شبيه بقطع الليغو.. كيف سيبني الجيش الأميركي الميناء المؤقت قبالة غزة؟
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
حتى قبل أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، في خطاب حالة الاتحاد عن خطط تقديم المساعدات لغزة عن طريق البحر، كان لواء النقل السابع بالجيش الأميركي، المتخصص في عمليات البناء والإنشاءات، ووحدات أخرى تسعى جاهدة للتحضير للعملية.
وفقا لوكالة الأسوشيتدبرس فقد تلقى اللواء الأوامر قبل الخطاب ببناء ميناء مؤقت قبالة ساحل غزة لتوفير الغذاء وغيره من المساعدات التي يحتاجها بشدة سكان القطاع.
وبينت الوكلة أن عملية البناء، التي يشارك فيها ما يصل إلى 1000 جندي أميركي، معقدة ولن تحدث بين عشية وضحاها.
وقال المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر للصحفيين إن الانتهاء من بناء الميناء المؤقت سيستغرق عدة أسابيع. ويقول بعض المسؤولين الأميركيين إن الأمر قد يستغرق نحو شهرين.
وبغض النظر عن التحديات اللوجستية، فإن العملية ستعتمد على تعاون إسرائيل، وهو أمر غير مضمون، وفقا للوكالة.
لماذا ميناء مؤقت؟تقول الأمم المتحدة إن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يكافحون من أجل العثور على الغذاء، ويواجه أكثر من نصف مليون شخص حاليا المجاعة، بعد أن اضطر الكثير من الناس إلى تناول العلف الحيواني من أجل البقاء على قيد الحياة.
أصبح الحصول على الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات أمرا بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلا في بعض الأحيان، بسبب الأعمال الحربية المستمرة وصعوبة التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، الذي أغلق الطرق وأبطأ عمليات التسليم بسبب عمليات التفتيش.
وبات على الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية أن تنطلق من معبر رفح مع مصر أو معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل، وكلاهما على الطرف الجنوبي من غزة، عبر منطقة النزاع للوصول إلى المناطق المعزولة إلى حد كبير في الشمال.
وفقا للوكالة فقد تسبب ذلك في شعور إدارة بايدن بالإحباط، حيث تعرقلت جهودها لزيادة المساعدات المقدمة لغزة بسبب العقبات التي تفرضها إسرائيل.
في الأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات لغزة، لكنها لم توفر سوى قدر محدود من المساعدات والتي قد لا تصل إلى الفئات التي تحتاجها بالفعل.
في خطابه يوم الخميس، وجه بايدن الجيش ببناء ميناء مؤقت على ساحل غزة "يمكنه استقبال السفن الكبيرة التي تحمل الغذاء والماء والدواء والملاجئ المؤقتة".
وقال بايدن إن الرصيف "سيؤدي لزيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم".
قطع ليغويقول مسؤولو البنتاغون إن لواء النقل السابع المتمركز في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة في فرجينيا بدأوا بالفعل في تجميع ما يعرف باسم نظام المعدات اللوجستية المشتركة على الشاطئ.
وتلفت الوكالة إلى أنه يشبه نظام "ليغو" ضخم يشمل مجموعة من قطع الفولاذ بطول 12 مترا يمكن ربطها معا لتشكل رصيفا وجسرا يصل طوله لنحو 550 مترا بمسارين.
من المقرر أن تبدأ القوات الأميركية في الأيام المقبلة في تحميل المعدات على سفينة عسكرية كبيرة، وتضم القطع الفولاذية ومعدات القطر الصغيرة التي يمكن أن تساعد في نقل القطع إلى مكانها.
ومن المرجح أن يبدأ هذا إلا في وقت ما من الأسبوع المقبل. وبمجرد الانتهاء منه ستنطلق السفينة عبر المحيط الأطلسي وعلى متنها أعضاء من لواء النقل السابع.
كما سيشارك في المهمة عدد من الوحدات العسكرية الأخرى من الولايات المتحدة وخارجها، بحسب الوكالة.
وقال رايدر إن القوات الأميركية ستبني رصيفا بحريا يسمح للسفن الكبيرة في تفريغ المواد الغذائية والإمدادات.
وبعد ذلك تقوم سفن عسكرية أصغر بنقل تلك المساعدات من الرصيف العائم إلى الجسر المؤقت الذي سيتم ربطه بالأرض عند الشاطئ.
ما هي التحديات؟تقول الأسوشيتدبرس إن السؤال الرئيسي المطروح هنا هو ما مدى استعداد إسرائيل للاستجابة مع هذه الخطوة ودعم جهود إيصال المساعدات.
بحسب بايدن، فإن الحكومة الإسرائيلية ستتولى مسؤولية توفير الأمن على الميناء المؤقت وتحميه من أي هجمات محتملة من قبل حماس.
وقد تكون هناك حاجة أيضا للسيطرة على الحشود، في حالة محاولة السكان اقتحام الرصيف للحصول على الطعام الذي هم في أمس الحاجة إليه.
ومن غير الواضح أيضا من الذي سيقوم بتفريغ المساعدات في الرصيف ونقلها إلى الشاطئ.
