادنا