هنا، لا يتردد العجائز الذين يستمعون بلهفة إلى البلاغات العسكرية التي يهدر بها المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى سريع، عبر المذياع، عقب كل عملية استهداف لسفينة بريطانية أو أمريكية أو «إسرائيلية»، باللهج بدعاء صادق لـ«اليمنيون» بالنصرة والسداد.

«فقراء ومظلومون مثلنا... عزيزون وكرماء»، يقول الحاج أبو رامي، حين صادفه مراسل «الأخبار» وهو يستمع من راديو قديم، إلى خطاب سريع ليل الأربعاء - الخميس.

ويضيف: «والله بحبهم. زمان قالوا لنا إن "الحوثيين" ضربوا الكعبة مثلما عمل أبرهة الحبشي! هيك سمعت على قناة «العربية».

قبل سنوات، كانت فكرتنا عنهم خاطئة ومشوّهة، لكن الزبد يذهب جفاءً يا بنية، وما ينفع الناس تُظهره المواقف».

أبطال ولعو المنطقة

عقب دردشتي الودودة مع الحاج الستيني، قررتُ أن أستطلع بشكل مهني، موقف الشارع الغزاوي ممّا يقوم به اليمن. أول من صادفت الشبل شهاب، الذي يجلس مقابل بسطة يبيع فيها الليمون.

يقول: «والله أبطال، ولعوا المنطقة كلها عشان غزة، الله يحميهم وينصرهم». أما إسماعيل أحمد، الذي بادر بسؤالي عما وصلت إليه محادثات التهدئة، متعلّلاً باطلاعي كوني ألبس سترة الصحافة، فأجاب حين سألته عن «الحوثيين»:

«والله يا أستاذ، طول عمري بفكرهم شيعة بيكرهونا، ما فكرت أبحث عنهم، بس من يوم ما بدأت الحرب، عرفت إنهم أهلنا، وانه الخليج كان يشوّه سمعتهم، وإنهم مظلومين، عاشوا المجاعة قبلنا، وإنه اسمهم أنصار الله، وهم بيحاولوا يقزموهم بلقب الحوثيين، لا، هم أنصار الله، وأنصار الغلابى».

العميد سريع ولهجة القاف

في مواقع التواصل الاجتماعي، يكثر الحديث عن لهجة يحيى سريع، عن القاف التي تستحيل على لسانه (g)، عن قدر التحدي والعزة الذي تحمل خطاباته.

مهند كراجة، وهو مدير مؤسسة «محامون لأجل العدالة» في الضفة الغربية المحتلة، علق في صفحته على «فيسبوك»: «عمق فلسطين العربي هو اليمن والعراق ولبنان فقط».

أما أحمد ناصر، فقد كتب: «تشعر أن إحدى تجليات هذه الحرب أننا تعرفنا إلى أهلنا في اليمن، شعب وجيش فيه رائحة الجنة، من أين جاء هؤلاء؟! من أنتم أيها الحوثيون؟!»

الاخبار اللبنانية

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين

الشيخ وضاح بن مسعود

في واحدة من أكثر المفارقات الساخرة في التاريخ الحديث، يدّعي تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا وإسرائيل وبدعم ومشاركة سعودية إماراتية أنه جاء لـ “إنقاذ” اليمن من الحوثيين، بينما الواقع يشهد أن هذا التحالف دمّر كل شيء في البلاد، من البنية التحتية إلى الإنسان نفسه، تحت ذريعة الحفاظ على اليمن!

الدمار باسم الحماية!

منذ مارس 2015، شنت قوات التحالف مئات الآلاف من الغارات الجوية على اليمن، راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم نساء وأطفال لم تفرق الطائرات بين مدرسة ومستشفى وأسواق عامة، بل استهدفت كل شيء حي، بحجة أن الحوثيين قد “يستغلون” هذه المرافق! وهكذا، دمّروا اليمن لـ”إنقاذه”!

المدارس التي قُصفت؟ دمروها كي لا “يُستخدمها الحوثيون”

المستشفيات التي أُبيدت؟ دمروها لـ”حماية الشعب” من الميليشيات!

