بوابة الوفد:
2024-09-19@10:05:30 GMT

الطب والأدب

تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT

كل طبيب بداخله أديب وهذا شيء لا يستطيع أحد من الناس أن ينكره أو يداريه، ولا أعلم حقيقة العلاقة بين الطبيب والأدب، بل لا أعلم أيضاً العلاقة بين الطبيب والكتابة بشكل عام فهل لأن الطبيب طول عمره يكتب ويقرأ ويسمع من هنا وهناك ولكننى كنت أجمع وأنا صغير مقالات الدكتور حسين مؤنس فى مجلة أكتوبر لفترة طويلة وكنت أقرأ المقال أكثر من مرة وأحتفظ بأعداد كثيرة من مجلة أكتوبر لهذا السبب وكنت أيضاً أقرأ كثيرًا لغيره من الكتّاب فى جريدة الأهرام واحتفظ بالمقالات داخل بعض الكتب ثم أقوم بجمع عدد كبير منهم وأقرأهم دفعة واحدة بالترتيب وهذا امتحان كبير من القارئ للكاتب فهو يتابع تغيّر الكاتب وتلونه وإذا كان الكاتب «يغير جلده» إذا تغيّر الوضع السياسى أو الأخلاقى من عدمه وكنت أتابع أيضاً كتابات أخرى كثيرة فى شتى العلوم والأدب واللغة خاصة أنيس منصور فى الأهرام وكثيرٌ كثير من الكتب التى لا حصر لها ولا داعى لذكرها لأن الكتاب المقروء كنزٌ لا يعلمه كثيرٌ من الناس فهو أقرب إلى «كتاب الوزارة» فى كتب المدرسة فى أهميته للطالب إذا أراد أن ينجح فالكتاب الذى تشتريه لكى تقرأه يمثل لك النجاح فى إدارة زمن معين أو جزء معين فى حياتك إلى أن أوقعتنى الظروف ذات مرة فى نادى الصيد المصرى فُطلب منى أن أكتب مقالات طبية أسبوعية فى جريدة الوفد فخفت أن يشعر من يقرأ لى أننى أتغيّر فى موقف أو أتلون بل أحاول كثيرًا أن أنقل المعلومة الطبية بكل أمانة ولا أخلط شيئًا بآخر لأن الأمانة العلمية تُحتم عليك أن تحترم القلم والأجيال القادمة التى ستأتى بعدنا ستحاسبنا على ما قدمنا وعلى كثير مما فرطنا فيه.

ومن البدايات إلى النهايات يكون فى عمر الإنسان يترك بصمة أو لا يترك شيئًا، ولذلك كان المقال الطبى أمانة ومسئولية وطريقك جذب القارئ أن يترك الموبايل ويركز قليلًا فى مقال طبى قد يستثقله فى أول المقال ولكنه يجد ما يجذبه إلى آخره وهذه هى الحبكة الدرامية التى تعلمناها فى الكتابة حتى توصّل المعلومة الطبية إلى عقل القارئ فتظل عالقة فى ذهنه لفترة طويلة وهذه هى قيمة الكتابة ولذلك كتبنا دون أى عائد مادى من أحد لأننا نجد قيمة المقال فى عدد من يقرؤونه ومن يتابعونه دون أن يعملوا «Like» أو غيره، أما احترام اللغة العربية فى المقال فشيءٌ آخر عند الكاتب والمفردات التى نستخدمها لا تأتى هكذا فقد تراجع المقال أكثر من مرة لوجود كلمة أنت لا ترضى عنها حتى يفتح الله لك فتحًا فيها وأرى أيضاً أن كثرة الألقاب تُفسد الكاتب فهو فى النهاية يكتب والناس تقرأ ما يكتبه وهذا هو أكبر احترام للكاتب أن يحرص الناس على قراءة ما يكتب ويتابعون أو ينتظرون مقالك فى أى تخصص أما ألقاب «الكبير والعظيم والمخضرم» فهى ألقاب تفسد الإنسان فضلًا عن الكاتب.

