بيانات جديدة تظهر فجوة عالمية هائلة بين الجنسين تجاوزت كل التوقعات
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
مارس 9, 2024آخر تحديث: مارس 9, 2024
المستقلة/- كشف تقرير جديد لمجموعة البنك الدولي أن الفجوة العالمية بين الجنسين في مكان العمل أوسع بكثير مما كان يعتقد سابقاً. وعندما تؤخذ الفروق القانونية التي تشمل العنف ورعاية الأطفال في الاعتبار، نجد المرأة تحصل على أقل من ثلثي حقوق الرجل. ولا يوجد بلد يتيح تكافؤ الفرص للنساء- ولا حتى في الاقتصادات الأغنى.
ويقدم أحدث تقرير صدر بعنوان “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون” صورة شاملة للعقبات التي تواجه النساء في دخول قوة العمل العالمية والمساهمة في تحقيق مزيد من الرخاء لأنفسهن وأسرهن ومجتمعاتهن المحلية. ويتناول التقرير هذا الأمر بالتحليل على نطاق أوسع، ويضيف مؤشرين يمكن أن يكونا لهما أهمية بالغة في فتح باب الخيارات أمام المرأة أو تقييدها، هما: السلامة من العنف، والحصول على خدمات رعاية الأطفال. وعند تضمين هذين التدبيرين، ستتمتع المرأة في المتوسط بنسبة 64% فقط من الحماية القانونية التي يتمتع بها الرجل، وهذه النسبة أقل بكثير من التقدير السابق البالغ 77%.
والفجوة بين الجنسين أوسع في الواقع العملي. وللمرة الأولى، يقيّم تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون الفجوة بين الإصلاحات القانونية والنواتج الفعلية لصالح المرأة في 190 اقتصادا. ويكشف التحليل عن فجوة صادمة في التنفيذ. فعلى الرغم من أن القوانين المدونة تشير ضمنا إلى تمتع المرأة بما يقرب من ثلثي حقوق الرجل، فإن البلدان في المتوسط أنشأت أقل من 40% من الأنظمة اللازمة للتنفيذ الكامل. وعلى سبيل المثال، سن 98 اقتصاداً تشريعات تفرض المساواة في الأجر للمرأة عن العمل متساوي القيمة. ومع ذلك، لم يعتمد سوى 35 اقتصاداً – أي أقل من اقتصاد واحد من بين كل 5 اقتصادات – تدابير بشأن شفافية الأجور أو آليات إنفاذ لمعالجة الفجوة في الأجور.
ويتوقف التنفيذ الفعال للقوانين التي تنص على تكافؤ الفرص على وجود إطار داعم كاف، يشمل آليات إنفاذ قوية، ونظاماً لتتبع التفاوت في الأجور بسبب النوع الاجتماعي، وتوفير خدمات الرعاية الصحية للنساء الناجيات من العنف.
وتعليقا على ذلك، قال إندرميت غيل رئيس الخبراء الاقتصاديين بمجموعة البنك الدولي والنائب الأول للرئيس لشؤون اقتصاديات التنمية: “لدى المرأة القدرة على تعزيز الاقتصاد العالمي المتعثر، لكننا نجد القوانين والممارسات التمييزية في جميع أنحاء العالم تمنع المرأة من العمل أو إقامة أنشطة أعمال على قدم المساواة مع الرجل، ويمكن أن يؤدي سد هذه الفجوة إلى زيادة إجمالي الناتج المحلي العالمي بأكثر من 20%، وهذا يضاعف بشكل أساسي معدل النمو العالمي على مدى السنوات العشر القادمة، لكن الإصلاحات اللازمة تسير بسرعة السلحفاء، ويحدد تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2024 ما يمكن للحكومات القيام به لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في أنشطة الأعمال والقانون.”
