إعداد: راشد النعيمي

ما إن تعلن الإمارات دخول رمضان المبارك، حتى تتحول قبلة للعمل الخيري والإنساني، وتتزاحم المبادرات والفعاليات والمناشط التي تستلهم روحانية الشهر الفضيل، وتفتح المجالس أبوابها للتواصل والتزاور، بينما تفتح القلوب والبيوت والخيام، من أجل إفطار الصائمين، وقضاء حوائج المحتاجين وتعيش البيوت حالة عمل متواصل لتوزيع الأكل والوجبات وتلمّس احتياجات الناس.

في رمضان الإمارات، تنطلق مبادرات نوعية تأتي تنفيذاً لرؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة، في مساعدة المجتمعات الأقل حظاً في العالم، وزيادة أعداد المستفيدين من مبادرات العطاء الإماراتية، بتنفيذ برامج ومشاريع نوعية مستدامة، تستهدف توفير الغذاء لعشرات ملايين الفقراء والمحتاجين، والمساهمة في الجهود العالمية للقضاء على الجوع.

تكثر الفعاليات الترفيهية والثقافية والروحانية خلال رمضان المبارك بأجواء رائعة تنبض بالحياة، وتجسد قيم التآزر والتماسك المجتمعي. كما يتميّز الشهر الكريم بالإحسان، والتكافل الاجتماعي الذي تكثر فيه الأعمال الخيرية.

وليس من الضروري تقديم المال، حيث يمكن أن تكون الأعمال الخيرية في تقديم وجبات الإفطار وتوفير المواد الغذائية والوجبات للمحتاجين، حيث تُقدم وجبات الطعام في المساجد، ومراكز التسوّق، ومحطات الوقود وفي التقاطعات المرورية وغيرها من الأماكن العامة يشارك فيها الجميع من الشيوخ وأبناء المجتمع والمتطوعين صغاراً وكباراً.

وتعمل «هيئة الهلال الأحمر» و«مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، وغيرهما من المؤسسات الخيرية المعتمدة على نصب الخيام في مختلف مناطق الدولة لإقامة ولائم الإفطار.

خيام ومناشط

وتعدّ الخيام الرمضانية جزءاً أصيلاً من التقاليد الإماراتية، وهي تجسد روح العطاء والمشاركة الإنسانية، حيث يجتمع آلاف الصائمين على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم المادية ومكانتهم الاجتماعية حول موائد الإفطار، في أجواء تعكس القيم الرمضانية، كالتضامن والمساواة.

كما تنظم الكثير من الجهات الحكومية برامج وأنشطة خيرية في أنحاء الدولة.

وتنظم الهيئة حملات خيرية، وتشمل مشروع المير الرمضاني، وإفطار صائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد التي يعمّ خيرها على عشرات الآلاف داخل الدولة وخارجها.

مجالس يومية

تعد المجالس من أبرز المناشط المجتمعية في الإمارات، وتبدأ فعالياتها عقب صلاة التراويح، سواء في المجالس العامة المنتشرة في أنحاء الدولة أو تلك الخاصة بالمواطنين.

وقف الأم

خلال هذا الشهر ستكون مبادرة «وقف الأم» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم، لدعم تعليم ملايين الأفراد، بشكل مستدام.

وتنطلق الحملة التي تأتي بالتزامن مع الشهر الكريم، من حقيقة أساسية تتمثل في أن الأم هي المدرسة الأولى في الحياة، وهي التي تبني الأجيال وتربيها، وتزوّد أبناءها بالمعارف الجوهرية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، حيث يمثل الصندوق صدقة جارية عن الأمهات في دولة الإمارات.

عطاء مستمر

هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أعلنت، أن 1.8 مليون داخل الإمارات وفي 44 دولة، سيستفيدون من برامجها الرمضانية هذا العام، وتتضمن إفطار الصائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد، والمير الرمضاني، وكسر الصيام، بكلفة مبدئية قدرها 37 مليوناً و606 آلاف و500 درهم، حيث عززت برامجها الرمضانية هذا العام، للحدّ من تداعيات الأوضاع الإنسانية السائدة في كثير من الدول.

وأطلقت حملتها الرمضانية الموسمية تحت شعار «رمضان.. عطاء مستمر»، حيث تستهدف تمتين جسور التواصل مع مجتمع الدولة المعطاء وتعزيز مجالات الشراكة مع قطاعاته كافة. وحرصت الهيئة على توسيع مظلة المستفيدين من برامج رمضان في عدد من الدول التي تشهد شعوبها أوضاعاً حرجة وحالات إنسانية صعبة، خاصة الأشقاء في قطاع غزة، لذلك عملت على تعزيز برامج رمضان في القطاع، لتشمل توزيع 10 آلاف وجبة إفطار يومياً، وتوفير الاحتياجات الرمضانية الأخرى، استكمالاً لجهود الهيئة ومبادراتها المستمرة لمصلحة الأشقاء الفلسطينيين.

