بوابة الوفد:
2025-04-26@22:21:20 GMT

الطب والأدب

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

كل طبيب بداخله أديب وهذا شيء لا يستطيع أحد من الناس أن ينكره أو يداريه، ولا أعلم حقيقة العلاقة بين الطبيب والأدب، بل لا أعلم أيضاً العلاقة بين الطبيب والكتابة بشكل عام فهل لأن الطبيب طول عمره يكتب ويقرأ ويسمع من هنا وهناك ولكننى كنت أجمع وأنا صغير مقالات الدكتور حسين مؤنس فى مجلة أكتوبر لفترة طويلة وكنت أقرأ المقال أكثر من مرة وأحتفظ بأعداد كثيرة من مجلة أكتوبر لهذا السبب وكنت أيضاً أقرأ كثيرًا لغيره من الكتّاب فى جريدة الأهرام واحتفظ بالمقالات داخل بعض الكتب ثم أقوم بجمع عدد كبير منهم وأقرأهم دفعة واحدة بالترتيب وهذا امتحان كبير من القارئ للكاتب فهو يتابع تغيّر الكاتب وتلونه وإذا كان الكاتب «يغير جلده» إذا تغيّر الوضع السياسى أو الأخلاقى من عدمه وكنت أتابع أيضاً كتابات أخرى كثيرة فى شتى العلوم والأدب واللغة خاصة أنيس منصور فى الأهرام وكثيرٌ كثير من الكتب التى لا حصر لها ولا داعى لذكرها لأن الكتاب المقروء كنزٌ لا يعلمه كثيرٌ من الناس فهو أقرب إلى «كتاب الوزارة» فى كتب المدرسة فى أهميته للطالب إذا أراد أن ينجح فالكتاب الذى تشتريه لكى تقرأه يمثل لك النجاح فى إدارة زمن معين أو جزء معين فى حياتك إلى أن أوقعتنى الظروف ذات مرة فى نادى الصيد المصرى فُطلب منى أن أكتب مقالات طبية أسبوعية فى جريدة الوفد فخفت أن يشعر من يقرأ لى أننى أتغيّر فى موقف أو أتلون بل أحاول كثيرًا أن أنقل المعلومة الطبية بكل أمانة ولا أخلط شيئًا بآخر لأن الأمانة العلمية تُحتم عليك أن تحترم القلم والأجيال القادمة التى ستأتى بعدنا ستحاسبنا على ما قدمنا وعلى كثير مما فرطنا فيه.

ومن البدايات إلى النهايات يكون فى عمر الإنسان يترك بصمة أو لا يترك شيئًا، ولذلك كان المقال الطبى أمانة ومسئولية وطريقك جذب القارئ أن يترك الموبايل ويركز قليلًا فى مقال طبى قد يستثقله فى أول المقال ولكنه يجد ما يجذبه إلى آخره وهذه هى الحبكة الدرامية التى تعلمناها فى الكتابة حتى توصّل المعلومة الطبية إلى عقل القارئ فتظل عالقة فى ذهنه لفترة طويلة وهذه هى قيمة الكتابة ولذلك كتبنا دون أى عائد مادى من أحد لأننا نجد قيمة المقال فى عدد من يقرؤونه ومن يتابعونه دون أن يعملوا «Like» أو غيره، أما احترام اللغة العربية فى المقال فشيءٌ آخر عند الكاتب والمفردات التى نستخدمها لا تأتى هكذا فقد تراجع المقال أكثر من مرة لوجود كلمة أنت لا ترضى عنها حتى يفتح الله لك فتحًا فيها وأرى أيضاً أن كثرة الألقاب تُفسد الكاتب فهو فى النهاية يكتب والناس تقرأ ما يكتبه وهذا هو أكبر احترام للكاتب أن يحرص الناس على قراءة ما يكتب ويتابعون أو ينتظرون مقالك فى أى تخصص أما ألقاب «الكبير والعظيم والمخضرم» فهى ألقاب تفسد الإنسان فضلًا عن الكاتب.

