مارس 9, 2024آخر تحديث: مارس 9, 2024

عالية محمد الشاعر

كاتبة وأديبة فلسطينية

وقف سيدنا رضوان حارس الجنة عند بابها حَيرَان، إذ كيف يدخل  الجنة من عنده القابلية للإنزلاق عن الصراط المستقيم الى اللإستقام، تنهدَ رضوان عليه السلام متوجساً خيفة عندما أخبره ملاك الموت عزرائيل انه ما فتأ يبحثُ عن أروح يقبضها بلطف لتفوز وتنعم بالجنة فيما بعد بشفاعة انتمائها الفعلي الناجز لقوميتها والولاء لعقيدتها الحقه بالسعي الحثيث والاجتهاد المتجدد العقلاني الذي حضَّ عليه ديننا دون التعرض والمساس بالثوابت والقطعيات بل بحسن التفكّر والتدّبر في  الظنيات والأمور الدنيوية المعيشية التي أُقحمت وشوهت بفتاوى الجهل ، ولكن هيهات فأكثر ما يخشاه الملاك عزرائيل أن تقبض أمة العرب روحها بيدها وتُلقي بها في آتون اللهيب المستعر للصراع بين الحضارات والتناحر بين الأيديولوجيات والهرطقات الفكرية والجدالات الديماغوجية التي يُهدر ويتآكل معها الوقت، وكذلك الضياع في متاهات الشيزوفرينيا السياسية بحجة البراغماتية التي تتنكر بأقنعة الديمقراطية، هذه التي تُسمى بالقوة الناعمة التي يشوبها المراء والنفاق ويمكنها أن تكون فتاكة مدّمِرة ، والمعضلة أن معظم هؤلاء من صنَّاع القرار والنخبة الذين من المفترض أن يكونوا مؤتمنين على الحقوق وحفظ كرامة الانسان.

وها نحن العامة من الناس بتنا نتأرجح بين الشك واليقين أمام المواقف المعلنة المعسولة بحلاوة الكلام وباطنها الخداع والتربّص بالشعوب المغلوبة، على أمرها حتى التبس علينا الأمر في تحديد الخطأ من الصواب، ومن نصدق ولمن ننحاز وأين نوجه بوصلة العقل صوب الغرب المبهرُ بإنجازاته فنرحل مع زادِ افتتاننا به لنتشتت بين أرجاء الأرض أو نوجهها نحو القلب الذي ينبضُ بعواطفٍ ملهوفة لمشرقنا الذي يتخبطّ كالصقرِ الجريح في آلام وقهر أبنائهِ الأحياء المقبورينَ سراً وعلانية في مدافن النوائب من الفقر والأحزان، لنكتشف حقيقتنا كرهائن عند المُغَمِّضَاتُ من الأمور (الذنوب التي يرتكبها الإنسان وهو يعرفها) نتيجة ممارسات أشخاص يتحكمون بنا من خلال قرارات تُملى عليهم ولا تمتُّ إلينا بصلة، لتنطبق علينا صفة وقائذ الجوارح  (محزوني القلوب) وتلازمنا كأحد العلامات الفارقة بين شعوب الأرض، هذا عدا الهواجس التي تؤرقنا، هل نستسلم للخوف من الطغاة؟ أم الهلع أمام عواصف العولمة القادمة إلينا من كل حدَبٍ وصوب بالرغم من إدراكنا أن لا مفر منها وبالتالي الحل لا يتأتى بالاختباء منها بل بمحاولة التكّيف والتأقلم مع عواصفها لنطّوعَ قوة هبوبها بما يتلاءم مع قيمنا معتقداتنا ويتوافق مع مصالحنا حتى لا نصبح كالقشة في مهب رياحها ، وهنا يحضرني قول الفيلسوف الهندي طاغور “يجب أن أفتح نوافذ بيتي لكي تهب عليها رياح كل الثقافات , بشرط أن لا تقتلعني من جذوري”.