دول أخرى معنيةتكشف الوكالة أن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس قدم عرضا لاستخدام ميناء لارنكا، الذي يبعد عن غزة بنحو 370 كيومترا، قبل عدة أشهر من أجل إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات إلى القطاع.
ودعت قبرص إسرائيل والولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى للانضمام إلى العملاء القبارصة من أجل المشاركة في تدقيق جميع الشحنات قبل انطلاقها لغزة.
وتضيف الوكالة أن العرض القبرصي حظي باهتمام كبير من قبل الأميركيين والأوروبيين وغيرهم، حيث جرى بعد ذلك تخطيط موسع للعملية.
وأعلنت المفوضية الأوروبية، الجمعة، أن سفينة تحمل مساعدات إنسانية تستعد لمغادرة قبرص والتوجه إلى غزة.
ستقوم السفينة التابعة لمجموعة الإغاثة "Open Arms" الإسبانية برحلة تجريبية لاختبار الممر البحري في الأيام المقبلة.
وبحسب الوكالة فقد كانت السفينة تنتظر في ميناء "لارنكا" للحصول على إذن لتوصيل مساعدات غذائية مقدمة من "World Central Kitchen" وهي مؤسسة خيرية أميركية.
وتنقل الوكالة عن سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة القول إن الموعد الدقيق لوصول الشحنة التجريبية عن طريق البحر يعتمد على الظروف، لكنه قال إن يوم الأحد يبدو توقيتا مناسبا.
وأضاف أن الإمارات مولت العملية وعملت مباشرة مع الإسرائيليين لتجهيز الشحنة دون مشاكل.
وقالت متحدثة باسم المؤسسة الخيرية الأميركية أن شحنة المساعدات تتضمن 200 طن من الأرز والدقيق والبروتينات التي ستكون جاهزة قريبا للمغادرة إلى غزة، كما أن هناك 500 طن إضافية من المساعدات في قبرص وجاهزة للإرسال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من المساعدات من أجل
إقرأ أيضاً:
رائدة بالجيش الأميركي: إغلاق قواعدنا في النيجر انتكاسة إستراتيجية
قالت عضوة القوات الأميركية السابقة في النيجر الرائدة جاكي لي إن رحيل القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة من منطقة أغاديز في شمال البلاد يشكل "انتكاسة إستراتيجية كبيرة"، ويشبه الخروج من أفغانستان في عام 2021.
وقالت الرائدة لي -وفق ما أوردت صحيفة واشنطن بوست- إن انسحاب الولايات المتحدة يأتي في سياق تراجع نفوذها في المنطقة المصنفة "بؤرة للإرهاب"، والتي تم إنشاء قاعدة أغاديز فيها عام 2012 بهدف محاربته.
وتم بناء القواعد العسكرية الأميركية في النيجر كجزء من مواصلة "الحرب على الإرهاب" التي بدأه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث اختار الكثير من المسلحين المتشددين إعادة التموقع في منطقة الصحراء الأفريقية.
إخفاق أميركيواعتبرت الرائدة لي أن الولايات المتحدة أخفقت كثيرا في دولة النيجر التي كانت تمتلك بها قواعد عسكرية مهمتها الأساسية التخابر والاستطلاع والمراقبة، إذ لم تكن تعلم بأن قادة الجيش يخططون للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد بازوم الذي كان آخر حليف لأميركا في منطقة الساحل الأفريقي.
وأضافت أنه قبل وقوع الانقلاب بيوم واحد حضرت اجتماعا مع طاقم السفارة الأميركية في العاصمة نيامي، وتحدث فيه أحد الدبلوماسيين عن الوضع في النيجر، معتبرا أنها "واحة استقرار" وليست سيئة مثل مالي وبوركينا فاسو.
إعلانوبعد وقوع الانقلاب، تم وضع القواعد الأميركية في حالة تأهب قصوى وتبين أن الولايات المتحدة لم تكن على علم به، وكان الجنود يتابعون وسائل الإعلام الفرنسية للحصول على الأخبار.
وقبل الانقلاب عاشت النيجر تجربة ديمقراطية ناجحة وسجل اقتصادها نموا مرتفعا، ولم تعرف الكثير من هجمات العنف مثل الدول المجاورة لها.
نفوذ روسيوعملت القوات الأميركية في النيجر على هدفين، أحدهما رسمي ومعلن وهو محاربة الجماعات المتطرفة، وآخر غير معلن وهو التصدي للتمدد الروسي في المنطقة، بحسب الرائدة لي.
وبلغ عدد القوات الأميركية العاملة في النيجر 1100 جندي ينتشرون في عدد من القواعد، ويعملون على جمع المعلومات الاستخباراتية وتقديم الدعم اللوجيستي لجيش النيجر ومساعدته في القتال، لكن بعد الكمين الذي أودى بحياة 4 جنود أميركيين عام 2017 تراجع أداؤها وأصبحت تركز على الجهود المدنية.
وبعد الانقلاب تظاهر المواطنون النيجيريون أمام السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي ورفعوا علم روسيا وشعارات مؤيدة لوجودها في المنطقة، فيما لم يتعرض أحد للسفارة الأميركية.
وفي مارس/آذار 2024 أمر المجلس العسكري بخروج القواعد الأميركية من النيجر بعد عقد من ملاحقة "الجماعات الإرهابية" في صحراء البلاد الواسعة.