أرملة الشهيد أحمد عبدالمحسن: أشعر بالرضا وأبنائي بالوجع بسبب افتقاد والدهم|فيديو
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
قالت الدكتورة رشا عبدالله أرملة الشهيد البطل العميد أحمد عبدالمحسن، إنّ الراحل كان يخدم في شمال سيناء منذ 6 سنوات وأصيب مرتين، موضحةً: "في كل إصابة له كنت أتخيل أنه لن يعود إلى هناك مرة أخرى".
وأضافت "عبدالله"، خلال حوارها مع الإعلامية هبة جلال مقدمة برنامج "الخلاصة"، على قناة "المحور": "عشت هذه المشاعر مرتين، وفي الثالثة حدث الاستشهاد، وفي الفترة التي كان موجودًا معي فيها كنت سعيدة رغم الصعوبات، كنت سعيدة بكل شيء بالمكالمة والرسالة التي كانت تصلني على واتساب، كنت راضية وسعيدة".
وتابعت: "بعد استشهاده، انا راضية لكني لستُ سعيدة، وأنا فخورة بابني محمد وأنه تحدث اليوم أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعندما أستشهد والده كان في الخامسة من عمره، وهو أقوى أبنائي، لأنه أصغرهم، وبالتالي فإن مشاعره تجاه والده مقتصرة على الفخر، لكن شقيقه وشقيقته يتألمان ويشعران بالوجع لأنهما يفتقدانه دائما".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شمال سيناء هبة جلال السيسي الإعلامية هبة جلال
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
الكلام سعادة روحية أو شقاء روحي، فالكلمة في العلاقات العامة هي التي تدير معاني التفاعل البشري، وأصبحت الكلمة في زمن التواصل الاجتماعي ذات قدرات عالية في تمثيل القيم والمعاني البشرية، حيث اكتسبت الكلمة قوةً لم تكن لها من قبل من حيث سعة الانتشار وعبورها حدود المكان والزمان، وكل كلمة تقال في وسائل التواصل ستجد لها آذاناً سامعةً وعيوناً قارئةً في أي توقيت ظهرت، ومن أي مكان انطلقت وبسرعة هائلة وتفاعلية غير محددة، ولا أحد يسيطر عليها، وتنوعت الاستقبالات بين فهمٍ وسوء فهم وقبول وسخط، ولن يسيطر صاحب الكلمة على مصير كلمته ولا تأويلها أو فهمها. ومن ثم فكل كلمةٍ لها سعرٌ.
وحدث مرةً لإعلامية بريطانية أن سافرت من لندن إلى جنوب أفريقيا، وحين حطت رحلتها في جوهانسبرغ اكتشفت أن مؤسستها التي تعمل فيها قد فصلتها عن العمل، وأصبح وجودها في جوهانسبرغ غير رسمي ولم تغطِ مؤسستها تكاليف وجودها هناك، وكان السبب هو تغريدةٌ أطلقتها قبل أن تغلق هاتفها وهي تستقل الطائرة، وكانت التغريدة تسيء للدولة التي ذهبت إليها، ولم تتحمل جريدتها تلك التغريدة فأعلنت فصلها، وهذا يحيلنا للكلمة التي قيلت لطرفة بن العبد ويل لهذا من هذا وأشاروا إلى لسانه ورأسه وانتهى به الأمر أن قتل بسبب قصيدة له، وهنا طار رأسه بسبب لسانه كما طارت وظيفة الإعلامية البريطانية بسبب تغريدة، مما يعيد صياغة المقولة إلى (ويلٌ لرأسك من أصبعك)، وهو الإصبع الذي يسمى في العربية بالسبابة فأصبحت أيضاً القاتلة، وسنظل نعود للمتنبي الذي أسعفته كلماته مراراً ولكنها قتلته أخيراً، وهو الذي قال:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطقُ إن تسعد الحال
وقد عاش ما عاشه من عمرٍ وهو يستعين بنطقه ليبني نفسه ومجده، إلى أوقعه النطق بالمآسي فخسر صحبة سيف الدولة وفر من وجه كافور وانتهى على يد فاتك الأسدي، الذي هو لصٌّ وقاطع طريق وليس له موقعٌ في التاريخ غير أنه قاتلُ أهم شعراء العرب، وفي النهاية نشير إلى الحديث الشريف (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وتظل اللغة أخطر النعم، وهذا ثمن اللغة وسعرها الباهظ.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض