«العيش في مكتبة العالم».. نظرة جديدة إلى الأدب المقارن
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
بترجمة الدكتور والأكاديمي المغربي إدريس الخضراوي، صدر ضمن منشورات دار الكتاب الجديد المتحدة ببيروت، الترجمة العربية لكتاب «العيش في مكتبة العالم» للناقد الفرنسي وليم ماركس، والذي يعد من بين أبرز الأسماء في عالم النقد الأدبي والأدب المقارن في أوروبا وخارجها. عمل وليم ماركس أستاذاً بالكوليج دو فرونس (Collège de France) خلال سنوات 2020 و2022، وقدّم خلالها مجموعة من المحاضرات التي سعى من خلالها إلى تجديد الأدب المقارن.
ويشكّل كتاب «العيش في مكتبة العالم»، كما يقول الدكتور إدريس الخضراوي، رسالة موجزة تكشف عن الأهمية التي يكتسيها الفكر الأدبي لوليم ماركس، وبالتالي فهو يعدّ أحد النّصوص النقدية الجيدة التي تَحمِلُ نظرةً جديدةً إلى الأدب المقارن في مرحلة يتعرّض فيها هذا المبحث المعرفي لانتقادات عديدة بسبب نزعته المتمركزة التي لا ترى إلى ما هو أبعد من فضاء الآداب الأوروبية. يشدّد وليم ماركس على استبدال الأدب المقارن بالمكتبة العالمية، والمكتبة العالمية من منظوره هي كلّ الأعمال التي تَظهرُ على رفوفِ المكتباتِ في جميعِ أنحاء العالمِ، بما فيها الأعمال التي لم تقرأ أبداً. وبما أنّ هذه المكتبة هي من الثراء والتنوع، فإنَّ البحث عن الأعمال التي تكتنزها، يقتضي بذل جهد أكبر، كما يستوجب تحوّلاً داخلياً حقيقياً من جانب القارئ أو القارئة. لهذا السّبب يَتعيّنُ اعتماد منظور جديد للمقارنة، جغرافياً وتاريخياً، يُمكّنُ من احتضانِ آدابِ العالم كلّها في تنوّعها وتعدّد آفاقها، ويبقي في الوقت نفسه على فروقها وتناقضاتها. وهذه هي المهمّة الأساس للأدب المقارن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الأديب الألماني بول فون هايس (1830-1914) ويعد واحدًا من أبرز الأسماء الأدبية في القرن التاسع عشر، حيث اشتهر بإسهاماته في القصة القصيرة والرواية والشعر والمسرح.
في عام 1910، حصل على جائزة نوبل في الأدب، ليكون بذلك أول كاتب ألماني ينال هذه الجائزة، وهو تكريم أثار اهتمام الأوساط الأدبية في ذلك الوقت.
مسيرته الأدبية وأبرز أعمالهبدأ بول فون هايس مسيرته الأدبية ككاتب قصص قصيرة وشاعر، لكنه سرعان ما برز كواحد من رواد القصة القصيرة الحديثة في أوروبا.
كان ينتمي إلى المدرسة الكلاسيكية الجديدة، حيث تأثر بأدباء مثل غوته وشيلر، وسعى إلى تقديم أدب يجمع بين الجمال الفني والعمق الفكري.
من أشهر أعماله رواية “آندريا دلفين” (Andrea Delfin)، التي استلهمها من التاريخ الإيطالي، إلى جانب مجموعة كبيرة من القصص القصيرة التي عرفت بأسلوبها الأنيق وتصويرها العاطفي العميق، كما كتب مسرحيات وأعمالًا شعرية أثرت في الأدب الألماني خلال القرن التاسع عشر.
لماذا حصل على جائزة نوبل؟عندما أعلنت الأكاديمية السويدية فوزه بجائزة نوبل في الأدب عام 1910، جاء في حيثيات الجائزة أنها منحت له “تقديرًا لإبداعه الأدبي المثالي”. فاز فون هايس بالجائزة بسبب:
• إسهاماته في تطوير القصة القصيرة: كان من أوائل الكتاب الذين جعلوا القصة القصيرة فنًا مستقلًا، حيث طور بنيتها السردية وجعلها أكثر تكثيفًا وتأثيرًا.
• أسلوبه الأدبي الراقي: تميزت أعماله بلغة قوية وأسلوب متوازن يجمع بين الدقة اللغوية والوضوح السردي، مما جعله نموذجًا للكتابة الكلاسيكية الجديدة.
• تأثيره على الأدب الألماني: ساعد في نقل الأدب الألماني إلى مرحلة أكثر نضجًا، حيث قدم نصوصًا تعكس القيم الإنسانية والبعد الفلسفي للحياة.
• عمقه الإنساني والفكري: تميزت كتاباته بتناول قضايا الحب، والصراع النفسي، والأخلاق، مع تصوير شخصيات واقعية تعكس تعقيدات النفس البشرية.
تأثير الجائزة على مكانته الأدبيةرغم أن الجائزة عززت مكانة بول فون هايس كأحد كبار الأدباء في عصره، إلا أن تأثيره تراجع في العقود اللاحقة مقارنة بأدباء ألمان آخرين مثل توماس مان أو هيرمان هيسه.
يعود ذلك جزئيًا إلى تغير الأذواق الأدبية وتحول الاهتمام نحو مدارس أدبية أكثر حداثة مثل الواقعية والحداثة الأدبية، في حين ظل أسلوب فون هايس أقرب إلى النزعة الكلاسيكية