رئيس طاقة الغاز في «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» لـ «الاتحاد»: الإمارات نموذج عالمي لإنتاج كهرباء أكثر موثوقية واستدامة
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أصبحت الإمارات نموذجاً في إنتاج طاقة كهربائية أكثر موثوقية واستدامة وبتكلفة معقولة، بحسب جوزيف أنيس، الرئيس والمدير التنفيذي لوحدة طاقة الغاز في شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد أنيس لـ«الاتحاد» أن الدولة تمكنت من تسريع وتيرة تحول الطاقة في القطاعات مثل، النفط والغاز والمصاهر، مشيراً إلى أن الإمارات شهدت العديد من قصص النجاح في توليد الطاقة الأكثر كفاءة، وبالتالي انخفاض كثافة الكربون، والطاقة الأكثر مرونة، وبما يساعد على دخول الطاقة المتجددة، من خلال توفير الكهرباء ذات الحمل الأساسي لضمان استقرار الشبكة
وكشف أنيس، أن «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» تعتزم في عام 2024 مواصلة العمل مع الشركات الرائدة في القطاعات التي يصعب عادة إزالة الكربون منها، من أجل زيادة خفض الانبعاثات الكربونية من عملياتها.
وأشاد بتجربة دولة الإمارات في إحداث زخم كبير للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في مجالات مثل الهيدروجين، والتقاط وتخزين الكربون، ورقمنة الشبكة وتنظيمها، مشدداً على أنه للمضي قدماً، يسهم ترسيخ السياسات الواضحة، وتعزيز البيئة التنظيمية المستقرة بدور بالغ الأهمية لتشجيع الشركات على الاستثمار في الحلول التي يمكن أن تدعم مسيرة الوصول إلى الحياد المناخي. أخبار ذات صلة الإمارات.. امتياز في مواجهة المطر الاستقرار الاجتماعي.. مفتاح التنمية في الإمارات
وذكر أنيس، أن شركة «جنرال إلكتريك هيتاشي للطاقة النووية» وقعت مذكرة تفاهم في ديسمبر الماضي مع مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية»، بهدف استكشاف فرص الاستثمار في تطوير تكنولوجيا المفاعلات المعيارية المصغرة، بهدف تعزيز مكانة دولة الإمارات الريادية في مجال الابتكار، وتطوير تقنيات الطاقة النووية على مستوى العالم.
وتأتي مذكرة التفاهم في إطار «البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية» الذي أطلقته مؤسسة «الإمارات للطاقة النووية» مؤخراً بهدف تسريع وتعزيز نهج دولة الإمارات الخاص بتطوير واستخدام أحدث تقنيات الطاقة النووية وزيادة عوائدها، من خلال إنتاج الهيدروجين والبخار والحرارة، إلى جانب تعزيز الفرص المتاحة لجميع مستهلكي الطاقة النظيفة لكسب العوائد نتيجة استخدام هذه الطاقة.
ووفقاً لـ أنيس، فإن تحديث الأساطيل الحالية لتكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وبالتالي خفض الانبعاثات يعد جزءاً مهماً من مسيرة تحول الطاقة، وفي 2023 تم تنفيذ تحديثات مهمة على التوربينات الغازية في إحدى شركات الألمنيوم الرائدة في دولة الإمارات بهدف زيادة كفاءة وموثوقية الوحدات الحالية، مشيداً بالعمل الذي تم إنجازه في مركز الخدمة في جبل علي بدبي، والذي يوفر حلول الصيانة والاختبار المتقدمة للمولدات وتوربينات الغاز من مختلف أنحاء العالم، حيث تمت صيانة ما يصل إلى 130 وحدة في عام 2023، نصفها تقريباً لعملاء خارج الشرق الأوسط، بما في ذلك أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية والجنوبية.
وقال أنيس، إنه في دولة الإمارات نظمت «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» مؤتمراً يركز على تسريع وتيرة تحول الطاقة من خلال التحول الرقمي، وحضر المناسبة أكثر من 100 متخصص في مجال الطاقة من جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحاً أن رقمنة العمليات بالنسبة لشركات الطاقة، يمكن أن تؤدي إلى تحسين الجودة والسلامة والأداء، فضلاً عن خفض الانبعاثات.
الأكثر كفاءة
وحول تشغيل محطة توليد الكهرباء بالغاز الأكثر كفاءة من نوعها في الشرق الأوسط وإفريقيا، أفاد أنيس، بأن شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» المدرجة في بورصة نيويورك، بدأت بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية في الشارقة، العمل في محطة الحمرية المستقلة لتوليد الطاقة الكهربائية، وهي محطة توليد الكهرباء بالغاز الأكثر كفاءة من نوعها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكد أن الشركة العالمية تعمل في دولة الإمارات وفق استراتيجية الحكومة الخاصة بتحول الطاقة، والتي تعتمد على مصادر وحلول الوقود المختلفة للتحول إلى إنتاج كهرباء منخفضة الكثافة الكربونية، وتمكين دخول مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكبر، مشيراً إلى أنه من خلال توفير مستوى كفاءة أعلى بكثير، مقارنة بتقنيات توليد الطاقة التي تم الاعتماد عليها سابقاً، من المتوقع أن تساعد التوربينات الثلاثة من طراز 9HA.01 من «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا» على تقليل الانبعاثات الكربونية، بمعدل يصل إلى 4 ملايين طن سنوياً، مقارنة بتوليد نفس الكمية من الكهرباء باستخدام التقنيات التقليدية، وهو ما يعادل الانبعاثات الصادرة عن مليون سيارة تسير في طرقات دولة الإمارات.
فرصة فريدة
ورداً على سؤال عن أهمية مشاركة الشركة في مؤتمر كوب 29، قال أنيس، إن مؤتمر الأطراف COP28 الذي استضافته دولة الإمارات كان فرصة فريدة لمختلف الجهات والأطراف المعنية للالتقاء ومناقشة اللوائح والقوانين التنظيمية، واستكشاف سبل التعاون في مجالات العمل المناخي وتحديد الأهداف لذلك.
وقال إن رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 قادت العديد من المبادرات، بما في ذلك الدعوات لزيادة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، والطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050 - وهي برامج مهمة دعمتها شركة «جنرال إلكتريك ڤيرنوڤا».
وأكد أنه بالنظر إلى مؤتمر الأطراف COP28 بمنظور أوسع، فإن النهج الذي اتبعته دولة الإمارات في حشد الجهود وجميع الجهات والأطراف المعنية لطاولة المفاوضات كان محل تقدير كبير، إذ يتطلب التصدي للتغيرات المناخية اتخاذ المزيد من الإجراءات من جانب القطاعين الحكومي والخاص، والأسواق المتقدمة والناشئة، والقطاعات الصناعية، والمستهلكين، والشباب، وغيرهم لأنها في نهاية الأمر، هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، لافتاً إلى أن إقرار دول الأطراف لـ «اتفاق الإمارات» للعمل المناخي الذي تم التوصل إليه في نهاية القمة كان تاريخياً من نواحٍ عديدة، بما في ذلك أنه أول اتفاق عالمي للتحول عن استخدام الوقود الأحفوري بطريقة منظمة ومنصفة ومسؤولة وتوسيع نطاق التمويل.
مركز للابتكار
أضاف: «أنشأنا مركزاً للابتكار في الإمارات عرضنا فيه آخر الحلول والتقنيات ضمن محفظة الشركة بما في ذلك أحدث التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية بالغاز وطاقة الرياح البرية والبحرية بالإضافة إلى حلول الطاقة المتجددة عبر الطاقة المائية والمفاعلات النووية المصغرة والتطبيقات الرقمية، وحلول شبكات الكهرباء وغيرها».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاستدامة الغاز الكهرباء الإمارات الطاقة المتجددة الطاقة النوویة دولة الإمارات الأکثر کفاءة تولید الطاقة الشرق الأوسط أکثر کفاءة بما فی ذلک من خلال
إقرأ أيضاً:
استشراف الصيف القادم.. 22 ساعة متوقعة بلا كهرباء ولا حلول تلوح بالأفق - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
يواجه العراق أزمة طاقة متصاعدة تهدد بانهيار شبكة الكهرباء، مع تحذيرات من توقف إيران عن تزويد البلاد بالغاز بحلول عام 2025، حيث كشف المقرر البرلماني الأسبق محمد عثمان الخالدي لـ"بغداد اليوم" عن هذه المخاطر، مشيرًا إلى أن إيران تعاني من أزمات داخلية وعقوبات دولية أعاقت قدرتها على تلبية احتياجات العراق من الغاز، الذي يعتمد عليه لتشغيل "30%" من محطات توليد الكهرباء.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يعاني فيه العراق من انقطاعات كهرباء متكررة، خاصة في بغداد والجنوب، مما يهدد بإشعال غضب شعبي مع اقتراب فصل الصيف.
جذور الأزمة.. بين التبعية والإهمال
يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات توليد الكهرباء، حيث يستورد يوميًا نحو "50 مليون متر مكعب" من الغاز، تُستخدم لتشغيل محطات كهربائية حيوية مثل محطة "بسماية" جنوب بغداد، التي كانت تنتج "3,500 ميغاوات" قبل توقفها، ومحطة "الصدر" في العاصمة بقدرة "560 ميغاوات"، ومحطة "المنصورية" في ديالى بإنتاج "770 ميغاوات".
