«المشهد صفر».. مسرحية كاشفة داخل مسرحية!
تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلة أربع مداخلات حول الإخراج المسرحي وجدلية الأثر والتأثرلا يخلو المسرح «أبو الفنون» من أعمال فلسفيّة بين الحين والآخر، لإشراك المتلقي في فهم الثِّيَم والاشتغالات الذهنيّة وقراءة جوانب الحياة من منظور مغاير، اعتماداً على أنّ المسرح بات يقترب أكثر من الذات ويخاطبها بعمق بعيداً عن التلقي البسيط للعرض.
ولعل هذا ما حملته مسرحيّة «المشهد صفر»، التي عرضت على مسرح معهد الفنون المسرحيّة بالشارقة، ضمن عروض أيّام الشارقة المسرحيّة في دورتها الثالثة والثلاثين، بما يحمله العنوان من غرابة ودعوة إلى التفكير، من خلال مساحة التأويل المطروحة وفنيّات الأداء والنتيجة المستخلصة في مزج رسالة المسرح كفكرة ومكاشفة الجمهور بها، وذلك بكسر الحاجز الكلاسيكي بين المسرح والجمهور.
واعتمدت مسرحيّة «المشهد صفر» على النهايات المتعددة، واختيار كلّ فرد نهايته استناداً إلى بدايته، بالإضافة إلى رسائل حملها سياق العمل من حيث مدى وجود الموهبة في عالم التمثيل وتحقيق الشهرة للعاملين في هذا القطاع.
وفي العرض، الذي كتب نصّه أحمد الماجد وأخرجته إلهام محمد، وأدّى بطولته كلٌّ من الفنانين رائد الدلاتي ومحمود القطان وخديجة بكوش وسارة السعدي، كان الاتكاء على مسرحيّة داخل المسرحيّة، من خلال بروفة في محطة قطار بسيطة، تلقّى الجمهور فيها شخصيّة المخرج المتسلّطة وبحثه عن الشهرة والتميّز وصناعة الأحداث، كما برزت في العمل قيمة الحبّ أو التضحية بها، من خلال علاقة الصداقة والحبّ التي جمعت المخرج ببطلة العرض، كعوامل مساندة في الذهاب إلى مناطق وأفكار جديدة، خصوصاً أنّها تزوجت من صديقه الأكبر سنّاً واستمعت لرغبة أهلها في ذلك، بينما ظلّ المخرج ساعياً في حبّها طمعاً في الشهرة، لتسير الأحداث بفنانة جديدة اقتربت من المخرج وفق مبدأ اجتماع المصالح وأهداف الشهرة، كقراءة للواقع الفني ومكاشفة لما يجري فيه من تفاصيل.
وهذا التحدي في الاشتغال على الأفكار وتجسيدها والتأثير على جمهور العرض، كان معتمداً على أداء الأدوار والمقدرة على النهوض بحوارات العمل وفنيّاته وتوزيع هذه الأدوار بشكل يضمن استمرار التلقي، ومتابعة الفكرة الرئيسية وما تفرّع عنها من أفكار أرادها المخرج وكاتب النصّ.
ومن خلال العرض، وعلى مستوى السينوغرافيا والإضاءة والصوت، كان التحدي أيضاً في تعزيز هذا الجانب وتلافي ما يمكن أن يؤثر في العلاقة ما بين المتلقي وخشبة المسرح لمزيد من التشاركيّة والمتابعة.
وفي عرض كهذا، كان لا بدّ أن ينتابه بعض الغموض في بدايته، كما أشار بعض الحضور من جمهور متنوع الأذواق بين التخصص والهواية، بينما كانت هناك إشادة بفكرة العرض نفسه وعنوانه ومواضيعه أو تفاصيله الجارية في حالات شبيهة.
واشتمل العرض على مزج للكوميديا السوداء ودواخل الذات ومكنونها وتنويع للفقرات، لتوصيل رسالة العمل الذي لقي احتراماً في قناعة المشتغلين بالمسرح بأنّ الجمهور هم شركاء حقيقيّون في أيّ عرض، ولهم أن يلتقطوا أفكاره، ويكونوا جزءاً منه دون حواجز أو حدود.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبو الفنون المسرح من خلال
إقرأ أيضاً:
خاص| تامر رجلي: نادين لبكي أبدعت كممثلة وتخلت عن دور المخرجة في "وحشتيني"
شهد مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية عرض فيلم "وحشتيني" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الخامسة والأربعين، وتميز العمل بإنتاج مشترك بين سويسرا وفرنسا وقطر ومصر، مما أضفى عليه طابعًا مميزًا بمزج الثقافات.
صرح المخرج تامر رجلي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" عن كواليس تصوير الفيلم، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها أثناء العمل مع فريق متعدد الجنسيات، وهو ما تطلب منه تطوير مهاراته في اللغة العربية للتواصل مع النجوم المصريين مثل الفنانة القديرة إنعام سالوسة وسلوى عثمان وحازم إيهاب.
وفي حديثه عن الفنانة والمخرجة نادين لبكي، قال رجلي: "رغم أن نادين مخرجة معروفة، إلا أن هذا الجانب لم يؤثر على علاقتنا المهنية أثناء التصوير، حيث تعاملت كممثلة فقط، ولم تحاول فرض رؤيتها كمخرجة على العمل".
وأضاف أن نادين كانت داعمة كبيرة له، وساعدته في التواصل مع باقي طاقم العمل، نظرًا لإجادتها اللغة العربية واستخدامها مصطلحات لم يكن ملمًا بها، خاصة أن تامر عاش فترة طويلة في سويسرا مما أثر على إتقانه للعربية.
ينتمي فيلم "وحشتيني" إلى نوعية الأعمال التي تمزج بين الكوميديا والدراما، ويستعرض علاقة معقدة بين أم وابنتها، حيث تدور الأحداث حول "سو"، التي تقرر العودة إلى الإسكندرية بعد عشرين عامًا من القطيعة، لرؤية والدتها "فيروز" قبل وفاتها.
من هنا، تبدأ رحلة مواجهة عاطفية مليئة بالتناقضات، حيث تبرز مشاعر متباينة مثل الحرمان العاطفي، الإنكار، الكراهية، والحب، في محاولة لتجاوز آلام الماضي والتصالح معه.
شارك في بطولة الفيلم كوكبة من النجوم، أبرزهم: نادين لبكي، فاني أردانت، ليلى عز العرب، هاني عادل، كريمة منصور، إنعام سالوسة، سلوى عثمان، منحة البطراوي، حازم إيهاب، وحسن العدل. العمل من إخراج تامر روجلي، وشارك في كتابته المخرج الكبير يسري نصر الله.
تميز الفيلم بالإنتاج متعدد الجنسيات الذي جمع بين ثقافات مختلفة، ليقدم تجربة سينمائية فريدة، حيث أوضح المخرج أن العمل تطلب جهدًا كبيرًا لتحقيق التناغم بين فريق العمل رغم الاختلافات الثقافية واللغوية.
وأكد أن الفيلم يحمل رسالة إنسانية عميقة تسلط الضوء على أهمية التواصل بين الأجيال وإعادة بناء العلاقات العائلية الممزقة.
فيلم "وحشتيني" يقدم تجربة سينمائية متكاملة، تمزج بين الأداء الراقي والصورة المبهرة، مما يجعله إضافة مهمة لمهرجان القاهرة السينمائي وللسينما العربية بشكل عام.