وتبرز الفجوة في التنفيذ حجم العمل الشاق الذي يتعين علينا القيام به بالنسبة للبلدان التي تسن قوانين تنص على تكافؤ الفرص. فتوغو، على سبيل المثال، تحتل موقعاً بارزا بين اقتصادات منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، حيث سنت قوانين تمنح المرأة نحو 77% من الحقوق المتاحة للرجل، وهي بذلك تتفوق أي بلد آخر في أفريقيا في هذا الشأن. ومع ذلك، لم تنشئ توغو حتى الآن سوى 27% من الأنظمة اللازمة للتنفيذ الكامل. وهذا المعدل معتاد في اقتصادات منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
وفي عام 2023، عملت الحكومات بصورة جادة للنهوض بثلاث فئات من الإصلاحات القانونية لتكافؤ الفرص هي: الأجور، وحقوق الوالدية، والحماية في مكان العمل. وكان أداء جميع البلدان ضعيفا في الفئتين اللتين يجري تتبعهما لأول مرة، وهما الحصول على خدمات رعاية الأطفال وسلامة المرأة.
ونقطة الضعف الأكبر هي سلامة المرأة حيث يبلغ متوسط الدرجة العالمية 36 نقطة فقط، مما يعني أن المرأة لا تتمتع سوى بثلث وسائل الحماية القانونية ضد العنف المنزلي والتحرش الجنسي وزواج الأطفال وقتل الإناث. وعلى الرغم من أن 151 اقتصاداً لديه قوانين تحظر التحرش الجنسي في أماكن العمل، نجد 39 اقتصاداً فقط لديها قوانين تحظر التحرش الجنسي في الأماكن العامة. وغالبا ما يمنع ذلك المرأة من استخدام وسائل النقل العام للوصول إلى العمل.
وتسجل معظم البلدان أيضا درجات متدنية في قوانين رعاية الطفل. وتقضي المرأة في المتوسط أكثر من 2.4 ساعة في اليوم في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر أكثر من الرجال، ومعظم هذه الأعمال يتعلق برعاية الأطفال. ويؤدي توسيع نطاق الحصول على خدمات رعاية الأطفال إلى زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة بنحو نقطة مئوية واحدة في البداية، ومن المتوقع أن يزداد هذا التأثير بأكثر من الضعف في غضون 5 سنوات. واليوم، لا يقدم سوى 78 اقتصاداً – أي أقل من النصف – بعض المساندة المالية أو الإعفاء الضريبي للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار. ولا يوجد سوى 62 اقتصاداً – أي أقل من الثلث – لديه معايير جودة تنظم خدمات رعاية الأطفال، وبدون هذه المعايير قد تتردد المرأة في الذهاب إلى العمل في حالة وجود أطفال لديها بحاجة إلى رعاية.
وتواجه النساء أيضا عقبات كبيرة في مجالات أخرى. ففي مجال ريادة الأعمال، على سبيل المثال، يفرض اقتصاد واحد فقط من بين كل 5 اقتصادات معايير مراعية للمساواة بين الجنسين في عمليات المشتريات والمناقصات العامة، مما يعني حرمان المرأة إلى حد كبير من الفرص الاقتصادية التي تدر 10 تريليونات دولار سنويا. وعلى مستوى الأجور، لا تكسب المرأة سوى 77 سنتاً مقابل كل دولار يتقاضاه الرجل. وتمتد هذه الفجوة حتى التقاعد. ففي 62 اقتصادا، تختلف الأعمار التي يمكن فيها للرجل والمرأة التقاعد. ومتوسط أعمار النساء أكبر من الرجال، ولكن نظرا لحصولهن على أجور أقل أثناء العمل، ويأخذن إجازات رعاية أطفال، ويتقاعدن مبكرا، ينتهي بهن المطاف بمزايا معاشات تقاعدية أقل وزيادة انعدام الأمن المالي في الكِبر.