هذا التدفق والغزو المريع للعولمة بكل أشكالها وآخرها الذكاء الاصطناعي الذي سيخبو معه بريق أرواحنا يذكرنا بقوله تعالى ” حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ” (سورة الأنبياء – 96) ويا لعظمة هذه الآية كما كل آيات القران الكريم إن فهمناها ليس بحرفيتها فقط بل بأبعادها المفتوحة سندرك أن كل شيء في عالمنا قد يأخذ طابعا مُقتحِماً كاسحاً عندما يمتلك أسباب التفوق وأدوات القوة، ولابد أن نستوعب بفطنة العربي الذي كان يتميز بالفراسة وصفاء الذهن المُكتسب من المساحات الشاسعة للصحراء، فينبغي علينا أن نُفعّل هذه الصفات ونوجه كل طاقاتنا ونحشد جهودنا لتتدارس في نهج جديد يُقصّر علينا الطريق للسير الجاد نحو الوحدة التي من أولوياتها التكامل الإقتصادي الذي سيفضي إلى التوزان والإستقرار الإجتماعي وسيقودنا بالتالي الى الأمن القومي، هذا يملي علينا التخلي عن الشعارات القطرية وإن كانت بريئة في أهدافها لكنها سطحية ساذجة في طرحها وتبدو كأنها مراهقة وطنية، على سبيل المثال القول (مصر أولا ، الأردن أولا ، لبنان أولا  الخ..) والسؤال هل من المعقول أن يتحقق هذا الشعار على أرض الواقع إذا كانت فلسطين وغيرها من البلاد العربية المنكوبة آخراً؟! نعم قدرنا ومصيرنا مشترك أو (بتعبير مجازي) نحن كما المسبحة إذا انفرطت حبة منها انفرط عقد المسبحة، فهل يجوز لنا أن نفكّر بهذه المحدودية! وسط الضجيج الكوني الذي يعجُّ بالكثير من المتغيرات والتناقضات، لا شك أن هكذا شعارات لا تفيد أمتنا في شيء بل تُضعفها وتفتُّ من عضدها وتجعل كل قطر متقوقعاً منغلقاً على ذاته وهذه خطيئة عواقبها وخيمة تحديداً في هذا العصر الذي تتنافس فيه الأقطاب على من سيحكم العالم ويقود دفة السيادة عليه، في هذا التسارع الجنوني للأحداث من الضروري والمحتّم أن نبني مشروعاً إستراتيجيا متكامل الأركان وإلا سنصبح كأعجاز نخلٍ خاوية تتقاذفنا الرياح، بالتأكيد نحن نملك كل المقومات و الإمكانيات  للتعامل بحكمة وحنكة مع هذا العصف العنيف الذي يحيقُ بمنطقتنا وبالعالم، فالمداولة بين الأيام لدخول دورة الحضارة له ميكانيزم وإن كان خاضعاً للمشيئة الربانية لكنه كذلك مرتبط بقوانين الديالكتيك بمعنى القدرات العملية الفاعلة للبشر، وقد خاطبنا الله عزَّ وجل منبهاً في كتابه العزيز ” وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” (الأنفال 73). أوليس في هذا الكلام المُنزَل من لدن عزيز حكيم عبرةً نتعظ بها؟! وأين نحن كمؤمنين أن يكون بعضنا أولياء بعض ودوامة  النزاعات والخلافات  تشدنا إلى القاع، والسؤال الملح ليس أن نكون أو لا نكون ولكن على أي شكل نكون، هذا الشكل اللائق المرتقي بمستواه سنحظى به كلما ابتعدنا عن إلقاء كاهل إخفاقاتنا على نظرية المؤامرة التي بدأت مع بدء الخليقة عندما قتل قابيل أخاهُ هابيل وستبقى قائمة حتى يقضي الله أمره، لكن المصيبة عندما نستجيب لها بل و نصبح أدوات طيّعه  لتنفيذها في أيادي من يخططون لها وآخر الأمثلة على ذلك اقتتال الأخوة الأعداء في السودان الذي نتمنى أن يكون آخر الأمثلة، فهلُمَّ نثبت جدارتنا بالآية التي أكرمنا بها الله من قبسِ كلماته النورانية “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.” (ال عمران 110). نفهم من هذه الآية أن الخيرةَ ليست قدراً محتوماً بل قضاءً مشروطاً وسينتفي هذا التكريم إذا لم نفهم المغزى الجوهري الغير منحصر أو مؤطّر بالمعنى الكهنوتي أو بالشعائر والعبادات، بل يشمل كل المنظومة الأخلاقية بدءً بالخبايا النقية والنوايا الصادقة وصولاً إلى التعامل والسلوك المستقيم في التعاطي مع كل مناحي ومجالات الحياة ، وهنا لابد من التوقف عند مقولة للعلامة ابن تيمية(إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة) وبالتالي إذا عرفنا كيف نستثمر في هذه الآية الكريمة وأحسنا التطبيق حينها سنقضي على الفساد بالضربة القاضية وسنجدُ مفاتيح جنة الأرض بين أيادينا وثرواتنا المنهوبة وقرارنا السياسي المخطوف في جعبتنا وستنجسر هوة التفاوت الطبقي الحاد الذي يتفاقم في مجتمعاتنا، لقد خصنا الله بهذه الآية ليس كوننا عرباً لأنها تشمل كافة المسلمين على اختلاف أعراقهم وأجناسهم، فلا نقع في خطأ الاستعلاء بل لتحميلنا مسؤولية أكبر اتجاه أنفسنا والآخرين، وكم هو مخزي ومؤلم أن نرى التفجيرات الإرهابية لدور العبادة وغيرها من المؤسسات في دول إسلامية كباكستان وأفغانستان وتدنيس الأماكن المقدسة، وهدم بيوت العبادة في فلسطين من قبل الصهاينة الإرهابيين.

