ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة؟ حيث إذا أقيمت الصلاة وأنا في الطواف؛ فهل يشرع لي قطعه، أو أتمه ثم أصلي؟ وإذا كان يشرع لي أن أقطعه ثم انتهت الصلاة، فهل يتم من المكان الذي قطعت فيه الطواف، أو أبتدئ الشوط المقطوع من أوله؟

وقالت دار الإفتاء، إنه إذا أقيمت الصلاة المكتوبة على من يطوف طوافًا مفروضًا أو مندوبًا، فله أن يقطع الطواف ويصلي، ثم يبني على ما قطعه من أشواط الطواف ويستكملها، وإذا قطع الطواف في أثناء الأشواط فإنه يعيد هذا الشوط الذي قطع في أثنائه، ويبني على الأشواط السابقة.

وأشارت إلى أنه من الأعذار التي يقطع فيها الطواف إقامة الصلاة المكتوبة؛ لأن الطواف وإن كان واجبًا إلا أن الصلاة المكتوبة أوجب؛ لأنه متى تعارض واجبان يقدم آكدهما.

وذكرت دار الإفتاء، أن دليل أوجبية الصلاة، أنها من أركان الإسلام الخمس؛ أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: شَهَادةِ أَنْ لَا إلِهَ إلَّا الله، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصوْمِ رَمَضانَ»، وما يؤكد على أهمية توقيتاتها قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ»، فدل ذلك على أن الصلاة المفروضة أهم من الطواف وأوجب.

وتابعت: وإذا تقرر مشروعية قطع الطواف للصلاة المكتوبة، فلا يخلو الأمر من احتمالات:

إما أن يبتدئ الطواف من أوله ولا يبني على ما فعل.

وإما أن يبني على ما فعل.

وإذا بنى على ما فعل ففيه احتمالان:

إما أن يلغي الشوط الذي قطعه في أثنائه، فيصلي ثم يعود إلى استكمال الأشواط.

وإما أن يبتدئ من الموضع الذي خرج منه.

وأوضحت، أن هذا مبني على أن الطواف كله عبادة واحدة لا تتجزأ، وهي كالصلاة من جميع الوجوه إلا جواز الكلام فيه كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إن الطواف عبادة لها أجزاء، وأجزاؤها على سبعة أشواط، والترتيب أو الموالاة تكون في عبادة مختلفة لها أركان مختلفة، وهذه الأجزاء السبعة ليست مختلفة فيما بينها كالطهارة والصلاة، فالطهارة لها أعضاء مختلفة، والصلاة لها أركان مختلفة، ولكن الطواف بأشواطه السبعة لا اختلاف بينها، فلا ترتيب فيه، وهذا هو القول الأرجح؛ لما استشهد به الإمام الشيرازي في "المهذب": "أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يطوف بالبيت، فلما أقيمت الصلاة صلى مع الإمام، ثم بنى على طوافه"، وقال المالكية: يستحب إكمال الشوط إن استطاع الطائف ثم الذهاب إلى الصلاة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة الطواف دار الإفتاء على ما

إقرأ أيضاً:

أديت صلاتي الفجر والظهر ولم أكتشف أني على جنابة إلا العصر فهل أعيد الصلوات

الطهارة شرط أساسي في العبادات، فلا تصح الصلاة ولا الصيام دون طهارة، كما أنه لا يجوز للمرأة أن تؤدي الصلاة قبل التطهر من الحيض أو النفاس، وبالنسبة لقراءة القرآن، فإنها تستلزم الطهارة والوضوء.

وفي هذا الإطار، ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال من أحد المتابعين يستفسر فيه: "صليت الفجر والظهر، ولم أكتشف أني كنت على جنابة إلا قبل العصر بدقائق، فهل يجب عليّ إعادة الصلوات؟".

وقد أجاب الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، موضحًا أنه في هذه الحالة يجب إعادة صلاة الفجر بعد الاغتسال، ولا إثم على المصلي لأنه كان يجهل حالته. وأكد أن الجهل بالحدث لا يستوجب العقوبة، ولكن بمجرد العلم يجب تصحيح الأمر وإعادة الصلاة.

حكم تأخير غسل الجنابة إلى ما بعد الفجر في رمضان

وفي سياق متصل، أكدت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية أن تأخير غسل الجنابة لما بعد الفجر في رمضان لا يؤثر على صحة الصيام، إذ لا يُشترط أن يكون الصائم طاهرًا قبل الفجر، بل يجوز له تأخير الغسل إلى الصباح، مستشهدة بحديث السيدة عائشة وأم سلمة – رضي الله عنهما – حيث قالتا: "نشهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنه كان ليصبح جنبًا من غير احتلام ثم يغتسل، ثم يصوم".

وأوضحت اللجنة أن هذا الحديث دليل واضح على أن الجنابة لا تفسد الصيام، وأن المهم هو الاغتسال قبل أداء الصلاة.

هل يجوز للشاب والفتاة التحدث قبل الخطوبة لمعرفة الطباع ؟ .. دار الإفتاء تجيبركعتان في الصباح تجلبان الخير والبركة لمن يواظب عليهما .. الإفتاء توضححكم تأخير الصلاة بسبب الجنابة

أما فيما يتعلق بتأخير الغسل من الجنابة لفترات طويلة، فقد شدد الشيخ خالد الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن تأخير الغسل من الجنابة ليوم أو يومين أمر محرم، لأن الجنب لا يمكنه أداء الصلاة حتى يغتسل، وبالتالي فإنه يكون قد ترك الصلاة عمدًا، وهو من الكبائر.

وأكد الجندي أن بعض العلماء شددوا على أن إضاعة الصلاة عمدًا قد يصل إلى الكفر، محذرًا من الاستهانة بهذا الأمر، مستشهدًا بقوله تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين".

كما أوضح أن تأخير الصلاة حتى خروج وقتها دون عذر شرعي يُعد كبيرة من الكبائر، ومن يرتكب ذلك عليه التوبة والاستغفار، مضيفًا أن المسلم عليه المبادرة إلى الاغتسال فورًا لأداء الصلاة في وقتها وعدم التهاون في ذلك.

وختمت دار الإفتاء المصرية توضيحها بالتأكيد على أهمية الحرص على الطهارة، حيث إنها شرط لصحة العبادات، مشددة على ضرورة التزام المسلم بالتطهر والوضوء والاغتسال وفق أحكام الشريعة، حتى يؤدي عباداته بشكل صحيح دون تقصير أو تفريط.

مقالات مشابهة

  • ليلة الجمعة بدأت منذ ساعات.. الإفتاء: اغتنموا ما تبقى منها بهذا الذكر
  • أصلي جميع الفروض بالفاتحة وسورة الإخلاص.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • أديت صلاتي الفجر والظهر ولم أكتشف أني على جنابة إلا العصر فهل أعيد الصلوات
  • حكم تكرار العُمرة وموضع الإحرام في كل مرة.. دار الإفتاء تجيب
  • دعاء الطواف بالكعبة .. يمحو السيئات ويُزيد الحسنات
  • حكم الأذان والإقامة للمنفرد .. الإفتاء توضح
  • حكم من صلّى وفى ثوبه نجاسه ولم يكتشفها إلا بعد الصلاة
  • حكم الذكر عند الطواف بالكعبة بالأذكار المأثورة وغير المأثورة
  • ما حكم صلاة التراويح في المنزل؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يجوز للشاب والفتاة التحدث قبل الخطوبة لمعرفة الطباع ؟ .. دار الإفتاء تجيب