النساء أقل توجها للاستثمار من الرجال.. والسبب؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
تُظهر دراسة حديثة أن فجوة الاستثمار بين الجنسين في المملكة المتحدة قد زادت بسبب استثمار عدد أكبر من الرجال الشباب لأموالهم بينما تحتفظ النساء بالنقود بسبب نقص الثقة والتخوّف من الخسارة، حسب ما نقلته صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية عن شركة الأبحاث الاستثمارية "بورينغ مونيي".
وجدت دراسة الشركة أن فجوة الاستثمار بين الجنسين قد زادت بمقدار 54 مليار جنيه إسترليني لتصل إلى 567 مليار جنيه بين يناير 2023 ويناير 2024.
يمتلك الرجال حاليًا 1.01 تريليون جنيه بريطاني من الاستثمارات، في حين أن النساء لديهن 450 مليار جنيه فقط. تشمل هذه الأرقام الاستثمارات الشخصية ولكن لا تشمل أموال المعاشات التي يتم توفيره، وتبين الدراسة أن النساء يرغبن عموما بالاحتفاظ بالمال بدل استثماره.
النساء الشابات عمومًا أكثر تحفظاً وأقل ثقة من الذكور عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، إذ تُظهر الدراسة أن عددًا أكبر من الرجال بين سن 25 و44 عامًا يتخذون قرار الاستثمار للمرة الأولى في حياتهم مقارنة بالنساء في الفئة العمرية نفسها، بينما تقل الفجوة نسبيا فوق سن الـ55.
إلى حدود بداية هذا العام، كانت 19 بالمئة فقط من النساء بين سن 25 إلى 44 عامًا من يحملن لقب مستثمرات، وهو ما يمثل زيادة بنقطة مئوية واحدة فقط عن العام السابق. من ناحية أخرى، زادت نسبة الرجال البريطانيين من الفئة ذاتها الذين استثمروا أموالهم من 28 بالمئة إلى 34 بالمئة.
"للأسف، فجوة الاستثمار بين الجنسين ما زالت عالية وقد تفاقمت في عام 2024"، تقول هولي ماكاي، الرئيسة التنفيذية لشركة "بورينغ مونيي"، لافتة أن الفجوة "أضحت أكبر حتى من الناتج المحلي الإجمالي لبولندا أو الأرجنتين."
لا ينتهي الأمر هنا، النساء المستثمرات لا يتحملن مخاطر كبيرة، 18 في المئة منهن يخترن معاشاً تقاعدي بمخاطر أعلى، بينما 33 في المئة من الرجال يفعلون، لكن جزءًا من ذلك يعود كذلك للأجور التي لا تزال أعلى لصالح الرجال عموما، وكذلك لظروف رعاية الأطفال.
كما أن الفجوة بين استثمارات الذكور والإناث بين من هم في سن 18 إلى 24 عامًا كبيرة، حيث تستثمر 9 بالمئة فقط من النساء مقابل 22 بالمئة من الرجال.
ضعف الاستثمار لدى المستثمرات الشابات اللائي ليست عندهن مسؤوليات أسرية، تعود لأمور متعددة، منها نقص الثقة، ومدى الوعي بالعلامة التجارية، والأعراف الاجتماعية، وكذلك توقعات غير واثقة في نتائج الاستثمار حسب الشركة، بينما تشير بيانات أخرى أن هذه الفئة من الشابات أكثر ميلاً لتلقي نصائح مالية من أمهاتهن أكثر من آبائهن.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: من الرجال
إقرأ أيضاً:
وديع منصور: كيف يمكننا الوثوق بمن يدّعون الدفاع عن الشعب بينما يزدادون ثراءً؟
شمسان بوست / خاص:
انتقد الإعلامي وديع منصور ظاهرة استغلال الشعارات الحقوقية لخدمة المصالح الشخصية، مشيرًا إلى أن من غير المنطقي الوثوق بأشخاص يدّعون الدفاع عن حقوق الشعوب بينما يتصاعد فقر المواطنين وتتراكم الثروات في أيديهم.
وقال منصور في منشور له، إن الواقع يكشف تناقضًا صارخًا بين ما يرفعه بعض القادة من شعارات إنسانية وعدالة اجتماعية، وبين ممارساتهم الفعلية التي تسهم في تعميق معاناة الناس وتدهور أوضاعهم المعيشية، لافتًا إلى أن من يتقدمون الصفوف باسم المظلومين، تحولوا إلى أطراف تستثمر في هذا الظلم.
وأوضح أن هذا التناقض الفاضح بين القول والفعل لا يُفقد هؤلاء مصداقيتهم فحسب، بل يُضعف كذلك من ثقة الناس بأي مشروع سياسي أو اجتماعي يُطرح في الساحة، خاصة في ظل تزايد الأزمات وتراجع الخدمات.
ودعا منصور إلى وقفة صادقة مع الذات، وإلى مراجعة شاملة للواقع بعيدًا عن الزيف الإعلامي ومحاولات التجميل التي لم تعد تقنع أحدًا، معتبرًا أن مواجهة الحقائق بشفافية ونزاهة هو الطريق الوحيد لاستعادة ثقة المواطنين.
وختم بالقول إن الشعوب اليوم أصبحت أكثر وعيًا ونضجًا، ولم تعد تنخدع بالمظاهر أو العبارات المنمقة، بل باتت تميز بين من يعمل لأجلها ومن يسعى لتحقيق مكاسب شخصية خلف لافتات خادعة.