وفى النهاية يبقى ما كُتب وما قُرئ وما تعلمّه الناس من الكاتب، أما الكاتب نفسه فى أى مجال فيذهب وقد يختلف الناس حسب أهوائهم على هذا الكاتب هنا وهناك، أما ما كُتب فلا مجال للعبث به إن كان علميًا حقيقيًا يسرد الحقائق مثل الطب دون تضليل، ويقول العارفون بالكتاب إنها العبر لمن أراد النظر، وإنها تطيل السهر، وتُضعف البصر، فيها الِبشر والخبر، وليس فيها ضجر، ولكل كاتب أثر، فى أجيال كُثر من بنى البشر، وفيها سعد من شكر فى ضحىٍ أو فى سحر.

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معهد القلب د طارق الخولي

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. تحت الشبابيك

#تحت_الشبابيك

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي

نشر بتاريخ .. 26 / 9 / 2009

في آخر #أيلول تتهيأ السماء لوفود #الغيم القادمة.. تفرش زرقتها الغامقة من المدى الى المدى..تكنس الصيف من سجادة الوقت بالشجر العاري..وتنتظر الشتاء صافية بريئة مثل عين طفلة..

مقالات ذات صلة جنرال إسرائيلي متقاعد: جيش عجز عن تدمير حماس أنى له أن يهزم حزب الله؟ 2024/09/17

في آخر أيلول كانت طيور أبو سعد المهاجرة تتحلق فوق حينا على شكل دوائر مفتوحة..أطاردها بعيني المدورتين، اتمناها، أغبطها ،أتخيلها، لكنها لم تكن تأبه بذاك المخلوق المنتصب في قاع الدار..كان يدهشني ثبات الريش في تيارات الريح، واتزان الاجنحة رغم سفرها، وحذرها رغم جوعها، ودقة بوصلة العيش التي تتحكم بها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كانت تدهشني تلك الأصوات البعيدة التي كانت تطلقها كلما دارت دورتها الكاملة فوق المدينة، وكأنها تحيينا أو تودعنا ..فنرد التحية بصفير ونداء..

ذات مرة قطفت رمانة تفلقت حلاوة، فرطت بوحها اللؤلؤي على خرزة البئر ، قلت ستغري الحبات اللامعة طائرا مهاجرا ويلتقفها..جلست بعيدا..راقبت طويلا..فلم يهبط ..منذ ذلك التاريخ، وأنا أفرط رماني قربانا لكل الطيور المهاجرة تحت الغيم وفوق الحلم، و في ذات التوقيت..

في ايلول..تغلق في المساء #الشبابيك..يسقط الورق هشا..ويتجمع آمنا بعيدا عن زفرة باردة.. في ايلول تتجرد أغصان الأشجار كأصابع صبية تخط على النافذة والحيطان حفيفها، وتكتب التاريخ بالصوت الخفيف ..في أيلول يلملم العشاق أدوات الصيف من مراسلاتهم، وتداهم لقاءاتهم زخات غير متوقعة، يدنو الليل باكرا ومتعبا مثل أب عائد من سفر…في أيلول..تحكم الستائر، ويطير تحت الشبابيك فتات رسائل، وكلمة احبك تائهة مع الريح الأقوى..تحت الشبابيك ..وفي مدامع النوافذ، مجرى #مطر_عتيق ذرف ذات مساء ..على حبيبة أو على وطن..او على صيف انقضى..

تحت الشبابيك..يمر موكب أيلول الجميل..

ahmedalzoubi@hotmail.com

أحمد حسن الزعبي

#78يوما

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#صحة_احمد_في_خطر

#سجين_الوطن

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. عودة مصطفى فغاغا
  • صلاة الاستخارة.. خطيب بالأوقاف يوضح حقائق مهمة لا يعرفها كثير من الناس
  • وزير التعليم: عدم دراسة اللغة العربية ستحرم ابنك من العمل في الصحافة والأدب
  • ليس الأطفال فقط.. فوائد حليب الأم تمتد للكبار أيضا
  • وزير الخارجية الأمريكي: ناقشنا مع الجانب المصري أيضا الخطط المتعلقة باليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة
  • بلينكن: مصر وأمريكا معا استطاعوا تحقيق تقدم في كثير من المجالات
  • في سوريا أيضاً... إنفجار أجهزة pager بعناصر حزب الله
  • دعاء خسوف القمر.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. تحت الشبابيك
  • تين هاج عن لقب البريميرليج: الكؤوس مهمة أيضا