ومن جانبها قالت تي ترومبيك، المؤلفة الرئيسية للتقرير: “لقد أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى إصلاح القوانين ووضع السياسات العامة التي تمكّن المرأة من العمل وإقامة أنشطة الأعمال التجارية وتحقيق النمو لهذه الأنشطة، ولا يشارك اليوم سوى نصف النساء في القوى العاملة العالمية، مقارنة بنحو 3 من كل 4 رجال، وهذا يتجاوز العدل إلى إهدار قيمة المرأة، فزيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة هي المفتاح لزيادة قدرتها على التعبير عن نفسها وجعل صوتها مسموعاً، وصياغة القرارات التي تؤثر عليها بشكل مباشر، وببساطة، ليس لدى البلدان رفاهية تحمل تبعات تهميش دور المرأة التي تمثل نصف المجتمع”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: بین الجنسین المرأة فی أقل من
إقرأ أيضاً:
ريهام العادلي تكتب: إنجازات المرأة المصرية عام 2024.. شهادة نجاح جديدة
استمرت المرأة المصرية خلال عام 2024 في تحقيق إنجازات استثنائية تعكس قوتها وإصرارها على صنع مستقبل أفضل، تلك الإنجازات جاءت نتيجة للدعم الكبير من القيادة السياسية، التي أولت اهتماما خاصا بتمكين المرأة والحفاظ على مكتسباتها التي حققتها في مختلف المجالات سواء في السياسة، أو الاقتصاد، أو التعليم، أو الثقافة، حيث أثبتت المرأة المصرية أنها شريك أساسي في بناء الوطن، مدفوعة برؤية قيادة تؤمن بدورها المحوري في تحقيق التنمية المستدامة وصياغة مستقبل مزدهر لمصر.
وتؤمن الدولة المصرية بأن أهداف التنمية المستدامة لن تتحقق دون تحقيق تمكين حقيقي للمرأة و تضافر جهود جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والجهات الشريكة .
شهد عام 2024 توالي تعيين المرأة في المواقع القيادية بالدولة ، ومنها صدور قرار جمهوري بتعيين المستشارة أمل عمار، رئيسة للمجلس القومي للمرأة ، وهي أول قاضية تترأس المجلس ، وذلك خلفا للدكتورة مايا مرسي التي تم تعيينها في منصب وزيرة التضامن الاجتماعي ، والذي يعد تأكيدا على ثقة القيادة السياسية في قدراتها على تحقيق النجاح في جميع الملفات التي أوكلت إلبها وقت توليها مسئولية قيادة المجلس القومي للمرأة.
كما شهد العام المنتهي استكمال تنفيذ البرامج والمبادرات التي تستهدف تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة ومبادرات تعزيز قدرات رائدات الأعمال، و إدماج المرأة في أكبر برامج تنموية تشهدها الدولة في تاريخها الحديث مثل برنامج حياة كريمة، و"المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية"، والمبادرة الرئاسية" بداية جديدة لبناء الإنسان المصرى".
وكذلك إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية عام 2024 والتي تمثل حافزاً على خلق المزيد من فرص العمل المستدامة حيث ان الحكومة المصرية تولي اهتماماً كبيراً في الاستثمار من أجل الفتيات في مصر،
وواصلت مصر التي شهدت تقدماً ملحوظاً في أجندة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين خلال السنوات الماضية، طريقها في هذا الاتجاه تدعمها إرادة سياسية قوية لتفعيل الحقوق الدستورية للمرأة، والتزام واضح يُترجم إلى استراتيجيات وبرامج تنفذها الحكومة ، بتضافر جهود جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والجهات الشريكة .
كما تم استكمال تنفيذ البرامج والمبادرات التي تستهدف تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، وتم توفير مشاغل إنتاجية للتدريب على حرف تدر دخل للسيدات .
نجح المجلس القومي للمرأة في اصدار ما يزيد على مليون و 300 ألف بطاقة رقم قومي للسيدات، وتنفيذ حملات طرق الابواب في قرى مصر ووصول رسالة اتصال توعوي بجميع محافظات الجمهورية. وفيما يتعلق بالصحة ، أطلقت الدولة مبادرة رئاسية لصحة المرأة، والتي نالت العديد من الإشادات الدولية بفضل إنجازاتها الاستباقية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي ، وتقليل نسبة الحالات المتأخرة وتقليص فترة التشخيص ، كما أطلقت مصر النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية تحت شعار "التنمية البشرية.. من أجل مستقبل مستدام"، وقد تضمن جلسات حوارية لمناقشة جهود الدولة لتعزيز صحة المرأة.