الجسور والطرقات التي سُوّيت بالأرض؟ دمروها لمنع الحوثيين من التحرك!

حتى المزارع ومصادر المياه لم تسلم، لأن الحوثيين قد “يشربون منها”!

اما خلال العدوان الأمريكي الصهيوني المباشر على اليمن نلاحظ انه عقب كل جريمة ترتكبها الغارات العدوانية الأمريكية على الموانئ والأحياء السكنية ومنازل المواطنين والأسواق العامة والمرافق الصحية والخدمية ويسقط على اثرها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين يتسابق العملاء والأبواق الناعقة المشردين في فنادق المنفى للتبرير وخلق الأكاذيب وتضليل الرأي العام عن حقيقة الإجرام والمجازر التي ترتكبها أمريكا بحق الشعب اليمني متجردين من كل معاني الإنسانية والأخلاقية.

وبعد كل هذا الدمار، يصرخون: “نحن هنا لإنقاذ اليمن!”قادمون يا صنعاء

باعوا السيادة للغزاة بحجة الحفاظ على الاستقلال!

الأكثر سخرية هو أن من يدعون “الشرعية” سلموا اليمن لقوات الاحتلال الأجنبي، بدعوى الحفاظ على استقلاله! فالقواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية والإماراتية انتشرت في عدن وسقطرى والمهرة، وباتت السيادة اليمنية مجرد وهم

الاحتلال السعودي-الإماراتي للجنوب ليس تحريراً، بل استبدالاً لسلطة محلية باحتلال أجنبي فبدلاً من أن يحاربوا من أجل يمن موحد مستقل ذات سيادة فضّلوا تسليم الأرض للغزاة، مقابل حفنة دولارات ومناصب وهمية يتحكم بهم أصغر ضابط أمريكي او سعودي

سلموا الأرض للاحتلال لـ”تحريرها” من أبنائها!

أي عقل يقبل أن يكون التحرير بتسليم الأرض للمحتل؟ أي منطق يجعل من القوات الأجنبية “منقذة” بينما هي تحتل الأرض وتنهب ثرواتها؟ لقد حوّلوا الجنوب إلى ساحة للصراع بين مرتزقة الإمارات والسعودية، وأشعلوا حروباً بين اليمنيين أنفسهم، كل ذلك تحت شعار “مواجهة الحوثيين”!

مرتزقة اليمن أسوأ عملاء التاريخ

لم يشهد التاريخ الحديث عمالة أكثر وقاحة من أولئك الذين باعوا بلادهم للأجنبي ثم زعموا أنهم “منقذون” لم يكتفوا بتدمير اليمن، بل أضافوا إهانة جديدة عندما قدموا أنفسهم كأبطال، بينما هم مجرد أدوات في يد أسيادهم

اليمن سيبقى، وسيتجاوز هذه المرحلة الدموية، لكن تاريخ العمالة سيلاحق كل من خان وباع شعبه ووطنه بأسم “الإنقاذ” فالشعوب لا تنسى، والتاريخ لا يرحم.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون يقرّ بتحسن قدرة "أنصار الله" على إسقاط المسيرات الأمريكية
  • غارات أميركية تستهدف صنعاء ومناطق أخرى في اليمن
  • المرتزقة وتحالف العدوان دمروا كل شيء في اليمن، حفاظا عليه من الحوثيين
  • موسكو: الهجوم الأمريكي على ميناء رأس عيسى في اليمن غير مبرر
  • أنصار الله في اليمن وأولياء الله في غزة.. الرجولة والمجد والشموخ
  • الحرب الأميركية على الحوثيين في اليمن ...ستة اسئلة تطرح نفسها
  • أنصار الله الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ على حيفا  
  • أنصار الله: لن نتوقف عن دعم الفلسطينيين حتى وقف العدوان ورفع الحصار
  • في زمن التيه.. الرجولة أن تكون من أنصار الله
  • «يا رايحين للنبي الهادي».. ماذا تقول عند رؤية الكعبة؟