 

يا شباب أمتنا العريقة بكم ومنكم نستقي الأمل أنتم مازلتم مؤهلين لإخراج الناس من غلسِ ظلام الرذائل الى نور الفضائل وهذا تصديقاً لما اصطفانا به الله تبارك وتعالى من الخيرة، ومن الطبيعي أن يكون شركاؤنا في هذه المسؤولية والمهمة العظيمة أحباؤنا ومواطنينا الكرام من المسيحيين الذين حرصوا وأخلصوا لتعاليم عيسى عليه السلام و على أمه مريم البتول ، وكذلك اليهود الذين حافظوا على شريعة موسى عليه السلام واتبعوا وصاياه العشر ومنهم أعضاء منظمة (ناطوري كارتا) الذين يستنكرون ويدينون دولة إسرائيل لعنصريتها وفاشيتها وكذلك لأنهم يعتقدون بأنهُ لا يجب أن يكون لليهود دولة أوطن غير أوطانهم الاصلية.

أيها القارئ الكريم عذراً أسهبتُ، لكن لم يتم بعد الكلام الآن أخالني أسمع صوت المعتصم يستصرخنا مناشداً مستنضهاً عزائمنا بصحوة وجدانية عارمة مردداً واعرباه وإسلاماه، فلبتّ غزة المُوقرة المتيقظة النداء، فاشرأبّت وتعملقت بالصمود وتعمدّتْ بملاحم البطولات، سلاماً مباركاً على غزة الصغيرة التي اجتازت كل أقطار الأرض بجواز سفر مختوم بالشرف والكرامة وأصبح صوتها رغم الحصار الطويل عابراً للقارات مدوياً لا للظلم والطغيان، حمداً لله جلَّ في علاه أن وهبنا غزة الكاشفة الفاضحة للمتآمرين المتخاذلين، سلاماً طيباً عليكم ياآل غزة نادى أيوب ، يا صبراً ترتجُ لهُ الأرض وتنوء عن حمله الجبال وتكادُ َتَخِرُّ لهُ هَدَّا ، يا أهلنا وعزوتنا وعزتَنا الذين غربلتم بدقة الأمة من شوائبها وحق لكم ان تكونوا سيف العدل الفاصل بين الحق والباطل، أيها  الغزاويون المرابطون، في هذا العام جازَ لنا الحداد، ياجوعاً كن برداً وسلاماً على البطون الخاوية في شهر الخير والرحمة رمضان.  سلاماً عَطِراً على الأرواح التي عبيرها مسك الشهداء سواء في فلسطين، سوريا، لبنان، اليمن، والعراق، ولكل المقاومين العرب السابقين واللاحقين أولئك الذين جادوا بأنفسهم فانتقلوا مطمئنين هانئين من دار الفناء الى دار البقاء، هنيئاً لكم الشهادة، نحن الى التراب ماضون وأنتم عند وعد ربكم لكم أحياء ترزقون.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: هذه الآیة أن یکون فی هذا