مسابقات قرآنية

ويتميز رمضان الإمارات بتركيز الاهتمام على كتاب الله، حيث تأتي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها 27 بعد أن حققت نجاحاً إقليمياً ودولياً في الدورة ال 26، بمشاركة 60 متسابقاً، وحضور جماهيري كبير، ما جعلها الجائزة الدولية الأهم والأكبر عالمياً وتضم 14 فرعاً. وناقشت اللجنة المنظمة للجائزة الاستعدادات النهائية للجان ووحدات الجائزة لانطلاق الدورة السابعة والعشرين، واطلعت على قائمة الدول التي أرسلت أسماء مرشحيها حتى هذه اللحظة؛ إذ وصل عدد المرشحين إلى 62، وهو قابل للزيادة في الأيام المقبلة، واستعرضت الاستعدادات الإعلامية لنقل فعاليات المسابقة الدولية إلى العالم، ونتائج الاجتماع التنسيقي الذي عقد بين ممثلي الجائزة والمسؤولين في مؤسسة دبي للإعلام.

واطلعت اللجنة على الاستعدادات الخاصة بالوحدات، وعلى آلية وضع الأسئلة الخاصة بالمتسابقين التي تحدّثها وحدة المسابقات بشكل مستمر. واستعرضت الأسماء المرشحة لعضوية لجنة التحكيم، إلى جانب الاطمئنان على جاهزية برنامج التحكيم الإلكتروني، واختارت الملصق الإعلاني.

وبرعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، انطلقت الدورة العاشرة من جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، التي حملت عنوان «دورة عام الاستدامة»، تزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمديد مبادرة «عام الاستدامة»، لتشمل عام 2024، ويستمر التسجيل والمشاركة في مسابقات الجائزة من 20 شعبان وحتى 10 رمضان.

ضيوف رئيس الدولة

وأعلن رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالندب، الدكتور عمر حبتور الدرعي، وصول 20 عالماً إسلامياً من نخبة العلماء في تسع دول عربية وإسلامية، إلى الدولة، للمشاركة في فعاليات برنامج ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، خلال الشهر المبارك هذا العام، مؤكداً جاهزية 5276 مسجداً تابعاً للهيئة في الدولة، لاستقبال ملايين المصلين خلال الشهر الكريم، وانتهاء الهيئة من طباعة 100 ألف نسخة من المصحف الشريف على نفقة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله.

وتستضيف الدولة هذا العام 20 عالماً من تسع دول عربية وإسلامية، تشمل «جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المغربية، وسلطنة عُمان، ومملكة البحرين، وجمهورية تتارستان، وجمهورية داغستان، وجمهورية الهند، وبوركينا فاسو» ويتضمن برنامج الضيوف لقاءات بالجمهور ومحاضرات بلغات متعددة.

كما يتضمن البرنامج محاضرات يومية في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وفي المساجد والمراكز القرآنية وعبر منصة الوعظ الذكية ومجالس الأحياء الشعبية، والمؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة.

يوم زايد

في 19 رمضان تحتفل الإمارات، بمناسبة غالية على قلوب الجميع وهي «يوم زايد للعمل الإنساني» الموافق لذكرى رحيل مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مثل هذا اليوم عام 1425ه الموافق 2 نوفمبر 2004.

هذا اليوم موعد متجدد للاحتفاء بسيرة زايد الخير، واستلهام تجربته الرائدة في العطاء والتسامح والعمل الإنساني والاجتماعي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات شهر رمضان رئیس الدولة صاحب السمو هذا العام آل نهیان

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيسة الهند في ضحايا الفيضانات

بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، برقية تعزية إلى فخامة دروبادي مورمو رئيسة جمهورية الهند في ضحايا الفيضانات التي أسفرت عن وقوع عدد من الوفيات والجرحى، متمنياً سموه الشفاء العاجل لجميع المصابين.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تعزية، مماثلتين إلى فخامة دروبادي مورمو رئيسة جمهورية الهند.
وبعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، برقيتي تعزية أيضا إلى دولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند.


مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يلتقي رئيس البرلمان الإيراني في طهران
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيسة الهند في ضحايا الفيضانات
  • مدبولي: الدولة تواصل دعم السولار بنسبة كبيرة حرصا على مصلحة المواطنين
  • الإمارات تعلن عودة إقامة الكوارث اعتبارا من هذا التاريخ
  • عاجل.. وصول الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات لمطار العلمين في زيارة لمصر
  • محمد بن زايد: اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع تشيلي نقطة تحول في مسار العلاقات
  • رئيس الدولة ورئيس تشيلي يبحثان سبل تحقيق الازدهار والتنمية
  • أجهزة مدن العاشر و6 أكتوبر وبني سويف الجديدة والشروق تواصل حملات إزالة مخالفات البناء والإشغالات
  • أجهزة 4 مدن تواصل حملات إزالة مخالفات البناء والإشغالات
  • وزير الإسكان: أجهزة مدن العاشر و6 أكتوبر وبني سويف الجديدة والشروق تواصل حملات إزالة مخالفات البناء والإشغالات