وفى النهاية يبقى ما كُتب وما قُرئ وما تعلمّه الناس من الكاتب، أما الكاتب نفسه فى أى مجال فيذهب وقد يختلف الناس حسب أهوائهم على هذا الكاتب هنا وهناك، أما ما كُتب فلا مجال للعبث به إن كان علميًا حقيقيًا يسرد الحقائق مثل الطب دون تضليل، ويقول العارفون بالكتاب إنها العبر لمن أراد النظر، وإنها تطيل السهر، وتُضعف البصر، فيها الِبشر والخبر، وليس فيها ضجر، ولكل كاتب أثر، فى أجيال كُثر من بنى البشر، وفيها سعد من شكر فى ضحىٍ أو فى سحر.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معهد القلب د طارق الخولي

إقرأ أيضاً:

تكريم الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين بالجائزة العالمية للرواية العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسلم الناشر شوقي العنيزي صاحب دار مسكلياني نيابة عن الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين تكريمه لوصوله للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2025 وذلك لتعثر وصوله إلى مقر الإعلان بأبو ظبي . 
كما تم عرض فيلم تسجيلي عن الرواية والتي تحدث فيها الكاتب احمد قال الدين عن مضمون روايته "دانشمند" .
تأتي رواية "دانشمند" للكاتب الموريتاني أحمد قال الدين كعمل روائي مبدع يستعرض مختلف مراحل حياة حجة الإسلام العالم الصوفي أبي حامد الغزالي، و دانشمند" هو لقبه بالفارسية وتعني المعلم. تتبعت الرواية حياة الغزالي الشخصية بأسلوب روائي ساحر وسرد ممتع بدءًا بطفولته ودراسته الأولى وانتهاء بتجربته مع السلطان والسلطة، ثم قراره بالرحيل إلى التصوّف واكتشاف الذات. وقد نجح المؤلف في نسج عالم متكامل وغني بشتى التفاصيل، عالم تحوّل فيه الإمام الغزالي من "شبح" في التاريخ إلى "كائن من لحم ودم".


دانشمند


"دانشمند" أو عالم العلماء، هي سيرة الإمام أبي حامد الغزالي الشهير، الذي تفوق على مجايليه وصار إمام عصره وعالم زمانه. رواية وإن توسلت بالتاريخ، لا تسقط في فخاخ الصورة النمطية لأبي حامد، بل تقدم لنا ذاتاً إنسانية قلقة حية، وتصف أجواء عصره، من الفتن السياسية والخصومات المذهبية والدسائس في القصر، وفي قلعة الموت متربض آخر لا يقل خطراً عن تهديد الفرنجة الصليبيين. هي رواية إذ تستدعي علامة من الذاكرة الجمعية، فإنما تستدعيها لتغرس أسئلتها في تربة الحاضر، وتبرز قيمة المعرفة بوصفها طريقاً إلى الخلاص. ومن الأسئلة التي تطرحها الرواية: هل يكون التقرب إلى الله بغير جهاد النفس والصمت؟ ومن يحيي علوم الدين وقد صارت باباً مستباحاً
أحمد فال الدين هو روائي موريتاني من مواليد نواكشوط، موريتانيا، عام 1977. درس الأدب في جامعة نواكشوط ودرس اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأميركية. يعمل موجهاً للمعايير التحريرية بشبكة الجزيرة، وعمل مراسلاً تلفزيونياً ميدانياً للقناة على فترات متقطعة وفي بلدان مختلفة. اعتقل أحمد فال ولد الدين إثر تغطيته للأحداث الدائرة في ليبيا في مارس 2011، ثمّ أطلق سراحه. يكتب في قضايا كثيرة مثل الأدب والسياسة. صدرت له العديد من الروايات، من أهمها: "الحدقي" (2018) و"الشيباني" (2019). كما صدر له كتاب "في ضيافة كتائب القذافي: قصة اختطاف فريق الجزيرة في ليبيا" (2012؟

مقالات مشابهة

  • سنة يغفل عنها كثير من المصلين بعد تكبيرة الإحرام .. لجنة الفتوى تكشف عنها
  • جيسوس لمدرب غوانغجو: أنت تتكلم كثيرًا .. فيديو
  • الشركة المتحدة تنعى الكاتب الصحفي إيهاب صابر
  • الفنان هلال السبهاني: تأثرت كثيرًا بأسلوب المدرستين الواقعية والسريالية
  • أستاذة سابقة من هارفارد ترى أن الجامعة أصبحت معقلا للإسلاميين
  • وفاة الكاتب الصحفي إيهاب صابر بعد صراع مع المرض
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • نقد لمقال فيصل محمد صالح بعنوان: “علامان من حرب السودان – لم ينجح أحد”
  • فوز الكاتب المصرى محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية
  • تكريم الكاتب الموريتاني أحمد فال الدين بالجائزة العالمية للرواية العربية