وعن تمكين المرأة ، حظيت مبادرات تمكين والاستثمار في الفتيات برعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية لتعزيز الاستثمار في الفتيات من خلال برنامجي" دوي" و"نورا" ، والتي تعمل على خلق حوار مع الفتيات لتمكينهن من التعبير عن نفسهن وتدريبهن علي موضوعات تتعلق بالصحة والتعليم والحماية من العنف وتعزيز سبل القيادة لديهن .
وبالنسبة لملف قوانين المرأة ، أقرت الدولة المصرية العديد من القوانين الداعمة للمرأة في جميع المجالات على مدار السنوات الماضية، وشهد عام 2024 تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على القانون الذي يحمل رقم 19 لسنة 2024 بشأن رعاية حقوق المسنين، والذى يهدف إلى حماية ورعاية المسن والمسنة وكفالة تمتعه بجميع الحقوق الاجتماعية والسياسية والصحية والثقافية والترفيهية وغيرها من الحقوق ، وتوفير الحماية اللازمة له وتعزيز كرامته وتأمين حياة كريمة له. كما صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون 155 لعام 2024، المتعلق بالموافقة على وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق، والذي يتضمن مادة غير مسبوقة تلزم الزوج بدفع مبلغ تأميني تحت بند "التأمين ضد مخاطر الطلاق" والذي تتقاضاه المطلقة وفقا لشروط وضوابط يحددها القانون.
وفي مجال التمكين الاقتصادي للمرأة، وجه رئيس الجمهورية بزيادة معدلات تشغيل النساء وتمكينهم اقتصادياً وضمان التوفيق بين واجباتهن الأسرية وواجبات عملهم، خاصة وأن الدراسات اثبتت أن احتضان سوق العمل في مصر نسب أكبر من السيدات ، واستفادت أكثر من اثنين مليون سيدة من التثقيف المالى وريادة الأعمال، والادخار والإقراض الرقمي في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، كما تم تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص. وأطلق المجلس القومي للمرأة المشروع المشترك الجديد والذي يحمل عنوان "نهج شمولي للنمو السكاني وتعزيز الخصائص السكانية، من خلال تمكين الشباب والاستثمار في الفتيات والتصدي لجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، حيث تعد مصر الدولة الأولى التي تطبق هذا النموذج للتعاون بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، بهدف مساعدة الحكومات والشركات على اتخاذ إجراءات حاسمة لسد الفجوات الاقتصادية بين الجنسين، وزيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة، ودفع المزيد من النساء إلى المناصب الإدارية والقيادية، والمساواة بين الجنسين في مستقبل العمل. ونجح برنامج "تحويشة" أو مجموعات الإدخار والإقراض الرقمى الذى أطلقه المجلس في اطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية خلال عام 2024 في الوصول لأكثر من 400 ألف سيدة فى مختلف قرى محافظات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بهدف تحقيق الشمول المالي للسيدات من خلال ما يتيحه من مشروعات وفرص عمل وتحقيق تمكين ونمو اقتصادي للمرأة.
وفي إطار حرص الدولة على دعم تمكين المرأة في مجال الملكية الفكرية، للاستفادة من أصولها الإبداعية والابتكارية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تم تسجيل أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر (التلّي السوهاجي) بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو" واختيار الملكة "ميريت آمون" شعارا لها، حرفة مصرية تراثية أصيلة، وذلك كبداية يتبعها حرف أخرى في سيناء وغيرها من الحرف في سيوة.
كما وجه رئيس الجمهورية ، الحكومة والمجلس القومى للمرأة بإنشاء (متحف المرأة المصرية) لحفظ تراث المرأة المصرية وتوثيق تطوير تمكين المرأة على مدى العصور القديمة داخل المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وتخصيص مقر لبيع منتجات معرض "المصرية" في المتحف المصري الكبير بالجيزة ، والخاصة بالسيدات اللاتى يتم تدريبهن فى إطار المشروع القومي لتنمية الأسرة .
وتمثل انجازات المرأة المصرية في 2024 شهادة جديدة على قوتها وصلابتها في مواجهة التحديات. ومع استمرار دعم القيادة السياسية، تبدو الآفاق المستقبلية مشرقة بالنسبة للمرأة المصرية في جميع المجالات، وهو ما يساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق أهداف مصر الوطنية.