لكن هذه الإمدادات تواجه تحديات جذرية، أبرزها الأزمة الداخلية في إيران، حيث تعاني طهران من نقص في إنتاج الغاز بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي خلال موجات الحر والبرد، إضافة إلى العقوبات الدولية التي أعاقت تحديث قطاع استخراج الغاز، مما أدى إلى انخفاض إنتاجها بنسبة "40%" خلال العقد الماضي. كما أن البنية التحتية القديمة لأنابيب نقل الغاز تتسبب في تسرب "15%" من الإمدادات قبل وصولها إلى العراق.
وتتفاقم الأزمة بسبب عوامل داخلية في العراق، مثل أزمة المياه التي قلصت إنتاج سد الموصل من "755 ميغاوات" إلى "375 ميغاوات"، والفساد الإداري الذي أعاق مشاريع استثمار الغاز المحلي، رغم أن العراق يحرق "17 مليار متر مكعب سنويًا" من الغاز المصاحب للنفط، وفقًا لتقديرات البنك الدولي، مما يجعله ثاني أكبر دولة في العالم بعد روسيا في حرق الغاز.
تداعيات ميدانية.. بين الغضب الشعبي والانهيار الاقتصادي
أدت الانقطاعات المتكررة للغاز الإيراني إلى انهيار جزئي لشبكة الكهرباء في العراق، خاصة في بغداد والجنوب، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى "20 ساعة يوميًا" خلال صيف 2023 و2024، مع توقعات بتجاوزها "22 ساعة" في صيف 2025.
وحذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، في وقت سابق، من أن انقطاع الإمدادات الإيرانية سيتسبب في "كارثة حقيقية"، مشيرًا إلى أن المحطات المذكورة تعتمد كليًا على الغاز القادم من إيران، وأن أي انخفاض في التدفق سيؤدي إلى انهيار إنتاج الكهرباء.
وتكبد العراق خسائر اقتصادية فادحة بسبب هذه الأزمة، حيث تُكلف استيراد الكهرباء من إيران نحو "4 مليارات دولار سنويًا"، بينما تُقدَّر خسائر القطاع الصناعي بسبب الانقطاعات بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي. كما تهدد الأزمة بزعزعة استقرار حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التي تعهدت بتحسين الكهرباء كأولوية، مع مخاوف من عودة احتجاجات 2019 التي اندلعت بسبب تردي الخدمات الأساسية.
استراتيجية الحكومة.. بين الطموح والتحديات
كشف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز عبر استثمار الغاز المصاحب للنفط، الذي يُحرق العراق منه "17 مليار متر مكعب سنويًا". وتشمل الخطة مشاريع مشتركة مع شركات عالمية مثل "شل" في مشروع "باسراك" لالتقاط "700 مليون قدم مكعب يوميًا" من الغاز المحروق بحلول 2025، إضافة إلى التحول إلى الطاقة المتجددة عبر مشروع "المنظومة الشمسية" الذي يهدف لإنتاج "12,000 ميغاوات" بحلول 2030.
لكن هذه الخطة تواجه عقبات جسيمة، منها معارضة كتل سياسية لشروط العقود مع الشركات الأجنبية، وتأخر إقرار الموازنات الاستثمارية بسبب الخلافات بين بغداد وإقليم كردستان. كما تعمل الوزارة على حلول بديلة، مثل تحويل بعض المحطات للعمل بالنفط الأبيض، رغم أن تكلفته أعلى بنسبة "300%" مقارنة بالغاز، مما يجعله حلًا مؤقتًا غير مستدام.
تحذيرات الخبراء وحلول مُقترحة
حذر الخبراء من تداعيات استمرار الأزمة، حيث أكد محمد عثمان الخالدي أن "العراق أمام خيارين: إما التحرر من التبعية لإيران عبر استثمار غازه، أو الغرق في أزمات لا نهاية لها". من جهته، أشار المتحدث الرسمي بوزارة الكهرباء أحمد موسى إلى أن الوزارة تعمل على حلول بديلة، لكنها مكلفة وغير مستدامة.
ودعا الخبراء إلى إجراءات عاجلة، مثل توقيع عقود طارئة مع دول خليجية مثل قطر لاستيراد الغاز المسال، وإعادة تأهيل المحطات القديمة لتعمل بالطاقة الشمسية. كما اقترحوا إنشاء "هيئة وطنية للطاقة" للإشراف على ملف الغاز والكهرباء، وتعزيز التعاون الإقليمي مع دول مثل تركيا لزيادة إطلاق المياه نحو سد الموصل، والانضمام إلى "مشروع الربط الكهربائي الخليجي".
اختبار مصيري للحكومة والمواطنين
العراق يقف عند مفترق طرق: إما أن تنجح الحكومة في تحويل خططها الورقية إلى واقع ملموس، أو تواجه انفجارًا اجتماعيًا مع صيف قد تكون ساعات انقطاع الكهرباء فيه أطول من ساعات توفرها. التحديات جسيمة – من الفساد إلى البيروقراطية – لكن الثمن الأعلى سيدفعه المواطن العادي إذا تأخرت الحلول.