في أواخر عام 2022، بدأت الولايات المتحدة "الاستعداد بجدية" لاحتمال أن تشن روسيا ضربة نووية على أوكرانيا كنوع من رد الفعل الرادع لكييف، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأميركية.

وقال المسؤولان إن إدارة جو بايدن كانت قلقة من أن روسيا قد تستخدم سلاحا نوويا تكتيكيا.

وما دفع إدارة بايدن إلى الوصول إلى مثل هذا التقييم لم يكن مؤشرا واحدا، بل مجموعة من التطورات والتحليلات، والاستخبارات الحساسة للغاية، وفق الشبكة.

وقال مسؤول كبير ثان إن خوف الإدارة "لم يكن افتراضيا فحسب، بل كان يستند أيضا إلى بعض المعلومات التي جمعت".

خلال تلك الفترة من عام 2022، عقد مجلس الأمن القومي سلسلة من الاجتماعات لوضع خطط طوارئ "في حالة وجود مؤشر واضح جدا على أنهم على وشك القيام بشيء ما، أو الهجوم بسلاح نووي، كيف سنرد، وكيف سنحاول استباقه،  أو ردعه"، وفق أحد المسؤولين.

وأواخر صيف 2022، كانت القوات الأوكرانية تتقدم نحو خيرسون التي تحتلها روسيا في الجنوب. وكانت المدينة أكبر جائزة لروسيا منذ الغزو، ومع تقدم القوات الأوكرانية، كانت وحدات روسية بأكملها في خطر المحاصرة. كان الرأي داخل الإدارة الأميركية هو أن مثل هذه الخسارة الكارثية يمكن أن تكون "محفزا محتملا" لاستخدام الأسلحة النووية.

كانت روسيا تخسر داخل الأراضي ذات السيادة الأوكرانية، وليس داخل روسيا. لكن المسؤولين الأميركيين كانوا قلقين من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرى الأمر بشكل مختلف، بعدما أخبر الشعب الروسي أن خيرسون أصبحت جزءا من روسيا نفسها، وبالتالي، قد ينظر إلى الخسارة المدمرة هناك على أنها تهديد مباشر له وللدولة الروسية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة: "كان تقييمنا لبعض الوقت أن من السيناريوهات التي سيفكرون فيها في استخدام الأسلحة النووية، التهديدات الوجودية للدولة الروسية، والتهديدات المباشرة للأراضي الروسية".

وفي مثل هذا التقييم، يمكن لروسيا أن تنظر إلى ضربة نووية تكتيكية كرادع ضد المزيد من الخسائر في الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا، فضلا عن أي هجوم محتمل على روسيا نفسها.

وفي الوقت نفسه، كانت آلة الدعاية الروسية تنشر قصة زائفة جديدة حول قنبلة قذرة أوكرانية، وخشي المسؤولون الأميركيون أن تكون بمثابة غطاء لهجوم نووي روسي.

في أكتوبر 2022، أجرى وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، سلسلة من المكالمات الهاتفية مع مسؤولي الدفاع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا، وأخبرهم أن الكرملين "قلق بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل كييف التي تنطوي على استخدام قنبلة قذرة".

ورفض مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون التحذيرات الروسية. ومع ذلك، سلم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة رسالة مباشرة إلى الأمم المتحدة توضح بالتفصيل نفس التهديد المزعوم. وزعم مسؤولون روس أن أوكرانيا ستفجر قنبلة قذرة ثم تلقي باللوم في الهجوم على روسيا.

ورفض المسؤولون الأميركيون التحذيرات الروسية لكنهم كانوا يخشون من الدافع وراءها. ويقول مسؤول أميركي إن الروس قالوا هذه الأشياء "إما كذريعة لهم للقيام بشيء مجنون أو كغطاء لشيء كانوا هم أنفسهم يتطلعون إلى القيام به. لذلك كان ذلك مقلقا للغاية".