إقرأ أيضاً:

بعض أساليب الحرب الناعمة

 

 

رغم امتلاك الصهاينة أحدث الأسلحة والتي يستخدمها لإبادة الأشقاء على أرض عزة وفلسطين ورغم أوامرهم للقادة والجنود بعدم الرأفة والرحمة بالضحايا سواء كانوا أطفالا أو نساء، إلا أنهم يدركون حقيقة أن هزيمة المقاومة من المستحيلات وفقاً لتصريحات القادة السياسيين أو المرجعيات اليهودية ذاتها -كبير حاخامات اليهود يقول: «العدو إسماعيل «أولاد إسماعيل» العرب، عدو لا يمكن هزيمته بالطرق العادية، وخطرهم أكبر، ولا سبيل لإيقافهم، بمعنى أنه ليست هناك طريقة منطقية لإيقاف أشخاص مستعدين للموت من أخل قضيتهم، ستهددهم بالموت» لا يهتمون لذلك والموت عند المسلمين شهادة لا يحسنها اليهود ولا النصارى، وهي افضل الطرق لنيل رضوان الله وامتثال أوامره والسير على منهج الأنبياء والمرسلين وذلك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى « وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» آل عمران الآية (169)، وهو ذات المعنى الذي يؤكده الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- حينما قال: «الأمة التي لا تخاف الموت لا يوجد شيْ بيد الأعداء يهددونها به»، وهي ذات المعاني التي سبق أن أشار وأكد عليها الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام والرحمة والرضوان-: «من أحب الحياة عاش ذليلاً» ويؤكد -رضوان الله عليه- على أهمية الجهاد وعدم الاستكانة للظلم والظلمة – حيث قال: «والله ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا».
حاخام اليهود يخاف الموت، ويحب الحياة، والله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين والعالم بدخائل النفوس أخبرنا عن طبيعة اليهود بقوله تعالى: «وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ» البقرة الآية(96)، وهم يقدسون المال، وهم جبناء عند اللقاء، لذلك يحتمون الأسوار العالية والمدافع والطائرات التي تضرب أهدافها عن بعد، ولا يواجهون أبداً لأنهم أحرص الناس على الحياة، فيحتمون بالدبابات الميركافا، والمدرعات وناقلات الجند، وغيرها مثل الأسوار والقلاع والحصون، ومع ذلك فهو يتهم النازيين بالجبن لأنهم يخافون عند مواجهة الموت، وعلى رأسهم هتلر الذي أنهى حياته بالانتحار خوفاً من العواقب التي ستؤول إليها الأمور بعد هزيمته.
إن قادة الكيان الصهيوني من سياسيين وعلمانيين ومتدينين يعلمون جيداً أن معركتهم مع المسلمين المؤمنين المجاهدين لن تؤدى إلى هزيمتهم، لكن السؤال هنا هو: لماذا حرب الإبادة والإجرام وتدمير المدن والقرى فوق ساكنيها حتى أنه تم تدمير أكثر من 90 % من المباني والعمارات في غزة ورفح؟، والجواب واضح وهو أن استخدام القوة العسكرية الغاشمة لهزيمة الجبناء والناس العاديين الذين لا يريدون الموت، وهو ما أكد عليه حاخام اليهود الذي أيد تصريح «أفخيم بيتال» «أن الخطر الإسماعيلي يستحيل هزيمته بالطرق والوسائل العسكرية التقليدية، ولا بالطرق السياسية البسيطة- التي قد تحقق شيئاً لكنها لا تستطيع أن تضمن النتائج».
لقد نجحت الصهيونية والصليبية في تدمير أرض غزة وجعلها غير صالحة للعيش فيها، بل إنها صارت عبارة عن جحيم من القتل والإجرام، وقتل وإبادة بالمجاعة والحصار، لكن الذي لم تستطع تحقيقه هو هزيمة رجال المقاومة وأبطالها، حيث هزمهم رجال غزة بإيمانهم واستبسالهم، وثقتهم بالله بعد أن تكالبت عليهم خنازير المجرمين من كل ارجاس الأمم، أما عن جوانب القوة لدى المقاومة وفقاً لرأيه فهي تكمن في (القوة الجسدية والروحية والثقة بالله) بخلاف اليهود- ولمواجهتهم لا بد من تطوير استراتيجية أكبر، لأنهم آخر وأصعب تهديد سيواجهه جيش إسرائيل مع بني إسماعيل).
تغلغل اليهود في الإعلام، وبعض إن لم يكن كل علماء السلطة الذين تم افساح المجال لهم للنيل من العقيدة الإسلامية الصحيحة والسليمة، وتحريف الحقائق وزرع الفتن وبث الشبهات بين أوساط الجماهير المسلمة، حتى وصل الحال بهم إلى الإشادة باليهود والثناء عليهم وتخوين المقاومة واتهامها بغير حق، وتحميلها المسؤولية عن اجرام اليهود، أما العلماء المؤمنون فقد تم الزج بهم في السجون وتلفيق التهم ضدهم وهي افتراءات كاذبة يعلمها الجميع.
وبينما تتم إبادة الأشقاء في ارض غزة ورفح وفلسطين عامة، يعمل خدام الصهاينة على تحطيم القوة الروحية والإيمانية التي يخشاها اليهود ويسعون جاهدين لنشر الرذيلة والتفسخ والانحلال، وإفراغ الشعائر الإسلامية من مقاصدها وغاياتها التي من أجلها شرعها الله لعباده، فالحشمة والعفة والطهارة اليوم تعاني وتشكو إلى الله ما حل بها من قبل سلطات المملكة السعودية والإمارات والبحرين وغيرها من دول الخليج والعالم العربي والإسلامي، وأصبحت العبادات كالصلاة طقوساً تؤدى، أما ثمارها وغاياتها فقد تم إلغاؤها، حتى أن «فيروس كورونا» دخل واستولى على المساجد والأماكن المقدسة، وغادر الحانات والمراقص والحفلات الماجنة، يقول الحاخام: «الإسماعيليون (العرب) هم الأكثر صعوبة، لأنهم الوحيدون من أعدائنا الذين يمتلكون قوة روحية إلى جانب القوة الجسدية، وعلى المدى الطويل القوة الروحية تهزم الجسدية».
إنهم «أي اليهود والنصارى» يدركون أهمية الإيمان بالله والثقة به، لذلك فإنهم يأمرون المتعاملين معهم بأن يعملوا جاهدين على إفراغ الجوانب الروحية والإيمانية بشتى الوسائل والطرق، حتى يسهل السيطرة عليهم وتحقيق النصر بأقل الخسائر وأقرب الطرق، وهو ما جعلهم ينشئون الحملات المنظمة على كل نشاط من شأنه تعزيز جوانب الإيمان، وأبرز مثال على ذلك الهجوم على المراكز الصيفية وحلقات تعليم القرآن الكريم في بلادنا، لأن فيها اجتماعاً على تعزيز روابط الإيمان، وهي حلقات بسيطة وصغيرة، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بالملايين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، كمؤتمر الحج الذي تمت مصادرة الأساس الذي فرض لأجله، فقد حولته السياسات المتصهينة إلى طقوس بعيدة عن خدمة قضايا الأمة، وما يترتب على ذلك من نتائج قد تقض مضاجع الصهيونية والصليبية، وأولها قضية تحرير الأقصى من دنس اليهود والحلف الصليبي.

مقالات مشابهة

  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه
  • قرارات حوثية خطيرة منها توجية إتهامات جديدة للصحافيين وطلاب الإنجليزية والمبتعَثين بالجاسوسية
  • فرنسا تتأهب للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الأسبوع المقبل
  • 30 يونيو|المجد للشهداء.. منسى.. أسطورة الحفاظ على الأرض.. النقيب عمر القاضى.. "نقدر على الدنيا ولا تقدر علينا"
  • فلسطين تبحث مع منظمات أممية ودولية الجهد الإغاثي في غزة
  • عبدالرحيم علي يكتب: روح يونيو.. ما أشبه الليلة بالبارحة
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • روح كأس العالم 1966 تلهم منتخب إنجلترا في يورو 2024
  • بعض أساليب الحرب الناعمة
  • التباهي بالثروة ومعاقبة المشاهير