وكانت وكالات الاستخبارات الغربية قد تلقت معلومات تفيد بأن هناك الآن اتصالات بين المسؤولين الروس تناقش صراحة ضربة نووية، وفق تقرير الشبكة.

وعملت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع حلفائها لوضع خطط طوارئ لهجوم نووي روسي وإبلاغ الجانب الروسي بالتحذيرات حول عواقب مثل هذه الضربة.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً

موسكو - كييف «أ.ف.ب» «رويترز»: أعلنت روسيا اليوم تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز «اس-يو27» في قاعدة جوية في أوكرانيا، ما أثار شكوكا بشأن قدرة كييف على تأمين مطاراتها قبل تسليمها طائرات اف-16.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّها قصفت بصواريخ باليستية من نوع «اسكندر-ام» قاعدة قرب مدينة ميغورود على بعد حوالي 150 كيلومترا عن الحدود الروسية، حيث كانت توجد هذه الطائرات العائدة للحقبة السوفياتية.

وأضافت الوزارة عبر تطبيق تليجرام في رسالة مرفقة بمقطع فيديو يُظهر غارة ربما نُفّذت بطائرة من دون طيار: «تمّ تدمير خمس طائرات مقاتلة من طراز اس يو-27 وتضرّرت طائرتان أخريان كانتا قيد الإصلاح».

ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من تأكيد صحّة هذه المعلومات، بينما لم تعلّق أوكرانيا عليها، ولكنّ تمّت الإشارة إلى الضربة في البداية من قبل مدوّنين عسكريين أوكرانيين وروس.

من جهته، وصف قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك الثلاثاء الإعلان عن الضربة الروسية بأنه «بروباغندا»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. ولكنّه أشار إلى ضربة أوكرانية «مدمّرة» الاثنين على مستودع ذخيرة روسي في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014 وتعدّ بمثابة قاعدة خلفية لعمليتها العسكرية.

وأكد يوري إيغنات -وهو متحدث سابق باسم القوات الجوية الأوكرانية- أنه لا يزال يعمل فيها الهجوم الذي أعلنته روسيا على قاعدة أوكرانية، لكنّه أوضح أنّ الخسائر كانت أقلّ.

وقال على موقع فيسبوك، إنّ «القوات الجوية تبذل كلّ ما في وسعها لإحباط (مخطّط) العدو وتضليله».

مع ذلك، تعكس عمليات القصف التي طالت القاعدة الأوكرانية بالتوازي مع اقتراب مسيّرة روسية إلى هذا الحدّ من الجبهة، الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في ما يتعلّق بالدفاعات الجوية والتهديد الذي يحيط بالطائرات الغربية التي تتوقّع الحصول عليها.

ومنذ بداية الحرب الروسية في العام 2022، تطالب كييف بالحصول على طائرات مقاتلة من طراز «أف-16» الأمريكية.

وتعهّدت دول في حلف شمال الأطلسي بتزويدها بعشرات الطائرات وبتدريب أطقهما، وسيكون التسليم وشيكا.

بوتين يلتقي شي وأردوغان

ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعين مع الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون في آستانة عاصمة كازاخستان.

والتقى بوتين بشي آخر مرة في مايو عندما زار الصين في أول رحلة خارجية له بعد تنصيبه لولاية رئاسية خامسة.

ومنظمة شنجهاي للتعاون هي منظمة سياسية واقتصادية وأمنية دولية ودفاعية أنشأتها الصين وروسيا في عام 2001. والأعضاء الآخرون بالمنظمة هم الهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وتركيا ليست عضوا بالمنظمة لكنها غالبا ما تشارك في اجتماعاتها باعتبارها «شريكا في الحوار».

مقترح ترامب لإنهاء الحرب

قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم إن روسيا لا يمكنها التعليق على مقترح دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا لأنها ليست على دراية بتفاصيله.

وذكر ترامب خلال مناظرة الأسبوع الماضي مع الرئيس جو بايدن أنه سيصل إلى تسوية للحرب إذا فاز في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، قبل أن يتولى المنصب رسميا في يناير.

وأضاف بيسكوف للصحفيين: «هذا ليس أول تعليق لترامب في هذا الشأن، فقد أدلى بتعليقات مماثلة في وقت سابق. ولا يمكننا التعليق على مقترح دون معرفة تفاصيله».

وقال الكرملين إن أي خطة للسلام تقترحها إدارة ترامب المحتملة مستقبلا يتعين أن تعكس الواقع على الأرض حيث تسيطر القوات الروسية على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، مؤكدا أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على إجراء محادثات.

وتقول أوكرانيا إن شروط روسيا لإنهاء الحرب بمثابة مطالبتها بالاستسلام.

أوربان يدعو لوقف إطلاق النار

دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي اليوم في كييف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى النظر في «وقف إطلاق النار» سريعا، ما يدل على خلافاتهما لكن أيضا الخلاف بين بودابست وغالبية الأوروبيين.

من جهته شدد زيلينسكي على أهمية تحقيق «سلام عادل» لبلاده.

وقال أوربان، الزعيم الوحيد في الاتحاد الأوروبي الذي حافظ على علاقات وثيقة مع الكرملين: «لقد طلبت من الرئيس النظر في إمكانية وقف فوري لإطلاق النار» على أن يكون «محددا زمنيا ويسمح بتسريع محادثات السلام». وأضاف إن المحادثات مع زيلينسكي كانت «صريحة» موضحا «سأبلغ بالتأكيد مجلس الاتحاد الأوروبي بمضمون هذه المحادثات لاتخاذ القرارات الأوروبية اللازمة». من جهته أكد زيلينسكي مجددا خلال مؤتمر صحفي أن زيارة أوربان تظهر «الأولويات الأوروبية المشتركة، ومدى أهمية إحلال سلام عادل في أوكرانيا وكل أنحاء أوروبا».

ودعا الرئيس الأوكراني أيضا إلى الحفاظ على «مستوى كاف» من المساعدات العسكرية التي تقدمها أوروبا لكييف.

ويتميز رئيس الوزراء المجري الذي تسلمت بلاده للتو الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي والمتهم بالتقارب مع روسيا خلافا لبقية قادة الاتحاد الأوروبي، بمعارضته لزيادة هذه المساعدات التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

في مطلع السنة، استخدم حق النقض لوقف مساعدات بقيمة 50 مليار يورو، وتمت المصادقة في نهاية المطاف على هذه المساعدات لكن مع تأخير ندد به المسؤولون الأوكرانيون.

بالتالي فإن العلاقات بين أوربان وزيلينسكي تتسم بالفتور ويجري متابعة لقاءاتهما النادرة عن كثب.

لكن رئيس الوزراء المجري أكد رغبته في «تحسين» العلاقات الثنائية بين بودابست وكييف.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون: سياسة واشنطن بشأن استخدام أسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لم تتغير
  • ليتوانيا: طائرة روسية انتهكت المجال الجوي دون إذن
  • روسيا تدمر 5 مقاتلات «سوخوي-27» أوكرانية .. وبوتين يلتقي شي وأردوغان في كازاخستان غداً
  • روسيا تعلن تدمير طائرات سوخوي-27 مقاتلة في أوكرانيا
  • تقرير أمريكي يكشف عجز قدرات واشنطن البحرية
  • إطلاق عشرات الطائرات المسيرة صوب روسيا.. وموسكو تدمر 36 طائرة
  • أوكرانيا تهاجم مناطق روسية بـ25 طائرة مسيرة
  • مقتل 11 شخص في ضربات روسية في أنحاء أوكرانيا
  • روسيا تعلن إسقاط 36 مسيّرة أوكرانية
  • بريطانيا تحذّر من حملة روسية للتأثير على الانتخابات